المجموع : 11
دهرٌ علا قدرُ الوضيع به
دهرٌ علا قدرُ الوضيع به / وهوى الشريف يحطُّهُ شرَفُهْ
كالبحر يرسب فيه لؤلؤُهُ / سفلاً وتطفو فوقه جيَفُهْ
فاصبر على هول الخطوب لها / قلب نماه إلى العلا سلفه
لا مظهراً في عقب نائبة / أسفاً وليس يقوده شعفه
طوع الصديق يقود ربقته / لا بُطؤه يخشى ولا عُنفه
نِكْل العدوِّ يرى به أسفاً / جهماً عبوساً موحشاً كنفه
فلقلَّ ما أنحت على أحدٍ / بالجور إلا سوف تنتصفه
بات الأمير وبات بدر سمائنا
بات الأمير وبات بدر سمائنا / هذا يودعنا وهذا يكسفُ
قمر رأى قمراً يجود بنفسه / فبكى عليه بعبرة لا تَذرِفُ
لهفي لفقد محمد من هالك / ولمثله يتلهف المتلهف
فتكت به الأيام وهي عليمة / أن سوف تتلف منه ما لا تخلف
ورمته إذ وضع السلاح وطال ما / هابته وهو لنبلها مستهدف
أجدر بمغترٍّ بعيش خانه / أن لا يزخرفه لديه مزخرف
الشيب أحلم والشبيبة أظرفُ
الشيب أحلم والشبيبة أظرفُ / والرشد أسلم والغواية أترفُ
ذهب الشباب فبان ما لا يرتجى / وأتى المشيب فجاء ما لا يصرف
وكلاهما لا بد منه لمن نجا / من أن يعاجله ردى مستسلف
والمرء أما من مخاوف دهره / فحرىً وأما بالمنى فمسوِّف
ولربما عدلت عليك صروفه / فأصابك المأمول والمتخوف
أصبحت أنظر في الأمور فأجتوي / منها عيوب عواقب تتكشف
والشيب أغراني بذاك ولم يزل / يغري الغوي برشده ويعنِّف
عجباً لذمي ما يزيد هدايتي / غضباً لآخر كان بي يتعسف
سقت الشباب سجال غيث وكف / يروينه وسجال دمع ذُرَّف
وأظل أزماناً خلت ومعاهداً / ورقٌ تظلُّ غصونه تتعطّف
أيام ينسيني الخطوب وذكرها / شرخُ الشبيبة والصبا والقرقف
يا ليت شعري والحوادث جمة
يا ليت شعري والحوادث جمة / أرضيت من بعد الندى بحليفِ
لا يُلفَ وعدك والبنفسج كاسمه / في حلية التنكير والتصحيفِ
وقف الهوى بك بعد طول وجيفِهِ
وقف الهوى بك بعد طول وجيفِهِ / وأفاق من يلحاك من تعنيفِهِ
ولقد يروقك بارتجاج نبيله / قمر النساء وباهتزاز قضيفِهِ
قَبحَ الهوى ملكُ السماء فلم يزل / دَيناً يدين قويه لضعيفه
ولحا الصِّبا بعد المشيب فإنه / شأوٌ يريك الحرَّ خلفَ وصيفه
يا جارتي أودى بياضُ مُسرَّحي / وبريقه بسواده ورفيفه
والشيب ضيف لايزال موكّلا / بمعقَّةٍ ومساءةٍ لمُضيفه
وأرى قوامي لج في تقويسه / ولقد يلج اللين في تعطيفه
إن يحمني بيض المشيب وشيبه / مرعاي من بيض الشباب وهيفه
أو يقرني دهري مذيقَ حليبه / فلقد قراني من وَريَّ سديفه
ومُنعَّمٍ كالماء يشفي ذا الصدى / كشفائه ويشفُّ مثل شفيفه
ممن له حسن الرحيق وطيبه / ومراحُ شاربِه ومشيُ تريفه
تلقى جنى التفاح في وجناته / وترى جنى العنّاب في تطريفه
متَّعتُ منه مسامعي ومراشفي / بنثير لؤلؤِهِ وماء رصيفه
رويت سامعتي من ترجيعه / بيتَيْ زيادٍ في سقوط نصيفه
وطفقت أرشف ريقه عن ثغره / حتى شفيت جوى الهوى برشيفه
فالآن بدل صحوه من لهوه / لاه وطول عزوفه بعزيفه
أنَّى لذي شيب نسيمُ نسيمه / أنى له التتريف من تنزيفه
نسخ الزمان سخافة بحصافة / فأتى حصيف الرأي دون سخيفه
وطوى المشيب تغزلي بتجملي / فطوى لذيد تمتعي بعفيفه
ما زال مرتاد الزمان مطوِّفاً / حتى أصاب الرشد في تطويفه
عفَّى بإسماعيل في شيبانه / ما كان من حَجَّاجه وثقيفه
لبس الزمانُ من الوزير وعهده / برداً تحار العين من تفويفه
ناهيك من حسن الرواء جميله / عفِّ المغيب لدى الخلاء نظيفه
أو ليس تطريف الزمان بمثله / ما شئت أو ما شاء من تطريفه
خُصَّ الوزير ببيت مجد زاده / بيديه تشريفاً على تشريفه
لو لم يُسقَّف بالسماء بناؤه / عجزت ظلال المزن عن تسقيفه
يا حاسباً حسب الوزير وحقُّهُ / أن يعجز الحساب عن تنصيفه
أنى تروم يداك إحصاء الحصى / ويداه دائبتان في تضعيفه
لم يخل دهر فيه إسماعيله / من أمن خائفه وخوف مخيفه
منجاةُ هاربه محل طريده / منهاة طالبه غياث لهيفه
قدر يبور المترفون بسيفه / بحر يلوذ المعتفون بِسِيفه
وهب الزمان له فضائل نفسه / ورجاله فحكاه في تصريفه
لا حزم قشعَمِهِ تراه يفوته / في النائبات ولا شذى غطريفه
وكأنما إشراقه وسماحه / إغداق مشتاه وصحو مصيفه
وترى له نعماً كجوِّ ربيعه / وكروضه وكطيِّبات خريفه
بسطت يداه العدل في سلطانه / حتى استوى بدنيِّه وشريفه
جُزِي الوزير عن الرعية صالحاً / بنواله والرفق في تثقيفه
يعد العقوبة فهي في تأخيرِهِ / ويرى المثوبة فهي من تسليفه
يا سائلي عن جوده بجزيله / ورضاه من شكر امرئ بطفيفه
أضحى حليفاً للسماح ولم يكن / ليراه ربك غادراً بحليفه
نغدو بمدح فيه أيسرُ حقِّه / فنحوز كل تليده وطريفه
واسوأتي والله من تطفيفه / إذ لا تخاف هناك من تطفيفه
نمتاحه والجور في توظيفنا / ويسوسنا والعدل في توظيفه
متطول نشتط في تكليفنا / أبداً ولا يشتط في تكليفه
أمواله وقف على تثقيلنا / وثناؤنا وقف على تخفيفه
وبه نحوك الشعر فيه لأننا / تبع لمفتقر الفعال مَقِيفه
يبني العلا ونقول فيه فإنما / تأليفنا يُحذى على تأليفه
عجباً له أنى يثيب معاشراً / يتعلمون الشعر من توقيفه
كم جاد فيه من مديح لم يجد / عن نحت شاعره ولا تحذيفه
غيث نعيش بصوبه ونرى العدى / ضعفين تحت لهيبه ورجيفه
متبادرين قصيفه بوميضه / متناذرين حريقه بقصيفه
ليث تراعى الوحش حول حريمه / وترى الأسود مجانبات غريفه
متبادراتِ دليفِه بزئيره / متناذرات وثوبه بدليفه
كم قد نجا منه الرفيق وما نجا / منه العنيف بلفِّه ولفيفه
كالريح والزرعُ استكان لمرِّها / وعتت فلم تقدر على تقصيفه
وتماتن الجزع الأبيُّ مهزُّه / فأتت عليه ولم تُرَع بحفيفه
ملك تضمن لي بلوغ محبتي / عند اعتلال الدهر أو تخويفه
فإذا رهبت أقلني في ربعه / وإذا رغبت أحلني في ريفه
ما قلت فيه كأنَّ إلا أعوزت / أشباهه فعجزت عن تكييفه
لكنني استفرغت في تشبيهه / جهد المطيق وحدت عن تحريفه
فأريت معناه العقول كما يُرى / معنى كلام المرء في تصحيفه
ولواصف في جملة من وصفه / شغلٌ لعمر أبيك عن تصنيفه
يا من إذا ناديته بصفاته / دون اسمه بالغت في تعريفه
كم ظلِّ يأسٍ مطبق كشَّفته / عند اعتقاد اليأس من تكشيفه
بك طِيف تدبيرٌ يكيِّف لطفه / سداً صلاح الناس في تكييفه
يبني الكثيف من اللطيف وإنما / تكثيف ذي التحصين من تلطيفه
متخصّراً قلماً نحيفاً جسمه / في وزن ضخم الشأن غير نحيفه
لله أي مصدَّرٍ ومردَّفٍ / يهتز بين ثقيله وخفيفه
ناهيك من صدر ومن تسنينه / ناهيك من ردف ومن تسنيفه
كُسِي المهابة كلها بغنائه / في كل نازل مضلعٍ ومُطيفه
فترى السنان يلوح في تصديره / وترى الحسام يلوح في ترديفه
وظليمِ أسفارٍ إذا افترش الفلا / بارى الظليم فزفَّ مثل زفيفه
كلَّفتُه حملي إليك فخفَّ بي / وابتاع خطوته بقرب أليفه
يممت وجهك أهتدي بنجومه / عند احتشاد الليل في تسجيفه
وصدرت عما قال فيك مجرِّبٌ / لا عن مقالة عائفٍ ومعيفه
ومؤمَّل أغنيته ومؤمِّلٍ / رجَّى غناك لججت في تسويفه
لم تأل في تقديم مالك غائظاً / لمسابق لم تأل في تخليفه
فاسلم وكن أبداً أمام عنانه / سبقاً وكن عُمراً وراء رديفه
وأما وأشراف الرجال أليَّةً / من مخلص يغنيك عن تحليفه
ليُشنِّفنَّهُمُ بمدحك صائغٌ / لا تكبر الآذان عن تشنيفه
دنيا علا شأن الوضيع بها
دنيا علا شأن الوضيع بها / وهوى الشريف يحطه شرفُهْ
كالبحر يرسب فيه لؤلؤه / سفلاً وتطفو فوقه جيفُهْ
فاصبر على هول الخطوب لها / قلبٌ نماه إلى العلا سلَفُهْ
لا مظهراً في عقب نائبة / أسفاً وليس يقوده شغفه
طوع الصديق يقود ربقته / لا بطؤه يُخشى ولا عنفه
نكل العدو يرى به أسفاً / جهماً عبوساً موحشاً كنفه
فلقل ما أنحت على أحد / بالجور إلا سوف تنتصفه
يا أيها النفر الذين تعجبوا
يا أيها النفر الذين تعجبوا / من قصة امرأة العزيز ويوسفِ
هاتيكم فتنت بأحسن من مشى / ممن عرفناه ومن لم نعرف
وبحقها وبحقه فتنت به / أنثى وأغيد كالقضيب الأهيف
فدعوا التعجّب منهما وتعجبوا / من قشعمين كلاهما كالأسقف
فتن المهرَّم بالمشيَّخ منهما / قل لي فأية طرفة لم أُطرف
بايتُّه في بيته فأملَّني / يشكو إليَّ هوى عميد مُدنَف
شيخ يراود مثله وكلاهما / قد زحزح السبعين عنه بنيِّف
ما زال ينشرني ويلثم فيشتي / حتى ركبت قرا حمار أعجف
كشَّفتُ منه ثيابه عن سوءة / شوهاء شقت عن عجان أعرف
وكأن شيب عجانه حول استه / بدد الخليط على جوانب معلف
قاسيت منه ليلة مذكورة / لولا دفاع الله لم تتكشَّف
فكأن ليلته علي لطولها / باتت تمخَّضُ عن صباح الموقف
إن اليزيديين قوم أحرزوا
إن اليزيديين قوم أحرزوا / إرث الخلافة ليس فيه خلافُ
قوم عناقفهم لحىً ولحاهمُ / ريح ولكن العقول ضعاف
الزب ربٌّ للنسا
الزب ربٌّ للنسا / ء يمقنه ويخفنَهُ
أصبحن يستجلينه / جداً وتستنطِفنه
أعظمنه فدعونه / ربّاً وإن صحَّفنه
لو يستطعن أكلنه / من شهوة ورشفنه
قد قلت إذ مدحوا الحياة فأكثروا
قد قلت إذ مدحوا الحياة فأكثروا / للموت ألف فضيلة لا تعرفُ
فيه أمان لقائه بلقائه / وفراق كل معاشرلا ينصفُ
قل للذين مدحتهم فكأنما
قل للذين مدحتهم فكأنما / مسخوا كلاباً غير ذات خلاقِ
ردُّوا عليَّ صحائفاً سودتها / فيكم بلا حق ولا استحقاقِ
ما كان مثلي مادحاً أمثالكم / لولا اتهامي ضامن الأرزاق
أسخطت خلّاق البرية فيكم / فبلغتمُ مني رضى الخلاق
أغرقت في نزعي لكم ولربما / حُرِمَ الرماةُ الصيد بالإغراق