المجموع : 3
أَلِفَجرِ لَيلِكَ بِالبُنَيَّةِ مَطلَعُ
أَلِفَجرِ لَيلِكَ بِالبُنَيَّةِ مَطلَعُ / لَمّا اِنقَضى مِن عَهدِ رايَةَ مَرجِعُ
أَم أَنتَ بَعدَ البَينِ مُضمِرُ سُلوَةٍ / فَتُفيقَ مِن سُكرِ الغَرامِ وَتُقلِعُ
أَو ما تَزَلُ رَهينَ شَوقٍ كُلَّما / ذُكِرَ التَفَرُّقُ ظَلَّ جَفنُكَ يَدمَعُ
مُغرىً بِتَسآلِ الرُسومِ وَقَلَّما / أَجدى عَليكَ سُؤالُ مَن لا يَسمَعُ
لَكَ كُلَّ يَومٍ مَنزِلٌ مُتَقادِمٌ / يَعتادُكَ الأَسحارُ فيهِ وَمَربَعُ
إِمّا حَبيبٌ ظاعِنٌ تَشتاقُهُ / أَو هاجِرٌ تَعنو لَديهِ وَتَخضَعُ
يا مَوقِفاً جَدَّ الهَوى فيهِم وَقَد / لَعِبَت بِهِم أَيدي النَوى فَتَصَدَّعوا
بانوا فَلا العَينُ القَريحَةُ بَعدَهُم / تَرقا وَلا الجَفنُ المُسَهَّدُ يَهجَعُ
وَبِأَيمَنِ الوادي الَّذي نَزَلوا بِهِ / ظَبيٌ لَهُ في كُلِّ قَلبٍ مَربَعُ
تَظما إِلَيهِ عُيونُنا وَبِوَجهِهِ / وِردٌ يُذادُ الصَبُّ عَنهُ وَيُمنَعُ
فَدَنا إِلَيَّ وَرَحلُهُ مُتَباعِدٌ / وَأَباحَ مِنهُ الوَصلَ وَهُوَ مُمَنَّعُ
وَعَلى فُروعِ البانِ كُلُّ خَلِيَّةٍ / باتَت تُغَرِّدُ في الغُصونِ وَتَسجَعُ
ما أَضمَرَت وَجداً وَلا اِشتَمَلَت لَها / يَومَ الوَداعِ عَلى غَرامٍ أَضلُعُ
لِلَّهِ قَلبٌ فيكُمُ أضلَلتُهُ / سَفَهاً وَظَنّي أَنَّهُ مُستَودَعُ
لَم تَحفَظوهُ وَلا رَعَيتُم عَهدَهُ / رَعيَ الصَديقِ فَراحَ وَهوَ مُضيَّعُ
يا نازِحاً لَم يُغنِني مِن بَعدِهِ / جَزَعٌ وَلا أَجدى عَلَىَّ تَفَجُّعُ
إِن لَم يَكُن لي حَنَّةُ المُتَعَطِّفِ ال / وافي يَكُن لَكَ رَحمَةٌ وَتَوَجُّعُ
ما لِلقَضيبِ وَقَد نَأَيتَ نَضارَهٌ / تُلهي وَلا لِلبَدرِ بَعدَكَ مَطلَعُ
هَلّا رَثَيتَ لِساهِرٍ مُتَمَلمِلٍ / قَلِقَت مَضاجِعُهُ وَأَنتَ مُوَدِّعُ
حَتّامَ يَحمِلُ فيكَ أَعباءَ الهَوى / قَلبٌ قَريحٌ بِالصَبابَةِ موجَعُ
وَإِلامَ أَضرَعُ في هَواكَ وَلَم يَكُن / لي شيمَةً أَنّي أَذِلُّ وَأَخضَعُ
أَنا عَبدُ مَن لا جودُهُ بِمُقلَّصٍ / عَن لا بِسيهِ وَلا حِماهُ مُرَوَّعُ
مَن جارُهُ لا يُستَضامُ وَطودُهُ / لا يُرتَقى وَصَفاتُهُ لا تُقرَعُ
مَن يَأمَنُ الجاني لَدى أَبوابِهِ / وَتَخافُ سَطوَتَهُ المُلوكُ وَتَخشَعُ
مَن يَجمَعُ العَلياءَ وَهِيَ بَدائِدٌ / وَيُشِتُّ شَملَ المالِ وَهُوَ مُجَمَّعُ
مَن كُلُّ صَعبٍ عِندَهُ مُتَمَرِّدٍ / سَهلُ القِيادِ وَكُلُّ عاصٍ طَيِّعُ
هُوَ فارِسُ اليَومِ العَبوسِ وَواهِبُ الجُ / ردِ السَوابِقِ وَالخَطيبُ المِصقَعُ
بَطَلٌ إِذا حَسَرَ اللِثامَ لِغارَةٍ / طَحَنَ الفَوارِسَ وَالجَنانُ يُجَعجِعُ
ثَبتٌ إِذا غَشيَ الوَغى مُتَأَيَّدٌ / عَجِلٌ إِذا سُئِلَ النَدى مُتَسَرِّعُ
جُمِعَت لَديهِ المَكرُماتِ وَمالُهُ / نَهبٌ بِأَيدي الطالِبينَ مُوَزَّعُ
أَفنى أَمانِيَّ النُفوسِ فَلَم يَدَع / في الناسِ مَن يَرجو وَلا يَتَوَقَّعُ
لِلَّهِ مِنهُ إِذا تَصَدَّرَ مَجلِسٌ / هُوَ لِلسِيادَةِ وَالسِياسَةِ مَجمَعُ
هُوَ مَطلَعُ القَمَرِ المُنيرِ إِذا بَدا / في صَدرِهِ وَهُوَ العَرينُ المُسبِعُ
يَفدي أَبا الفَرَجِ الجَوادَ مُبَخَّلٌ / ثَوبُ العُلى خَلَقٌ عَليهِ مُرَقَّعُ
أَلِفَ الوِسادَةَ مَضجَعا وَسَهِرتَ في / طَلَبِ المَعالي ما لِجَنبِكَ مَضجَعُ
لِلجودِ مِنهُ راحَةٌ شَلّا وَمُق / لَةُ ناظِرٍ أَعمى وَأَنفٌ أَجدَعُ
مِن مَعشَرٍ سَفَروا لِطالِبِ رِفدِهُم / وَجهاً عَليهِ مِنَ الكَآبَةِ يُرقُعُ
وَجهاً أُريقَ حَياؤُهُ فَكَأَنَّهُ / شِنٌّ إِذا اِستَخدَمتَهُ يَتَقَعقَعُ
مَرَنوا عَلى حُبِّ النِفاقِ فَكُلُّهُم / عَذبُ المُجاجَةِ وَهُوَ سُمٌّ مِنقِعُ
كَثَروا وَقَلَّ حِباؤُهُم فَدِيارُهُم / مِنهُم وَإِن أَهِلَت خَلاءٌ بَلقَعُ
أَمسَت عَلى وَجهِ اللَيالي مِنهُم / سِمَةٌ يُعابُ بُها الزَمانُ وَيُشنَعُ
يا مَن إِذا طُرُقُ العَلاءِ تَوَعَّرَت / فَطَريقُهُ مِنها الطَريقُ الهِيَّعُ
وَإِذا المُلوكُ تَنازَعوا في مَفخَرٍ / فَإِلَيهِ يَنتَسِبُ الفِخارُ وَيَنزَعُ
حَسَدَت مَواهِبَكَ الغُيومُ لِأَنَّها / مِنها أَعَمُّ عَلى البِلادِ وَأَنفَعُ
هِيَ تارَةً تَهمي وَتُقلِعُ تارَةً / وَأَرى عَطاءَكَ دائِماً لا يُقلِعُ
خُلِقَت يَداكَ عَلى النَدى مَطبوعَةً / كَرَماً وَغَيرُكَ بِالنَدى يَتَطَبَّعُ
لَكَ ذُروَةُ البَيتِ الَّذي لا يُرتَقى / هَضَباتُهُ وَلَكَ المَحَلُّ الأَرفَعُ
وَمُصَرِّدينَ عَنِ المَآثِرِ ما سَعوا / لِفَضيلَةٍ صُمِّ المَسامِعِ ما دُعوا
يُعطي الكَثيرَ وَيَمنَعونَ وَيَست / َقيمُ وَيَعدِلونَ وَيَجبُنونَ فَيَشجُعُ
راموا النِضالَ وَما لَهُم بِكِنانَةٍ / سَهمٌ وَلا فيهِم لِقَوسٍ مِنزَعُ
فَسَلَلتَ عَضباً مِن لِسانِكَ مُرهَفاً / يُفرى بِهِ يَومَ الخِصامِ وَيَقطَعُ
وَوَقَفتَ مَرهوباً وَبَحرُكَ زاخِرٌ / طامٍ وَريحُكَ زَعزَعُ
في مَوقِفٍ لَو شاهَدَتهُ جَلالَةً / شُمُّ الجِبالِ لَأَوشَكَت تَتَصَدَّعُ
حاروا وَقَد حارَت لَديكَ قُلوبُهُم / مِمّا رَأَوا فِرَقاً وَقَلبُكَ أَصَمَعُ
فَتَطَأطَأوا حَتّى حَسِبتُكَ بَينَهُم / ثَهلانَ أَو ذا الهَضبِ لا يَتَضَعضَعُ
ظَهَرَت عُيوبُهُم لَدَيكَ وَلَيسَتِ ال / حَسناءُ طَبعاً كَالَّتي تَتَصَنَّعُ
طَلَبوا مَداكَ عَلى تَقاصُرِ خَطوهِم / لَو أَدرَكَت شَأوَ الضَليعِ الضُلَّعُ
أَيَنالُ غاياتِ الجِيادِ وَقَد شَأَت / دامي المَناسِم وَالأَظَلِّ مَوقَّعُ
آلَ المُظَفَّرِ أَنتُمُ الأَصلُ الَّذي / مِنهُ المَكارِمُ وَالعُلى تَتَفَرَّعُ
قَومٌ إِذا دَجَتِ الخُطوبُ رَأَيتَهُم / وَوُجوهُهُم وَضّاحَةٌ تَتَشَعشَعُ
وَإِذا سِنو الأَزَماتِ صَوَّحَ نَبتُها / فَلَديهِمُ يُلغى الخَصيبُ المُمِرِعُ
نيرانُهُم مَشبوبَةٌ وَشِفارُهُم / مَشحوذَةٌ وَجِفانُهُم تَتَدَعدَعُ
تَشكو السُيوفُ إِلَيهِم يَومَ الوَغى / قِصراً فَيَشكيها الخُطا وَالأَذرُعُ
راضوا الأُمورَ فَأَصبَحَت مُنقادَةً / لَهُمُ وَكانَت شُمَّساً لا تَبتَعُ
سَبَقوا الزَمانَ بِمُلكِهِم فَاِستَأثَروا / بِفَضيلَةِ السَبقِ الَّتي لا تُدفَعُ
وَاِستَخدَموا الأَيّامَ وَاِقتَعَدوا عَلى / صَهَواتِها وَالدَهرُ طِفلٌ يَرضَعُ
قَدُمَت مَآثِرُهُم فَذو وَزَنٍ يُنا / فِسُهُم عَلى الشَرَفِ القَديمِ وَتُبَّعُ
إِن لَم أَرُدَّ بِكَ الخُطوبَ وَلَم أُدا / فِعها بِكُم فَبِمَن أَرُدُّ وَأَدفَعُ
إِن المَعالي هَضبَةٌ بِسِواهُمُ / لا تُرتَقى وَبِغَيرِهِم لا تُفرَعُ
جُلِيَت بِمَجدِ الدينِ حالي بَعدَ ما / كادَت لِغَمرِ الحادِثاتِ تَضَعضَعُ
حاشا لِمَجدِكَ أَن أُضامَ وَأَنتَ لي / جارٌ وَأَن أَظما وَبَحرُكَ مَشرَعُ
آلَيتُ لا أَمدُد إِلى أَمدٍ يَدي / إِلّا إِلَيكَ وَلا لَواها مَطمَعُ
أَوسَعتَها نِعماً أَضيقُ بِحَملِحا / ذَرَعاً عَلى أَنّي أَقولُ فَأوسِعُ
ذُدتُّ القَوافي أَن تُذالَ لِباخِلٍ / وَلَها مَرادٌ مِن نَداكَ وَمَنجَعُ
مِن كُلِّ مَرعىً لا يُساغُ هَضيمُهُ / وَخمٍ وَوِردٍ ماؤُهُ لا يَنقَعُ
غَنَيت بِطولِكَ أَن تُرى مَمطولَةً / تُلوى عَلى أَبياتِهِم أَو تُدفَعُ
قَيَّدتَّها بِالجودِ إِلّا إِنَّها / شَرَدٌ تَخُبُّ لَها الرُواةُ وَتوضِعُ
لَم يَخلُ مِنها مَن يُحَصِّنُها كَما / لَم يَخلُ مِن أَلطافِ بِرِّكَ مَوضِعُ
فَلَأُلبِسَنَّ الدَهرَ فيكَ مَدائِحاً / تَحلى الشُهورُ بِمِثلِها وَتُرَصَّعُ
تَضفو عَلى الأَعيادِ مِنها حُلَّةٌ / لا تُستَعارُ وَلِبسَةٌ لا تُنزَعُ
مِدَحٌ يَفوحُ لَها إِذا ما أُنشِرَت / أَرَجٌ بِنَشرِ صِفاتِكُم يَتَضَوَّعُ
لا زِلتَ تُبلي ما يُجَدُّ وَتَلبَسُ الأَ / َيّامُ مُمتَدَّ البَقاءِ وَتَخلَعُ
وَلَقَد مَدَحتُكُمُ عَلى جَهلٍ بِكُم
وَلَقَد مَدَحتُكُمُ عَلى جَهلٍ بِكُم / وَظَنَنتُ فيكُم لِلصَنيعَةِ مَوضِعاً
وَرَجَعتُ بَعدَ الإِختِبارِ أَذُمُّكُم / فَأَضَعتُ في الحالَينِ عُمري أَجمَعا
ما كُنتُ أَوَّلَ حافِظٍ لِمُضَيَّعٍ
ما كُنتُ أَوَّلَ حافِظٍ لِمُضَيَّعٍ / وَالغَدرُ مِن حَسناءَ غَيرُ بَديعِ
ماذا عَلى الأَيّامِ أَيّامِ الصِبى / لَو أَنَّها سَمَحَت لَنا بِرُجوعِ
وَعَلى اللَيالي لَو تَكُرُّ مُعيدَةً / ما فَرَّقَت مِن شَملِنا المَجموعِ
وَعَلى شَموسٍ في الخُدورِ غَوارِبٍ / لَو أَذَّنَت بَعدَ النَوى بِطُلوعِ
لَم تَبكِ يَومَ فِراقِكُم عَيني دَماً / إِلا وَقَد نَزَحَ البُكاءُ دُموعي
وَدَّعتُ عيسَهُمُ فَيا لِلَّهِ ما / صَنَعَت بِقَلبي ساعَةَ التَوديعِ
بانوا بِسَكرى اللَحظِ صاحٍ قَلبُها / مِمّا تُجِنُّ جَوانِحي وَضُلوعي
لَحظٍ بِهِ يَدوى الصَحيحُ فَليتَها / أَبقَت عَلى قَلبٍ بِها مَصدوعِ
قالَت أَتَقنَعُ أَن أَزورَكَ في الكَرى / فَتَبيتَ في حُكمِ المَنامِ ضَجيعي
وَأَبيكَ ما سَمُحَت بِطَيفِ خَيالِها / إِلّا وَقَد مَلَكَت عَلَيَّ هُجوعي
يا سَلمَ إِنَّ الحُبَّ أَسلَمَني إِلى / شُغلَينِ مِن وَجدٍ بِكُم وَوُلوعِ
وَهَواكِ يا ذاتَ اللِما المَعسولِ غا / دَرَني أَبيتُ بِلَيلَةِ المَلسوعِ
يا قارِعاً بِالعَذلِ سَمعي بَعدَ ما / عَلِقَ الفُؤادُ دَعَوتَ غَيرَ سَميعِ
أَنا في الغَرامِ بِها وَمَجدُ الدينِ في / حُبِّ النَدى لِلعَذلِ غَيرَ مُطيعِ
مَلِكٌ أَنافَ عَلى المُلوكِ بِسودَدٍ / عالٍ وَبيتٍ في الأَنامِ رَفيعِ
فَالعِزُّ تَحتَ رِواقِهِ المَرفوعِ وَال / تَأيِيدُ فَوقَ سَريرِهِ المَوضوعِ
تَغنى بِهِ إِن شِمتَ بَرقَ سَمائِهِ / عَن كُلِّ خَلّابِ البُروقِ لَموعِ
أَموالُهُ نَهبُ العُفاةِ وَجارُهُ / في مُشمَخِرٍّ مِن سُطاهُ مَنيعِ
نيطَت أُمورُ المُلكِ مِن آرائِهِ / بِقَوٍ أَشَمِّ المَنكِبَينِ ضَليعِ
رُدَّت إِلى تَدَبيرِهِ فَاِنتاشَها / مِن قَبضَةِ الإِهمالِ وَالتَضيِيعِ
أَفضَت وَقَد نَزَلَت بِساحَتِهِ إِلى / صَدرٍ كَمُنخَرِقِ الفَضاءِ وَسيعِ
كَم ذَبَّ عَنهُ مُصالِتاً كَيدَ العِدى / بِذُبابِ ما ضي الشَفرَتَينِ صَنيعِ
مِن مَعشَرٍ لَهُمُ إِلى أَمَدِ العُلى / سَعيٌ يَفوقُ نَجاءَ كُلِّ سَريعِ
غُرٌّ هُجانٌ كَالسُيوفِ أَعِزَّةٌ / ما هُيِّجوا لِمُلِمَّةٍ بِخُضوعِ
طارَت بِهِم في ذُروَةِ العَلياءِ وَال / أَحسابِ بَينَ مَشَقَّةٍ وَوُقوعِ
وَسَموا جِباهَ الدَهرِ مِن أَيّامِهِم / بِجَميلِ آثارٍ وَحُسنِ صَنيعِ
بُعِثوا لَنا وَالجودُ قَد نُسِخَت شَرا / ئِعُهُ بِدينٍ في النَدى مَشروعِ
ما عَيبَ تالِدُهُم بِطارِفِهِم وَلا / خَجِلَت أُصولٌ مِنهُمُ بِفُروعِ
شُمُّ الأُنوفِ إِذا اِنتَدوا فَإِذا دُعوا / لِمُلِمَّةٍ نَهَضوا طِوالَ البوعِ
فَلّوا الأَسِنَّةِ وَالدُروعَ حَواسِراً / بِأَسِنَّةٍ مِن رَأيِهِم وَدُروعِ
بِالصاحِبِ اِبنِ الصاحِبِ التَأَمَت وَما / كانَت بِطَبعِ الإِلتِيامِ ضُلوعي
زالَت شِكاياتي بِهِ وَكَأَنَّني / أَنزَلتُها مِنهُ بِبَختيشوعِ
وَعَلِقتُ مِنهُ بِحَبلِ مَرهوبِ السُطى / وَالبَأسِ ضَرّارِ اليَدَينِ نَفوعِ
وَرَبَعتُ مِن مَعروفِهِ وَحِبائِهِ / في مُمرِعٍ خَضِلِ النَباتِ مَريعِ
حَتّى غَدَت مُبيَضَّةً مُخضَرَّةً / بِنَدى يَديهِ مَطالِبي وَرُبوعي
فَكَأَنَّما جاوَرَتَ مِن أَخلاقِهِ / تَيّارَ بَحرٍ أَو رِياضَ رَبيعٍ
وَأَمِنتُ رائِعَةَ الخُطوبِ بِهِ وَجا / رُ مُؤَيِّدِ الإِسلامِ غَيرُ مَروعِ
قارَعتُهُنَّ بِمُحسِنٍ لا تُحسِنُ ال / أَيّامُ أَن تَأتي لَهُ بِقَريعِ
ذي المَورِدِ المَشفوهِ تَحمَدُهُ إِذا / يَمَّمتَهُ وَالنائِلِ المَشفوعِ
يا مُنصِفي مِن جَورِ دَهرِ قاسِطٍ / وَأَجِلُّهُ مِن أَن أَقولَ شَفيعي
إِن أَقتَرَت كَفّي فَأَنتَ ذَخيرَتي / أَو أَجدَبَت أَرضي فَأَنتَ رَبيعي
وَعِطاشُ آمالي وَهُنَّ حَوائِمٌ / لَولاكُمُ ما ذُقنَ يَومَ شُروعِ
سَمعاً أَبا الفَضلِ الجَوادَ لِشاعِرٍ / يُدلي إِلَيكَ بِشِعرِهِ المَطبوعِ
وافاكَ مِنهُ بِدُرَّةٍ قَذفَت بِها / أَصدافُها مِن زاخِرٍ يَنبوعِ
مِثلِ العَروسِ يَفوحُ مِن أَردانِها / أَرَجٌ بِطيبِ ثَنائِكَ المَسموعِ
جاءَتكَ حالِيَةً تَرائِبُها مِنَ ال / تَجنيسِ وَالتَطبيقِ وَالتَرصيعِ
جَمَعَت عَفافَ حَسيبَةٍ في قَومِها / وَحَياءَ ناهِدَةٍ وَدَلَّ شَموعِ
فَتَمَلَّ مُلكاً أَنتَ جامِعُ أَمرِهِ / في ظِلِّ شَملٍ بِالبَقاءِ جَميعِ
وَاِحكُم عَلى الدُنيا مُطاعَ الأَمرِ مُت / تَبَعَ المَراسِمِ نافِذَ التَوقيعِ
ما بَشَّرَت بِالخِصبِ أُمُّ بَوارِقٍ / تَفتَرُّ عَن واري الزِنادِ لَموعِ
وَأَضاءَ بَدرٌ مِن سُجوفِ غَمامَةٍ / وَاِستَلَّ فَجرٌ مِن قِرابِ هَزيعِ