المجموع : 3
عبث الدلال فهز مائس عطفه
عبث الدلال فهز مائس عطفه / وطغى الصبا فارتج مائج ردفه
فالبان يقصفه تميل غصنه / والرمل ينسفه تهيل حقفه
فضح الغزال وهو بدر محاسن / خرقت أشعته غمامة سجفه
كان الهلال فعاد بدراً كاملاً / لما أماط نضفيه عن نصفه
ووافتر عن در تشنف مثله / فتشابهاً والكل راق بوصفه
وافت تقرطه الثريا مثلما / وقف الهلال يريد رتبة وقفه
رشأ يلاعبه الرشا في جيده / تلعاً ويستر عنه أحمش ظلفه
يرعى بحبات القلوب وينثني / بالورد من خديه خشية قطفه
ما اعتاده عصف الصبا فأماده / إلا وطار القلب خشية قصفه
فغدت مطارحة العتاب تهزه / وغدوت أرفق ما استمر بهتفه
أشكو إليه كما تشكى خصره / من حبه لا من تحمل ردفه
كل تحمل فوق غاية جهده / منه وكل مجهد في ضعفه
حملت خصرك مثل ما حملتني / وكذاك ما لم تكفني لم تكفه
يا أيها المجتاز أجواز الفلا / رسم السرى فيها بمزبر حرفه
لم تبد شارقة تلوح أمامها / إلا وعاد مكانها من خلفه
ترتد رائضة القياد إذا التوى / من قبل أن يرتد شاخص طرفه
إن جزت أسنمة العقيق من الحمى / فقف المطي فثم أحجى وقفه
وانشد برامة عن فؤادي سربها / فالسرب أدرى في مراتع خشفه
قسماً بلفتة جيدة وبطرفه / وبغصن قامته وبوة ردفه
وبمرسل من شعره وعقاصه / ومرتب من نشره أو لفه
وبخده وبورده وبشمه / وبثغره وبخمره وبرشفه
ما كنت أحسبني أبت حباله / أو أن الفاً يلتوي عن الفه
فرض الغرام على المحب المدنف
فرض الغرام على المحب المدنف / حج المنازل مألفاً في مألف
فبكل مصقول الشبيبة مترف /
قف في ديارهم أعز الموقف / إن الديار محصبي ومعرفي
لهم مقام بالحطيم مدرس / مأوى الحجاج الديار ومحبس
عرس به يا سعد فهو معرس /
واخلع نعالك فالمقام مقدس / واسع بمنعرج اللواء وطوف
واحرم ولب واعتمر في جمعهم / اذكر ربارب سرحهم في جمعهم
واتل بذكرك آية في شرعهم /
واحجج بأبناء الغرام لربعهم / واربع على دمن الخليط وخيف
طف مثلثاً بالدراسات ومربعا / نبك مصيفاً للخليط ومربعا
فبأجرع الغورين بورك أجرعا /
قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا / لما طربت لدى الحمام الهتف
يا صاحبي ترتلاً وترنما / وبمألف السر بين منا أن جزتما
عوجا صدور اليعملات وسلما /
فبمألف السر بين من قنن الحمى / بالغور حياه الحيا من مألف
قلب تعلق بالحمول وزمزما / إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما
ترميه أقواس التفرق اسهما /
قلب توزعه الصبابة اسهماً / في كل خدر ظاعن أو نفنف
يشكو تتابع نبلة في نبلة / من قوس جائرة النوى أو مقلة
وقد استقلت عيسهم في رحلة /
ملكته ويح الشوق كل ربحلة / خصت بحسن للضياغم متلف
برزت أميراً في جيوش متونها / لو لم يفض بالحب غرب شؤنها
وتدرعت بالشعر فوق متونها /
تستل عضباً من مريض جفونها / ينبيك عن حد الحسام المرهف
أخذت سلاح الحب عن فتيانه / فتسل عضباً ريع من سطواته
أسد العرينة في ذرى هضباته /
وتهز لدنا قد شكت وخزاته / كبدي كهز الذابل المتقصف
ظلت قلوب العاشقين خلالها / تشكو سهام جفونها ونصالها
هل كيف زجرت بالقصي نبالها /
بيضاء قد صبغ الحياء جمالها / بمعصفر من لونها ومفوف
اللَه من أدما بسفح رباعها / برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها
وقف الغراء بمنحني أضلاعها /
قد خد منها الخد يوم وداعها / بدموع طرفٍ للتفرق مطرف
للَه شاكية الفراق لدهرها / سجرت صباوتها الضلوع بجمرها
فإذا وجفن ضلوعها من سجرها /
جعلت يديها في جناجن صدرها / خوفاً على تلك الضلوع الريف
أدرت أميمة إذ حدا بنياقها / حاد حديت القلب خلف حقاقها
إني بعيد وداعها وعناقها /
لي غلة لا تنطفي لفراقها / أي والهوى لي غلة لا تنطفي
يوري بتذكار الترحل زندها / حرى يوجج نار حزن بعدها
بضلوع مضني لا يبارح وجدها /
وغذا تأجج بالأضالع وقدها / أرسلت منهمر الدموع الوكف
قد ضاق في عيني واسع رحبها / لما تجاوبت الحداة بركبها
فبحق هاتيك البطاح وسربها /
كن منصفي يا عاذلي في حبها / في حبها يا عاذلي كن مصفي
خفت رواتكها كراشق نصلها / تطوي الفلا من حزنها أو سهلها
فإذا تغنى سائق في رحالها /
رقصت أيادي الراتكات بأهلها / رقصات منهز المعاطف هيف
بأبي القلائص بالخليط نوازحا / تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا
قد زج مهن الحداة طلائحاً /
ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً / من أهل عقد وقاع صعضف
لم يبق لي بعد الخليط تصبراً / ولتلك أعضائي مقطعة العرى
وأنا الفدا للظاعنين تنفرا /
خبت رواحلهم تهش إلى السرى / في كل مصقول الشبيبة مترف
فبقيت أبكي في لوى فلواتهم / أطلاهم من مهجتي وحياتهم
أدروا وقد طربو الرجع حداتهم /
أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم / يكبي المنازل في عيون ذرف
ظعن الخليط وشب ورى زناده / بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده
ومتى يمل الدمع من لبعاده /
يجد الدامع من هتون عهاده / أصفى شراباً من سلاف القرقف
يغني النهار بلوعة في لوعة / تذكو بسائل دمعة في دمعة
وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة /
يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة / بنواح ساجعة الحمام الهتف
لما غدوتم للتفرق مغنماً / عللت نفسي بالوصال لعلما
يشفي التعلل بالوصال متيما /
عرضت فيكم يا أحبة بعدما / صرحت خوفاً من ملام معنف
هام الفؤاد وناظري ما هو ما / خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لما أغار الدهر فيك واتهما /
شأني أبيت مرقرقاً شأني دما / أعرف شأني فيك أم لم تعرف
قد شط عن مضني هواك رقاده / إذ بات مفترشاً لديك قتاده
قلقاً لبين الظاغين وساده /
متلهفاً يشجي الخلي فؤاده / في طول ترجيع وطول تلهف
عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا / أأسر لاحي حبه أم أعلنا
يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا /
قد رمت أمحضك الوداد وها أنا / لم يثنني عما أروم معنفي
أصبحت في غير الهوى لم أبتذل / أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل
ينبيك عما قلت دمع منهمل /
فامنن وجد واسمح واعطف وصل / وارفق وبادر بالزيارة واسعف
جفت الجفون رقادها لما جفا / وصفا الوداد ووده ما إن صفا
أدعوك متبول الحشا متلهفا /
يا متلفي كن واصلي بعد الجفا / بعد الجفا كن واصلي يا متلفي
أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا / لما غدا روض الصبابة ممرعا
وشربت من جفني المسهد أدمعا /
للَه ريم رام قلبي مرتعا / والورد من وجناته لم يقطف
ووضئ وجه إن ظلام أردنا / ما شاقه قمر تبلج موهنا
ألا تردى من حياه الديجنا /
وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى / في طير قلب بالضلوع مرفرف
ألفت لاعج حبه بتردد / فذوت رياض تصبري وتجلدي
وانا الفداء لشادن متنهد /
بددت فيه الصبراي تبدد / لما غدوت بلاعج متألف
أني كلفت بحبه عن غيره / والحب لا يبقي قوادم طيره
اللَه من ظبي بسفح غويره /
لو شام منه الثغر راهب ديره / لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف
وغدا أصماً لو رآك مشنفا / لم يصغ للاحي ألح وعنفا
واجتاز عن سبل النقا وتعسفا /
ورمى المدارع لو رآك مهفهفا / في برد حسن بالشباب مفوف
كم بت من حرم الغرام بجذوة / مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة
أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي /
يا مر جفي في حبه من جفوة / من جفوة في حبه يا مرجفي
أشكو الصبابة في تضرم وقدها / وبدا لعيني هولها في حدها
ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها /
ضعفت متوني عن تحمل بردها / والقلب عن حمل الهوى لم يضف
يا بارقاً بين الغوير وبارق / حييت من زور تلوح وبارق
قل للخليط عدتك أيدي طارق /
كن مسعفي بخيال طيف طارق / قد قل في حكم الصبابة مسعفي
نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى / واشتاق قلبي في تشوقه الهوى
وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى /
وقد استقل بركبه حادي النوى / وأغار في قلب اللهوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا / خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا
قد ضم شيقهم عناقاً شيقا /
كشح إلى كشح تقارب والتقى / بعد التباعد مرشفاً من مرشف
زموا ففاض الدمع مني راجسا / والواحد قد أورى لدى مقابسا
أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا /
يا سائق الأظعان عرج حابساً / بالركب وارحم حسرتي وتلهفي
حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم / من ظاعن مخلف بدريسهم
عند الوداع ومهجتي برسيسهم /
حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم / والدمع يسفحه الحياء بمطرفي
هل ضمة لغصونهم هل ضمة / ام هل لنشر القرب منهم شمة
أدعو وأجفان البكا منهمة /
يا ليت شعري والحوادث جمة / تعدو علي بصارم ومثقف
ملكته يوم البين أجناد الجوى / وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى
هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى /
أم ينصف المشتاق من بعد النوى / من كان من قبل النوى لم ينصف
أنجدت في صد وقلبي متهم / قد ضمه ليل لصدك مظلم
ولكم أقول ومهجتي تتضرم /
أني على الود المقيم مخيم / لم ألف عنه مساعة من مصرف
أغدو بدمع للتباعد دافق / وفؤاد مضني بالأضالع خافق
أصفيت حتى لست فيه بماذق /
دائي عضال من تجن صادق / في وده فعسى بقربي يشتفي
عاتبتني لما جنيت جناية / أسمعت مني في هواك حكاية
قد حدت عن طرق الوداد غواية /
أرأيت هل يبدي الوداد هداية / لمجانب عن طرقة متعسف
قسماً بما ضم الحمى من ديمة / تسبي الجآذر في تلفت ظبية
كلا وإن أبديت صدق آلية /
قسماً برب الراقصات وفتية / تخذت غواربها مصيف مصيف
وبمجرمين تطوفوا من شرعه / وبكل من لبى بواكف دمعه
وبحي ذياك المقام وجمعه /
وبذي المشاعر والمقام وجمعه / وبكل حبر بالحجيج مخيف
وبمن تطاوف للتطوف خطوه / وبمن سما أوج الكواكب شأوه
خير البرية والمعلى صنوه /
للود ما يرنق صفوه / في طول إعراض وطول تخلف
هذا كتاب المجد مصحفه
هذا كتاب المجد مصحفه / ومآل وحي الفضل مألفه
فدلائل الأعجاز أسطره / وقلائد العقيان أحرفه
هذا المفضل باسم منشئه / وهو المفضل إذ تصحفه
كالفلك تشحنه غرائبه / فيشق لج الفكر مجدفه
متضوعاً كالروض باكره / صوب الغمام فراق زخرفه
كالماء بالرصف اصطبحت به / أو عقد غانية ترصفه
ودت عيوني لو تكون فما / تحسو سلافته وترشفه
ويود سمعي لو يكون يداً / لينال زهراً منه يقطفه
فاسأل به إن شئت ذا أدب / فميز الدينار صيرفه
وكأنه لعموم مادحه / سيان حاسده ومنصفه
يا أيها العلوي حزت علاً / ما استطاع حصراً من يوصفه
للَه من قلم كتبت به / وأنامل أخذت تصرفه
وبسحر بابل قد أتى ويرى / ثعبان موسى ليس يلقفه
يصل المحابر وهي تظمئه / ويصد عنها وهي ترشفه
متوقف ما لم يعل فما / فإذا أعل يقل موقفه
ظام فإن شرب المدام مشى / للطرس يلقيه ويقذفه
وكأنه لدقيق قامته / صب نحيف الجسم مدنفه
عادي المناكب لا يخاط له / برد ولا مما يفوفه
لا يعلم السر المصون وقد / ينبيك عن سر ويكشفه
جم اللغات لسانه ذرب / لا يختشي مما يحرفه
متكلم بالحق مؤتمن / ما صح عنه ما يصحفه
ومبين ما لا يبين له / ومعرف ما ليس يعرفه