المجموع : 4
لاتفنِ من فَرَق الفراق الأدمعا
لاتفنِ من فَرَق الفراق الأدمعا / فهي الشُّهودُ على الغرامِ المدَّعَى
واستبقِ صبرَكَ ما اسْتطعتَ فإنّه / عونٌ لقلبِكَ إنْ هُما ثبتا معا
قلبٌ أَصابته العيونُ ولم يزلْ / من مسِّها بالهاجساتِ مروَّعا
ما بالُه قد صدّ عند صدودهم / عنّي ولمّا ودّعوني ودعا
ومن التحيُّرِ أَنّني أَبصرتُهُ / في ظَعْتهم وسأَلتُ عنه الأَضلُعا
أَصبحتْ إذ شيَّعتُهمْ لثلاثةٍ / صبري وغُمضي والفؤاد مُشيِّعا
أَو ما اتَّقيتم حين رُعتمُ سربَهُ / فيه تقيّ الدِّينِ ذاكَ الأَروعا
عمر بن شاهنشاه مَنْ هو عامرٌ / أَركانَ ملكِ الشَّامِ حين تضعضعا
خضعَ العدو بعدَ تَعزُّزٍ / لكم وحقُّ عدوِّكُم أَنْ يخضعا
من معشرٍ غُرٍ يَرَونَ جميعَ ما / لم يبذلوه في السّماحِ مُضيِّعا
في مصرَ واليمنِ اجتلينا منهمُ / في عصرِنا تبعاً ليوسفَ تُبّعا
الحاويان بملكِ مصرَ ومكّةٍ / والشّامِ واليمنِ الحظايا الأَربعا
لما عصى الأَعداءُ بالعاصي جرى / بدمائهم طوعاً سيولاً دُفَّعا
صبٌّ تولى حالتيْهِ في الهوى
صبٌّ تولى حالتيْهِ في الهوى / جلدٌ له عاصٍ ودمعٌ طَيّعُ
ذو ناظرٍ ربعُ الكرى في جفنه / خالٍ وحوضُ الدَّمعِ منه مُترعُ
مولاي شمسَ الدَّولة الملك الذي / شمس السّيادة من سناه تَطْلُعُ
لولا أُرجِّي قربَ عودكَ لم يكن / لي في الحياة لأَجل بعدكَ مطمعُ
قَسَماً ببيتٍ أَمّهُ زُوَّارُهُ / والطائفونَ السّاجدونَ الرُّكّعُ
مالي سواكَ من الحوادثِ ملجأٌ / مالي سواكَ من النوائبِ مفزَعُ
ولأَنتَ فخرُ الدِّين فخري في العُلى / وملاذُ آمالي وركني الأَمنعُ
إلاّ بخدمتكَ المجلة موقعي / واللّه ما للملكِ عندي موقعُ
وبغيرِ قُربكَ كلُّ ما أَرجوهُ من / درِّكَ المَنى متعذّرٌ متمّنعُ
النّصرُ إن أَقبلتَ نحوي مُقبلٌ / واليُمنُ إن أَسرعتَ نحوي مسرعُ
يا هلْ لسالفِ عيشتي بفنائكمْ
يا هلْ لسالفِ عيشتي بفنائكمْ / من عودةٍ محمودةٍ ورجوع
قد غبتمُ عن ناظري ما أَذنتْ / للقلبِ شمسٌ مَرةً بطلوعِ
كنتُ المشفّعَ في المطالبِ عندكم / فغدوتُ أَطلبُ طيفكم بشفيعِ
أَصبحتُ أَقنعُ بالسّلامِ على النّوى / وبقربكم كم بتُّ غيرَ قنوعِ
مقصودُهُ أَعصي الهوى وأُطيعُهُ
مقصودُهُ أَعصي الهوى وأُطيعُهُ / هذا لعمرُ هواكَ لا أستطيعُهُ
سمعي أَصَمُّ عن العذولِ وعذله / فعلامَ يقرعُ مسمعي تقريعُهُ
غلبَ النّزاعُ إلى الحسانِ تجلُّدي / والقلبُ مغلوبُ العزا منزوعُهُ
لا تنزِعَنَّ إلا ملامِ متيَّمٍ / لا يستتبُّ عن النّزاعِ نزوعُهُ
وملاحةُ الرشأِ المليحِ تروقُهُ / وملامةُ اللاحي الملحِّ تروعُهُ
يا عزَهُ لو لم يعزُّ عزاؤه / يا ذلّهُ إنْ لم تُعنه دموعُهُ
وبمهجتي حلو الشّمائلِ عذبُها / لكنّه مُرُّ الصُّدودِ شنيعُهُ
نشوانُ من خمرِ الصبا قلبي به / أَفديهِ مخمورُ الغرامِ صريعُهُ
غصن على حقفٍ يميلُ ويستوي / فكأَنّما يعصيهِ حينَ يطيعُهُ
رئمٌ وفي قلبِ المحبِّ كناسُهُ / قمرٌ وفي ليلِ العذارِ طلوعُه
وكأَنَّ قلبَ محبِّه إقطاعُهُ / وكأَنَّ خطَّ عذارهِ توقيعُهُ
مساوبُ سهمِ اللّحظِ منه محبُّه / ملسوبُ عقربِ صدغهِ ملسوغُهُ
للهِ عيشٌ بالحمى أَسلفته / والشّملُ غير مفرَّقٍ مجموعُهُ
أَيامَ دارتْ للشّبابِ كؤوسُهُ / فينا ودرَّتْ بالسُّرورِ ضروعُهُ
رويتْ بأَنواءِ العهادِ عهودُهُ / وزهتْ بأَنوارِ الرَّبيعِ ربوعُهُ
أَفراجعٌ ما مرَّ من أَيامهِ / هيهاتَ لا يُرجى إليَّ رجوعُهُ
وجدي مقيمٌ ما يزالُ بظاعنٍ / توديعُ قلبي أُنسه توديعُهُ
مُلاَّكُ مهجتهِ عليكم حفظها / فالملكُ ليس لمالكٍ تضييعُهُ
لا تنسبوا قلبي إليَّ فإنّه / لكمُ وفيكمْ جرحُهُ وصدوعُهُ
وبيوسفِ المستنجدِ بنِ المقتفي / دينُ الهدى سامي العمادِ رفيعُهُ
ضافي رداء الفخرِ صافٍ روحه / نامي ضياءِ البشرِ زاكٍ رُوعُهُ
حالي الضَّمائر بالعَفافِ وبالتُقى / للهِ ما تحنو عليه ضلوعُهُ
محمرُّ نصلِ النّصرِ في يومِ الوغى ال / مغبرِّ مبيضُّ العطاءِ نصوعُهُ
في الأَمن إلا ماله وعدوّه / فكلاهما في الحالتينِ مروعُهُ
للّهِ أَصلٌ هاشميٌّ طاهرٌ / طابتْ وطالتْ في العلاءِ فروعُهُ
لكَ نائلٌ محيٍ وبأسٌ مهلكٌ / فلأَنت ضرّار الزَّمان نضوعه
يا أَفضلَ الخلفاءِ دعوةَ قانعٍ / برضاكَ ما كشف القناع قنوعُهُ
أَيكونُ مثلي في زمانكَ ضائعاً / هيهاتَ يا مولايَ لستَ تضيعُهُ
أَودعْ جميلاً لي أُذعْهُ فخيرُ مَنْ / أَوْدَعْتَهُ منكَ الجميلَ مذيعُهُ
حسبُ المؤمِّل منجحاً في قصدهِ / أَن الرَّجاءَ إلى نداكَ شفيعُهُ