القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 22
يا دارَ جيرتنا بسفح الأجرع
يا دارَ جيرتنا بسفح الأجرع / ذكرتك أفواه الغيوث الهمَّع
وكستك أنواءُ الربيع مطارفاً / موشيةً بسنا البروق اللمَّع
تتحلَّب الأنواء فيك على الرّبى / بسحائبٍ تحنو حنوّ المرضع
فلكلّ قطرة وابلٍ فمُ زهرةٍ / مفترّةٍ عن باسمٍ متضوّع
تزهى لوامع ربعها وربيعها / بمنوّر في الحالتين منوّع
فعسى يعود الحيّ فيك كما بدا / في خير مرتادٍ وأخصب مرْبع
عهدِي بسفحِك مرتعاً لأوانسٍ / كم في محاسنها لنا من مرتع
من كلّ دائرة القناع على سنا / بدرٍ يراغم بدر كلّ مقنّع
شقَّ الأسى قلبي الصريع فيا له / بيتاً أبت سكناه غير مصرّع
بالنازعات ومهجتي عوّذتها / وحجبتها بالمرسلاتِ وأدمعي
آهاً لعهد الرقمتين وعهدها / لو أنَّ عهدهما قريبُ المرجع
ولطيفها كم هاجَ لوعةَ بينها / فالويل إن أهجع وإن لم أهجع
بانت سعادُ فليتَ يومَ رحيلها / فسح اللقا فلثمت كعبَ موَدعي
وضممت بدر ركابها فعساه أن / تُعديه رقةُ قلبيَ المتوجّع
إني وإن لم أقض نحبي بعدها / فليقضينّ بكايَ حق الأربع
ولأختمنّ بموضعِ التقبيل ما / ضمّ الثرى من قلبيَ المستودع
وأحمّل الهمّ الذي حملته / نجباً تقيس ليَ الفلا بالأذرع
من كلِّ حرفٍ وفقها للساكني / تلك الرّبوع وعطفها للموضع
مشتاقة تسري بمشتاقٍ كما / رجع المدامع وجنة المسترجع
كادت من الذكرى تطير نسوعها / وتقوم من صدري حواني الأضلع
ولقد يذكرني حنين سواجعٍ / بالقلب كم هاجت على غصن معي
شتَّان ما بيني وبين حمامةٍ / صدحت فمن مسترجعٍ ومرَجَّع
غصني بعيدٌ عن يديّ وغصنها / ضمت عليه أنامل المستمتع
لا طوْقَ لي بالصبر عنه وطوْقها / بالزّهر بين مدبَّجٍ وموشّع
إن لم تعرني للحنين جناحها / فلقد أعرت حد الركاب مسمعي
يطفو بنا عند النجود مديدها / طلاّعة ويسيل عند البلقع
حتى إذا شمنا لطيبةَ معلماً / عجَّلت قبل الحجّ طيب تمتعي
ونزلت عن ظهر المطية لاثماً / وجه الثرى فرحاً بنثر الأدمع
وإذا المطيّ بنا بلغْنَ محمداً / فلها رعايةُ خير حقٍّ قد رُعي
ولها بآثارِ المناسمِ في السرى / شرفٌ على شرف البدور الطلّع
يا زائد الأشواق زائر قبره / سلّم على خير البرية يسمع
والجأ إلى الحرم الذي جبريل من / زوَّارِه من ساجدين وركّع
بين الملائك والملوك تزاحمٌ / من حول منهله اللذيذ المكرَع
فوفودها من أرضها وسمائها / في مطمحٍ يسعى إليه ومطمع
تدعو منازله سراة وفوده / لجناب من في ليلة الإسرا دُعي
حتى تقلد بالرِّسالة حافظاً / ضَوَّاع نشر الفضل غير مضيَّع
وترٌ يقال له غداً قلْ يُستمع / يا خيرَ مشفوعٍ وخير مشفَّع
كان الورى في حيرةٍ حتى أتى / بجليّ أخبارٍ دعاها من يعي
شرع الهدى ووصفت شارع فضله / أكرمْ بفضليْ مشرعٍ ومشرع
من سفح عدنان التي شرفت به / من ذلك الشرف القديم المهيع
بطباعه يزكو فكيف بطابعٍ / لثبوت أعناء على المتطبع
ألف الندى حتى بدا في كفه / نبع الزّلال فيا له من منبع
والبدر شقّ لقربه متهللاً / والجذع حنّ لبعده بتفجّع
والشمس شاهدةٌ بأنَّ غمامةً / كانت تظلّل من سواء المطلع
شهدت بإمكانٍ له ومكانةٍ / وعلى كمثل الشمس فاشهد أو دع
والوصف ملتمع النجوم يجل أن / يحصى وإن شئت الحديث فألمع
واذكر ببدر طلعةً نبويةً / من مفردٍ يسمو ابنَ عشرَ وأربع
ما البدر في كبد السما كسناه في / قلبِ الخميس ولا بصدر المجمع
تفدي البدورُ بيوم بدرٍ وجهه / ما بين معشره البدور الطلّع
المعرقين سماحةً وحماسةً / يوم الفخار دُعوا ويوم المفزع
من كلِّ مفترسٍ الليوث بثعلب / من رمحه في صدر كلّ مسبّع
وقضيبْ سيفٍ إن يهزّ تساقطت / ثمراتُ هامٍ كانَ منه لتبّع
ورثوا الشجاعة والعلى يروونها / قرشيةً عن غالبٍ ومجمَّع
وبه اهتدوا فتتابعوا في نصره / من طائعٍ وافى إليه ومهطع
حتى إذا صلّى الحسام بطوعهم / صلَّت رؤوس عدًى بغير تطوع
حمدوا الوغى في حبِّ أحمدهم فما / يتفيأون سوى الطوال الشرع
هذا وكانوا يتقون به إذا / حميَ الوطيس فيتقون بأشجع
بأشدّ من شهد الوغى وأرقّ من / وقعت عواطف حلمه في موقع
بكليل جفنٍ عن معائب مخطئٍ / وحديد سيفٍ في فؤاد مدرّع
بالمجتدي في يسره وخصاصة / والمجتلي في حلّةٍ ومرَفَّع
ذو المعجزات الباقيات وحسبه / سوَرٌ مسوَّرةٌ تصدّ المدعي
هديت قروم ذوي الفصاحة قبلها / وتقاعسوا عنها لأوَّل منزع
كم مدّعٍ نظماً يحاول حيه / في سورة منها فيسلى مدّعي
قال الكلاميون صرفة خاطر / قلنا ونثرة كوكب متشعشع
يا سيدَ الخلق الذي مدَحته من / آي الكتاب فواصلٌ لم تقطع
ماذا عسى المدحُ الطهور يدير من / كأس الثنا بعد الكتاب المترع
بعد الحواميم التي بثنائها / هبطت إليك من المحلّ الأرفع
من كل حرفٍ عن سواك بمدحها / ورقاء ذات تعزّزٍ وتمنّع
أرجو لفهمي بامتداحك يقظةً / من غفلتي وشهادةً في مصرعي
وإليك أشكو صدر حالٍ ضيقٍ / بالمؤلماتِ وحال همٍّ مولع
وتذللاً في الخلق بعد تعززٍ / وتحيراً في الأمر قبل توقع
حتى كأنَّ العقلَ ليس بعاقلٍ / إياك أن تعي بأمرٍ مفضع
إن تستبنْ لك حيلة في الأمر لا / تعجزْ وإنْ لم تستبن لا نجزع
ولقد أراعي الصبر فيما أشتكي / من مؤلمٍ والصبر بعض تجزعي
شيبت حياتي ثم شابت لمتي / في غير ذخرٍ للمعاد مجمّع
فالرأس مشتعلٌ بشيبٍ أبيضٍ / والقلب مشتعلٌ بشيبٍ أسفع
ومع المشيب ففي من سنّ الصبى / جهلٌ وضرسُ غوايةٍ لم يقلع
أوَّاهُ من سنٍ وأسنانٍ مضت / في فعليَ العاصي وقولي الطيّع
سنٌّ علا كبراً وسنّ قد هوى / تلفاً ولسنٌ إن يؤخر يفزع
وتشاغلي فيما يضر وحسبه / لو لم يضرّ بأيّه لم ينفع
همَّان من دنيا وآخرةٍ فيا / للحيرتين بمعضل وبمُضلع
وبلية الإنسان منه وإنما / بك يا شفيع المذنبين تشفعي
سارت إليك صلاةُ ربك ما سرت / لحماك ناجيةُ المحبّ الموضع
وتوسَّلت بك مدحةٌ سيارةٌ / سيرَ النجوم من ابتداءِ المطلع
ونظيمة من طيّب الكلمِ الذي / لسوى مقامك في الورى لم ترفع
عوَّذتُ من عين الحسود عيونها / من حرف مطلعها بحرف المقطع
وتخذتها عيناً ترَوّيني غداً / وترى لذي الدارين منجاً منجعي
إن كنتُ حساناً بمدحك نائباً / فسناك أرشده وقال ليَ اتبع
سجعت لك المداح في طرق الهدى / والمكرمات ومن تطوّق يسجع
كفّ الملامة عن حشا المتوجع
كفّ الملامة عن حشا المتوجع / واتْرك مضرَّته إذا لم تنفع
أتخال أني للملامة سامع / لا والذي قد سد عنها مسمعي
والنازعات فإنها من مهجتي / والمرسلات فإنها من أدمعي
لا كان نشر العاذلين بضائع / عندي ولا عهد الهوى بمضيع
أنا مستدل بالسقام على الأسى / فإن استطعتَ بفقه عذلك فامنع
ما العذل قرآن ولا أنا جلمد / فأظل منه كخاشع متصدع
بأبي غزالاً ضاق بي وسع الفضا / في الحب وهو من الحشا في مربع
صرع الأسود بمقلة نجلاء إن / تلمح صوارمها بجفن تقطع
القلب موضعه وقد عطفت له / جمل الأسى فأصخ لعطف الموضع
وارفض ملامي في البكى متوالياً / وأقرأ على أهل المحبة مصرعي
لزم الأسى قلبي كما لزم الثنا / قاضي القضاة أبا المناقب أجمع
ذاك الذي حكمت علاه بعلمها / لا بالحظوظ ولا بقول المدعي
متفرد قال الزمان لفضله / فوفى المقال وصح عقد المجمع
من ذا يضاهي الشمس حسن فضيلة / وبها قوام العالم المتنوع
لله أي فضائل مأثورة / يوم الفخار وأي لفظ مبدع
وسداد رأي لا تخاف صفاته / لكن متى يخدعه عاف يخدع
درت به حلب لطالب رسلها / وحنت على العافي حنو المرضع
بشراك يا وطناً تقادم عهده / بحمى العواصم لا بسفح الأجرع
هبطت بمغناك العلوم وإنما / هبطت إليك من المحل الأرفع
وغدا مقرك بالفضائل واللهى / ماضي الشريعة مستفاض المشرع
زاهى على غرر البلاد وأهلها / بأغر وضَّاع الخلائق أروع
أضحت معرضة كرائم ماله / فلو انتحاها سارق لم يقطع
نعم الملاذ لطالبيه فطالب / علماً وطالب نائل متبرع
ما البحر إلا علمه ونواله / لو كانَ طافي الدّرّ حلو المكرع
لو تنطق الشهباء قالَ مقامها / قل يا محمد كلّ فخر يسمع
يا قدوة العلماء عشْ مترقياً / وأخْفض بأمرك ما تحاول وارفع
قسماً لقد رجعت بي الدُّنيا إلى / مغناك بعد النأي أحسن مرجع
ردّ الرَّجاء إليَّ قربك حبَّذا / شمس ترد من الرَّجاء ليوشع
لله كم لك من يدٍ مأثورة / عندِي وكم لكَ من ندى متسرع
قالت لأنعمك الغزار قصائدي / هذا نباتيّ المدائح فازرعي
جاءَ البشير بها فقلتُ لدرّه
جاءَ البشير بها فقلتُ لدرّه / لفظاً وفضلاً شنف الأسماعا
سمراء إلاَّ أنها حنطيَّة / تروي عطاشاً للقا وجياعا
وكريمة الأنساب أصدقها الندى / كفؤاً إذ أمر القريض أضاعا
يا آل فضل الله دمتم في الثنا / والأجر كنزاً للعفاة مشاعا
يسقى نداكم من نباتيّ الثنا / زرعاً يغاث فيعجب الزّرّاعا
تؤمرون قصائدي من بعد ما / كابدت من حالي الضعيف ضياعا
كم ضيعةٍ للحال كانت قطعة / فغدت بضيعة غلةٍ أقطاعا
للبغلة الشهباء عذر بين
للبغلة الشهباء عذر بين / إذ قيل قد وقعت ووصف جامع
هي كوكب حملت مطالع نير / بين التقى والفضل نعم الطالع
فمن المسرة فهي نسر طائر / ومن المهابة فهي نسر واقع
يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا
يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا / وسقى مرابعك الغمام الهامع
صفت بك الأغصان صف جماعة / والغصن إما قائمٌ أو راكع
ورقى لديك الطير منبر أيكة / فعلمت أنك للمسرّة جامع
سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ
سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ / تحت العجاجة والنسور وقوع
والمرهفات على الجسوم شوابك / حتى كأنّ المرهفات دروع
هل أكشف الغمى ووجهي مسفرٌ / فأروق عادية الوغى وأروع
دَع من شفيعٍ صحبةً ما أذنبت
دَع من شفيعٍ صحبةً ما أذنبت / واهنأ بمحبوبِ الجمال بديع
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ / جاءت محاسنه بألفِ شفيع
قل للإمام محمد
قل للإمام محمد / ذي الفضل والكرم المذاع
يا صاحب القصد الجمي / ل يحف بالأمر المطاع
حاشاك أن تنسى له ال / كتاب ذا حال مضاع
في الطرس من فرجيّتي ال / بيضاء أكتب بالرّقاع
هنئت بالأعوام تلبس بردها
هنئت بالأعوام تلبس بردها / متجدّداً ويماط عنك خليع
في نعمةٍ جزمت بأنك خافضٌ / قدرَ الحسود وقدرُك المرفوع
قد أعجبت فيها الشهور وأعشبت / للقاصدين فكلّهنّ ربيع
ناعورةٌ نشأت على عهد الأسى
ناعورةٌ نشأت على عهد الأسى / مثلي فما تنفكّ ذات توجع
كانت قضيباً قبلَ ذلك يانعاً / في أيكةٍ نبتت بإثرة موضع
ناحَ الحمام بها وأبكاني الأسى / فتعلمت نوح الحمام وأدمعي
في كلّ يومٍ خلعة بدرية
في كلّ يومٍ خلعة بدرية / طلعت بها الآمال أشرف مطلع
قالت للابسها سعادة نطقه / قل يا محمد في الممالك أودَع
الفضل إرثكَ والمهابة والنهى / فافْخر وأوقع بالعداة ووقع
هنئت بالعيدِ السعيدِ وحبَّذا
هنئت بالعيدِ السعيدِ وحبَّذا / لبقاء شملك بالهنا مجموع
في رفعة وسعادة ما برّها / في الخلقِ مقطوع ولا ممنوع
ولحالنا المكسور يدعو برّك ال / منصوب يا من قدره مرفوع
تتوارد المدَّاح في أوصافكُم
تتوارد المدَّاح في أوصافكُم / يا آل فضل الله نظماً مبدعاً
مسكيَّة الأقلام في أطراسها / بين القصائد سجداً أو ركعاً
إن قصَّرت في مدحةٍ مع بذلها / جهداً فلا والله ما قصرَ الدّعا
يا من تبيَّنت السيادة أنه
يا من تبيَّنت السيادة أنه / في الناسِ ملء عيونها وسماعها
ما بالوسائلِ فضل رأيك يقتضي / إنَّ الشموس منيرة بطباعها
أحسن بها ناعورة في روضةٍ
أحسن بها ناعورة في روضةٍ / عن جعفر يروي الهناء ربيعها
هذا وليس يعدّ موج دموعها / وتعد من فرط السقام ضلوعها
نعتوك حقًّا بالإمام لما حوت
نعتوك حقًّا بالإمام لما حوت / علياك من نسكٍ وعلم بارع
وأعنت أرباب المقاصد شافعاً / لهم فأهلاً بالإمام الشافع
صف مكرمات وزير مصر عزيزها
صف مكرمات وزير مصر عزيزها / فالفخر ثم الفخر حيث يشاع
فإذا حسبت فعنده القلم الذي / شهد الحساب بأنه نفّاع
أكرم بأوقات لنا شمسية
أكرم بأوقات لنا شمسية / ما ضرّ وفق زمانها تربيع
عدَلت وعدّلت الزمان فكلها / في المكرمات وفي الشهور ربيع
أشكو لفضلك حرفة
أشكو لفضلك حرفة / مالي بها مستمتع
أحوال معلومي تسو / ء وصاحب لا ينفع
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه / متطارحين من الكلام بديعه
ما زالت الحساد تسعى بيننا / حتى تناكرنا الكلام جميعه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025