القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 4
زعموا التطرف في هواك جهالة
زعموا التطرف في هواك جهالة / أكذا يكون الجاهل المتطرف
هذا فؤادي للخطوب دريئة / وأنا المعرض فيكم فاستهدفوا
أما هواك فذاك ملء جوانحي / تحنو على ذكراك فيه وتكلف
يا شعر نم على الشعور فكم وكم / نمت على زمر العواطف أحرف
هُزِّي بنصفِكِ واتركي نصفا
هُزِّي بنصفِكِ واتركي نصفا / لا تحذَري لقَوامكِ القصفا
فبحَسْبِ قدِّكِ أنْ تُسنِّدَه / هذي القلوبُ وإنْ شكتْ ضَعفا
أُعجبتُ منكِ بكلِّ جارحةٍ / وخصَصتُ منكِ جفونَك الوَطفا
عشررنَ طرفاً لو نُجمِّعها / ما قُسِّمتْ تقسيمَكِ الطرفا
تُرضينَ مُقترباً ومُبتعِداً / وتُخادعِينَ الصفَّ فالصفّا
أبديعةٌ ولأنتِ مُقبِلةً / تستجمعينَ اللُّطفَ والظَّرفا
ولأنتِ إنْ أدبرتِ مُبديةٌ / للعينِ أحسنَ ما ترى خَلْفا
هُزِّي لهم رِدفاً إذا رغِبوا / ودعي لنا ما جاورَ الرِّدفا
ملءُ العيونِ هما وخيرُهما / ما يملأُ العينينِ والكفّا
وكلاهما حسنٌ وخيرُهما / ما خفَّ محمِلُه وما شفّا
هذا يرفُّ فلا نُحِسُّ بهِ / ويهزُّنا هذا إذا رَفّا
وتصوّري أنْ قد أتتْ فُرَصٌ / تقضي بخطفِ كليهما خطفا
فبدفَّتَيهِ ذاكَ يُبهضنا / في حينَ ذاكَ لرقةٍ يخفى
ونَكِلُّ عن هذا فنَطْرَحُهُ / ونُحِلُّ هذا الجيبَ والرفا
ونزورُه صبحاً فنلثِمُهُ / ونَضُمُّهُ ونَشَمُّهُ ألفا
ونَبُلُّهُ بدمِ القلوبِ وإنْ / عزَّتْ ونُنعِشُهُ إذا جفا
نسجَ الربيع لها الرداء الضافي
نسجَ الربيع لها الرداء الضافي / وَهَمَتْ بها كفُّ الحيا الوكّافِ
فضَّت بها عذراءَ كلِ سحابة / خطرت فنبهتِ الهزار الغافي
قضّى الربيع بها ديون َ مصيفها / من سَح كل مُدرة الأخلاف
الحب ما ضَمِنت ضُلوع سمائها / للأرض لا ما يدعيه الجافي
قلب كما اتَّقدت لظىٍ جوانحٌ / رَعْدٌ وجَفْنٌ دائم التَّذراف
ان الذي قَسم الحظوظَ مواهباً / أعطى الربيع نِقابة الأرياف
وكأنما لبست به أعطافها / حُللا يُوشِّها الَّحاب ضوافي
وكأنما هَزَجُ الرعود إذا حَدّتْ / ركب َ السحاب بشائر الألطاف
وكأنما العُشبُ النضير خمائلٌ / ومن الورود لها طِراز وافي
وكأن مياسَّ الغُصون إذا انتشى / غِبَّ السحاب يُعبُّ صِرف سلاف
وكأن مختلف الورود صحائفٌ / فيها تُخط بدائع الأوصاف
وكأن خلاّق الطبيعة شاعرٌ / نَظَمَ الرياض قصائداً بقوافي
وتلبد الجو المغيم كأنه / قُطرٌ عرته سياسة الإجحاف
وكأنما الماء النمير مهند / للمَحْل تصقُله يد الإرهاف
وكأنه سَلَبَ الاصيلَ رداءه / او دسّ قرنَ الشمس في الأجراف
أين الصفي سرائراً وخلائقاً / يحكي لنا لُطْفَ النمير الصافي
مترقرقاً تلقى السماء بأرضه / لو لا خيالُ تشابك الصفصاف
وتخال ان لمعت حَصاهُ لآلئاً / تُجْلى بكف النيْقدِ الصرّاف
ترتد عنه الطير وهي مُليحة / مما عليه من الجلال الطافي
اوحى النسيم إليه أ عواصفاً / بعدي فأرجف خِشية الإرجاف
واهتاج حتى ود أن ضفافه / سالت فلم يُصبْحْ رهين ضفاف
ليت الذي قاد الزعازع ردّها / عن مثل هذا الجوهرِ الشفاف
الروضةُ الغناء مفرشُ لذتي / حيثُ الخيالُ مطَّرزُ الأفواف
تتساند الاعشاب في جَنَباتها / فترى القويَّ يَشُدُّ إزر ضعاف
باكرتُها والنجمُ متقدُ السنا / لِهثٌ وقد ضرب الدجى بسِجاف
والطيرُ يكتُم نطقه متحذراً / خوف انتباه الصبح للأسداف
حتى إذا ما الفجر حان نشوره / وسطا الصباح بجيشه الزحاف
خلعت عليه ذُكا ملاءة نورها / فتباشرت منها ربّى وفيافي
فاخذت انشدها وعندي هاجس / أخذ الهمومَ عليَّ من اطرافي
لو شاء من ضم الأزاهر لم تكن / لتعيثَ في الأكوان كف خلاف
وِلِما تزاحمت القوى وتهافتت / منها سِمانٌ لانتهاك عجاف
متكالبين كأنَّ رب لغاتهم / ماخط فيها لفظة الإنصاف
لو أن ألقاب الورى في قبضتي / حلَّ الوضيعُ محَلَّة الأشراف
لو كان في مال الغنىِّ لمعوزٍ / حق لسادت عيشه بكفاف
يسمو الغني على المُقل وعنده / ان الثراء قوادم وخوافي
عاثوا بشمل الاجتماع فحبذا / يومٌ يَعيث القصد بالإسراف
خير من الأشر الضنين صعالك / لا يسألون الناس بالألحاف
لِتبَجلِّ الناس الغنيَّ فانني / كلفٌ بتبجيل الفقير العافي
غَدرَ الصِبا وَوَفى الربيعُ لريفِه
غَدرَ الصِبا وَوَفى الربيعُ لريفِه / شتانَ بين أليفنا وأليفِه
عادت لتفويفِ الصبا أزهارهُ / أترى صبايَ يعود في تفويفه
سقياً لشرقيِّ الرُصافة اذ صَفَا / عيشٌ بمرتَبَع الهَوى ومَصيفه
من سفح دجلةَ حين رق نسيمهُ / سَحَراً وراقت دانيات قُطوفه
أحبابَنا في الكرخ هل من زورةٍ / لنَحيل جسم بالفراق نحيفه
أهوَى لأجلكُمُ العراقَ فمُنيتي / في قُربكم لاخصبِه أو ريفه
لي فيكُمُ قَمرٌ يُهيُّجني له / ان البِعادَ يَروعُنى بخُسوفه
ومسجفٌ لو لم يُحَجَّبْ كانَ مِن / زفراتِ أنفاسي بمثل سُجوفه
متنقلُ الأوفياء شْيَّعَ ركبَه / نَفسَي يُناطُ بسَيره ووُقوفه
يَلوي الوعودَ فلا تُزَرُّ جيوبهُ / إلاّ على نزْرِ الوفاء ضعيفه
ما الطيرُ حامَ على الغدير فراعَه / وحشٌ فظَّل يحوطهُ برفيفه
ظمآنَ لاوِردٌ سواه فَينثنى / عنه ولا يسطيع خوض مَخوفه
يوماً باولعَ من فؤادي إذ نأوا / عنه بمجدولِ القَوام رهيفه
لا تُنكروا قلبي الخَفوقَ فانما / هي مهجةٌ قد عُلِّقت بشُفوفه
ما هاجَ قلبَ الصبِّ الا الصدغُ في / تشويشَه والشَعرُ في تصفيفه
أرَّقْتَ طَرْفاً لم تَرِقَّ لقَرحه / وأخَفْتَ قلباً لم تُرَع لحفيفه
الله يشهدُ أنني القىَ الهوى / بلسانِ فاسقِه وقلبِ عفيفه
اني وإن كانَ التصابي هفوةً / مني وكم ساع لجلبِ حُتوفه
لأحِنُّ للعهد القديم صبابةً / كحنين إلفٍ نازحٍ لأليفه
ولئن سلوتُ ففي التهاني سلوةٌ / " بمحمد " صَفْوِ الندى وحليفه
يابن " الحسينِ" وانت تخلُف ذكرَه / أكرمْ بمخلوف مضى وخليفه
سرَّت ثراه بروقُ عرسِك فاغتدت / عنه وذكر هناكَ أُنسُ مخوفه
بك في " العلي " عن " الحسينِ " تصبرٌ / بممجدٍّ ثبتِ الجِنان رؤوفه
لا تُجهدنَّ الشعر يا نَظامَه / فصفاتُه تُغنيك عن تَوصيفه
جَمَّ النَدى أنساه عن عثراتهِ / في الجودِ بذلُ مئاتهِ وألوفه
طَرِبٌ يُغَنِّنيه سَميرُ ضيوفه / لا " معبدٌ " بثقيلِه وخفيفه
شَيِمٌ أنافَ تليدُها لطريفها / فسما بها بتليده وطريفه
يابنَ النبيِّ وتلك أشرفُ نسبةً / ومُضافُ مجدٍ ينتمى لمُضيفه
لم يُرغَم الحسّادُ الا مفخراً / أغناهُم التنزيل ُ عن تحريفه
شَرَفٌ محلّ الشهب دونَ مَحلِّه / ومُنيفُ بُرجِ الشمسِ دون مُنيفه
بيت به طاف العُفاةُ ففضلهُ / باد كفضل البيت في تَطويفه
يَغديكَ من ضربَت به المثلَ الورى / نُجلاً فقُرصُ الشمس قُرصُ رغيفه
سَحَّت عطاياه فما من ناظرٍ / الاتمنىَّ الطيفَ من مَعروفه
لو رام يمحو البخل عنه مُدافعٌ / عكفت طبيعتُه على تعنيفه
ويقولُ إن قالوا تصرف درهمٌ / ليت الجمودَ عَداهُ عن تصريفه
ولقد أراكَ ولليراعةِ مَرحٌ / في القول بين غريبِه ولطيفه
قَلَمٌ سقاهُ فيضُ كفِّك فالتقَت / بيضُ الأماني بين سودِ حُروفه
لدنٌ إذا ما الدهرُ جّد فهزَّة / في طِرسه تكفيكَ ردَّ صُروفه
ما جال في جَلبَات طِرسِكَ سابقاً / الا وجاءَ من النَدى برديفه
كم مُشكلٍ مُستَنبَط بدقيقهِ / وسمينِ خطبٍ مُذعنٍ لعجيفه
كالسيلِ في تحديرهِ والسيفِ في / تطبيقِه والرُمحِ في تثقيفه
وكأنه بين السُّطور مدِّبرٌ / للجيش اعَجَبه انتظامُ صُفوفه
معروفُ شعري في مديح محمدٍ / أزْرَت بدائعُه على " معروفه "
نَفَسٌ شأى نَفَسَ الكهول وإنما / ظَرْفُ الشباب يلوحُ في تفويفه
وقصائدٍ رَّقتْ فكان مدبُّها / كالخمر من ثَمِل القَوام نزيفه
أسِفَ الحسودُ بما علون وان أعِشْ / لأطَولنَّ بهن حزنَ أسيفه
إن زِينَ قومٌ بالقصيد فانني / باسمي يزانُ الشعرُ في تعريفه
دمتُم ودام المجد في تشريفه / جُوداً ودامَ الفضلُ في تأليفه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025