المجموع : 4
جَلَداً خَلِيلِي ما لِنَفْسِكَ تَجْزَعُ
جَلَداً خَلِيلِي ما لِنَفْسِكَ تَجْزَعُ / آنَ الرَّحيلُ فأَيْنَ منهُ المَفْزَعُ
عَمَدُوا لِتَقْوِيضِ القِبَابِ فَعِنْدَهَا / أرْبَتْ على صَوْبِ الرَّبَابِ الأَدْمُعُ
لَنْ يَعْدَمُوا رَبَّابَها لِرِكَابِهِم / في حَيْثُ يَسْتَهْوِي السَّرَابُ ويَخْدَعُ
هَيْهَاتَ عافَتْ وِرْدَها وَرْدِيَّةٌ / نُجُبٌ غَدَتْ بِهِمُ تَخُبُّ وتُوضِعُ
إنْ لَمْ يُخَالِطْهَا نَجِيعِيَ أَحْمَراً / كَرَعَتْ بأَزْرَقَ سَيْحُهُ يَتَدَفَّعُ
عَجَبَاً لِشُرْعٍ لا تُدارُ عَلَيْهِمُ / وَهيَ المُدامَةُ بالزُّلالِ تُشَعْشَعُ
لمَّا بَكَيْتُ بَكَى يُسَاعِدُنِي الحَيَا / فَدُمُوعُهُ مِنْ رِقَّةٍ لِيَ تَهْمَعُ
أَشْدُو بِذِكراكُم وأَنْشِجُ لَوعَةً / وكَذا الحَمَامَةُ حينَ تَنْدُبُ تَسْجَعُ
يَا بَرْحَ شَوْقِي لِلذينَ تَحَمَّلُوا / وأَقامَ حُبُّهُم بِقَلْبِي يَرْبَعُ
أَضْحَتْ بَلاقِعَ مِنْهُمُ دَاراتُهُم / فالصَّدرُ إِلا مِنْ شُجونِي بَلْقَعُ
لا أُنْكِر البُرَحَاءَ في عَقِبِ النَّوَى / قَد حَلَّ بالتَّرْحالِ ما يُتَوَقَّعُ
في ذِمَّةِ اللَّهِ الأُلَى أَمُّوا الفَلا / بِالعِيسِ تَخْدِي والصَّوَاهِلُ تَمْزَعُ
وَصَلُوا السُّرى لَيْلاً إلى أنْ عَرَّسُوا / والصّبْحُ في ثَوْبِ الدُّجَى مُتَلَفِّعُ
وَكَأنَّمَا زُهْرُ الكَوَاكِبِ سَحْرَةً / جَشَمَتْ سُرَاهُم فَهي حَسْرَى طُلَّعُ
بانُوا فَبَانَ القَلْبُ لي عَن أَضْلُعِي / يا مَنْ لِقَلْبٍ أَسْلَمَتْهُ الأَضْلُعُ
كانَتْ سَلامَتُه لِوَقْتِ سَلامِهِمْ / صُدِعُوا بِرِحْلَتِهِ فَها هُوَ يصْدَعُ
يَصْلَى الهَواجِر في الظِّلالِ تَحَرُّقَاً / ويَحِنُّ إنْ سَلَت القُلُوبُ وَيَنْزَعُ
لمَّا تَراجَعَتِ الحُداةُ لِسَوْقِهِمْ / رَجَعَ الهَوى أدْرَاجَهُ يَسْتَرْجِعُ
أُخْفِي سُؤالي لَو شُفِيتُ إِجابَةً / مَا لِي وَما لِلْبَيْنِ بي يتَوقَّعُ
أأنا المُرَوّعُ حَيْثُ كنتُ بهَوْلِهِ / أَمْ لي بهِ مَثَلٌ كَذَاكَ يُرَوّعُ
لَمْ أدْرِ ساعَةَ أَزْمَعُوها نِيَّةً / مَحْيَايَ أمْ يَحْيَى الأَميرَ أُوَدِّعُ
مَلِكٌ علَى الأَقْدارِ خِدْمَةُ أَمْرِهِ / فَقَصِيُّ ما يَسْمُو إلَيْهِ طَيِّعُ
هَامَتْ بِهِ السَّبْعُ الشِّدادُ يَحِلُّها / وَتَنَافَسَتْ فيهِ الجِهَاتُ الأَرْبَعُ
بِالْعَالَمِ العُلْوِيِّ في حَضَرٍ وفي / سَفَرٍ يُحَفُّ وذاكَ ما لا يُدْفَعُ
ضَاهَى المَلائِكَ في ضَرائِبِهِ التِي / رَوْضُ الرُّبَى مِنْ عَرْفِها يَتَضَوَّعُ
وقَضَى علَى الأَمْلاكِ أقْعَسُ عِزّهِ / أَلا تَزَالَ لَهُ تَذِلُّ وتَخْضَعُ
خَطَبَ الخِلافَةَ بالقِرَاعِ فَنَالَها / مِنهُ قَريعٌ أنْفُهُ لا يُقْرَعُ
صَرْفُ اللَّيالِي في الْوَرَى مُتَصَرِّفٌ / برِضَاهُ يُنْعِشُ مَنْ أحَبَّ وَيَصْدَعُ
فَأَخُو الرَّشادِ لِعَيْشِهِ مُتَسَوِّغٌ / وأَخو الضَّلالِ لِحَتْفِهِ مُتَجَرِّعُ
هَجَعَتْ رَعاياهُ علَى فُرُشِ المُنَى / أَمْنا وباتَ لِرَعْيِها لا يَهْجَعُ
يَصِلُ ابْتِساماً في الوَغَى بِطَلاقَةٍ / كَرَماً وَوَجْهُ اليَوْمِ أرْبَدُ أسْفَعُ
فَكَأَنَّما النَّقْعُ المُثارُ دجُنَّةٌ / وَكأنَّ غُرَّتَهُ صَباحٌ يَسْطَعُ
لَمْ يَسْلُ عَنْ شَوْقٍ إلَيْهِ مِنْبَرٌ / لَم يَخْلُ مِنْ حِرْصٍ عَلَيْهِ مَوْضِعُ
نَادَى به الغَرْبُ القَصيُّ مُثَوِّباً / فأَجَابَهُ يَطْوِي الفَلاةَ ويَذْرَعُ
ثِقَةً بأنَّ جُنُودَهُ وبُنُودَهُ / يَغْدُو الوُجودُ لَها يُطيعُ وَيَسْمَعُ
حَفِظَ الذي شَرَعَ الإلَهُ حِفَاظَهُ / بالْبِيضِ تُنْضَى والأَسِنَّةُ تُشْرَعُ
مَلأَتْ جَحافِلُهُ مَنَادِيحَ المَلا / وَلَرُبَّما ضاقَ الأَمَدُّ الأوْسَعُ
أَعْشَى العُيونَ بِها الْتِماعُ حَديدِهِمْ / فَتَشابَهَتْ لامَاتُهُمْ إذْ تَلْمَعُ
يَأْبَى عَلَى البَأْسِ اقْتِصاراً والنَّدَى / فَمُفَرّق العَلياء فيهِ مُجَمَّعُ
مُتَبَوِّئٌ للْمَجْدِ أَشْمَخَ ذِرْوَةٍ / ولَهُ بِأَعْلاهَا لِواءٌ يُرْفَعُ
أحْيَا الهُدَى منهُ إمامٌ مُرْتَضىً / وغَزا العِدَى منهُ هُمَامٌ أرْوَعُ
أَتُرَى السَّماءَ دَرَتْ بما هُوَ صانِعٌ / فَلِذاكَ ما دَرَّتْ لَهُ تَتَصَنَّعُ
فَالأَرْضُ حَيْثُ يَحُولُ مِنْ أَطْرَافِها / وَيَحِلُّ إِمَّا مَرْتَعٌ أَوْ مَشْرعُ
ضَايَقْتُ في العُذْرِ العُفاةَ وقُلْتُ قَدْ / يَمَّمْتُمُ بَحْرَ النَّدَى فَاسْتَوْسِعُوا
إِنْ تَقْصدوا لا تُحْجَبوا أو تَقْرُبُوا / لا تبْعدُوا أو تَسْأَلُوا لا تمْنَعُوا
يا للزَّمانِ أَعَلَّنِي بِزَمَانَةٍ / أَصْبَحْتُ بالإخْلادِ فيها أقْنَعُ
لا بُرْءَ مِنْهَا يُسْتَفَادُ بِحيلَةٍ / فإِلى الرِّضَى بالحُكْم فيها المَرْجِعُ
مِنْ أيْنَ لِي صَبْرٌ عَلى مَضَضِ النَّوَى / سُدَّتْ إلَى الصَّبْرِ الطَّرِيقُ المَهْيَعُ
لَوْلا التَّكَرُّهُ أَنْ أُخِلَّ بِطاعَةٍ / لَسَعَيْتُ زَحْفاً أَسْتَقيمُ وأَظْلَعُ
وبِأَنْ وُكِلْتُ إلى الأَميرِ مُحَمَّدٍ / عَذُبَ الأَمَرُّ مِنَ الفِرَاقِ الأَقْطَعُ
نَدْبٌ نَبا عَنهُ الحِجَى نَزَقَ الصِّبا / رُبَّ اكْتِهالٍ مَا عَداهُ تَرَعْرعُ
حَكَمَتْ لَهْ بالْفَضْلِ بَيْنَ لِدَاتِهِ / نَفْسٌ مُهَذَّبَةٌ وَقَلْبٌ أَصْمَعُ
لا بَيْتَ يَعْدِلُ في الطَّهارَةِ بَيْتَهُ / نَصَعَ الصَّباحُ وَمُنْتَهاهُ أَنْصَعُ
ماذَا أَقولُ وأَيْنَ أبْلُغُ مادِحاً / وبِمَدْحِهم غَنَّى البَليغُ المِصْقَعُ
دَعْنِي أَعِدْ فيهِ وأُبْدِئُ جَاهِداً / فَلَعَلَّ فِكْرِي حينَ يُبْدِئُ يُبْدِعُ
إنْ سَالَ طَبْعي في ذراهُمْ سَلْسَلاً / فالعَذْبُ في الأَرْضِ الكَرِيمَةِ يَنْبُعُ
اللَّهُ عَنْ تِلكَ المَناقِبِ دَافِعُ
اللَّهُ عَنْ تِلكَ المَناقِبِ دَافِعُ / ولَها مِن المَحْذورِ واقٍ مانِعُ
لَوْلا اليَقينُ بأَنَّهَا مَعْصُومةٌ / لَتَفَجَّرَتْ بِدَمِ القُلوبِ مَدامِعُ
زَرَّتْ على الصَّبْر النّفُوسُ جُيوبَها / والذُّعْرُ فيها لِلْجَوانِحِ خالِعُ
وتَعَلَّلَتْ بِسُؤالِهَا وجَوَابِهِمْ / الفَضْلُ ناجٍ والتَّداوِي ناجِعُ
أنَّى تَضيرُ شِكايةٌ مِنْ جودِهِ / وَوُجودُهُ لِلخَلْقِ طُرّاً نافِعُ
عَجَباً لِمُخلِصِها إلَى نادِي النَّدَى / والعالَمُ العُلْوِيُّ عَنْهُ يُقارِعُ
آراؤُهُ بِيضٌ تُسَلُّ قَوَاطِعٌ / وَجداؤُه سُمْرٌ تُمَدُّ شَوارِعُ
جَرَّ الشّجونَ الجُونَ عارِضُ سُقْمِهِ / فالدَّهْر من جَرَّاهُ خاشٍ خاشِعُ
هَلا بِنا سَدَك التَّألُّمُ لا بِهِ / إنَّ العَبيدَ عَن المُلوكِ تُدَافِعُ
غاضَ التَّحَدُّث بالضَّنَى وبِحَسْبِنَا / أَنْ غاضَ مِنْ ماءِ العَنَاءِ النابِعُ
حتَّى إِذَا الإبْلالُ صَحَّ تَوَاتُراً / وَصَلَ الحُبُورَ بهِ الدّليلُ القاطِعُ
شُفِيَ الأَميرُ فَكُلُّ قَلْبٍ ساكِنٌ / بَعدَ الخُفوقِ وكُلُّ طَرْفٍ هاجِعُ
وَبدا سَناهُ فَلا عَدُوٌّ آمِنٌ / يَرجو النَّجاةَ ولا وَلِيٌّ جازِعُ
رُوحُ الوَرَى سِرُّ العُلَى مَعْنَى الهُدَى / فَرْدٌ لأَشتاتِ المَكارِمِ جَامِعُ
لِلدِّينِ والدُّنيا بِعِصْمةِ ذاتهِ / إِعْجابُ مَنْ هُوَ في حِماهُ وَادِعُ
يا حُسْنَ مَوْقعِ بُرْئِهِ مِن أُمَّةٍ / لَولاهُ حاق بِهم عَذابٌ واقِعُ
كانُوا مِن الشُّبَهِ المُضِلَّةِ في دُجىً / فَجَلا غَياهِبَها هُداهُ السَّاطِعُ
مَلأَتْ إيالَتُه اللَّيالي حَبْرَةً / وَالحادِثاتُ فَواجِئٌ وفَوَاجِعُ
وحَيَاة يَحْيَى المُرْتَضَى ما شَاقَ فِي / أَثْناءِ شَكْواه الحَمَامُ السَّاجِعُ
كَلا وَلا رَاقَ الرَّبيعُ وزَهْرُهُ / في ناظِرٍ وَهوَ النَّضِيرُ اليانِعُ
وَلَقد تَنَكَّرَ كُلُّ شَيْء دُونَهُ / حتَّى المَغانِي الآهِلاتُ بَلاقِعُ
غَلَبَ التَّوَلُّهُ فالعُقولُ غوارِبٌ / لَمَّا تَحَجَّبَ والكُروبُ طَوالِعُ
وَكأَنَّ بَرْدَ الظِّلِّ قَيْظٌ لافِحٌ / وكأَنَّ عَذْبَ العَيْشِ سُمٌّ ناقِعُ
يَسْوَدُّ مُبْيضُّ الصِّفاحِ الناصِعُ / وَيَضيقُ مُنْفَسِحُ البَراحِ الواسِعُ
وَكأَنَّ ساعاتِ الثَّواءِ لِطولِها / حِجَجٌ رَوائِبُ للنُّفوسِ رَوائِعُ
فالآنَ دانَ بِهِ القَصيُّ من المُنَى / ودَنا منَ المَنِّ القَصِيِّ الشاسِعُ
وتَطَلَّعَتْ لِلكافِرينَ مَصَارِعٌ / وتَمَهَّدَتْ بالمُؤْمِنينَ مَضَاجِعُ
وَبَدَتْ تَزينُ مَشَاهِدٌ ومَحَاضِرٌ / وغَدَتْ تَطيبُ مَصَائِفٌ ومَرَابِعُ
لاقَى السَّلامَةَ فالزّمَانُ مُسالِمٌ / دونَ انْتِقاضٍ والأَمانُ مُشايِعُ
وتَرَشُّفُ النُّعْمَى بهِ مُتَنَاسِقٌ / وتَشَرُّفُ الدّنيا بهِ مُتَتَابِعُ
مَلِكٌ تَقَدَّسَ في المُلوكِ مَقامُهُ / فَخَصَائِصٌ مَلَكِيَّةٌ وطَبَائِعُ
أَضْحَى له شَرَفُ الْكَمَالِ مُسَلَّماً / هَيْهَاتَ ما في العَالَمِينَ مُنازِعُ
في المُونِقَيْنِ رُوائِهِ وثَنَائِهِ / ما تَشْتَهيهِ نَوَاظِرٌ وَمَسَامِعُ
فَرَعَ الكَوَاكِبَ في التَّرَقِّي بَيْتُهُ / للَّهِ بَيْتٌ لِلْكَوَاكِبِ فارِعُ
مِنْ زَاهِراتِ حُلاهُ حِلْمٌ بارِزٌ / أَعْيا مُعاوِيَةً وعِلْمٌ بارِعُ
ماضٍ وقَدْ تَهِنُ الظُّبى في مَأْزقٍ / كَثُرَ الكُماةُ بهِ وقَلَّ مُضارِعُ
يَصِفُ النَّجابَةَ والرَّجَاحَة خُلقُه / ويَظَلُّ في الخَيْراتِ بَعْد يُسارِعُ
مَرْآهُ بِالطَّوْدِ المُنِيفِ مُطَالِعٌ / فَكَأَنَّما فَوْقَ السَّرِيرِ مُتالِعُ
إِنْ تَفْخَرِ الدُّنْيا بهِ وبِمُلْكِهِ / فَمُلوكُها خَوَلٌ لَهُ وَصَنائِعُ
مَوْلايَ عَبْدُكَ في الرِّضَى مُسْتَشْفِعٌ / وبَنَاتُ خاطِرِهِ إليْكَ شَوافِعُ
هُوَ ذا بِبابِكَ ليسَ يَسْأَم قَرْعَه / ولَطالَما وَلَجَ المُلِظُّ القارِعُ
يَرد السّرورُ مُهَنِّئاً وَمُهَنَّأ / عِدّاً يُطيلُ العَبَّ فيهِ الكارِعُ
وَيَوَدُّ لَوْ مُنِحَ الإجادَةَ ناظِماً / لِتَسيرَ عَنْهُ بَدَائِهٌ وبَدائِعُ
إنَّ الضَّراعَةَ لِلْقَبولِ ذَريعَةٌ / والحَقُّ في تَخْلِيدِ أمْرك ضارِعُ
عِندِي نِزاعٌ ليسَ عَنْهُ نُزُوعُ
عِندِي نِزاعٌ ليسَ عَنْهُ نُزُوعُ / لِلْبَدْرِ حَجْبٌ لَيْسَ مِنْهُ طُلوعُ
عَجَباً تَقَضَّى بالخُسوفِ سُطوعُهُ / ولِصِنْوِهِ عَقِبَ الخُسوفِ سُطوعُ
أوَ لَيْسَ عُلْوِيُّ الصِّفاتِ حَقيقَةً / غَيْرَ الْتِفاتٍ راعَ وَهْوَ مَروعُ
سُرْعانَ ما فَجَعَ الزّمانُ بِغَصْبِهِ / وَالدَّهْرُ بالعِلْقِ النَّفيسِ فَجوعُ
وَطَوى مَعَاهِدَ ذِكْرِهِ وعُهُودِهِ / حَتَّى كأَنَّهُ مَا وَفَى الأُسْبُوعُ
يَا لَيْتَهُ لَو دامَ يُمْتِعُنِي بِهِ / أَبَداً شُرُوقٌ لِلضُّحَى ومُتُوعُ
لَهْفِي عَلَيهِ مُوَدّعاً لا يُقْتَضَى / لِذِهابِهِ حَتَّى الحِساب رُجُوعُ
كَمْ دَافَعَ الجَيْشُ العَرَمْرَمُ دُونَهُ / لَوْ أَنَّ شَيْئاً لِلْحِمامِ دَفوعُ
لِلْقَلبِ حَالُ الشَّمْلِ يَوْمَ نَعِيِّهِ / كُلٌّ علَى حُكمِ الرَّدَى مَصْدُوعُ
إنْ تَخْلُ مِنْهُ مَنَازِلٌ وَمَطَالِعٌ / لَمْ تَخْلُ مِنْهُ جَوَانِحٌ وضُلوعُ
بِأَبِي مَحَاسِنَه التِي وُصِلَ الثَّرَى / مِنْها بِما أَنَا دونَهُ مَقْطُوعُ
لَو رُمْتُ أَنْ أَنْساهُ هَاجَ تَذَكُّرِي / بَرْقٌ لَمُوعٌ أَوْ أَغَنُّ سَجوعُ
وَكَفَى شَهِيداً بِالْهَوَادَةِ والهَوَى / أَنَّ المُباحَ مِن الكَرَى مَمْنوعُ
لَن يَبْرَحَ السُّهْدُ المُبَرِّحُ مُقْلَتِي / ما دَامَ يُطْبِقُ مُقْلَتَيهِ هُجُوعُ
فيهِ تَهَاجَرَتِ الحَشَايَا والحَشَا / وتَوَاصَلَ البُرْكَانُ واليَنْبُوعُ
لا فِطْرَ لا أَضْحَى يُؤَنِّسُ قُرْبَهُ / ولَهُ نُزوحٌ مُوحِشٌ وَشُسوعُ
لَمْ أَشْهَدِ الأَعْيادَ مَسْروراً بِها / لَكِنْ مَخافَة أنْ يُقَالَ جَزوعُ
حجِّي لأَجْدَاثٍ أَطَابَ تُرَابَهَا / بِشَذىً كَمَا هَبَّ النَّسِيمُ يَضُوعُ
مِنها أهِلُّ لِما أُفيضُ وإنَّما / لِبْسِي هُناكَ كآبَةٌ وَولُوعُ
والهَدْيُ في تِلكَ المَشَاعِرِ قُدِّسَتْ / قَلْبٌ جُذاذٌ والجِمَارُ دُمُوعُ
هُوَ مَا عَهدْتَ فَلا تَدِنْ بِمَلامَتِي / وَجْدِي بِفَرْطِ صَبَابَتِي مَشْفُوعُ
وَحَدِيثُ سُلْوانِي مَتَى أُسْمِعتَهُ / فَاحْكُمْ عَلَيْهِ بأَنَّهُ مَوْضُوعُ
يَا رَبَّةَ المُقَلِ المِرَاض فُتُورُها
يَا رَبَّةَ المُقَلِ المِرَاض فُتُورُها / أعدَى عَلَيَّ مِنَ الحِمامِ القَاطِعِ
كَمْ لَيلَةٍ لَيْلاءَ لَو أُعطَى المُنَى / فِيهَا تَجَلَّتْ عَن سَنَاكِ السَّاطِعِ
لَوْ كُنْت مُنْصِفَةً لَمَا جَازَيْتِنِي / وأنَا المُطيعُ جَزاء غَيْر الطَّائِعِ
قَلْبِي لَدَيْك وفِي يَديْك فإِن يَضعْ / فَعَلَيْكِ أرْجعُ بالْفُؤَادِ الضّائِعِ