المجموع : 5
كم رام سَلْوَتَه العَذولُ فما وَعَى
كم رام سَلْوَتَه العَذولُ فما وَعَى / ورجَا إجابَته فلم يَرَ مَطْمَعا
مذ صار ذاك السرُّ في أسماعه / لم يُبْقِ فيه للمَلامِة موضعا
قد كان لي قلبٌ فصَيَّره الهوى / هَدَفا لألحاظِ الظِّبا فتَقطَّعا
مِن كلِّ من جَعل النَّقا كَفَلاله / والغُصن قَدّا والمَلاحة بُرْقُعا
رَياَّن من ماء النعيم فلو دَنا / من جسِمه الصَّخر الأَصمُّ لأَيْنَعا
كالبدر لما أَنْ بَدا كالَّظبْي لم / ا أنْ رَنا كالغُصْن لما أن سعى
حلو الحديث فما يَروقك منظرا / بِجماله إلا وراقك مَسْمَعا
يُبدي التبسمُ منه عند تَنهُّدي / دُرّا لطيفا في العقيقِ مُرصَّعا
تُنْبِيك نَكْهَتُه بأنّ رُضابَه / خمرٌ يَشوب المِسْكَ حين تَضوَّعا
قد كان يَعْذُب لي العذابُ وسِنُّه / عَشْرٌ وكيف وقد تَزايدَ أربعا
حين استتمَّ جمالُه وأضاء في / وَجَناتِه نورُ الشبابِ مشعشعا
ما بال حظى والزمانُ يَحُطُّه / باعا لأَسْفَلَ حين يرقَى إصبعا
أبداً يُقابلني بضِدِّ إرادتي / قَصْدا فلو أهوى المَشيب لأَقْشَعا
لما رأى قلبي بَوفْدَ صُروفِه / رَحْبا أصار لهن فيه مَرْبَعا
من كلِّ كالحةٍ إذا أَنْحَتْ على / رَضْوى بكَلْكَلها وَهَى وتَضَعْضَعا
أفنتْ كنانُته دروعَ تَصبُّرى / ورَمى فلم يتركْ لقوسٍ مَنْزَعا
حالي كممدودِ اسْمِها في هَمِّهِ / يستغرِق الثَّقَلَيْن في وقتٍ معا
نَزِّهْ لِحاظَك في غريب بَدائِعى
نَزِّهْ لِحاظَك في غريب بَدائِعى / وعجيبِ تشبيهي وحكمةِ صانِعِي
فكأنني كَفّا مُحِبٍّ شَبَّكَتْ / يومَ الفراقِ أَصابِعا بأَصابع
انظرْ إليّ ففيّ كلُّ غريبةٍ
انظرْ إليّ ففيّ كلُّ غريبةٍ / وعجيبةٍ نُتِجت عن الصُّنّاع
فلئنْ عجبتَ من اجتماع فضائلي / لما جمعتُ الحسنَ بالإجماع
فلقد بنت في الفخرِ همة مالكي / فخرا بطيبِ مآثرٍ ومساعِ
القائدُ ابنِ أبي شجاعٍ مَن جَلا / ه الفضلُ للأبصارِ والأسماع
غَرْس الأجلِّ الأفضلِ الملك الذي أس / تَرْعاهُ خِدْمَتَه ونِعْمَ الراعي
يا بدرَ تِمٍّ بالجمالِ تَبَرْقَعا
يا بدرَ تِمٍّ بالجمالِ تَبَرْقَعا / وقضيبَ بانٍ ماسَ لما أنْ سَعَى
مالي دعوتُك للوصالِ فلم تُجِبْ / ودعوتَني لهواك لَبَّيْتُ الدُّعا
أتُراك حُلْتَ عن المودةِ أم تُرَى / داعٍ علينا بالقَطيعِة قد دَعا
يا مُسقْنِي غُصَصَ الغرامِ بصَدِّه / لما تأهب للمسير وَودَّعا
ورميتني بسهامِ لحظِك قاصِدا / لو كان قلبي عارفاً لتَدرَّعا
لكنه غِرٌّ فَغرَّ به الهوى / والقلبُ مُغْرًى بالصَّبابة مولعا
ولقد أتيتُك سائلاً في حاجةٍ / حاشاك يا مولاي أنْ تَتَمنَّعا
وكتبتُ سائر حاجتي يا سيدي / وَقِّع فَديتُك واستمدَّ وَوقِّعا
وسَخا بما قد كان يُبْخِلُني به / كرما وجاد بنفسه وتبرعا
ومليحةِ النَّغَماتِ تحسب عودَها / طِفْلا وتحسبُها عليه مُرْضِعا
أبداً تَراهُ مُقمَّطا في حِجْرها / حاز المعالي قبل أنْ يَتَرَعْرعا
ولربما ضَربْته ضرباً موجِعا / فسمعتَه من ضربها مُتوجِّعا
غَنَّتْ فأغنتْ والغناءُ غناؤها / ثم انثنتْ كيما تقولَ فتُسْمِعا
فإذا تَغنَّى قلتُ ما قد قاله / في وصفِ مثلِك شاعرٌ قد نَوَّعا
نَشَرتْ ثلاثَ ذوائبٍ من شعرِها / في ليلةٍ فأَرتْ لياليَ أربعا
واستقبلتْ قمرَ السماءِ بوجهها / فأرتنَي القَمرين في وقتٍ معا
انظر لقرن الشمس بازغة
انظر لقرن الشمس بازغة / في الشرق تبدو ثم ترتفع
كسبيكة الزّجّاج ذائبة / حمراء ينفخها فتتسع