القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 8
صَدرٌ بِهِ سَعةٌ وَشَوقٌ أَوسَعُ
صَدرٌ بِهِ سَعةٌ وَشَوقٌ أَوسَعُ / فَالحِلمُ يُعطي والبلِيَّةُ تمنَعُ
وَحُشاشةٌ مَسلوبَةٌ وَلَعَلَّها / ذَهَبَت عَلى أَثَرِ الفُؤادِ تُودِّعُ
يا راحلاً رَحَلَت إِلَيهِ قُلوبُنا / وَأَظُنُّها مِن شَوقِها لا تَرجِعُ
مالي أَرى الدَّارَ الَّتي فارَقَتها / مَأهولةً وَكَأَنَّما هِيَ بَلقَعُ
قَد فَرَّقَ البينُ المُشتِّتُ شَملَنا / وَالشَّملُ لَفظٌ مُفردٌ لا يُجمَعُ
كانَ اللِّسانُ رَسولَ قَلبي فَاِنثَنى / قَلبي الرَسولَ عَنِ اللِّسانِ يُشيِّعُ
ما كانَ أَقصَرَ مُدَّةً لَكَ بَينَنا / كَالحُلمِ تُبصِرُهُ العُيون الهُجَّعُ
وَكَذا الزَّمانُ يَمُرُّ مُختَلِفاً بِنا / وَألسُّوءُ فيهِ وَالسُّرورُ يُضَيَّعُ
ما كُنتُ أَرضى بِالحَياةِ وَكُلُّها / عِلَلٌ وَلَكنْ صَرفُها لا يُمنَعُ
إِن لم يَكُنْ بَينُ النُّفوسِ مُروِّعاً / فَغُرابُ بَينٍ لِلنُفوسِ مروِّعُ
ما أَغفلَ الإِنسانَ عَن نُصَحائِهِ / وَأَشَدَّ صَبوَتهُ إِلى مَن يَخدَعُ
يَرعى الكَواكبَ في السَّماءِ ضَئيلَةً / وَالنَّفسُ أَقرَبُ مِنهُ لَو يَتَطَلَّعُ
أَخذ الطَّبيبُ بِأَن يُداويَ غَيرَهُ / وَنَسِي الطَّبيبُ فُؤادَهُ يَتَوَجَّعُ
وَالعِلمُ مَصلَحةُ النُّفوسِ فَإِن يَكُنْ / لا نفعَ فيهِ فَالجَهالةُ أَنفَعُ
بَأَبي الذي اُنحَنَتِ المَفارِقُ بَعدهُ / وَتَقوَّمَت وَجداً عَلَيهِ الأَضلُعُ
أَنتَ المنزَّهُ عَن مَظِنَّةِ جاهِلٍ / وَصِفاتِ مَن بِطِباعهِ يَتَطَبَّعُ
يا ساكِناً قَلبي المُتيَّمَ إنَّهُ / بَيتٌ وَلَكن في هَواكَ مُصرَّعُ
يا طالَما أَنشَدتُ فيكَ قَوافِياً / وَحَشاشَتي كَعُروضها تَتَقطَّعُ
نَفسي مُجرَّدَةٌ إِليكَ عَن الوَرى / وَلَعَلَّ ذَلِكَ في المَحَبَةِ يَرفَعُ
إِن كانَ قَد مُنِعَ التَقَرُّبُ بَينَنا / فَأَحَبُّ شَيءٍ عِندَنا ما يُمنَعُ
غابَ الأميرُ فما تَمادَى المَرجِعُ
غابَ الأميرُ فما تَمادَى المَرجِعُ / كالبَدرِ في فَلَكٍ يَغيبُ فيَطلُعُ
ألَقى على غَرْبِ البِلادِ قُدومُهُ / طَرَباً عليهِ مَتنُها يَتَوجَعُ
رَجُلٌ تُصاحِبهُ السُّعودُ إذا مَضَى / وإذا أقامَ ففي حِماهُ تَرتَعُ
ما ضَيَّعَ الرَّحمنُ اسمَ محمَّدٍ / فيهِ وإنَّ اللهَ ليسَ يُضيِّعُ
وَرِثَ الأمينَ أباهُ مُتَّخِذاً لهُ / من عندهِ أصلاً فصارَ يُفرِّعُ
فكأنَّهُ أعطاهُ مالَ تجارةٍ / أضَحى غِناهُ برِبحِها يَتَوَسعُ
يا مَن تِجارتُهُ مَكارمُ نفسِهِ / أبداً فغيرَ المجدِ لا يَستبضِعُ
تَرضَى بمَيْسورِ المنافعِ قانعاً / لكنْ بميَسورِ العُلَى لا تَقنَعُ
ما أنتَ من أهلِ الزَّمانِ وإن تَكُنْ / فيهِ فإنَّكَ لَستَ مِمَّن يَتبَعُ
عَمرَتْ رُبوعُ العِلمِ عِندَكَ بَعدَما / كادَتْ تُمزِّقُها الرِّياحُ الأربَعُ
إنَّا لفي زَمَنٍ تَدِبُّ على العَصا / فيهِ العُلومُ وقد تَقومُ فتُصرعُ
ألقى عليها المالُ هيبةَ سَيفِهِ / فمَضَتْ تَصيحُ ووَيْحَها من يَسمَعُ
هذا هُوَ المَلِكُ العظيمُ فإنَّهُ / في الأرض تَخدِمُهُ الخلائقُ أجَمعُ
وهوَ القديرُ الآمِرُ النَّاهي الذي / يَنْهَى ويأمُرُ مَنْ يشاءُ فيَخضَعُ
في كلِّ أهواءِ النُّفوسِ تَصَنُّعٌ / إلاّ هَواهُ فليسَ فيهِ تَصَنُّعُ
ولكُلِّ شَهْوةِ راغبٍ شِبَعٌ سِوَى / من يَشتَهيهِ فإنَّهُ لا يَشبَعُ
حاشا الأميرِ مِنَ المَلامِ فإنَّهُ / في غيرِ كَسبِ فضيلةٍ لا يَطمَعُ
لا تَحسَبنَّ المُستحيلَ ثلاثَةً / فنظيرُهُ للمُستحيلِ يُربَّعُ
يا أيُّها العَلَمُ الرَّفيعُ مَقامُهُ / في كلِّ أمرٍ وَهوَ لا يَتَرَفَّعُ
إنْ قُلتَ هذا شاعرٌ يَغلُو فإنْ / شَهِدتْ معي الدُّنيا فماذا تَصنَعُ
لم يُبقِ شُكرُكَ في فُؤَادي مَوضِعا
لم يُبقِ شُكرُكَ في فُؤَادي مَوضِعا / طَفَحَ الإناءُ فكادَ أنْ يَتَصدَّعا
لكَ كلَّ يومٍ مِنَّةٌ وصَنيعةٌ / عن مَحضِ وُدٍّ لم يكنْ مُتصنِّعا
المرءُ يُعطي النَّاس فَضلَة قلبهِ / وأراكَ قد أعطيتَ قلبَكَ أجمَعا
لم ألقْ فيهِ حَبَّةً مِن جِرْمِهِ / إلاّ وجدتُ مِن المحبَّةِ أربَعا
أنتَ المُحبُّ الصَّادِقُ الدَّعوى كما / أنتَ الحبيبُ فقد جمعتَهُما مَعَا
أشهدتَ لي ألفاً بذاكَ وإنَّما / في الشَّاهِدَيْنِ كفايةٌ لِمَنِ ادَّعَى
ليسَ الجميلُ لمنْ أحبَّ مُكافِئاً / إنَّ الجميلَ لِمنْ أحبَّ تَبَرُّعا
ولِمَنْ أقامَ على المودَّةِ حافظاً / حقّاً لِمنْ نكثَ العُهودَ وضيَّعا
أعنيكَ يا مَن لا أُصرِّحُ باسمهِ / خوفَ الكتابِ يطيرُ نحوَكَ مُسرِعا
ما شِمتُ قبلكَ مَن يَزيدُ على المدَى / حبّاً إذا ضاقَ الزَّمانُ توَسَّعا
إن لم يكُنْ كَرَمُ النُّفوسِ وطيبُها / في المرءِ طبعاً لا يكونُ تَطَبُّعا
هيهاتِ ليسَ تصيرُ رُمحاً نَبْلةٌ / مهما استَطالَ قَوامُها وتَفرَّعا
عَجَبٌ نَراهُ فسَبِّحوا من أبدَعا
عَجَبٌ نَراهُ فسَبِّحوا من أبدَعا / قد أشرَقَ القَمَرانِ في وَقتٍ مَعَا
قَمَران قد طَلَعا مِن الغربِ الذي / قد كانَ يُعهَدُ مَغرِباً لا مَطلِعا
فاستأنسَ الشَّرْقُ السَّعيدُ مُسلِّماً / واستوحَشَ الغربُ البعيدُ مُودِّعا
غَلَبت على الرَّبعِ الشَّجيِّ مَسَرَّةٌ / فلَوِ اُستطاعَ إلى لِقائهما سَعَى
ما زالَ يهتِفُ بالبِشارةِ والهَنا / مَن كانَ يهتِفُ بالشِّكايةِ والدُّعا
وَفْدٌ جميلُ الوجهِ أبهَجَ مَنظراً / ضُربَتْ بشائِرُهُ فأبهَجَ مَسمَعا
يا أيُّها الدَّارُ اُخلَعي ثوبَ الأسَى / فاليومَ قد مَسَحَ الزَّمانُ الأدمُعا
وعَسَى الذي جَمَعَ الأحبَّةَ مرّةً / أن لا يَعودَ مُفرِّقاً ما جَمَّعا
نحنُ التُّرابُ إلى تُرابٍ نَرِجعُ
نحنُ التُّرابُ إلى تُرابٍ نَرِجعُ / وهُناكَ نحصُدُ تحتهُ ما نَزرَعُ
يا جامِعَ الأموالِ طولَ حياتهِ / أينَ الذي بالأمسِ كنَّا نَجمَعُ
لو كانتِ الدُّنيا لشخصٍ واحدٍ / ما زالَ في طَلَبِ الزَّيادةِ يَطمَعُ
فإذا أتاهُ الموتُ أفرغَ مُلكَهُ / منها فصارَ بقيدِ باعٍ يَقنَعُ
مِن صالحِ الأعمالِ حَبَّةُ خردلٍ / أغنى من الكَنزِ العظيمِ وأنفَعُ
هذا رفيقُكَ في الطَّريقِ وغيرهُ / يمضي فليسَ تراهُ حينَ تُوَدِّعُ
ما لي أُنادي واعظاً وأنا الذي / أحتاجُ وَعظاً للمسامعِ يَقرَعُ
إنِّي أرى عِبَراً كأنِّي لا أرى / وإذا سمعتُ كأنَّني لا أسمَعُ
كم ناصحٍ يَنهَى أخاهُ عن الذي / هُوَ كلَّ يومٍ لا محالَةَ يَصنَعُ
ما زالَ يعذِرُ نفسَهُ في فعلِهِ / ويلومُ فاعِلَهُ عليهِ ويَردَعُ
دُنياكَ أشبَهُ بالعروسِ تَبَرُّجاً / لكنْ علينا لا عليها البُرقُعُ
فتَّانةُ الألبابِ تخدَعُ أهلَها / كالسِّحرِ يُطِغي مَن يَراهُ ويَخدَعُ
شابتْ كما شِبنا ولم يَكُ عِندنا / للزُّهْدِ والسِّلوانِ عنها مَوْضِعُ
في قلبِ كلِّ فتىً عليها صَبوةٌ / تلقَى صبابَتَها الرُّؤُوسَ فتَصدَعُ
وإذا الصَّبابَةُ خَيَّمَتْ في ساحةٍ / ضاقتْ بموكِبها الجهاتُ الأربَعُ
غَلَبَتْ صبابتُنا العُقولَ فنالنا / شِبهُ الجُنونِ بهِ نقومُ فَنُصرَعُ
والشَّيخُ أشبَهُ بالغُلامِ كلاهُما / حتَّى المماتِ بها شجيٌّ مُولعُ
يا يوسفَ الجلخِ الذي فارقْتَنا / أسفاً فِراقَ مهاجرٍ لا يَرجعُ
أنتَ الرَّخيمُ على ضَريحِكَ رحمةٌ / تَسقي ثَراهُ كما سَقتهُ الأدمُعُ
قد كنتَ ترفُقُ بالفقير ولم يكُنْ / في مالِ أربابِ الغِنَى لكَ مَطمَعُ
والأنسُ عندَكَ واللطافةُ رُبَّما / تَشفي المريضَ بطيبِ نفسٍ تَصنَعُ
خُلُقٌ تخلَّفَ عن أبيكَ وَرِثتَهُ / مذ كنتَ في الأحضانْ طِفلاً تُرضَعُ
ما زالَ يَدفَعُ طِبُّكَ الدَّاءَ الذي / لمَّا أصابكَ لم تَجِدْ ما يَدفَعُ
لبيَّتَ فَوْراً دَعوةَ المَلِكِ الذي / كلُّ النُّفوسِ لهُ جميعاً تَخضَعُ
وقَبِلتَ طَوعاً أمرَ مَن أرضيتَهُ / وعلى رِضاهُ مَضَى زَمانُكَ أجمَعُ
وكان يَبقَى مَن تَوَدُّ الناسُ أنْ / يحيا بَقيتَ ولم يَمسَّكَ مَصرَعُ
لكنْ عَهدِنا البينَ في غَفَلاتهِ / يَنسَى الذينَ حياتُهم لا تَنفَعُ
لبني عطاءٍ فجْعةٌ بعدَ الذي
لبني عطاءٍ فجْعةٌ بعدَ الذي / قد ودَّعوهُ ودَاعَ مَن لا يَرجِعُ
فجرَى على اللَّوحِ المؤرَّخِ حِفظُهُ / الياسُ حيٌّ في السَّما لا تَجزَعوا
للشِّيخِ قاسِمِ جنبلاطَ كَرامةٌ
للشِّيخِ قاسِمِ جنبلاطَ كَرامةٌ / بِحُلولِ ساحةِ شيخِنا الأوزاعي
فامطُرْ عليهِ مُكلّلاً تأريخَهُ / من سُحْبِ فضلِكَ يا مُجيبَ الدَّاعي
بيتٌ لإيليَّا بُني بِعنايةٍ
بيتٌ لإيليَّا بُني بِعنايةٍ / مِن نَجْمِ عَسَّافَ الذي فيهِ سعَى
ولقد كتبتُ مُؤرِّخاً في بابهِ / يا حَيُّ كُنْ بخلاصِنا مُتشَفِّعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025