شمس لها قلب الموحد مطلعُ
شمس لها قلب الموحد مطلعُ / ولها النواظر مغرب والمسمعُ
ظهرت علي ولات حين تأمل / فالبرق يلمع والحوادث يلمع
يا ساكن الغيب المقدس نظرة / لأسير شوق بالمطامع يخدع
هو ميْتُ هجرٍ بالبعاد مكفَّنٌ / صَلِيَت بنار الحب منه الأضلع
وجه له كتمته ظلمة كونه / وعليه من نسج العناكب برقع
فإذا التفتَّ إليه يا قمر الحمى / عمرت ببهجتك الديار البلقع
وبنورك الأكوان مشرقة فلا / يخلو مكان من سناك وموضع
والسر أنت ونحن عنك إشارة / لا زال منك بكل قلب أصبع
وعيوننا بك ناظرات والحشى / أبدا بعشقك في الملاح مولع
ووجودنا هو أنت لا أشخاصنا / جسماً وروحاً إننا نتقطع
بالفرق والجمع اللذين هما لنا / لا زلت أفرق في الوجود وأجمع
الله أكبر هذه حلل البَها / وجهُ المليحةِ ظاهرٌ يتشعشع
ما نالها إلا الذي هو محرمٌ / والأجنبيُّ على التباعد يطمع
إياك تقنع بالسوى عن حسنها / إن السوى ما فيه عنها مقنع
هي رامة هي لعلعٌ ولأجل ذا / ناديتها يا رامة يا لعلع
وهي الحوادث باعتبار وجودها / وسوى الوجود عن التحقق يمنع
والكل محتاج إليه لأنهم / بسواه للعدم المحقق أسرع
والنور تلك وما سواها ظلمة / فإذا أرادت أن ترى تتقشع
كثرت لكثرة ما ترى بشئونها / وعن الجميع لها المقام الأرفع
وهي الوحيدة ما لها من مشية / والوتر والشفع الذي لا يشفع
لا تحتجب عنها بكثرة فعلها / فعل المليحة للمليحة يرجع
ولنا إشارات وتلك لها بها / هي إن تشا فهمت وفاض المنبع
أهدت إلى عبد الغني غناءها / عما سواه وهو فقر مدقع
ومتى يحاول ذكرها هو بلبل / بالنطق منها في رباها يسجع
وهي الأمان له فما هو خائف / في النشأتين بها ولا هو يفزع