المجموع : 3
ما خفتُ أن يَطغى هواكَ فقد طغى
ما خفتُ أن يَطغى هواكَ فقد طغى / وشغلتَ أحشاءً أبتْ أن تَفْرُغا
لم تألُ أن راغتْ بعهدكمُ النوى / لا درَّ درُّ نواكُم ما أرْوَغا
لله عَيشُكِ يا لياليَ تُوضَحٍ / ما كان أنضر عَيشَكنَّ وأرفَغا
لا ينزعنْ بيني وبين صبابتي / عَذلٌ فليس بِرادعي إن يَنزِغا
أسَلُ المنازلَ والسؤالُ مُسَوَّغٌ / فيهنَّ لو كان الجوابُ مُسَوَّغا
ومن العجائب أن يخاطِبَ أخرسا / من ليس يَنشَدُ أن يخاطِبَ ألثغا
أحُشاشَةَ الرَّبعِ الذش نَاغَيْتُه / فنغى البلى عنه وَحَقَّاً ما نغى
أين الأولى نَعَبَ الغرابُ بِبَيْنِهِمْ / فكأَنَّ بكرَ ثمودَ بينهمُ رغا
لبسوا ثيابَ الهجرِ سوداً بعدما / لبسوا الوصالَ مُفَرَّعاً ومُثَمَّغا
لا تمسِ للحدثانِ مِشْيَةَ ظالعٍ / ما أَظمأ الحدثانُ إلا رَبَّغَا
بينا الهوادي لا تُرامُ تطاولاً / حتى تُرامَ لدى المطالبِ أَرْسُغا
الحظُّ يوشغُ للأديب فما الذي / أنكرت مني أنَّ حظِّيَ أوْشَغا
والحال رُبَّتما تكون مُعَضَّلاً / تُمَّتْ تحولُ إذا تَحولُ مُسَبَّغا
دبغتْ خلائقيَ الخطوبَ ولن ترى / بَشَر الأديمِ يطيبُ حتى يُدْيغا
وحملتُ أعباءَ الأمورِ وقلَّ مَنْ / حمل الذي حُمَّلْتُه إلا صَغَا
أنا للصروفِ لأدمغنَّ صَفاتَها / بيدٍ تكفُّ صفاتَها أنْ تدمغا
بأغرٍّ ما انصابَتْ لأزْلٍ كفُّهُ / إلا استحال الأزْلُ فيها أهْيَغا
من لا يَكدّ السمعَ إلا في نثاً / يفترُّ عن آلائهِ أو في وغى
يا باغيَ العباسِ جاراً نلتَ ما / يُغْنِي سواكَ لدى سواه إذا ابتغى
هل كنتما إلا كجارَيْ ثَلَّةٍ / هذا اصطفى الحَلَبَ الصريحَ وذا ارتغى
إن الأميرَ إذا الليالي بالغت / في الحيفِ عاقبَها نداهُ فأبلغا
فشفى بدرياقِ الثراءِ لديغَها / وَحَماهُ آخرَ دَهْرِه أنْ يُلْدَغا
أَنّى يُطاوِلُ مَنْ كَيْغْلَغُ جَدُّه / أو من أبوه أحمدُ بنُ كَيْغْلَغَا
شِمْ سَيْبَهُ وَشِمِ السحائبَ تَلْقها / أضْفَى عليكَ من السحابِ وأسبغا
ما إِن غدا يهوى العلى متشاغلاً / حتى غدا لهوى العُلى مُتَفَرِّغا
لا يرتضي عُرْفاً أغرَّ محجَّلاً / حتى يُرى ذين أَنبطَ أصْبغَا
فإذا جنى المعروفِ في غصن امرئٍ / أفغى أمنتُ على جَناه من الفغى
لم يهتبلْ غُلَواءُ عيشِكَ كَنزَهُ / إلا أفاءَ عليك عيشاً بُرزُغا
في جوده بغيٌ على أمواله / مَن ذا رأى جوداً على مالٍ بغى
يا ثالثَ القمرين نلتَ مداهما / فبلغت ما بلغا وما لم يبلغا
كم قسطلٍ كالطَّود إِلا أنَّه / أحمى عرانيناً وأحسنُ أرفُغا
قد رنّقتْ فيه عُقابُ منيَّةٍ / ما إن بها فَتَخٌ يُحَسُّ ولا شَغا
غادرتَ زَعْفاً بالرماح ممزَّقاً / فيه وَتَرْكاً بالسيوف مُفدَّغا
لما اجتليتَ البيضَ لم يلبثنَ أن / عَوَّضْتَهنَّ من البياض مُصبَّغا
بيدٍ تقيمُ صَغا الليالي كلما / آدت جوانبَهُنَّ أعباءُ الصغا
هذا وكم متمرِّغٍ في غيِّه / أضحى على فُرُش الردى متمرِّغا
حثَّ الزئيرَ إليك إلا أنه / لما رآك زأرتَ عن عُفرٍ ثغا
أوردتَ نُغنُغه المهنَّدَ جاعلاً / من بعد ذاك له المثقَّف نُغنغا
وَمَقامَةٍ لا تنطوي جَنَباتها / إلا على لُقِنٍ أصمَّ عن اللَّغا
ما إن يني لقمانُ فيها أخرقاً / بل لا يني سحبانُ فيها ألثغا
كان انتظار بلوغ رأيك عندها / مثل انتظار الشمس حتى تبزغا
يفري دجى الشُّهُبات عن طاوي الحشا / ماضٍ إذا النصلُ المجرَّد تغتغا
ما كاد نابُ الدهر يمضغُ عوده / إلا رآه أمرَّ منْ أن يُمْضغا
كالأفعوانِ إذا تبيَّغَ ريقُهُ / خلنا به السمَّ الذعافَ تبيّغا
أولغتَهُ تامورَ كلِّ عظيمة / مستصعبٍ تامورُها أنْ يولغا
أنّى يُقَصِّر عن بلوغِ مَرَامِهِ / مَنْ كنتَ أنت له إليه مبلِّغا
نعم الظهيرُ المبتغي مندوحةً / في المجد لمّا ضاق عنه المبتغى
فعليك مدُ مقرِّظٍ نشَغَتْ به / هممٌ إِليك سبيلُها إن تَنْشغا
ما إن تزالُ تصوغُ حَلْيَ قلائدٍ / فأتَتْ صياغةُ حليهِنَّ الصوَّغا
لو كان نابغتا معدٍّ أُخبرا / بمكانه لاستحييا أَنْ يَنْبِغَا
لله مَلبَسُ زينةٍ ما أسبَغَهْ
لله مَلبَسُ زينةٍ ما أسبَغَهْ / لبست مُفوَّفَهُ الرُّبى وَمُثَمَّغَهْ
نشوانُ من كاس الندى متأطِّرٌ / من حيث جمَّشه النسيمُ ودغدغه
وممرَّغ الأغصان بين ثرىً غدت / منه على المسك السَّحيق ممرَّعه
ألوان زهرٍ ليس يَجهل قدرَها / إلا امرؤٌ في الجهل اشهرُ من دُغه
إن لم تكن فوق الفصوص فإنها / لا شكَّ في تلك القوالب مُفَرغه
عارضتُ جوهرها بجوهر قهوةٍ / بلغت بمختار الجواهرِ مبلغه
من كفِّ مصبوغ الأنامل لم تزل / ألحاظُه بدم القلوب مصبَّغه
عجباً لعقرب صُدغه وللدْغِها / قلبي وتترك خدَّه إن تَلدَغَه
من لي بأبيضَ خدُّهُ مصبوغ
من لي بأبيضَ خدُّهُ مصبوغ / قلبي بعقربِ صُدْغِهِ ملدوغُ
من جسمِهِ صِيْغَ الهواءُ وإِنما / من وجهه بدرُ السماءِ مَصوغ
إن راغَ قلبي خوفَ سهمِ لحاظِهِ / فإِليه منهُ يروغُ حين يروغ
ما الوصلُ مبلوغٌ لديه حُلْوُهُ / لكنَّ مُرَّ صُدودِه مَبْلُوغ