المجموع : 5
جُعلت من الحدثان أحصن أدرع
جُعلت من الحدثان أحصن أدرع / فلقد سُننَّ على الكريم الأرْوعِ
شرفت على شرف اللبوس فغودرت / فلكاً لشمس عُلاً حميدِ المَطْلعِ
زُرَّتْ على طود الأناة وضُمنت / بحر النَّدى وحوت شراس الأدرع
حسد اللباسُ العبقري مقامها / من ماجدٍ في نُسكهِ مُتورِّعِ
نضرِ النعيم يكاد ساحبُ ذيلهِ / يخضرُّ منه ثَرى الجديب المُدقعِ
يختال في شرفين شأو علاهُما / لبني المناقبِ سامقٌ لم يُفْرعِ
نجْرٌ كمنبلج الصَّباح يزينهُ / مسعىً كعرف الروضةِ المُتضوعِ
ما بين إرثٍ لم يكن بمقلَّدٍ / محضٍ وكسبٍ لم يكن بتضرُّعِ
حِيز الكمالُ لراجحٍ من هاشمٍ / غَمْرٍ خلائقهُ كريمِ المرْضعِ
ليمين دولة هاشمٍ تسطو به / في الحادثات إذا الظُّبى لم تقطعِ
جمُّ البسالةِ والنَّوالِ مبيتهُ / ما بين حامٍ للطَّريد ومشبعِ
يسْتاف مادحُ فضيضَ لطيمةٍ / من مدحه لكنها بالمَسْمعِ
عدِمَ المعاب فلو تمحَّل كاشِحٌ / فيه لناداهُ الكمالُ ألا أربع
يلقى العواذلَ في الندى وعُفاتهُ / ما بينَ عاصٍ عند ذاكَ وطيِّعِ
يغدو لذي الحاجات أسمع منصتٍ / ويروحُ للاحي كأنْ لم يسمعِ
فاللائمُ المِنْطيقُ أعجمُ قائلٍ / والمصرْمُ السِكِّيتُ أفصحُ مُسْمعِ
خِرقٌ يعيبُ عطيَّةً بوسيلةٍ / فندى يديه ونصْره بتبرُّعِ
أنسَ الجُناةُ بحلمهِ فملاهُمُ / من خوف قدرته بأمنٍ مُفزعِ
بينا ترى أقصاهُم مستشفعاً / بُسطتْ له الآمالُ قرب مُشفَّعِ
خشيان من ذي العرش لو خاضت به / ساعاتُه بين القنا لم يجْزعِ
يُغنيه فعلُ اللهِ في أعدائه / عن رأي مُختَتِلٍ وفتك مُشيَّعِ
فأسنةُ المقدور أطعنُ فيهم / دونَ الوزير من الرماحِ الشُّرَّعِ
رغبت به ألْطاف محسن خلْقه / عن أن يبيت لهم مُقضَّ المضجعِ
وسقاهمُ كيدَ الخطوب صفاؤه / للهِ في خلواته والمَجْمعِ
وإذا جرت هوجُ الرياح عشيَّةً / ما بين نكْباءِ الهُبوبِ وزعزع
فرَطاً لمُؤتلفٍ كأنَّ رُكامَهُ / في جمِّهِ عَقِداتُ رملِ الأجرعِ
أو موقراتٌ من ركائبَ بُزَّلٍ / ترْغو بمعتلجِ المُناخِ الجعجعِ
فاقْتدْنَ منه كل أكحلَ داجنٍ / هوْلِ التصاخب بالمكان البلْقعِ
دانٍ يكاد الوحش يكرعُ وسطه / وتَمسُّهُ كفُّ الوليدِ المُرضَعِ
مُتَتابعٍ جَمٍّ كأنَّ سَحابهُ / كبَّاتُ قيصَر أو سرايا تُبَّعِ
زجلِ الرُّعود يكاد يخْدج عنده / شاءُ المَلا ويموتُ سخْلُ المُرضِعِ
فَهمي فألقى بالعراءِ بَعاعَهُ / سحّاً كمندفع الآتيِّ المُتْرعِ
فتساوتِ الأقطارُ من أمْواهِهِ / فالقارةُ العلْياءُ مثلُ المَدفعِ
وغدا سراب القاع بحر حقيقةٍ / فكأنه لتيقُّنٍ لم يخْدَعِ
مُتغطمطاً غصب الوحوش مكانها / تيَّارهُ فالضبُّ جارُ الضِّفْدعِ
فضل الوزيرُ الزينبيُّ بجوده / ذاكَ النَّدى حقاً بغير توسُّعِ
يغذو على حدِّ الخصاصة جودهُ / وتُصيبُ أنْعمهُ كريمَ المَوقعِ
تلقاهُ في خُلُقين لم يتنكَّبا / عدْلاً ولا وضَعاً لغير الموضعِ
إنْ جَدَّ لم يُهجن محاور جِدِّه / أو أحمضتْ عبثاتُه لم يُقْذعِ
ظلُّ الطَّريد تخاذلتْ أنصارهُ / وغنى الفقير ونجدةُ المُستفزعِ
ومُسهَّدين على الرحالِ يميزُهم / شرفُ الرجاء عن النفوس الهُجَّعِ
شُعْثٌ كأن على الركائب منهُمُ / غولاً تجارى بالنَّعام الأجْدعِ
نحلوا على شعب الرحال فأشْبهت / أعوادها منهم عَريقَ الأضلعِ
وتفاضلوا شحباً فأبْعدُ هِمَّةٍ / أوْفاهُمُ وصبَاً وإنْ لم يوجعِ
خفَقوا بهامِهُمُ على أكْوارها / خفْقَ السُّجودِ من الصلاةِ الركَّعِ
وطغتْ بأنجاد النعاسِ أزِمَّةٌ / فخلعن طاعةَ راحةٍ أو إصْبعِ
كَتَمَ الدُّجى والقاعُ سرَّ سُراهمُ / فأباحه صُبحُ المكان المُتْلِعِ
ونحتْ عزائمهم نفوس مطيِّهم / فأشدها بُطءً فُوَيْقَ المُسرِعِ
ونزحن بالدهناء عن جَدَد السُّرى / فوطئن في يربوعها المتقصِّعِ
يبغون مُشْكي المُجدبات وماجداً / تُغني رغائبه غناء الهُمَّعِ
ناداهُمُ كرمُ الوزير فأنْزِلوا / بعد التَّماحل بالخصيب المُمرعِ
بموسِّع المعروف غيرِ مُضَيِّقٍ / ومُضيق الأعْذار غير مُوسِّعِ
طودٌ إذا ضوضاء خطبٍ أجلبتْ / رأسٍ وضرٌ في الهياج سرعرعِ
خبرَ الإمامُ الفضلُ فضل مقامه / فأحلَّه شرف العَلاء الأرفعِ
سنَّتْ له الأقدارُ شيمْ بنيَّةٍ / فغدت به الأفكارُ نحو المهيعِ
وجلا بما أبْدا فِرِنْدَ مُهنَّدٍ / والسيفُ لولا قَيْنُهُ لم يقطع
فحباه منه بصارمٍ ذي روْنقٍ / ماضي المضارب في الضرائب مِقْصَعِ
مُستوحشٍ في الغمدِ لكن أُنسه / باللِّيتِ من بطل الوغى والأخْدعِ
مُتبسمٌ قبل الضِّرابِ وإنه / من بعد فتكته غزيرُ الأدمُعِ
بَرْقٌ أضيفَ إلى سحابِ أناملٍ / والبرق لولا سُحبهُ لم يلمعِ
بل جدولٌ في رعن طوْدِ أْهمٍ / حوليه بحرُ أناملٍ مُتدفِّعِ
عدم النُبُوِّ غِرارهُ فكأنهُ / من غير حِدَّةِ عزمه لم يُطبعِ
وعلَتْ به نُعْماهُ صهوةَ سابحٍ / نهدٍ مراكلُه عَلَنْدى جُرْشُعِ
سامي التَّليل كأنّ أعلى رَوْقِهِ / يبغي مناطاً بالنجوم الطُّلَّعِ
فيه إذا تَبْلو قَراهُ وشدَّهُ / شَبَهان من ضِرغامةٍ وسمعْمعِ
رحْبُ اللَّبانِ كأنَّ لونَ إِهابهِ / شفقٌ تجلَّل قشْع غيمٍ مُقْلِع
يتلو علياً في الوجيفِ إلى العُلى / فيفوتُ شدَّ السابق المُتوسعِ
وشريفة الأبوينِ بين مُضِرَّةٍ / تُخشى بوادرها وبين مُنَفِّعِ
كانت لأسمرها سِناناً فاغْتدَتْ / للأبيض الأنساب مأوى الشُرَّعِ
نحمتْ فلما ألجِمَتْ حوت العلى / واليأسُ للمحظوظِ أكرم مطمعِ
وثوتْ فكان حياتُها في موتها / ومفاخر الأشراف بعد المَصْرعِ
فالنشأةُ الأخرى لها أبدتْ لنا / كُفْرَ الكفور وسوء رأي المُبدعِ
وكأنها وبِساطَها وحُلِيَّها / للمستبين أخي الفؤادِ الأصْمعِ
نورٌ على غسقٍ تخلَّفَ عندهُ / باقي شُعاع عشيرةٍ لم يُقلعِ
يا ابن الجحاجح من ذؤابة هاشمٍ / أهلِ النَّدى المسؤول والمُتبرَّعِ
والخائضين غِمارَ كل كريهةٍ / روْعاء تفْهقُ بالحِمام الأشجعِ
والجاعلينَ شغوفهمْ كدروعهم / يوم النزال فحاسرٌ كمُقنَّعِ
يتغطرفونَ على الحِمامِ ويَتَّقِي / سطواتهم دُفَعُ السِّمام المُنْقعِ
من كل مُسمع ناصفاتِ ضيوفه / إِنْ أبْطأتْ بجفانها لم تُسرعِ
غمر الثَّرى من فاضلاتِ جِفانهِ / تختالُ في أرجِ الثَّناء الأضْوعِ
بادي الغِنى لا يستسرُّ ثَراؤُهُ / عند الشتاء لِشوْله لم يكْسعِ
إنْ أنْهَد الحي الجِفانَ لَقيتَهُ / للضيف بين مُسغْسِغٍ ومُدعْدِعِ
شغفي بحبكَ سنَّ فيك بلاغتي / والوُرْقُ لولا وجدها لم تسْجعِ
وتدرُّ بي بالمدحِ فيك أعادني / أُدعى بمفلقِ عصره والمِصْقعِ
ولئن جذِلتُ لفرط جودِكَ أنني / بسواهُ حاملُ خاطرٍ مُتوزِّعِ
عمَّ النَّوالُ ورحتُ منه كشائمٍ / صادٍ بأعْقار الحياض مُدفَّعِ
وسما إلى الرُّتب الدنيُّ بشافعٍ / فاجذب بضبع أخي الفضائل واشجعِ
ما أقنعتني في ولائك غايةٌ / فبدونِ تبليغي العُلى لا تُقْنِعِ
صِنْوَ النبي رأيتُ قافيتي
صِنْوَ النبي رأيتُ قافيتي / أوصافَ ما أُوتيتَ لا تسعُ
فجعلت مدحي الصمت عن شرفٍ / كلُّ المَدائح دونهُ تقعُ
ماذا أقولُ وكلُّ مُقْتَسمٍ / بين الأفاضل فيك مجتمعُ
عَجِبَ الرِّجالُ لفارِسٍ
عَجِبَ الرِّجالُ لفارِسٍ / ما زالَ مَحْذراً قِراعُهْ
ما خاضَ قسْطَلَ مَعْركٍ / إِلاَّ تَهَيَّبَهُ شُجاعُهْ
أنَّى أقامَ على الخَسيفَةِ / واطْمأنَّ لها طِباعُهْ
وهو الذي ما زالَ يَسْبِ / ق شَدَّ سابقِهِ زَماعُهْ
يا غَبْنَ ساري الذِّكْرِ ذ / ي صِيتٍ تَعَلَّقَهُ رِباعُهْ
أوْطانُهُ لِشَقائِهِ / بالوادِ ضارِيَةٌ سِباعُهْ
فَضْلٌ تَوَحَّدَ ثمَّ أعُْ / جب منْ تَوَحُّدِهِ ضياعُهْ
نيطَتْ حمائلُ سَيفِهِ
نيطَتْ حمائلُ سَيفِهِ / بالفارسِ الشَّهْمِ الزَّمِيعِ
بمُعَفرِ الغُلْبِ الكُما / ة وقاتل المَحْلِ الشَّنيعِ
في سَلْمِهِ وَنَدِيِّهِ / للَحْلِ والخَطْبِ الفَظيعِ
يَمٌّ يَجيشُ عُبابُهُ / وقَعائِدُ الطَّوْدِ الرَّفيعِ
لو حَلَّ قَيْظَ تَنوفَةٍ / عادَتْ عَذاةً منْ رَبيعِ
تاجُ المُلوكِ فتى المَسا / عي الغُرِّ والمَجْدِ البَديعِ
والعِزَّةِ القَعْساءِ عند ال / خوْفِ والصَّدْرِ الوَسِيعِ
يجْلُو الدُّجى والهَمَّ عنْ / عَوَّامِ هَمٍّ أوْ هَزيعِ
بالواضِحِ البَسَّام للْعا / فِينَ والكَفِّ النَّفوعِ
رأيُ الوزيرِ منَ القَنا / الخَطِيِّ أنْفَذُ في الدُّروعِ
وَغِرارُ عَزْمَتِهِ يُبِرُّ / على شَبا السَّيْفِ القَطُوعِ
أقْلامُهُ كَجيادِهِ / في الحُضْرِ والشَّدِّ السَّريعِ
فالطِّرْسُ كالهَيْجاءِ يُعْ / رِبُ عن أسيرٍ أو صَريعِ
نَدُسٌ إذا تُلِيَتْ عُلا / هُ على الرَّكائبِ في النُّسوعِ
وَوَرَدْنَ وَهيَ خَوامِسٌ / أغْنى الثَّناءُ عن الشُّروعِ
ذُو صَبْوَةٍ بهَوَى المَعالي / لا هَوَى الخَوْدِ الشَّمُوعِ
لكنْ يَنامُ العاشِقونَ / وشَأنُهُ هَجْر الهُجوعِ
مَدْحي لَهُ السَّيَّارُ يَط / وِي كُلَّ غامِضَةٍ وَرِيعِ
مَدْحٌ تَوَلَّدَ فَضْلُهُ / بينَ المَوَدَّةِ والصَّنيعِ
راسِي الحُبى في سَلْمهِ ونَديِّهِ
راسِي الحُبى في سَلْمهِ ونَديِّهِ / ومعَ الحفيظةِ فالجرازُ المِصْدَعُ
ونسيمُ باكِرَةٍ رُخاءٌ سجْسَجٌ / وإذا يُهاجُ فَرامِساتٌ زَعْزَعُ
ووعورُ جرْولةٍ إذا أحْفَظْتَهُ / ومع الرِّضا فهو البِراثُ المَهْيَعُ
عضد الهُدى والدين والصدر الذي / شَهدَ الوَغى بفَخارهِ والمَجْمَع
ورِثَ الرياسة كابراً عن كابِرٍ / والفَرْعُ أزْكى والمكارمُ أوسع
كالغَيْثِ والدُه الغَمامُ فنافِعٌ / بَرٌّ ومولودٌ أبَرُّ وأنْفَعُ
مَلآن قَلْبٍ بالتُقى وضَميرُهُ / منْ كلِّ خائنَةٍ قَواءٌ بَلْقَعُ
يعْصي العواذلَ في النَّوالِ وقلْبُه / للّهِ والعافي مُجيبٌ طَيِّعُ
بَطَلٌ طَرائدُه الخطوبُ فكُلُّها / بالبأس والجدوى يَتُلُّ ويصْرع
فإذا الرَّعيَّةُ قد أقامَ قَناتَها / مِنَحٌ مُكَرَّرةٌ وعدْلٌ مُمْتِع
قاصِي العُلى أمَمٌ على عَزَماتِهِ / فالميلُ فِتْرٌ والنَّحيزَةُ إِصبَعُ
سَنَنُ المَعالي آمِنٌ لسُلوكِهِ / ولغيرهِ فهو المَخوفُ المُسْبِعُ
طِرْفٌ مَداهُ لا يُباحُ لسابِقٍ / وتَهابُ غايتَهُ الرِّياحُ الأرْبَعُ
فإذا جَرى للمكْرُماتِ تقاصَر / الهوجُ الزَّعازِعُ والجَوادُ الجَرْشَعُ
نصَعَ الزمانُ بنورِ مجْد محمَّدٍ / وسنَى مُحيَّاهُ المُكَرَّمُ أنْصَعُ
بمُعظَّمٍ قبل الوزارةِ لمْ يَزَلْ / سامي أوامِرِه يُطاعُ ويُسْمَعُ
وكأنَّهُ في النَّاس شمسُ ظَيهرةٍ / يَجْلو مَحاسنها سَحيقٌ مُمْرِع