وطني رأيُتك في الربيعِ فعطرُهُ
وطني رأيُتك في الربيعِ فعطرُهُ / حولي شذاكَ برعشةٍ كتلهُّفي
ورأيتُ أيام الشبابِ بلا بلاً / غنت ونوراً شاقَ غيرَ مزيفِ
ورأيتُ أيامَ اغترابي كلهَّا / نبضَ العليلِ وخفقَ قلبِ الموجفِ
تتباطأ الأعوامُ وهي سريعةٌ / كخواطري ومريرةٌ كترشفُّى
أبداً أحن إليكَ غير مؤمل / حظاً سوى هذا الحنينِ المتلفِ
والمجدُ أن ألقاك حُراً رافلاً / بِعلاَكَ لا أرجوكَ يوماً مُنصفي
لا يرتَجى الأحرارُ يوماً مغنماً / غير العذابِ وغير كيدِ المرجفِ
في الروعِ لا ينسى الورى إيذاءهم / لكنَّهم ينسون عند المقصف
أهلاً بعطركَ لا أبالي بعده / أعرفتَ ما ضحيتُ أم لم تعرفِ
هو رجعُ أشواقي إليكَ تُعيده / شعراً على النسمات جدَّ مؤلفِ
قالوا جننتَ نعم جُننتث وقد غدا / ذاك الدخيل مضيعيِ ومعنفِّي
لا تنهروني إن ضحكتُ وقد بكى / حولي الربيعُ لغربتيِ وتَعففي
لاتنهروني إن بكيتُ وموطني / نهبٌ لكلِّ مُعربدٍ مُتفلسفِ
لا تنهروني إن شُغلتُ بحبه / رغمَ الجناةِ على دون تأسُّفِ
لا تنهروني إن حلمتُ بكل ما / عانيتُ فيه كأنهُ حظ الوفي
لا تنهروني عند نجواىَ فكم / أهفو لأوصافٍ له لم تُوصفِ
لا تنهروني حين خلتم أنَّنى / أغني بما حولي يَهشُّ وأكتفى
لا تنهروني إن يَلجَّ بي الهوىَ / فطغى كطغيانِ العذول الملحفِ
لا تنهروني إن تبلبل خاطري / فالكونُ من حولي قرينُ تشوفي
لا تنهروني قد رضيتُ تهدمي / وكأنني آثارُ قاعٍ صفصفِ
لا تنهروني وأسألوا عن لوعتي / أمِّي الطبيعةَ في أسىً وتلطُّفِ
لا تنهروني رُبَّ صخرٍ جاثمٍ / يرنو إلىَّ يود لو هو مُسعفيِ