المجموع : 8
أبنَي الأماني اللائذاتِ بجودهِ
أبنَي الأماني اللائذاتِ بجودهِ / مُوتوا فقد ماتَ الأغرُّ الأَروَعُ
غاضَ النّدى ماتَ العُلا ذهبَ النُّهى / هلَك الورَى ضاقَ الفضاءُ الأوسَعُ
عجَباً وأحوالُ الزمانِ عجيبةٌ / لفؤادِ دهرِكَ كيف لا يتصدَّعُ
ولشمسِ جوّكَ كيف لم تُكشف جوىً / بل كيف بعد أبي الفوارس تطلُعُ
ولحضرةٍ ضمّت مهذَّب جَسمهِ ال / قُدسي كَيف إلى العُلا لا تُرفَعُ
أتضيقُ عنك الأرضُ وهي فسيحةٌ / وتضمُّ جسمَكَ بعد موتكَ أذرعُ
فسقاكَ غيثٌ مثل جودِك صَيِّبٌ / أبدَ الزمانِ ودِيمةٌ ما تُقلِعُ
فالدهرُ بعدكَ عاطلٌ مِن حَليِهِ / مستوحِشٌ من أهلِهِ مُتفَزِّعُ
ما كنتُ أعرفُ قدرَ أي
ما كنتُ أعرفُ قدرَ أي / يامي التي ذهبت ضياعا
حتى فُجعتُ بها ولم / أسطِع لذاهبها ارتجاعا
الحزنُ حُزني والضلوع ضلوعي
الحزنُ حُزني والضلوع ضلوعي / والجَفنُ جفني والدُّموع دموعي
فعلامَ يعِذلُني على بَرحِ الهوى / مَن لا يقومُ نِزاعه بنُزوعي
ولَعَ الفراقُ بشملنا وَلَعَ الهوىَ / بقلوبنا وبمَن أُحبُّ ولَوعي
ولقد أراني للعواذِلِ عاصيا / أبداً لنَهي نُهايَ غيرَ مُطيعِ
أودعتُهم بالكُرهِ إذ ودّعتُهم / حُسنَ العزاءِ عشيّةَ التوديعِ
ووجدتُ حزنَ الحُزن سَهلا بعدهم / ومنيعَ فيضِ الدّمع غيرَ منيعِ
وأذبتُ يومَ الجِزع مدامعي / جَزَعا ولم أكُ قبله بجَزُوعِ
سار الجميعُ فسار بعضي إثرَهُ / وودِدَتُ أن لو كان سار جميعي
يابانَ هل بانَ الصباحُ فإنّني / مُذ بانَ بِتُّ بليلة الملسوع
زُمّا الَمطيّ عن الطلول فإنّها / بخلت بردِّ جوابِها المسموعِ
لسَفهَتُ نفَسي إذ سألتُ ربوعهَا / عن ظاعنٍ مغناه بين ضلوعي
ما أنصفتكَ بذي الأراك حمامة / أبدَت سرائرَ قلبِكَ المفجوعِ
أبكي دما وبكِنّها مكنونةٌ / لكنّها تبكي بغير دمُوعِ
هيهاتَ لست من البكاءِ وإنّما / هذا الغناءُ لشملِك الَمجموعِ
ولكيفَ يُنصفكَ الحمام وربّما / جارَ الحَميم عليكَ بالتقريعِ
لا ذنبَ عندي للزمان فإنّه / ما حالَ عن حالٍ يُرَوِّعُ روُعي
هو طبعُه ولضلَّ رأي معاتبٍ / يرجو انتقالَ طبيعةِ المطبوعِ
احذر جليسَ السَّوءِ والبَس دونَهُ
احذر جليسَ السَّوءِ والبَس دونَهُ / ثَوبَ التَّقِيَّة جاهدا وتَدَرَّعِ
لا تحقِرنَ لِينَ العدوِّ فربّما / قَتَلَ الكَمِيَّ النَّدبَ لِينُ المِبضَعِ
والصّدقُ أسلمُ فاتّخذهُ جُنَّةً / فالكذِبُ يفضحُ ربَّهُ في المَجمعِ
والكِذبُ شَينٌ فاجتنبهُ دائما / والبَغيُ فاحذرهُ وخيمُ المصرعِ
حدِّثهُمُ إن أمسكَوُا فإذا هُمُ / ذكروا الحديثَ فأَصغِ جهدكَ واسمعِ
وإذا همُ سألوا النّوالَ فأعطِهم / وإذا هُمُ لم يَسألوا فتبرَّعِ
لا تحِرصَنَّ فإنّ حرصَكَ باطلٌ / واصرف بعزِّ اليأسِ ذُلَّ الَمطمعِ
ولقد تعبتُ وما ظفِرتُ وكم أتى / ظفَرق عَقيبَ تَرفُّهٍ وتَودُّعِ
ولكم توقّعتُ الغنى فحُرمتُه / ولقَيتُه من حيثُ لم أتوقَّعِ
الحزنُ حزني والضّلوع ضلوعي
الحزنُ حزني والضّلوع ضلوعي / والجفنُ جَفني والدّموعُ دموعي
فعلام يعذلني على برْح الهوى / من لا يقومُ نزاعُه بنُزوعي
ولعَ الفراقُ بشمْلنا ولعَ الهوى / بقلوبنا وبمن أحبّ وَلوعي
ولقد أُراني للعواذلِ عاصياً / أبداً لنهْي نُهاي غيرَ مُطيعِ
أودعتهم بالكُره إذ ودّعتُهم / حُسن العزاء عشيّةَ التّوديعِ
ووجدتُ حزنَ الحزنِ سهلاً بعدهمْ / ومنيعَ فيض الدّمع غيرَ منيعِ
وأذبتُ يوم الجِزعِ جزْعَ مدامعي / جزَعاً ولم أكُ قبلَه بجَزوعِ
سار الجميعُ فسار بعضي إثرَهُ / وودِدتُ أنْ لو كان سار جميعي
يا بانُ هل بان الصّباحُ فإنّني / مُذْ بان بتُّ بليلة الملسوعِ
زُمّا المطيّ عن الطّلول فإنّها / بخلَتْ بردِّ جوابها المسموعِ
لسفهتُ نفسي إذ سألتُ رُبوعَها / عن ظاعنٍ مغْناهُ بين ضلوعي
ما أنصفتك بذي الأراكِ حمامةٌ / أبدت سرائرَ قلبِك المفجوعِ
أبكي دماً وبكنِّها مكنونة / لكنّها تبكي بغيرِ دُموع
هيهاتَ لست من البكاء وإنّما / هذا الغناءُ لشملِك المجموعِ
ولكيْفَ يُنصِفُك الحمامُ وربّما / جار الحميمُ عليك بالتّقريعِ
لا ذنب عندي للزّمان فإنّه / ما حالَ عن حالٍ يروّعُ روعي
هو طبعُه ولضَلّ رأيُ معاتِبٍ / يرجو انتقالَ طبيعةِ المطبوعِ
إحذَرْ جليسَ السّوء والبَسْ دونَه
إحذَرْ جليسَ السّوء والبَسْ دونَه / ثوبَ التّقيّة جاهداً وتدرّعِ
لا تحقِرْنَ لين العدوّ فربّما / قتل الكميَّ النّدبَ لينُ المِبضَعِ
والصدقُ أسلمُ فاتخذْهُ جُنّة / فالكذْبُ يفضَحُ ربَّهُ في المجمعِ
والكذبُ شَينٌ فاجتنبْه دائماً / والبغيُ فاحذَرْهُ وخيمُ المصرعِ
حدّثهُم إن أمسكوا فإذا هُمُ / ذكروا الحديثَ فأصغِ جُهدَك واسمَعِ
وإذا هُمُ سألوا النّوالَ فأعطِهمْ / وإذا هُمُ لم يسألوا فتبرّعِ
لا تحرصنّ فإنّ حرصَك باطلٌ / واصرِفْ بعزِّ اليأسِ ذُلّ المطمعِ
ولقد تعبْتُ وما ظفرتُ وكم أتى / ظفرٌ عقيبَ ترَفُّهٍ وتودُّعِ
ولكم توقّعتُ الغِنى فحُرمتُه / ولَقيتُه من حيثُ لم أتوقّعِ
أبني الأماني اللائذاتِ بجوده
أبني الأماني اللائذاتِ بجوده / موتوا فقد ماتَ الأغرّ الأروعُ
غاض النّدى مات العُلى ذهب النّهى / هلك الوَرى ضاق الفضاءُ الأوسعُ
عجَباً وأحوالُ الزّمانِ عجيبةٌ / لفؤادِ دهرِك كيف لا يتصدّعُ
ولشمسِ جوّك كيف لم تكسَفْ جوىً / بل كيفَ بعدَ أبي الفوارس تطلُعُ
ولحفرةٍ ضمّت مهذّبَ جسمِه ال / قُدسيّ كيفَ الى العلى لا تُرفعُ
أتضيقُ عنك الأرضُ وهيَ فسيحةٌ / وتضمُّ جسمكَ بعد موتِك أذرُعُ
فسقاك غيثٌ مثلُ جودِك صيّبٌ / أبدَ الزّمانِ وديمةٌ ما تُقلِعُ
فالدّهرُ بعدَك عاطلٌ من حلْيِه / مستوحشٌ من أهله متفزِّعُ
إن كان قدّك مثل شبري إنّ بظرك مثل باعي
إن كان قدّك مثل شبري إنّ بظرك مثل باعي /
أو هل يعيب البدر طول مسيره تحت الشعاع /
ما حطّ فقري سؤددي عن قدر مجدي وارتفاعي /
إيّاك تحقرني فليس تكال معرفتي بصاع /
فالجسم بيت والرجوع إلى الخلائق والطباع /