المجموع : 22
يا دارَ جيرتنا بسفح الأجرع
يا دارَ جيرتنا بسفح الأجرع / ذكرتك أفواه الغيوث الهمَّع
وكستك أنواءُ الربيع مطارفاً / موشيةً بسنا البروق اللمَّع
تتحلَّب الأنواء فيك على الرّبى / بسحائبٍ تحنو حنوّ المرضع
فلكلّ قطرة وابلٍ فمُ زهرةٍ / مفترّةٍ عن باسمٍ متضوّع
تزهى لوامع ربعها وربيعها / بمنوّر في الحالتين منوّع
فعسى يعود الحيّ فيك كما بدا / في خير مرتادٍ وأخصب مرْبع
عهدِي بسفحِك مرتعاً لأوانسٍ / كم في محاسنها لنا من مرتع
من كلّ دائرة القناع على سنا / بدرٍ يراغم بدر كلّ مقنّع
شقَّ الأسى قلبي الصريع فيا له / بيتاً أبت سكناه غير مصرّع
بالنازعات ومهجتي عوّذتها / وحجبتها بالمرسلاتِ وأدمعي
آهاً لعهد الرقمتين وعهدها / لو أنَّ عهدهما قريبُ المرجع
ولطيفها كم هاجَ لوعةَ بينها / فالويل إن أهجع وإن لم أهجع
بانت سعادُ فليتَ يومَ رحيلها / فسح اللقا فلثمت كعبَ موَدعي
وضممت بدر ركابها فعساه أن / تُعديه رقةُ قلبيَ المتوجّع
إني وإن لم أقض نحبي بعدها / فليقضينّ بكايَ حق الأربع
ولأختمنّ بموضعِ التقبيل ما / ضمّ الثرى من قلبيَ المستودع
وأحمّل الهمّ الذي حملته / نجباً تقيس ليَ الفلا بالأذرع
من كلِّ حرفٍ وفقها للساكني / تلك الرّبوع وعطفها للموضع
مشتاقة تسري بمشتاقٍ كما / رجع المدامع وجنة المسترجع
كادت من الذكرى تطير نسوعها / وتقوم من صدري حواني الأضلع
ولقد يذكرني حنين سواجعٍ / بالقلب كم هاجت على غصن معي
شتَّان ما بيني وبين حمامةٍ / صدحت فمن مسترجعٍ ومرَجَّع
غصني بعيدٌ عن يديّ وغصنها / ضمت عليه أنامل المستمتع
لا طوْقَ لي بالصبر عنه وطوْقها / بالزّهر بين مدبَّجٍ وموشّع
إن لم تعرني للحنين جناحها / فلقد أعرت حد الركاب مسمعي
يطفو بنا عند النجود مديدها / طلاّعة ويسيل عند البلقع
حتى إذا شمنا لطيبةَ معلماً / عجَّلت قبل الحجّ طيب تمتعي
ونزلت عن ظهر المطية لاثماً / وجه الثرى فرحاً بنثر الأدمع
وإذا المطيّ بنا بلغْنَ محمداً / فلها رعايةُ خير حقٍّ قد رُعي
ولها بآثارِ المناسمِ في السرى / شرفٌ على شرف البدور الطلّع
يا زائد الأشواق زائر قبره / سلّم على خير البرية يسمع
والجأ إلى الحرم الذي جبريل من / زوَّارِه من ساجدين وركّع
بين الملائك والملوك تزاحمٌ / من حول منهله اللذيذ المكرَع
فوفودها من أرضها وسمائها / في مطمحٍ يسعى إليه ومطمع
تدعو منازله سراة وفوده / لجناب من في ليلة الإسرا دُعي
حتى تقلد بالرِّسالة حافظاً / ضَوَّاع نشر الفضل غير مضيَّع
وترٌ يقال له غداً قلْ يُستمع / يا خيرَ مشفوعٍ وخير مشفَّع
كان الورى في حيرةٍ حتى أتى / بجليّ أخبارٍ دعاها من يعي
شرع الهدى ووصفت شارع فضله / أكرمْ بفضليْ مشرعٍ ومشرع
من سفح عدنان التي شرفت به / من ذلك الشرف القديم المهيع
بطباعه يزكو فكيف بطابعٍ / لثبوت أعناء على المتطبع
ألف الندى حتى بدا في كفه / نبع الزّلال فيا له من منبع
والبدر شقّ لقربه متهللاً / والجذع حنّ لبعده بتفجّع
والشمس شاهدةٌ بأنَّ غمامةً / كانت تظلّل من سواء المطلع
شهدت بإمكانٍ له ومكانةٍ / وعلى كمثل الشمس فاشهد أو دع
والوصف ملتمع النجوم يجل أن / يحصى وإن شئت الحديث فألمع
واذكر ببدر طلعةً نبويةً / من مفردٍ يسمو ابنَ عشرَ وأربع
ما البدر في كبد السما كسناه في / قلبِ الخميس ولا بصدر المجمع
تفدي البدورُ بيوم بدرٍ وجهه / ما بين معشره البدور الطلّع
المعرقين سماحةً وحماسةً / يوم الفخار دُعوا ويوم المفزع
من كلِّ مفترسٍ الليوث بثعلب / من رمحه في صدر كلّ مسبّع
وقضيبْ سيفٍ إن يهزّ تساقطت / ثمراتُ هامٍ كانَ منه لتبّع
ورثوا الشجاعة والعلى يروونها / قرشيةً عن غالبٍ ومجمَّع
وبه اهتدوا فتتابعوا في نصره / من طائعٍ وافى إليه ومهطع
حتى إذا صلّى الحسام بطوعهم / صلَّت رؤوس عدًى بغير تطوع
حمدوا الوغى في حبِّ أحمدهم فما / يتفيأون سوى الطوال الشرع
هذا وكانوا يتقون به إذا / حميَ الوطيس فيتقون بأشجع
بأشدّ من شهد الوغى وأرقّ من / وقعت عواطف حلمه في موقع
بكليل جفنٍ عن معائب مخطئٍ / وحديد سيفٍ في فؤاد مدرّع
بالمجتدي في يسره وخصاصة / والمجتلي في حلّةٍ ومرَفَّع
ذو المعجزات الباقيات وحسبه / سوَرٌ مسوَّرةٌ تصدّ المدعي
هديت قروم ذوي الفصاحة قبلها / وتقاعسوا عنها لأوَّل منزع
كم مدّعٍ نظماً يحاول حيه / في سورة منها فيسلى مدّعي
قال الكلاميون صرفة خاطر / قلنا ونثرة كوكب متشعشع
يا سيدَ الخلق الذي مدَحته من / آي الكتاب فواصلٌ لم تقطع
ماذا عسى المدحُ الطهور يدير من / كأس الثنا بعد الكتاب المترع
بعد الحواميم التي بثنائها / هبطت إليك من المحلّ الأرفع
من كل حرفٍ عن سواك بمدحها / ورقاء ذات تعزّزٍ وتمنّع
أرجو لفهمي بامتداحك يقظةً / من غفلتي وشهادةً في مصرعي
وإليك أشكو صدر حالٍ ضيقٍ / بالمؤلماتِ وحال همٍّ مولع
وتذللاً في الخلق بعد تعززٍ / وتحيراً في الأمر قبل توقع
حتى كأنَّ العقلَ ليس بعاقلٍ / إياك أن تعي بأمرٍ مفضع
إن تستبنْ لك حيلة في الأمر لا / تعجزْ وإنْ لم تستبن لا نجزع
ولقد أراعي الصبر فيما أشتكي / من مؤلمٍ والصبر بعض تجزعي
شيبت حياتي ثم شابت لمتي / في غير ذخرٍ للمعاد مجمّع
فالرأس مشتعلٌ بشيبٍ أبيضٍ / والقلب مشتعلٌ بشيبٍ أسفع
ومع المشيب ففي من سنّ الصبى / جهلٌ وضرسُ غوايةٍ لم يقلع
أوَّاهُ من سنٍ وأسنانٍ مضت / في فعليَ العاصي وقولي الطيّع
سنٌّ علا كبراً وسنّ قد هوى / تلفاً ولسنٌ إن يؤخر يفزع
وتشاغلي فيما يضر وحسبه / لو لم يضرّ بأيّه لم ينفع
همَّان من دنيا وآخرةٍ فيا / للحيرتين بمعضل وبمُضلع
وبلية الإنسان منه وإنما / بك يا شفيع المذنبين تشفعي
سارت إليك صلاةُ ربك ما سرت / لحماك ناجيةُ المحبّ الموضع
وتوسَّلت بك مدحةٌ سيارةٌ / سيرَ النجوم من ابتداءِ المطلع
ونظيمة من طيّب الكلمِ الذي / لسوى مقامك في الورى لم ترفع
عوَّذتُ من عين الحسود عيونها / من حرف مطلعها بحرف المقطع
وتخذتها عيناً ترَوّيني غداً / وترى لذي الدارين منجاً منجعي
إن كنتُ حساناً بمدحك نائباً / فسناك أرشده وقال ليَ اتبع
سجعت لك المداح في طرق الهدى / والمكرمات ومن تطوّق يسجع
كفّ الملامة عن حشا المتوجع
كفّ الملامة عن حشا المتوجع / واتْرك مضرَّته إذا لم تنفع
أتخال أني للملامة سامع / لا والذي قد سد عنها مسمعي
والنازعات فإنها من مهجتي / والمرسلات فإنها من أدمعي
لا كان نشر العاذلين بضائع / عندي ولا عهد الهوى بمضيع
أنا مستدل بالسقام على الأسى / فإن استطعتَ بفقه عذلك فامنع
ما العذل قرآن ولا أنا جلمد / فأظل منه كخاشع متصدع
بأبي غزالاً ضاق بي وسع الفضا / في الحب وهو من الحشا في مربع
صرع الأسود بمقلة نجلاء إن / تلمح صوارمها بجفن تقطع
القلب موضعه وقد عطفت له / جمل الأسى فأصخ لعطف الموضع
وارفض ملامي في البكى متوالياً / وأقرأ على أهل المحبة مصرعي
لزم الأسى قلبي كما لزم الثنا / قاضي القضاة أبا المناقب أجمع
ذاك الذي حكمت علاه بعلمها / لا بالحظوظ ولا بقول المدعي
متفرد قال الزمان لفضله / فوفى المقال وصح عقد المجمع
من ذا يضاهي الشمس حسن فضيلة / وبها قوام العالم المتنوع
لله أي فضائل مأثورة / يوم الفخار وأي لفظ مبدع
وسداد رأي لا تخاف صفاته / لكن متى يخدعه عاف يخدع
درت به حلب لطالب رسلها / وحنت على العافي حنو المرضع
بشراك يا وطناً تقادم عهده / بحمى العواصم لا بسفح الأجرع
هبطت بمغناك العلوم وإنما / هبطت إليك من المحل الأرفع
وغدا مقرك بالفضائل واللهى / ماضي الشريعة مستفاض المشرع
زاهى على غرر البلاد وأهلها / بأغر وضَّاع الخلائق أروع
أضحت معرضة كرائم ماله / فلو انتحاها سارق لم يقطع
نعم الملاذ لطالبيه فطالب / علماً وطالب نائل متبرع
ما البحر إلا علمه ونواله / لو كانَ طافي الدّرّ حلو المكرع
لو تنطق الشهباء قالَ مقامها / قل يا محمد كلّ فخر يسمع
يا قدوة العلماء عشْ مترقياً / وأخْفض بأمرك ما تحاول وارفع
قسماً لقد رجعت بي الدُّنيا إلى / مغناك بعد النأي أحسن مرجع
ردّ الرَّجاء إليَّ قربك حبَّذا / شمس ترد من الرَّجاء ليوشع
لله كم لك من يدٍ مأثورة / عندِي وكم لكَ من ندى متسرع
قالت لأنعمك الغزار قصائدي / هذا نباتيّ المدائح فازرعي
جاءَ البشير بها فقلتُ لدرّه
جاءَ البشير بها فقلتُ لدرّه / لفظاً وفضلاً شنف الأسماعا
سمراء إلاَّ أنها حنطيَّة / تروي عطاشاً للقا وجياعا
وكريمة الأنساب أصدقها الندى / كفؤاً إذ أمر القريض أضاعا
يا آل فضل الله دمتم في الثنا / والأجر كنزاً للعفاة مشاعا
يسقى نداكم من نباتيّ الثنا / زرعاً يغاث فيعجب الزّرّاعا
تؤمرون قصائدي من بعد ما / كابدت من حالي الضعيف ضياعا
كم ضيعةٍ للحال كانت قطعة / فغدت بضيعة غلةٍ أقطاعا
للبغلة الشهباء عذر بين
للبغلة الشهباء عذر بين / إذ قيل قد وقعت ووصف جامع
هي كوكب حملت مطالع نير / بين التقى والفضل نعم الطالع
فمن المسرة فهي نسر طائر / ومن المهابة فهي نسر واقع
يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا
يا منزل ابن عليّ حيتك الصبا / وسقى مرابعك الغمام الهامع
صفت بك الأغصان صف جماعة / والغصن إما قائمٌ أو راكع
ورقى لديك الطير منبر أيكة / فعلمت أنك للمسرّة جامع
سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ
سل عن مقاميَ والرؤوس حوائمٌ / تحت العجاجة والنسور وقوع
والمرهفات على الجسوم شوابك / حتى كأنّ المرهفات دروع
هل أكشف الغمى ووجهي مسفرٌ / فأروق عادية الوغى وأروع
دَع من شفيعٍ صحبةً ما أذنبت
دَع من شفيعٍ صحبةً ما أذنبت / واهنأ بمحبوبِ الجمال بديع
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ / جاءت محاسنه بألفِ شفيع
قل للإمام محمد
قل للإمام محمد / ذي الفضل والكرم المذاع
يا صاحب القصد الجمي / ل يحف بالأمر المطاع
حاشاك أن تنسى له ال / كتاب ذا حال مضاع
في الطرس من فرجيّتي ال / بيضاء أكتب بالرّقاع
هنئت بالأعوام تلبس بردها
هنئت بالأعوام تلبس بردها / متجدّداً ويماط عنك خليع
في نعمةٍ جزمت بأنك خافضٌ / قدرَ الحسود وقدرُك المرفوع
قد أعجبت فيها الشهور وأعشبت / للقاصدين فكلّهنّ ربيع
ناعورةٌ نشأت على عهد الأسى
ناعورةٌ نشأت على عهد الأسى / مثلي فما تنفكّ ذات توجع
كانت قضيباً قبلَ ذلك يانعاً / في أيكةٍ نبتت بإثرة موضع
ناحَ الحمام بها وأبكاني الأسى / فتعلمت نوح الحمام وأدمعي
في كلّ يومٍ خلعة بدرية
في كلّ يومٍ خلعة بدرية / طلعت بها الآمال أشرف مطلع
قالت للابسها سعادة نطقه / قل يا محمد في الممالك أودَع
الفضل إرثكَ والمهابة والنهى / فافْخر وأوقع بالعداة ووقع
هنئت بالعيدِ السعيدِ وحبَّذا
هنئت بالعيدِ السعيدِ وحبَّذا / لبقاء شملك بالهنا مجموع
في رفعة وسعادة ما برّها / في الخلقِ مقطوع ولا ممنوع
ولحالنا المكسور يدعو برّك ال / منصوب يا من قدره مرفوع
تتوارد المدَّاح في أوصافكُم
تتوارد المدَّاح في أوصافكُم / يا آل فضل الله نظماً مبدعاً
مسكيَّة الأقلام في أطراسها / بين القصائد سجداً أو ركعاً
إن قصَّرت في مدحةٍ مع بذلها / جهداً فلا والله ما قصرَ الدّعا
يا من تبيَّنت السيادة أنه
يا من تبيَّنت السيادة أنه / في الناسِ ملء عيونها وسماعها
ما بالوسائلِ فضل رأيك يقتضي / إنَّ الشموس منيرة بطباعها
أحسن بها ناعورة في روضةٍ
أحسن بها ناعورة في روضةٍ / عن جعفر يروي الهناء ربيعها
هذا وليس يعدّ موج دموعها / وتعد من فرط السقام ضلوعها
نعتوك حقًّا بالإمام لما حوت
نعتوك حقًّا بالإمام لما حوت / علياك من نسكٍ وعلم بارع
وأعنت أرباب المقاصد شافعاً / لهم فأهلاً بالإمام الشافع
صف مكرمات وزير مصر عزيزها
صف مكرمات وزير مصر عزيزها / فالفخر ثم الفخر حيث يشاع
فإذا حسبت فعنده القلم الذي / شهد الحساب بأنه نفّاع
أكرم بأوقات لنا شمسية
أكرم بأوقات لنا شمسية / ما ضرّ وفق زمانها تربيع
عدَلت وعدّلت الزمان فكلها / في المكرمات وفي الشهور ربيع
أشكو لفضلك حرفة
أشكو لفضلك حرفة / مالي بها مستمتع
أحوال معلومي تسو / ء وصاحب لا ينفع
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه / متطارحين من الكلام بديعه
ما زالت الحساد تسعى بيننا / حتى تناكرنا الكلام جميعه