فضح الأراكة بالقوام الأهيف
فضح الأراكة بالقوام الأهيف / وسبى الغزالة بالجمال اليوسفي
فرد المحاسن ما تثنى أو رنا / إلا سطا بمهند ومثقف
في كل قلب من هواه لواعج / تجري اللهيب مع الدموع الذرف
فارقت صبري من تواصل هجره / يا غصن مالك لم تجد بتعطف
فارقتني من غير ذنب فاغتدى / قلبي يحدثني بأنك متلفي
فوحق حسنك لن أميل إلى السوى / ولقد علمت شمائلي وتعففي
فاسمح فديتك باللقا عطفا على / صب عثرت به على الخل الوفي
فلقد أذبت شغاف قلبي بالأسى / وتركت جسمي فوق حد المدنف
فإلى متى يا هاجري إن كنت قد / آليت أنك قاتلي فتلطف
فأنا الذي أهوى الشهادة في الهوى / لكنني أخشى شمات معنفي
فأودها بهوى الرفاعي حيث لا / لاح سوى من يغبطون تشرفي
فهو الذي تحيا قلوب قد قضت / في حبه فعلى الحياة تلهفي
فذ الفضائل بين أملاك العلى / شيخ العواجز ناصر المستضعف
فاضت مناهل جوده بين الورى / حتى هممنا أن نقول لها قفي
فلك الكمال زهى بزهر خلاله / فغدت عيون الشهب عنها تنكفي
في كل فج من أشعة رشده / نور به عن كل ضوء نكتفي
فاق الورى عزا بنعمة لثمه / يمنى الرسول ونال ما لم يوصف
فغدا لعقد الأولياء يتيمة / واحتل في الأغواث أعلى رفرف
فالكل نحو علائه بتطلع / لكن تقاصر عنه شوط المقتفي
فرض التواضع في سلوك طريقه / فرض التطهر قصد مس المصحف
فزنا بكأس من سلافتها فلا / عاشت سلاف بعد هذي القرقف
فهي التي تشفي صدور أولي التقى / وأخو الجهالة في ضناه فلا شفي
فيها يلذ العيش في الدنيا لنا / وبها نوقي هول يوم الموقف
فإليك يا شيخ الوجود يطيب لي / إهداء در ثنائي المترصف
فلأنت أكرم من أجاز وخير من / جازى بخير يا غياث المعتفي
فلذاك قد هنأت فيك قصائدي / وهززت في برد التفاخر معطفي
فامنن بحقك بالقبول لمخلص / في حبكم طبعا بغير تكلف
قفزت به الآمال نحوك تبتغي / نيل الوعود وأنت أوفى من يفي
فأنل وزدني من نداك فإن لي / طمعا به فبنذره لن أكتفي