المجموع : 10
بأبي مخيِّلَةٌ إذا رقصتْ
بأبي مخيِّلَةٌ إذا رقصتْ / رَقَصَ الفؤادُ ونقَّطَ الدمعُ
رَفَعَتْ نقابَ الحسنِ ثم شَدَتْ / فافتنَّ فيها الطرفُ والسمعُ
اسكندريةُ ذا الوبا
اسكندريةُ ذا الوبا / سَبُعٌ يمدُّ إليكِ ضبعَهْ
صبراً لقسمتِهِ التي / تركتْ منَ السبعينَ سبعَهْ
وافى كتابُ العبدِ ضمنَ كتابِكمْ
وافى كتابُ العبدِ ضمنَ كتابِكمْ / فالقلبُ بينَ مسرتينِ يُوزَّعُ
فغدوْتُ أَحْسدُ مِنْ كتابيَ أحرفاً / ظلَّتْ بحسنِكَ برهةٌ تتمتعُ
قد كنتُ أخشى أَنْ يُرَدَّ بعيبهِ / شرْعاً فعادَ بحلَّةِ تتلمَّعُ
حمراءَ مِنْ حللِ الصِّبا فضفاضةً / ذهبيةً أوصافُها تتنوَّع
لَوْ لمْ تجلدْهُ وحقِّكَ لم يطقْ / عنكَ اصطباراً فالتجلُّدُ ينفَعُ
أنتَ الذي أكبرتني عَنْ خلعةِ / أدباً فَرُحْتَ على كتابي تخلعُ
حجَّتْ إليكَ بناتُ أفكاري وَقَدْ / رجعتْ بفضلِكَ كالحمائمِ تسجَعُ
فاسحبْ ذيولَ سعادةٍ إنعامُها / لا ينقضي وسحابُها لا يقلعُ
مَنْ كان مرتحلاً بقلب محبِّهِ
مَنْ كان مرتحلاً بقلب محبِّهِ / يوماً فإنك راحل بجميعي
وأنا الذي ترك الوداع تعمُّداً / مَنْ ذا يطيق مرارة التوديعِ
بأبيِّ مجدَّرَةٌ محبَّبةٌ إلى
بأبيِّ مجدَّرَةٌ محبَّبةٌ إلى / كلِّ الورى ضَمَّنْتُ فيها مبدعا
فكأنَّ وجهَكِ فوقَهُ جُدَريُّهُ / ذَهَبٌ بِسِمْطَيْ لؤلؤٍ قَدْ رُصِّعا
عانقتُهُ حتى ارتوتْ
عانقتُهُ حتى ارتوتْ / خدَّاهُ مِنْ عينيَّ دَمْعَا
روضُ المحاسنِ خدُّهُ / مِنْ حقِّهِ يُسقى ويُرعى
قالوا لقدْ كسدَ القريضُ فقلتُ بلْ
قالوا لقدْ كسدَ القريضُ فقلتُ بلْ / عاشتْ ضراغمُهُ وماتَ ضباعُهُ
الآنَ طابَ سماعُهُ وتقطَّعَتْ / أطماعُهُ وتعزَّزتْ صنّاعُهُ
يا مربعاً لك في فؤادي مربعُ
يا مربعاً لك في فؤادي مربعُ / أتذلُّ بعدَ ابنِ الضياءِ وتخضعُ
حاشاكَ منْ ذلٍّ فشمسُ كمالِهِ / كانَتْ علينا منْ سمائِكَ تطلعُ
أصلٌ وفرعٌ في ثلاثةِ أشهرٍ / ذَوَيَا فَحُقَّ لكلِّ عينٍ تدمعُ
منْ ذا يطيقُ يرى خليليهِ معاً / في التربِ قدْ رُمِيا بما لا يُدفعُ
أمودِّعانِ معاً وقلبي واحدٌ / فالدمعُ بينهما عصيٌّ طيِّعُ
حلبٌ على رغمي أقلُّ سعادةٍ / مِنْ أنْ يعيشَ لها الكمالُ الأورعُ
الأمرُ للهِ الذي مهما يشا / يفعلُ فلمْ يكُ للتعرُّضِ موضعُ
بكتِ الأجانبُ يومَ ماتَ وأهلُهُ / منهمْ ضحوكٌ في المسرَّةِ يرتعُ
لبسوا النقا وازدادَ عيشُهُمْ صفا / ومضى الحمى إذْ فارقوه ولعلعُ
وغدوتُ أجرعُ منْ محصِّب عبرتي / مثلَ العقيقِ أسى ودمعي ينبعُ
قالوا نظنُّ ديارَهُ مملوءَةً / ذهباً فماتَ وكلُّ دارٍ بلقعُ
تاللهِ قدْ نقضوا بفضلِ كمالهم / لو انصفوا لتألَّموا وتوجعوا
لهفي عليه وليسَ لهفي نافعاً / قدْ كانَ تاجاً بالعلومِ يُرَصَّعُ
إنْ كانَ قدْ ماتَ الكمالُ فذكرُهُ / باقٍ ونشرُ علومِهِ يتضوَّعُ
أوْ فاضَ دمعي مِنْ يتامى ولْدِهِ / فالدرُّ يُوصَفُ باليتيمِ فيُرْفَعُ
تتصرَّمُ الدنيا وتأتي بعدَهُ / أممٌ وأنتَ بمثلِهِ لا تسمعُ
أسفي على حلبٍ وَقَدْ عدمَتْ فتىً / يقظانَ كانَ إلى العلى يتطلَّعُ
لو لمْ أكنْ أقسى الورى قلباً لما / أصبحتُ أودِّعُهُ الترابَ وأرجعُ
يا وافياً سكنَ الجنانَ إلى متى / قلبي لفقدِكَ في جحيمٍ تلذعُ
لم يبقَ بعدَكَ للمدارِسِ بهجةٌ / والعلمُ بعدَكَ يا حفيظُ مضيَّعُ
يا مؤنسي في غربتي ومشاركي / في العلمِ أَسمعُهُ وطوراً أُسْمِعُ
كم قدْ قطعْنا ليلةً في وصلِنا / نظر العلومِ لغيرنا لا يقطعُ
واللهِ إنَّ قبيلةً فَقَدَتْكَ قدْ / زالت مزايا السعد عنها أجمعُ
لو يُدفَعُ المقدورُ عنكَ دفعتُهُ / جهدي ولكنَّ القضا لا يُدفعُ
فارقتَ منزلكَ المنيفَ وقصركَ ال / عالي ورحتَ إلى المقابرِ تُسرِعُ
ونزعتَ أثوابَ الشبابِ جديدةً / لهفي عليها عنْ جمالِكَ تُنزعُ
وتركتني وَجِعَاً وأنتَ بمعزلٍ / عني فلا تشكو ولا تتوَجَّعُ
لم تسكنِ الأعداءُ مِنْ خوفٍ بهم / حتى سكنْتَ فليتهم لا مُتِّعوا
أغضبْتَهُمْ لمَّا رثيتُكَ فاغتدى / كلٌّ لهُ في العتْبِ سمٌّ منقعُ
لكَ يا صديقَ الصدقِ مني أنَّةٌ / لا تنقضي وكآبةٌ لا تقلِعُ
ما سُنَّتي رفضُ الودادِ لصاحبٍ / ولكلِّ مَنْ رفضَ المودةَ مصرَعُ
فعلى ثرى أمسيتَ فيهِ سحائبٌ / تهمي كما شاءَ الربيعُ وتهمعُ
بأبي مجدَّرَةٌ محببةٌ إلى
بأبي مجدَّرَةٌ محببةٌ إلى / كلِّ الورى فأنا أقولُ لتسمعا
وكأنَّ وجهَكَ فوقَهُ جدريةٌ / ذهبٌ بسمطي لؤلؤٍ قَدْ رصِّعا
قلْ للفرنجِ تأدَّبوا وتجنَّبوا
قلْ للفرنجِ تأدَّبوا وتجنَّبوا / فالريحُ جندُ نبينا إجماعا
إنْ قلَّعتْ في البرِّ أشجاراً فكمْ / في البحرِ يوماً شجَّرتْ أقلاعا