ضحك الربيع بحيث تلك الأربع
ضحك الربيع بحيث تلك الأربع / لما بكى للغيث فيه مدمعُ
عاطيت فيها الكأس جُؤذر كلَّةٍ / يعطو بأكناف القلوب ويرتع
رقَّ الصبا في خده ورحيقه / في كفّه فموشع ومشعشع
وعلى فروع الايك شاد يحتوي / طرباً لآخر تحتويه الأضلع
يندى له رطب الهواء فيغتدي / وَيُظلُّهُ وَرقُ الغصون فيهجع
تخذ الأراك أريكة لمنامه / فله على الأسحار فيها مضجع
حتى اذا ما هزه نَفَسُ الصبا / والصبح هزك منه شدوٌ مبدع
وكأنما تلك الأراكة منبر / وكأنه فيها خطيب مصقع
وكأنما خبر المؤيد خبرتي / فلسانه بالشكر فيه يسجع
وضحت به العليا فمنهج قصدها / منه الى ظهر المجّرة مهيع
يندى عليك وأنت منه خائف / وكذاك لجَ البحر مغن مفزع
فأشد ما تلقاه عند ليانه / وكذا الأرق من الحسام الاقطع
باللَه شحَّ على حياتك انها / سبب به تحيا البريةُ أجمع
ما كان أرفع موضعي اذ كان لي / في جانب العلياء عندك موضع
أيام أطلب ما أشاء فينقضي / وزمان أدعو مَن أشاء فيسمع
انت السحاب على مكان ينهمي / بالمكرمات وعن مكان يقلع