القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : سِبْط ابن التَّعاويذي الكل
المجموع : 3
أَلِفَجرِ لَيلِكَ بِالبُنَيَّةِ مَطلَعُ
أَلِفَجرِ لَيلِكَ بِالبُنَيَّةِ مَطلَعُ / لَمّا اِنقَضى مِن عَهدِ رايَةَ مَرجِعُ
أَم أَنتَ بَعدَ البَينِ مُضمِرُ سُلوَةٍ / فَتُفيقَ مِن سُكرِ الغَرامِ وَتُقلِعُ
أَو ما تَزَلُ رَهينَ شَوقٍ كُلَّما / ذُكِرَ التَفَرُّقُ ظَلَّ جَفنُكَ يَدمَعُ
مُغرىً بِتَسآلِ الرُسومِ وَقَلَّما / أَجدى عَليكَ سُؤالُ مَن لا يَسمَعُ
لَكَ كُلَّ يَومٍ مَنزِلٌ مُتَقادِمٌ / يَعتادُكَ الأَسحارُ فيهِ وَمَربَعُ
إِمّا حَبيبٌ ظاعِنٌ تَشتاقُهُ / أَو هاجِرٌ تَعنو لَديهِ وَتَخضَعُ
يا مَوقِفاً جَدَّ الهَوى فيهِم وَقَد / لَعِبَت بِهِم أَيدي النَوى فَتَصَدَّعوا
بانوا فَلا العَينُ القَريحَةُ بَعدَهُم / تَرقا وَلا الجَفنُ المُسَهَّدُ يَهجَعُ
وَبِأَيمَنِ الوادي الَّذي نَزَلوا بِهِ / ظَبيٌ لَهُ في كُلِّ قَلبٍ مَربَعُ
تَظما إِلَيهِ عُيونُنا وَبِوَجهِهِ / وِردٌ يُذادُ الصَبُّ عَنهُ وَيُمنَعُ
فَدَنا إِلَيَّ وَرَحلُهُ مُتَباعِدٌ / وَأَباحَ مِنهُ الوَصلَ وَهُوَ مُمَنَّعُ
وَعَلى فُروعِ البانِ كُلُّ خَلِيَّةٍ / باتَت تُغَرِّدُ في الغُصونِ وَتَسجَعُ
ما أَضمَرَت وَجداً وَلا اِشتَمَلَت لَها / يَومَ الوَداعِ عَلى غَرامٍ أَضلُعُ
لِلَّهِ قَلبٌ فيكُمُ أضلَلتُهُ / سَفَهاً وَظَنّي أَنَّهُ مُستَودَعُ
لَم تَحفَظوهُ وَلا رَعَيتُم عَهدَهُ / رَعيَ الصَديقِ فَراحَ وَهوَ مُضيَّعُ
يا نازِحاً لَم يُغنِني مِن بَعدِهِ / جَزَعٌ وَلا أَجدى عَلَىَّ تَفَجُّعُ
إِن لَم يَكُن لي حَنَّةُ المُتَعَطِّفِ ال / وافي يَكُن لَكَ رَحمَةٌ وَتَوَجُّعُ
ما لِلقَضيبِ وَقَد نَأَيتَ نَضارَهٌ / تُلهي وَلا لِلبَدرِ بَعدَكَ مَطلَعُ
هَلّا رَثَيتَ لِساهِرٍ مُتَمَلمِلٍ / قَلِقَت مَضاجِعُهُ وَأَنتَ مُوَدِّعُ
حَتّامَ يَحمِلُ فيكَ أَعباءَ الهَوى / قَلبٌ قَريحٌ بِالصَبابَةِ موجَعُ
وَإِلامَ أَضرَعُ في هَواكَ وَلَم يَكُن / لي شيمَةً أَنّي أَذِلُّ وَأَخضَعُ
أَنا عَبدُ مَن لا جودُهُ بِمُقلَّصٍ / عَن لا بِسيهِ وَلا حِماهُ مُرَوَّعُ
مَن جارُهُ لا يُستَضامُ وَطودُهُ / لا يُرتَقى وَصَفاتُهُ لا تُقرَعُ
مَن يَأمَنُ الجاني لَدى أَبوابِهِ / وَتَخافُ سَطوَتَهُ المُلوكُ وَتَخشَعُ
مَن يَجمَعُ العَلياءَ وَهِيَ بَدائِدٌ / وَيُشِتُّ شَملَ المالِ وَهُوَ مُجَمَّعُ
مَن كُلُّ صَعبٍ عِندَهُ مُتَمَرِّدٍ / سَهلُ القِيادِ وَكُلُّ عاصٍ طَيِّعُ
هُوَ فارِسُ اليَومِ العَبوسِ وَواهِبُ الجُ / ردِ السَوابِقِ وَالخَطيبُ المِصقَعُ
بَطَلٌ إِذا حَسَرَ اللِثامَ لِغارَةٍ / طَحَنَ الفَوارِسَ وَالجَنانُ يُجَعجِعُ
ثَبتٌ إِذا غَشيَ الوَغى مُتَأَيَّدٌ / عَجِلٌ إِذا سُئِلَ النَدى مُتَسَرِّعُ
جُمِعَت لَديهِ المَكرُماتِ وَمالُهُ / نَهبٌ بِأَيدي الطالِبينَ مُوَزَّعُ
أَفنى أَمانِيَّ النُفوسِ فَلَم يَدَع / في الناسِ مَن يَرجو وَلا يَتَوَقَّعُ
لِلَّهِ مِنهُ إِذا تَصَدَّرَ مَجلِسٌ / هُوَ لِلسِيادَةِ وَالسِياسَةِ مَجمَعُ
هُوَ مَطلَعُ القَمَرِ المُنيرِ إِذا بَدا / في صَدرِهِ وَهُوَ العَرينُ المُسبِعُ
يَفدي أَبا الفَرَجِ الجَوادَ مُبَخَّلٌ / ثَوبُ العُلى خَلَقٌ عَليهِ مُرَقَّعُ
أَلِفَ الوِسادَةَ مَضجَعا وَسَهِرتَ في / طَلَبِ المَعالي ما لِجَنبِكَ مَضجَعُ
لِلجودِ مِنهُ راحَةٌ شَلّا وَمُق / لَةُ ناظِرٍ أَعمى وَأَنفٌ أَجدَعُ
مِن مَعشَرٍ سَفَروا لِطالِبِ رِفدِهُم / وَجهاً عَليهِ مِنَ الكَآبَةِ يُرقُعُ
وَجهاً أُريقَ حَياؤُهُ فَكَأَنَّهُ / شِنٌّ إِذا اِستَخدَمتَهُ يَتَقَعقَعُ
مَرَنوا عَلى حُبِّ النِفاقِ فَكُلُّهُم / عَذبُ المُجاجَةِ وَهُوَ سُمٌّ مِنقِعُ
كَثَروا وَقَلَّ حِباؤُهُم فَدِيارُهُم / مِنهُم وَإِن أَهِلَت خَلاءٌ بَلقَعُ
أَمسَت عَلى وَجهِ اللَيالي مِنهُم / سِمَةٌ يُعابُ بُها الزَمانُ وَيُشنَعُ
يا مَن إِذا طُرُقُ العَلاءِ تَوَعَّرَت / فَطَريقُهُ مِنها الطَريقُ الهِيَّعُ
وَإِذا المُلوكُ تَنازَعوا في مَفخَرٍ / فَإِلَيهِ يَنتَسِبُ الفِخارُ وَيَنزَعُ
حَسَدَت مَواهِبَكَ الغُيومُ لِأَنَّها / مِنها أَعَمُّ عَلى البِلادِ وَأَنفَعُ
هِيَ تارَةً تَهمي وَتُقلِعُ تارَةً / وَأَرى عَطاءَكَ دائِماً لا يُقلِعُ
خُلِقَت يَداكَ عَلى النَدى مَطبوعَةً / كَرَماً وَغَيرُكَ بِالنَدى يَتَطَبَّعُ
لَكَ ذُروَةُ البَيتِ الَّذي لا يُرتَقى / هَضَباتُهُ وَلَكَ المَحَلُّ الأَرفَعُ
وَمُصَرِّدينَ عَنِ المَآثِرِ ما سَعوا / لِفَضيلَةٍ صُمِّ المَسامِعِ ما دُعوا
يُعطي الكَثيرَ وَيَمنَعونَ وَيَست / َقيمُ وَيَعدِلونَ وَيَجبُنونَ فَيَشجُعُ
راموا النِضالَ وَما لَهُم بِكِنانَةٍ / سَهمٌ وَلا فيهِم لِقَوسٍ مِنزَعُ
فَسَلَلتَ عَضباً مِن لِسانِكَ مُرهَفاً / يُفرى بِهِ يَومَ الخِصامِ وَيَقطَعُ
وَوَقَفتَ مَرهوباً وَبَحرُكَ زاخِرٌ / طامٍ وَريحُكَ زَعزَعُ
في مَوقِفٍ لَو شاهَدَتهُ جَلالَةً / شُمُّ الجِبالِ لَأَوشَكَت تَتَصَدَّعُ
حاروا وَقَد حارَت لَديكَ قُلوبُهُم / مِمّا رَأَوا فِرَقاً وَقَلبُكَ أَصَمَعُ
فَتَطَأطَأوا حَتّى حَسِبتُكَ بَينَهُم / ثَهلانَ أَو ذا الهَضبِ لا يَتَضَعضَعُ
ظَهَرَت عُيوبُهُم لَدَيكَ وَلَيسَتِ ال / حَسناءُ طَبعاً كَالَّتي تَتَصَنَّعُ
طَلَبوا مَداكَ عَلى تَقاصُرِ خَطوهِم / لَو أَدرَكَت شَأوَ الضَليعِ الضُلَّعُ
أَيَنالُ غاياتِ الجِيادِ وَقَد شَأَت / دامي المَناسِم وَالأَظَلِّ مَوقَّعُ
آلَ المُظَفَّرِ أَنتُمُ الأَصلُ الَّذي / مِنهُ المَكارِمُ وَالعُلى تَتَفَرَّعُ
قَومٌ إِذا دَجَتِ الخُطوبُ رَأَيتَهُم / وَوُجوهُهُم وَضّاحَةٌ تَتَشَعشَعُ
وَإِذا سِنو الأَزَماتِ صَوَّحَ نَبتُها / فَلَديهِمُ يُلغى الخَصيبُ المُمِرِعُ
نيرانُهُم مَشبوبَةٌ وَشِفارُهُم / مَشحوذَةٌ وَجِفانُهُم تَتَدَعدَعُ
تَشكو السُيوفُ إِلَيهِم يَومَ الوَغى / قِصراً فَيَشكيها الخُطا وَالأَذرُعُ
راضوا الأُمورَ فَأَصبَحَت مُنقادَةً / لَهُمُ وَكانَت شُمَّساً لا تَبتَعُ
سَبَقوا الزَمانَ بِمُلكِهِم فَاِستَأثَروا / بِفَضيلَةِ السَبقِ الَّتي لا تُدفَعُ
وَاِستَخدَموا الأَيّامَ وَاِقتَعَدوا عَلى / صَهَواتِها وَالدَهرُ طِفلٌ يَرضَعُ
قَدُمَت مَآثِرُهُم فَذو وَزَنٍ يُنا / فِسُهُم عَلى الشَرَفِ القَديمِ وَتُبَّعُ
إِن لَم أَرُدَّ بِكَ الخُطوبَ وَلَم أُدا / فِعها بِكُم فَبِمَن أَرُدُّ وَأَدفَعُ
إِن المَعالي هَضبَةٌ بِسِواهُمُ / لا تُرتَقى وَبِغَيرِهِم لا تُفرَعُ
جُلِيَت بِمَجدِ الدينِ حالي بَعدَ ما / كادَت لِغَمرِ الحادِثاتِ تَضَعضَعُ
حاشا لِمَجدِكَ أَن أُضامَ وَأَنتَ لي / جارٌ وَأَن أَظما وَبَحرُكَ مَشرَعُ
آلَيتُ لا أَمدُد إِلى أَمدٍ يَدي / إِلّا إِلَيكَ وَلا لَواها مَطمَعُ
أَوسَعتَها نِعماً أَضيقُ بِحَملِحا / ذَرَعاً عَلى أَنّي أَقولُ فَأوسِعُ
ذُدتُّ القَوافي أَن تُذالَ لِباخِلٍ / وَلَها مَرادٌ مِن نَداكَ وَمَنجَعُ
مِن كُلِّ مَرعىً لا يُساغُ هَضيمُهُ / وَخمٍ وَوِردٍ ماؤُهُ لا يَنقَعُ
غَنَيت بِطولِكَ أَن تُرى مَمطولَةً / تُلوى عَلى أَبياتِهِم أَو تُدفَعُ
قَيَّدتَّها بِالجودِ إِلّا إِنَّها / شَرَدٌ تَخُبُّ لَها الرُواةُ وَتوضِعُ
لَم يَخلُ مِنها مَن يُحَصِّنُها كَما / لَم يَخلُ مِن أَلطافِ بِرِّكَ مَوضِعُ
فَلَأُلبِسَنَّ الدَهرَ فيكَ مَدائِحاً / تَحلى الشُهورُ بِمِثلِها وَتُرَصَّعُ
تَضفو عَلى الأَعيادِ مِنها حُلَّةٌ / لا تُستَعارُ وَلِبسَةٌ لا تُنزَعُ
مِدَحٌ يَفوحُ لَها إِذا ما أُنشِرَت / أَرَجٌ بِنَشرِ صِفاتِكُم يَتَضَوَّعُ
لا زِلتَ تُبلي ما يُجَدُّ وَتَلبَسُ الأَ / َيّامُ مُمتَدَّ البَقاءِ وَتَخلَعُ
وَلَقَد مَدَحتُكُمُ عَلى جَهلٍ بِكُم
وَلَقَد مَدَحتُكُمُ عَلى جَهلٍ بِكُم / وَظَنَنتُ فيكُم لِلصَنيعَةِ مَوضِعاً
وَرَجَعتُ بَعدَ الإِختِبارِ أَذُمُّكُم / فَأَضَعتُ في الحالَينِ عُمري أَجمَعا
ما كُنتُ أَوَّلَ حافِظٍ لِمُضَيَّعٍ
ما كُنتُ أَوَّلَ حافِظٍ لِمُضَيَّعٍ / وَالغَدرُ مِن حَسناءَ غَيرُ بَديعِ
ماذا عَلى الأَيّامِ أَيّامِ الصِبى / لَو أَنَّها سَمَحَت لَنا بِرُجوعِ
وَعَلى اللَيالي لَو تَكُرُّ مُعيدَةً / ما فَرَّقَت مِن شَملِنا المَجموعِ
وَعَلى شَموسٍ في الخُدورِ غَوارِبٍ / لَو أَذَّنَت بَعدَ النَوى بِطُلوعِ
لَم تَبكِ يَومَ فِراقِكُم عَيني دَماً / إِلا وَقَد نَزَحَ البُكاءُ دُموعي
وَدَّعتُ عيسَهُمُ فَيا لِلَّهِ ما / صَنَعَت بِقَلبي ساعَةَ التَوديعِ
بانوا بِسَكرى اللَحظِ صاحٍ قَلبُها / مِمّا تُجِنُّ جَوانِحي وَضُلوعي
لَحظٍ بِهِ يَدوى الصَحيحُ فَليتَها / أَبقَت عَلى قَلبٍ بِها مَصدوعِ
قالَت أَتَقنَعُ أَن أَزورَكَ في الكَرى / فَتَبيتَ في حُكمِ المَنامِ ضَجيعي
وَأَبيكَ ما سَمُحَت بِطَيفِ خَيالِها / إِلّا وَقَد مَلَكَت عَلَيَّ هُجوعي
يا سَلمَ إِنَّ الحُبَّ أَسلَمَني إِلى / شُغلَينِ مِن وَجدٍ بِكُم وَوُلوعِ
وَهَواكِ يا ذاتَ اللِما المَعسولِ غا / دَرَني أَبيتُ بِلَيلَةِ المَلسوعِ
يا قارِعاً بِالعَذلِ سَمعي بَعدَ ما / عَلِقَ الفُؤادُ دَعَوتَ غَيرَ سَميعِ
أَنا في الغَرامِ بِها وَمَجدُ الدينِ في / حُبِّ النَدى لِلعَذلِ غَيرَ مُطيعِ
مَلِكٌ أَنافَ عَلى المُلوكِ بِسودَدٍ / عالٍ وَبيتٍ في الأَنامِ رَفيعِ
فَالعِزُّ تَحتَ رِواقِهِ المَرفوعِ وَال / تَأيِيدُ فَوقَ سَريرِهِ المَوضوعِ
تَغنى بِهِ إِن شِمتَ بَرقَ سَمائِهِ / عَن كُلِّ خَلّابِ البُروقِ لَموعِ
أَموالُهُ نَهبُ العُفاةِ وَجارُهُ / في مُشمَخِرٍّ مِن سُطاهُ مَنيعِ
نيطَت أُمورُ المُلكِ مِن آرائِهِ / بِقَوٍ أَشَمِّ المَنكِبَينِ ضَليعِ
رُدَّت إِلى تَدَبيرِهِ فَاِنتاشَها / مِن قَبضَةِ الإِهمالِ وَالتَضيِيعِ
أَفضَت وَقَد نَزَلَت بِساحَتِهِ إِلى / صَدرٍ كَمُنخَرِقِ الفَضاءِ وَسيعِ
كَم ذَبَّ عَنهُ مُصالِتاً كَيدَ العِدى / بِذُبابِ ما ضي الشَفرَتَينِ صَنيعِ
مِن مَعشَرٍ لَهُمُ إِلى أَمَدِ العُلى / سَعيٌ يَفوقُ نَجاءَ كُلِّ سَريعِ
غُرٌّ هُجانٌ كَالسُيوفِ أَعِزَّةٌ / ما هُيِّجوا لِمُلِمَّةٍ بِخُضوعِ
طارَت بِهِم في ذُروَةِ العَلياءِ وَال / أَحسابِ بَينَ مَشَقَّةٍ وَوُقوعِ
وَسَموا جِباهَ الدَهرِ مِن أَيّامِهِم / بِجَميلِ آثارٍ وَحُسنِ صَنيعِ
بُعِثوا لَنا وَالجودُ قَد نُسِخَت شَرا / ئِعُهُ بِدينٍ في النَدى مَشروعِ
ما عَيبَ تالِدُهُم بِطارِفِهِم وَلا / خَجِلَت أُصولٌ مِنهُمُ بِفُروعِ
شُمُّ الأُنوفِ إِذا اِنتَدوا فَإِذا دُعوا / لِمُلِمَّةٍ نَهَضوا طِوالَ البوعِ
فَلّوا الأَسِنَّةِ وَالدُروعَ حَواسِراً / بِأَسِنَّةٍ مِن رَأيِهِم وَدُروعِ
بِالصاحِبِ اِبنِ الصاحِبِ التَأَمَت وَما / كانَت بِطَبعِ الإِلتِيامِ ضُلوعي
زالَت شِكاياتي بِهِ وَكَأَنَّني / أَنزَلتُها مِنهُ بِبَختيشوعِ
وَعَلِقتُ مِنهُ بِحَبلِ مَرهوبِ السُطى / وَالبَأسِ ضَرّارِ اليَدَينِ نَفوعِ
وَرَبَعتُ مِن مَعروفِهِ وَحِبائِهِ / في مُمرِعٍ خَضِلِ النَباتِ مَريعِ
حَتّى غَدَت مُبيَضَّةً مُخضَرَّةً / بِنَدى يَديهِ مَطالِبي وَرُبوعي
فَكَأَنَّما جاوَرَتَ مِن أَخلاقِهِ / تَيّارَ بَحرٍ أَو رِياضَ رَبيعٍ
وَأَمِنتُ رائِعَةَ الخُطوبِ بِهِ وَجا / رُ مُؤَيِّدِ الإِسلامِ غَيرُ مَروعِ
قارَعتُهُنَّ بِمُحسِنٍ لا تُحسِنُ ال / أَيّامُ أَن تَأتي لَهُ بِقَريعِ
ذي المَورِدِ المَشفوهِ تَحمَدُهُ إِذا / يَمَّمتَهُ وَالنائِلِ المَشفوعِ
يا مُنصِفي مِن جَورِ دَهرِ قاسِطٍ / وَأَجِلُّهُ مِن أَن أَقولَ شَفيعي
إِن أَقتَرَت كَفّي فَأَنتَ ذَخيرَتي / أَو أَجدَبَت أَرضي فَأَنتَ رَبيعي
وَعِطاشُ آمالي وَهُنَّ حَوائِمٌ / لَولاكُمُ ما ذُقنَ يَومَ شُروعِ
سَمعاً أَبا الفَضلِ الجَوادَ لِشاعِرٍ / يُدلي إِلَيكَ بِشِعرِهِ المَطبوعِ
وافاكَ مِنهُ بِدُرَّةٍ قَذفَت بِها / أَصدافُها مِن زاخِرٍ يَنبوعِ
مِثلِ العَروسِ يَفوحُ مِن أَردانِها / أَرَجٌ بِطيبِ ثَنائِكَ المَسموعِ
جاءَتكَ حالِيَةً تَرائِبُها مِنَ ال / تَجنيسِ وَالتَطبيقِ وَالتَرصيعِ
جَمَعَت عَفافَ حَسيبَةٍ في قَومِها / وَحَياءَ ناهِدَةٍ وَدَلَّ شَموعِ
فَتَمَلَّ مُلكاً أَنتَ جامِعُ أَمرِهِ / في ظِلِّ شَملٍ بِالبَقاءِ جَميعِ
وَاِحكُم عَلى الدُنيا مُطاعَ الأَمرِ مُت / تَبَعَ المَراسِمِ نافِذَ التَوقيعِ
ما بَشَّرَت بِالخِصبِ أُمُّ بَوارِقٍ / تَفتَرُّ عَن واري الزِنادِ لَموعِ
وَأَضاءَ بَدرٌ مِن سُجوفِ غَمامَةٍ / وَاِستَلَّ فَجرٌ مِن قِرابِ هَزيعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025