عثر الزَمان فَلا لعا
عثر الزَمان فَلا لعا / وَقَضى الأَسى أَن نجزعا
دمعٌ طَغى طوفانه / فَوقَ اليفاع فأَفزعا
وَجَوى ذكت جمراتهُ / كَي تَستَفزّ وَتلذعا
زفرات تَستقري الجَوا / نِح وَالحَشا وَالأَضلعا
لَو جازَ يَوماً أَيقَظَت / مِن عهدِ عادٍ هجّعا
وَتتبعت أَخذاتها / بلظى التَجنّي تبّعا
هَيهات أَن تسدي لوا / عجها الجَميل وَتشفعا
أَيّ الشُعوب سطا عَلى / أَمن الشعوب فروّعا
وَرَمى فَلَم يترك لَدى / قوس الفَجائِع منزعا
أَنسى البِلاد مصيفها / من هَوله وَالمربعا
وَعَدا عَلى اِستِقلالها / في أَن يَعود وَيَرجعا
شعب نَما اِستقلاله / بِدمائه وَترعرعا
خلع الفَضيلة لابِساً / ثَوب الفخار مرقّعا
أَمن الوَقيعة يَوم جع / جع بالبلاد فَأَوقَعا
هُوَ ظالِم فيما أَتا / هُ وَكاذِب فيما اِدّعى
لا أَعطَيت حريّة / تعطي القَليل لِتَمنَعا
عصف البلاد مقوّضاً / ذاكَ الجناب الأَمنَعا
أَنحى عَلى عرش الجَلا / ل فثلّ منه وَضَعضَعا
وَأَلَمّ بِالقَلب الصَحي / حِ فشقّ منه وَبضّعا
ما زالَ يغري بالروا / سي المزعجات الروعا
حَتّى إِذا بلغ الذرى / دكّ الشمام وَزَعزَعا
وَأَثار كامنة الشُجو / ن كَما أَثار الأجرعا
أَبَت الشُجون لطابع / من أَن يرى متطبّعا
وَالمَرء إِما أعوز الص / صنع الجَميل تصنّعا
يولي الجزوع نَصيحةً / بِالصبر إِن يتذّرعا
إِنّ الرزايا خبرت / رزء الشآم تنوّعا
راد الشآم فَلَم يدع / مرعى يراد وَمَرتَعا
حورانها أَمسى وَغو / طتها يباباً بلقعا
في كُلِّ دار جلجلت / نوب وَخطب جَعجَعا
وَمَشى الجدوب لمنزلٍ / فيهِ المصوّح أَينعا
كَيفَ السكوت عَلى جَوى / لَو مَسَّ طوداً صدّعا
وَصَدى فَظائعه دوى / في المشرقين فأَسمعا
أنّى نظرت رأيت مب / كى لِلبلاد وَمجزعا
وَلَئِن طلبت شَريعة / تجد المَطامِع شرّعا
وَإِذا اِلتفتّ فَلا تَرى / إِلّا المريع المفزعا
تلقى حيارى في العَرا / ءِ مذعرات جوّعا
وَتَرى سجوداً عند مخ / تلف المَصائِب ركّعا
نوب تفرّع خيمها / ما شاءَ أَن يَتَفَرّعا
لِلعرب شعب أَينَما / سيم الهَوان تمنّعا
وَحَمى إِذا ما سمته / خفضَ الجناحِ ترفّعا
ما كانَ سعي عادِل / بل حكم ظَلّام سَعى
وَتَحكّم من طامِع / جَلب الهُموم وَجرّعا
أَعدى علَينا الإنتِدا / ب فَكانَ خَطباً أَفظعا
وَكَذا المَطامِع كلّما / أَقنَعتها لن تقنعا
ما نامَ عَنّا مطمع / إِلّا ليوقظ مطمعا
أَتَرى العَقيق مجاوبا / إِما سألَت وَلَعلَعا
ما ذا بحوران وَما / في الغَوطَتين تجمّعا
نكبات دهر ما أمض / ضَ بلاءهنّ وَأَوجعا
قرع المطرّق عندها / نابا وأدمى إِصبَعا
لنداك يا شهبندر الد / دنيا تصيخ لِتسمعا
وَإِلى دعائك تنصت ال / حسنى لتعرف من دَعا
كنت الطَبيب لدائنا / كنت الدَواء الأنجعا
كنت الزَعيم لنا كَما / كنت الطَرير الأَقطَعا
أَخذ العراق نَصيبه / وَرَعى الوَفا فيما رَعى
أَعطى الأخوّة حقّها / مستقبلاً وَمشيّعا
إِن ينصرن فَطالَما / نصر الكَريم الأَروعا
أَو يتبعنّ نداءه / أَمر النَدى أَن يتبَعا
أَو تستنر بِضيائِهِ / أَبدى سَناه وَأَطلَعا
يا قَلب عذرك بيّن / في أَن تتيم وَتَنزَعا
أَتُراك تبلغ سلوة / وَالفَرض أَن تتوجّعا
يا مولعاً بِهَوى الحمى / أَضحى الحمى بك مولعا
أَعلمت ماذا أَخلف ال / عهد القَصير وَأَودعا
أَرأيت ماذا أجّج الذ / ذكر الجَميل وَأنبعا
أَذكى بلابل كمّناً / فينا وَفجّر مدمعا
سورية اِضطعجت عَلى / أَملٍ أَقضّ المَضجَعا
وَتخال هاجعة وَسب / بة عاشِق أَن يَهجَعا
هبّت فَوارسها لِتَع / تَرِضَ العداة وَتدفعا
سلطان لا يَخشى الحتو / فَ وَعادِل لَن يَفزَعا
عرب يقونَ العرب كل / لَ مُعانِد أَو يَقلعا
وَصَلوا إِلى الأوج الَّذي / أَعيا السيوف القطّعا
يَتَسابَقون إِلى المنا / يا حاسرين وَدرّعا
إِن يَزمع الهمّ الكفا / ح فكلّ همّ أَزمعا
خاروا الممات أَعِزَّة / مِن أَن يَعيشوا ضرّعا
نذر الحَياة ذَميمة / وَالمَوت أَحمَد مشرعا
يا ربع أَجمل بقعة / فيك الجَمال تربّعا
غرّ الطموع غروره / وَإِلى سناك تطلّعا
هَيهات يغرب من غَدا / لسنا الفَضيلة مطلعا
حَسِبوك قاعاً صَفصفاً / وَبلوك غاباً مسبعا
مَنَعوا الحَمائِم أَن تَنو / ح عَلى الأراك وَتسجعا
الحرّ يوجس خيفة / من أَن يكاد وَيخدعا
لَيسَ الضَلال بحائِل / بَينَ الهُدى أَن يَسطَعا
وَالضرّ لَيسَ بِقادِر / أَن يستزلّ الأنفعا
ظَلَموا فأَلفوا مصرعاً / للظلم يَتلو مصرعا
وَجنوا وَلمّا يَجتَنوا / إِلّا الشنار الأشنعا
شَرِبوا النمير مصفّقا / وَسقوا الزعاف المنقعا
وَتكشّفت نيّاتهم / وَالصبح لَن يتقنّعا
في الناس يحرم مخلص / وَأَخو الرياء تمتّعا
هُم يأملون بأن تَهو / ن الآبيات وَتخنعا
وَتوهّموا أَنّ الحمى / يلقي الأعِنَّة طيّعا
وَالمَجد تأبى نفسه / أَن تَستَكين وَتضرعا
هَيهات عرنين الهُدى / ما كانَ يَوماً أجدَعا
راض المَصاعِب رائِض / جعل العَصيّ الأطوعا
فطَمته فاطِمة سوى / ثَدي العلى لَن ترضعا
دنف به وقف الضنى / دون الصراح فألمعا
لَو كنت بالنغم الحسا / ن ملحّناً وَموقّعا
لضربت في شوط المجل / لي آمِلا أَن يبدعا
شَمس الحَقيقة أَوشَكَت / أَن تَستَبين وَتطلعا
أَولى بنا في مثلها / بالحَزم أَن نتدرّعا
وَنَموت من دون العلى / وَالمَجد أَو نَحيا مَعا