لا وَالنَبِيِّ مُحَمَّدٍ وَالأَترَعِ
لا وَالنَبِيِّ مُحَمَّدٍ وَالأَترَعِ / زَوجِ المُطَهَّرَةِ البَتولِ الأَروَعِ
وَوَحَقِّ أَصحابِ العَبا خَيرِ الوَرى / ما القَلبُ مُذ فارَقتُ أَحبابي مَعي
وَمَتى ذَكَرتُهُمُ وَلَن أَنساهُمُ / حُنِيَت عَلى النيرانِ مِنهُم أَضلُعي
ما لي إِذا اِبتَزَّ الفِراقُ حُشاشَتي / إِلّا إِلى طولِ البُكا مِن مَفزَعِ
عَينايَ دَمعُهُما تَحَدَّرَ أَعيُناً / لِفِراقِهِم فَأَنا غَريقُ الأَدمُعِ
أَودَعتُكُم قَلبي غَداةَ وَداعِكُم / وا ضَيعَةَ القَلبِ الأَسيرِ المودَعِ
وَطَمِعتُ مِنكُم بِالوَفاءِ وَلَيسَ في / قَبضِ الثُرَيّا وَالسُها مِن مَطمَعِ
أَصبَحتُ إِذ أَمَّلتُ صَفوَ ودادِكُم / أَرجو السَرابَ مِنَ السَرابِ اليَلمَعِ
ما عَهدُكُم عِندي وَإِن ضَيَّعتُمُ / عَهدي وَحَقِّ هَواكُمُ بِمُضَيَّعِ
نِمتُم عَنِ الصَبِّ المُعَذَّبِ في الهَوى / وَرَمَيتُموهُ بِالفِراقِ الموجِعِ
كَم بِتُّ أَرجو الطَيفَ يَطرُقُ مَضجَعي / أَنّى يَزورُ الطَيفُ مَن لَم يَهجَعِ
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغا / عَنّي دِمَشقَ سَلامَ مَن لَم يَربَعِ
وَاِخصُص أُصَيحابي بِها بِتَحِيَّةٍ / عَذُبَت كَنَشرِ العَنبَرِ المُتَضَوِّعِ
حَسُنَت لَهُم بَعدي فَطابَ مَقامُهُم / وَاِعتَضتُ عَنهُم بِالمَقامِ الجَعجَعِ
قَرَّت عُيونُ الحاسِدينَ بِبَينِنا / وَلَطالَما عَطَسوا بِأَنفٍ أَجدَعِ
ما زِلتُ أَرعى وُدَّهُم وَأَصونُهُ / هَذا وَذِكري قَد أُذيلَ وَما رُعي
أَشباحُهُم في ناظِري وَخَيالُهُم / في خاطِري وَكَلامُهُم في مسمَعي
ها قَد فَنِيَ صَبري وَقَلَّت حيلَتي / لَم يَبقَ في قَوسِ العَزا مِن مَنزَعِ