المجموع : 8
صَدرٌ بِهِ سَعةٌ وَشَوقٌ أَوسَعُ
صَدرٌ بِهِ سَعةٌ وَشَوقٌ أَوسَعُ / فَالحِلمُ يُعطي والبلِيَّةُ تمنَعُ
وَحُشاشةٌ مَسلوبَةٌ وَلَعَلَّها / ذَهَبَت عَلى أَثَرِ الفُؤادِ تُودِّعُ
يا راحلاً رَحَلَت إِلَيهِ قُلوبُنا / وَأَظُنُّها مِن شَوقِها لا تَرجِعُ
مالي أَرى الدَّارَ الَّتي فارَقَتها / مَأهولةً وَكَأَنَّما هِيَ بَلقَعُ
قَد فَرَّقَ البينُ المُشتِّتُ شَملَنا / وَالشَّملُ لَفظٌ مُفردٌ لا يُجمَعُ
كانَ اللِّسانُ رَسولَ قَلبي فَاِنثَنى / قَلبي الرَسولَ عَنِ اللِّسانِ يُشيِّعُ
ما كانَ أَقصَرَ مُدَّةً لَكَ بَينَنا / كَالحُلمِ تُبصِرُهُ العُيون الهُجَّعُ
وَكَذا الزَّمانُ يَمُرُّ مُختَلِفاً بِنا / وَألسُّوءُ فيهِ وَالسُّرورُ يُضَيَّعُ
ما كُنتُ أَرضى بِالحَياةِ وَكُلُّها / عِلَلٌ وَلَكنْ صَرفُها لا يُمنَعُ
إِن لم يَكُنْ بَينُ النُّفوسِ مُروِّعاً / فَغُرابُ بَينٍ لِلنُفوسِ مروِّعُ
ما أَغفلَ الإِنسانَ عَن نُصَحائِهِ / وَأَشَدَّ صَبوَتهُ إِلى مَن يَخدَعُ
يَرعى الكَواكبَ في السَّماءِ ضَئيلَةً / وَالنَّفسُ أَقرَبُ مِنهُ لَو يَتَطَلَّعُ
أَخذ الطَّبيبُ بِأَن يُداويَ غَيرَهُ / وَنَسِي الطَّبيبُ فُؤادَهُ يَتَوَجَّعُ
وَالعِلمُ مَصلَحةُ النُّفوسِ فَإِن يَكُنْ / لا نفعَ فيهِ فَالجَهالةُ أَنفَعُ
بَأَبي الذي اُنحَنَتِ المَفارِقُ بَعدهُ / وَتَقوَّمَت وَجداً عَلَيهِ الأَضلُعُ
أَنتَ المنزَّهُ عَن مَظِنَّةِ جاهِلٍ / وَصِفاتِ مَن بِطِباعهِ يَتَطَبَّعُ
يا ساكِناً قَلبي المُتيَّمَ إنَّهُ / بَيتٌ وَلَكن في هَواكَ مُصرَّعُ
يا طالَما أَنشَدتُ فيكَ قَوافِياً / وَحَشاشَتي كَعُروضها تَتَقطَّعُ
نَفسي مُجرَّدَةٌ إِليكَ عَن الوَرى / وَلَعَلَّ ذَلِكَ في المَحَبَةِ يَرفَعُ
إِن كانَ قَد مُنِعَ التَقَرُّبُ بَينَنا / فَأَحَبُّ شَيءٍ عِندَنا ما يُمنَعُ
غابَ الأميرُ فما تَمادَى المَرجِعُ
غابَ الأميرُ فما تَمادَى المَرجِعُ / كالبَدرِ في فَلَكٍ يَغيبُ فيَطلُعُ
ألَقى على غَرْبِ البِلادِ قُدومُهُ / طَرَباً عليهِ مَتنُها يَتَوجَعُ
رَجُلٌ تُصاحِبهُ السُّعودُ إذا مَضَى / وإذا أقامَ ففي حِماهُ تَرتَعُ
ما ضَيَّعَ الرَّحمنُ اسمَ محمَّدٍ / فيهِ وإنَّ اللهَ ليسَ يُضيِّعُ
وَرِثَ الأمينَ أباهُ مُتَّخِذاً لهُ / من عندهِ أصلاً فصارَ يُفرِّعُ
فكأنَّهُ أعطاهُ مالَ تجارةٍ / أضَحى غِناهُ برِبحِها يَتَوَسعُ
يا مَن تِجارتُهُ مَكارمُ نفسِهِ / أبداً فغيرَ المجدِ لا يَستبضِعُ
تَرضَى بمَيْسورِ المنافعِ قانعاً / لكنْ بميَسورِ العُلَى لا تَقنَعُ
ما أنتَ من أهلِ الزَّمانِ وإن تَكُنْ / فيهِ فإنَّكَ لَستَ مِمَّن يَتبَعُ
عَمرَتْ رُبوعُ العِلمِ عِندَكَ بَعدَما / كادَتْ تُمزِّقُها الرِّياحُ الأربَعُ
إنَّا لفي زَمَنٍ تَدِبُّ على العَصا / فيهِ العُلومُ وقد تَقومُ فتُصرعُ
ألقى عليها المالُ هيبةَ سَيفِهِ / فمَضَتْ تَصيحُ ووَيْحَها من يَسمَعُ
هذا هُوَ المَلِكُ العظيمُ فإنَّهُ / في الأرض تَخدِمُهُ الخلائقُ أجَمعُ
وهوَ القديرُ الآمِرُ النَّاهي الذي / يَنْهَى ويأمُرُ مَنْ يشاءُ فيَخضَعُ
في كلِّ أهواءِ النُّفوسِ تَصَنُّعٌ / إلاّ هَواهُ فليسَ فيهِ تَصَنُّعُ
ولكُلِّ شَهْوةِ راغبٍ شِبَعٌ سِوَى / من يَشتَهيهِ فإنَّهُ لا يَشبَعُ
حاشا الأميرِ مِنَ المَلامِ فإنَّهُ / في غيرِ كَسبِ فضيلةٍ لا يَطمَعُ
لا تَحسَبنَّ المُستحيلَ ثلاثَةً / فنظيرُهُ للمُستحيلِ يُربَّعُ
يا أيُّها العَلَمُ الرَّفيعُ مَقامُهُ / في كلِّ أمرٍ وَهوَ لا يَتَرَفَّعُ
إنْ قُلتَ هذا شاعرٌ يَغلُو فإنْ / شَهِدتْ معي الدُّنيا فماذا تَصنَعُ
لم يُبقِ شُكرُكَ في فُؤَادي مَوضِعا
لم يُبقِ شُكرُكَ في فُؤَادي مَوضِعا / طَفَحَ الإناءُ فكادَ أنْ يَتَصدَّعا
لكَ كلَّ يومٍ مِنَّةٌ وصَنيعةٌ / عن مَحضِ وُدٍّ لم يكنْ مُتصنِّعا
المرءُ يُعطي النَّاس فَضلَة قلبهِ / وأراكَ قد أعطيتَ قلبَكَ أجمَعا
لم ألقْ فيهِ حَبَّةً مِن جِرْمِهِ / إلاّ وجدتُ مِن المحبَّةِ أربَعا
أنتَ المُحبُّ الصَّادِقُ الدَّعوى كما / أنتَ الحبيبُ فقد جمعتَهُما مَعَا
أشهدتَ لي ألفاً بذاكَ وإنَّما / في الشَّاهِدَيْنِ كفايةٌ لِمَنِ ادَّعَى
ليسَ الجميلُ لمنْ أحبَّ مُكافِئاً / إنَّ الجميلَ لِمنْ أحبَّ تَبَرُّعا
ولِمَنْ أقامَ على المودَّةِ حافظاً / حقّاً لِمنْ نكثَ العُهودَ وضيَّعا
أعنيكَ يا مَن لا أُصرِّحُ باسمهِ / خوفَ الكتابِ يطيرُ نحوَكَ مُسرِعا
ما شِمتُ قبلكَ مَن يَزيدُ على المدَى / حبّاً إذا ضاقَ الزَّمانُ توَسَّعا
إن لم يكُنْ كَرَمُ النُّفوسِ وطيبُها / في المرءِ طبعاً لا يكونُ تَطَبُّعا
هيهاتِ ليسَ تصيرُ رُمحاً نَبْلةٌ / مهما استَطالَ قَوامُها وتَفرَّعا
عَجَبٌ نَراهُ فسَبِّحوا من أبدَعا
عَجَبٌ نَراهُ فسَبِّحوا من أبدَعا / قد أشرَقَ القَمَرانِ في وَقتٍ مَعَا
قَمَران قد طَلَعا مِن الغربِ الذي / قد كانَ يُعهَدُ مَغرِباً لا مَطلِعا
فاستأنسَ الشَّرْقُ السَّعيدُ مُسلِّماً / واستوحَشَ الغربُ البعيدُ مُودِّعا
غَلَبت على الرَّبعِ الشَّجيِّ مَسَرَّةٌ / فلَوِ اُستطاعَ إلى لِقائهما سَعَى
ما زالَ يهتِفُ بالبِشارةِ والهَنا / مَن كانَ يهتِفُ بالشِّكايةِ والدُّعا
وَفْدٌ جميلُ الوجهِ أبهَجَ مَنظراً / ضُربَتْ بشائِرُهُ فأبهَجَ مَسمَعا
يا أيُّها الدَّارُ اُخلَعي ثوبَ الأسَى / فاليومَ قد مَسَحَ الزَّمانُ الأدمُعا
وعَسَى الذي جَمَعَ الأحبَّةَ مرّةً / أن لا يَعودَ مُفرِّقاً ما جَمَّعا
نحنُ التُّرابُ إلى تُرابٍ نَرِجعُ
نحنُ التُّرابُ إلى تُرابٍ نَرِجعُ / وهُناكَ نحصُدُ تحتهُ ما نَزرَعُ
يا جامِعَ الأموالِ طولَ حياتهِ / أينَ الذي بالأمسِ كنَّا نَجمَعُ
لو كانتِ الدُّنيا لشخصٍ واحدٍ / ما زالَ في طَلَبِ الزَّيادةِ يَطمَعُ
فإذا أتاهُ الموتُ أفرغَ مُلكَهُ / منها فصارَ بقيدِ باعٍ يَقنَعُ
مِن صالحِ الأعمالِ حَبَّةُ خردلٍ / أغنى من الكَنزِ العظيمِ وأنفَعُ
هذا رفيقُكَ في الطَّريقِ وغيرهُ / يمضي فليسَ تراهُ حينَ تُوَدِّعُ
ما لي أُنادي واعظاً وأنا الذي / أحتاجُ وَعظاً للمسامعِ يَقرَعُ
إنِّي أرى عِبَراً كأنِّي لا أرى / وإذا سمعتُ كأنَّني لا أسمَعُ
كم ناصحٍ يَنهَى أخاهُ عن الذي / هُوَ كلَّ يومٍ لا محالَةَ يَصنَعُ
ما زالَ يعذِرُ نفسَهُ في فعلِهِ / ويلومُ فاعِلَهُ عليهِ ويَردَعُ
دُنياكَ أشبَهُ بالعروسِ تَبَرُّجاً / لكنْ علينا لا عليها البُرقُعُ
فتَّانةُ الألبابِ تخدَعُ أهلَها / كالسِّحرِ يُطِغي مَن يَراهُ ويَخدَعُ
شابتْ كما شِبنا ولم يَكُ عِندنا / للزُّهْدِ والسِّلوانِ عنها مَوْضِعُ
في قلبِ كلِّ فتىً عليها صَبوةٌ / تلقَى صبابَتَها الرُّؤُوسَ فتَصدَعُ
وإذا الصَّبابَةُ خَيَّمَتْ في ساحةٍ / ضاقتْ بموكِبها الجهاتُ الأربَعُ
غَلَبَتْ صبابتُنا العُقولَ فنالنا / شِبهُ الجُنونِ بهِ نقومُ فَنُصرَعُ
والشَّيخُ أشبَهُ بالغُلامِ كلاهُما / حتَّى المماتِ بها شجيٌّ مُولعُ
يا يوسفَ الجلخِ الذي فارقْتَنا / أسفاً فِراقَ مهاجرٍ لا يَرجعُ
أنتَ الرَّخيمُ على ضَريحِكَ رحمةٌ / تَسقي ثَراهُ كما سَقتهُ الأدمُعُ
قد كنتَ ترفُقُ بالفقير ولم يكُنْ / في مالِ أربابِ الغِنَى لكَ مَطمَعُ
والأنسُ عندَكَ واللطافةُ رُبَّما / تَشفي المريضَ بطيبِ نفسٍ تَصنَعُ
خُلُقٌ تخلَّفَ عن أبيكَ وَرِثتَهُ / مذ كنتَ في الأحضانْ طِفلاً تُرضَعُ
ما زالَ يَدفَعُ طِبُّكَ الدَّاءَ الذي / لمَّا أصابكَ لم تَجِدْ ما يَدفَعُ
لبيَّتَ فَوْراً دَعوةَ المَلِكِ الذي / كلُّ النُّفوسِ لهُ جميعاً تَخضَعُ
وقَبِلتَ طَوعاً أمرَ مَن أرضيتَهُ / وعلى رِضاهُ مَضَى زَمانُكَ أجمَعُ
وكان يَبقَى مَن تَوَدُّ الناسُ أنْ / يحيا بَقيتَ ولم يَمسَّكَ مَصرَعُ
لكنْ عَهدِنا البينَ في غَفَلاتهِ / يَنسَى الذينَ حياتُهم لا تَنفَعُ
لبني عطاءٍ فجْعةٌ بعدَ الذي
لبني عطاءٍ فجْعةٌ بعدَ الذي / قد ودَّعوهُ ودَاعَ مَن لا يَرجِعُ
فجرَى على اللَّوحِ المؤرَّخِ حِفظُهُ / الياسُ حيٌّ في السَّما لا تَجزَعوا
للشِّيخِ قاسِمِ جنبلاطَ كَرامةٌ
للشِّيخِ قاسِمِ جنبلاطَ كَرامةٌ / بِحُلولِ ساحةِ شيخِنا الأوزاعي
فامطُرْ عليهِ مُكلّلاً تأريخَهُ / من سُحْبِ فضلِكَ يا مُجيبَ الدَّاعي
بيتٌ لإيليَّا بُني بِعنايةٍ
بيتٌ لإيليَّا بُني بِعنايةٍ / مِن نَجْمِ عَسَّافَ الذي فيهِ سعَى
ولقد كتبتُ مُؤرِّخاً في بابهِ / يا حَيُّ كُنْ بخلاصِنا مُتشَفِّعا