أفْديهِ إِنْ حَفِظَ الهَوى أَو ضَيَّعا
أفْديهِ إِنْ حَفِظَ الهَوى أَو ضَيَّعا / مَلَكَ الفُؤادَ فَمَا عَسَى أنْ أصْنَعا
مَنْ لَمْ يَذُقْ ظُلْمَ الحَبيبِ كَظَلْمِهِ / حُلْواً فَقَدْ جَهِلَ الْمَحَبَّةَ وَادَّعى
يا أيُّها الْوَجْهُ الْجَميلُ تَدارَكِ الصَّ / بَّ النَّحيلَ فَقَد عَفا وَتَضَعْضَعا
هَلْ فِي فُؤادِكَ رَحْمَةٌ لِمُتَيَّمٍ / ضَمَّتْ جوانِحُهُ فُؤاداً مْوجَعا
فَتِّشْ حَشايَ فَأنْتَ فِيهِ حاضِرٌ / تَجِدِ الحَسودَ بِضِدِّ ما فِيهِ سَعى
هَلْ مِن سَبيلٍ أَنْ أَبُثَّ صَبابَتي / أوْ أَشْتَكي بَلْوايَ أوْ أتَضَرَّعا
إنّي لأّسْتَحْيِي كَما عَوَّدْتَنَي / بِسوَى رِضاكَ إلَيكَ أنْ أتَشَفَّعَا
يا عَيْنُ عُذْرُكِ فِي حَبيْبِكِ واضِحٌ / سحِيّ لِوَحْشَتِهِ دَماً أو أدْمُعا
اللَّه أبْدَى الْبَدْرَ مِنْ أزْرارِهِ / وَالشَّمْسَ مِنْ قَسَماتِ موسى أطْلَعا
الأشْرَفِ المَلِكِ الّذي سادَ الْوَرَى / كَهْلاً وَمُكْتَمِلَ الشَّبابِ وَمُرْضَعا
رُدَّتْ بِهِ شَمْسُ السَّماحِ عَلى الورى / فَاسْتَبْشَروا وَرَأَوا بِموسى يُوشَعا
سَهْلٌ إِذْا لَمَسَ الصَّفا سالَ النَّدى / صَعْبٌ إِذْا لَمَسَ الأشَمَّ تَصَدَّعا
دانٍ وَلكِنْ مِنْ سُؤَالِ عُفاتِهِ / سَامٍ عَلى سَمْكٍ السَّماءِ تَرَفَّعَا
يا بَرْقُ هذا مِنْكَ أصْدَقُ شيمَةً / يا غَيْثُ هذا مِنْكَ أحْسَنُ مَوْقِعا
يا رَوْضُ هذا مِنْكَ أَبْهَجُ مَنْظَراً / يا بَحْرُ هذا مِنْكَ أَعْذَبُ مَشْرَعا
يا سَهْمُ هذا مِنْكَ أَصْوَبُ مَقْصِداً / يا سَيْفُ هذا مِنْكَ أَسْرَعُ مَقْطَعا
يا صُبْحُ هذا مِنْكَ أَسْفَرُ غُرَّةً / يا نَجْمُ هذا مِنكَ أَهْدى مَطْلَعا
حَمَلَتْ أنامِلُهُ السُّيوفَ فَلَمْ تَزَلْ / شُكْراً لِذلِكَ سُجَّداً أو رُكَّعا
حَلَّتْ فَلا بَرِحَتْ مَكاناً لَمْ يَزَلْ / مِنْ دُرِّ أَفْواهِ المُلُوكِ مُرَصَّعا
أَمُظَفَّرَ الدِّينِ اسْتَمِعْ قَوْلي وَقُلْ / لِعِثارِ عَبْدٍ أَنْتَ مالِكُهُ لَعا
أَيَضِيقُ بي حَرَمُ اصْطِناعِكَ بَعْدَما / قَدْ كانَ مُنْفَرِجاً عَلَيَّ مُوَسَّعا
هذا وَقَدْ طَرَّزْتُ بِاسْمِكَ مَدْحَةً / لا تَرْتَضي شَنْفَ الثُّرَيَّا مَسْمَعا
عَذْراءَ ما قَعَدَ الزَّمانُ بِرَبِّها / إلاّ وَقامَ بِها خَطيباً مِصْقَعاً
وَعَلَى كِلاَ الْحالَيْنِ إنِّي شاكِرٌ / داعٍ لأِنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَنْ دَعا