المجموع : 7
يا من تَكَفَّلَ في النَّقُوعِ تكلُّفاً
يا من تَكَفَّلَ في النَّقُوعِ تكلُّفاً / ليسَ النقوعُ لِعلَّةٍ بنَفُوع
ما كُنْتُ تفرَحُ حيثُ كَنْتُ مُحَلِّقاً / فَأَقُولَ أَحْزَنَهُ عَلَيَّ وقُوعي
أَلهاكَ صاحِبُكَ الجديدُ ورُبَّما / تُرِكَ القديمُ لِعِلَّةِ المَرْقُوع
يا أَيُّها الثِّقَةُ الذي وَثِقَتْ بِهِ
يا أَيُّها الثِّقَةُ الذي وَثِقَتْ بِهِ / هِمَمِي وخُلْقُ الدهر خُلْقُ مُخَادِعِ
ما بالُ ليثِ الدّولةِ القَرْمِ اغتدى / عني على استيقاظهِ كالهاجعِ
هذا ولي وَعْدٌ عليه مُقَدَّمٌ / يقضي النَّدَى أَنْ ليسَ منه بِراجع
والوعدُ مِثْلُ البرقِ يُدْعَى خُلَّباً / ما لم يتابعْ بالسَّحابِ الهامِعِ
وطمِعْتُ يَوْمَ الأَربعاءِ بقَبْضِهِ / فَصَبَرْتُ بعد الأَربعاءِ الرابع
ومَتَى تباعَدَ مُسْتَقىً في مورِدٍ / طَلَبَ الرِّشاءَ إِليه كَفُّ النَّازعِ
وإِذا امُرُؤٌ أّسْدَى إِليكَ بشافِعٍ / خيراً فذاكَ الخَيْرُ خَيْرُ الشَّافِع
فَاهزُزْهُ إِنَّ الْهَزَّ فيه سريرةٌ / هَزُّوا لها مَتْنَ الحُسَامِ القاطِعِ
واسعَدْ وأَسعَدْ صاحباً لم تُخْلِهِ / والدَّهر أَخْرَقُ من صَنيعَةِ صانِعِ
يا طائِرَ النِّسْرَيْنِ هل من عَطْفَةٍ / تبدو على عِطْفَيْ أَخيكِ الواقع
يا حافظًا علِقَتْ بذي
يا حافظًا علِقَتْ بذي / لِ نداهُ راحاتُ المطامِعْ
والمُجْتَنَى من دَوْحِه / ثَمرُ الندى والفضلِ يانِعْ
ما زالَ روضُ ثَنَاك في / أَنفاسِ ريحِ الشكرِ ضائِعْ
لا زلْتَ بدراً نورُه / في ظلمةِ الأَحداثِ ساطعْ
يا أَولاً أَنا للضَّنَى / والفقرِ والأَشجانِ رابعْ
صالت عليَّ يدُ الزما / نِ بحَدِّ أَسيافٍ قواطعْ
ولقد صبرتُ لصرفِه / ظنًّا بأَنَّ الصَّبْرَ نافِعْ
فرأَيتُ أَمري لا يزا / لُ إِليك في الحاجاتِ راجعْ
وعلمتُ أَنك حافظٌ / ما في ذَراهُ قطُّ ضائعْ
لكنْ مَنْ في منزلي / أَمسى كما أَمسَيْتُ جائعْ
وعدمت موضِعَ دِرْهَمٍ / أَمْرِي به دِرَ المنافعْ
واشفَعْ لعبدِكَ عند صر / فِ زمانِهِ يا خَيْرَ شافعْ
واسلَمْ متى ما قُرِّطَتْ / بمدائحي فيك المسَامعْ
يا أيها الحَبرُ الإما
يا أيها الحَبرُ الإما / مُ ومن به فخرُ اليراعْ
الصّبرُ عن رؤياكَ يا / خيرَ الورى لا يُستطاعْ
أو كيف يصبِرُ عن فتًى / هو أوحدُ الدنيا المُطاعْ
داني النّدى عالي المدى / فلهُ انخفاضٌ وارتفاعْ
كالشمسِ تبعُدُ موضِعاً / ويعمُّنا منها الشُعاعْ
ماذا أقولُ وقد حُبيتُ بفطنةٍ
ماذا أقولُ وقد حُبيتُ بفطنةٍ / يُبدي لها صلفُ العلوم خشوعَهُ
في صاحب قد غرني مرئيُّهُ / فطرحتُ عنّي جاهلاً مسمُوعَهُ
أنا لا أزالُ إذا جَنى مرزوقَهُ / فإذا أتى وقت الجنى ممنوعَهُ
نشَر الودادَ على اللسانِ وقلبُهُ / طاوٍ على غيرِ الودادِ ضلوعَهُ
هذا وقد جعلَ السَقامُ جوارحي / رسْماً أطالَ بعَرْصَتَيْهِ ربوعَهُ
ما زارني يوماً يطيلُ أنينَهُ / أسفاً عليّ ولا يُسيلُ دموعَهُ
فغفرتُ ذاكَ وقلتُ ربّتَ ذاهبٍ / صابرتُهُ حتى رُزِقْتُ رجوعَهُ
وقنعتُ منه بزورةٍ مُزْوَرّةٍ / قد سدّ عنها شوقه ينبوعَه
كتبَ التكلُّفَ لي على جبَهاتِها / زِدْ في النِزاعِ فقد أرادُ نزوعَهُ
وجعلتُ أرقُبُه لوقتِ مجيئه / مثل الهلالِ إذا رقَبْتَ طُلوعَه
فازورّ من تلك الزيارةِ جانبٌ / أبدى تطبعُهُ بها مطبوعَهُ
وأثارَ نقْعَ جفائه لكنّهُ / لم يجْفُني حتى استنابَ نُقوعَهُ
مهلاً فإن المُهْلَ أعذبُ مَشْرَباً / من سلسبيلِكَ أصلَهُ وفروعَهُ
فاقطعْهُ عني واقتطعْها خِطّةً / شادت بها أيدي البعادِ ربوعَهُ
أنا لا أحبُّ الخلَّ يدنو ساعةً / مني ويبعُدُ بعدَها أسبوعَهُ
كاد الكمالُ يعودُ ربعاً بلقعا
كاد الكمالُ يعودُ ربعاً بلقعا / حتى رفعتَ منارَهُ فترفّعا
ما كنت إلا البدرَ حجّبَ ضوءَهُ / سِتْرُ الغَمام ومن قريبٍ أقْشعا
شكراً لدهرٍ زاد عنك صروفَهُ / فثَناكَ محروسَ المحلِّ مرفّعا
يغدو من العارِ المدنّسِ عارياً / ويروحُ بالمجدِ الأثيلِ ملفّعا
أوضحتَ من سُبُلِ المكارمِ ما عَفا / وشددتَ من أركانِها ما ضُعْضِعا
وبنيتَ وجهَ العلمِ أبيضَ ناصعاً / وتركتَ وجهَ الجهلِ أسودَ أسْفَعا
ونزعتَ ثوبَ توعّكٍ لا ينثَني / ولبسْتَ خلعةَ صحةٍ لن تُخْلَعا
من بعدِ أن قال الحواسدُ إنها / نُزِعَتْ وظنّوا أنها لن تُرْجَعا
فكأنما كانتْ وقد عادت له / شمساً وكان لها هنالك يُشَعا
إن خفّ دوحٌ للمكارمِ أو ذَوى / فالآنَ أورقَ إذ شُفيتَ وأيْنَعا
عش للموالي والمعادي دائماً / تَهمي يداكَ ندىً وُسماً مُنقَعا
والى الذي والى نعيماً سرُّهُ / وغدا الى الأعداءِ بؤساً أوجَعا
الله أكرمُ أن يضيّعَ ما جدا / لولاه أبصرت الكمالَ مُضيّعا
إن جادَ للعافي أجادَ وإن سعى / في ضيقِ طُرْقٍ للسماحةِ أوسعا
عن نَشْرِه فاحَ النسيمُ معطّراً / وبشكرِه غنّى الحمامُ مرَجّعا
من مُبلغُ الأعداءَ عني أنني / بمديحِه نلتُ المحلَّ الأرفَعا
ولبستُ من حَلْيِ المفاخِرِ فائقاً / وسلكتُ من طُرْقِ المحامدِ مِهْيَعا
وأمِنْتُ من جورِ الزمان بمعْقِلٍ / ما قال حُظُّ لعاثرٍ إلا لَعا
يجري الزمانُ بما تشاءُ صروفُه / فيُبينُ من أردى ويرعى من رَعى
يا أحمدُ بنَ محمدٍ دعْوى امرئ / سقّيتَه ماءَ الندى فترعرعا
شتّتَ شملَ المالِ أيَّ تشتُّتٍ / لما رأيتَ الفضلَ منك تجمّعا
وأبحتَهُ لما علمتَ بأنه / بِدْعُ على شرعِ الندى لن يُمنَعا
حلّتْ مناقِبُك الحسانُ عُقودَها / من لَبّةِ العلياءِ جيداً أتْلَعا
لا تعدَمُ الأيامُ منكَ ولا الورى / يا بنَ الأكارمِ بارعاً متبرّعا
كم معركٍ للقولِ غادرَ جمعَهُ / إذ شامَ فضلَك صارماً متصدِّعا
وأسيرِ عُسْرٍ يُسْرَكَ بارقاً / فسقاهُ هاطلُ دَيْمةٍ تُقْلِعا
وغليلِ ظامٍ للعلومِ أباحَهُ / من علمِه الوضّاحِ بحراً مترَعا
إن طال بالغَ في المعالي وانتهى / أو قال أعجزَ في الكلامِ وأبدَعا
أما مدائحهُ عليّ فإنّها / فرضٌ إذا كان المديحُ تطوّعا
عادت إليه فلاحقتْه سعادةٌ / باتتْ تُقِضُّ من الحسودِ الأضلُعا
أنا في الكريهةِ كالشهابِ الساطعِ
أنا في الكريهةِ كالشهابِ الساطعِ / من صفحةٍ تبدو وحدٍّ قاطعِ
فكأنّما استمليتُ تلكَ وهذه / من وصفِ كفِّ بلالِ بنِ مُدافعِ