المجموع : 4
إن تصف دنيا ذي منى
إن تصف دنيا ذي منى / عن غصة يستفظع
لم تصف عن غصص المنى / وهو الذي لا يدفع
تدنو مني الدنيا لمن
تدنو مني الدنيا لمن / بنضارها يتمتع
ولغيره طورا تمن / والف طور تمنع
عوجوا على ربع الربوع الاسنع
عوجوا على ربع الربوع الاسنع / وتعجبوا من حسن صنع الاصبع
سبحان من سوى البنانة آية / كبرى على اتقان خلق المبدع
دقت ولكن جل ما جادت به / مما يعيد القفر اعمر مربع
قصرت ولكن لم يعادل طولها / شي لمدرك طائل او مطمع
ان الانامل للمشاعر عترة / ونظيرها عدا وطول تمتع
عوجوا على دار تذيع الحمد عن / سلطاننا الاسمى الاعز الارفع
عبد العزيز من استعز بعزه / من كان في ذل وشان اوضع
فهو الذي سن المآثر والعلى / من بعد ما خفيت باوضح مهيع
وهو الذي احيا البلاد بحزمه / فالحزم يحفظ شمل كل مضيع
ما زال مذ ضبط الممالك امره / كلفا بغبطتها بقلب اصمع
وبان تجل على البسيطة بسطة / اجلال رفعته على المترفع
ما حاد عن نهج العدالة آمرا / او ناهيا وبغيره لم يولع
وسعت بديهته الامور فضاق عن / اطرائه مدح الخطيب المصقع
لو كان في الافلاك مثل جماله / ما غمها غيم فلم يتقشع
لو كان للاملاك مثل خلاله / لم يبق بين الخلق من متضعضع
من كان يروى عن كريم فعاله / فهو الملقب عندنا بالاصمعي
طرب الملوك على سماع ثنائه / وهو الذي للصم اندى مسمع
لم يشد شادينا بمثل مديحه / سيان سجع فيه ام لم يسجع
لم تنطق الاعداء يوما باسمه / الا ووافوه بقلب طيع
ولربما اوزعت امرا لم تكن / يوما له بالطالب المستوزع
ذلت لعزته العصاة لانه / مهما يرم فالعز خير موقع
بهرت محاسن ذاته وصفاته / خلقا غريريا بغير تصنع
لا عيب فيه غير ان عطاءه / بغت فيذهب لذة المتوقع
واليوم انشأ معرضا تبدو به / همم الرجال وما بهم من صنع
فيه الغرائب والبدائع جمة / تقصى الهموم عن الفؤاد الموجع
من كل ما راق النواظر حسنه / وسناه بين مجنس ومنوع
ومنشر ومنضد ومرصف / ومرصص ومرصن ومرصع
ويزيده رمضان من بركاته / فنعا ومنفعة يعيها من يعى
واعز شيء قد حوى اسم خليفة / برقاده لعباده متبرع
سهر الليالي هاجدا متفكرا / حتى تقربها عيون الهجع
يضحى وعمران الممالك همه / ويبيت وهو مجانب للمضجع
ان يغف ظل فواده مستيقظا / لجلاء مكرمة وامن مروع
فالناس طرا في ظلال امانه / متمتعون بكل خير امتع
من كان في المرآة يبصر وجهه / فبذا المكان يرى ذكاء الالمعي
ويرى سنا نور الخلافة مشرقا / متلألئا شرفا بابهى مطلع
فليغتنم انس التعارف وفده / فالدهر بين مفرق ومجمع
ولينتظم شمل التآلف عنده / فالسفر بين مسلم ومودع
هذا الذي فيه تنافس ذو الحجى / واليه يهطع كل طرف مهطع
يا مسلمون تذكروا ان كنتم / في العلم والتمصير اغزر منبع
ايام سطوتكم يذل لعزها / كل الملوك وكل ذي متمنع
اذ كنتم تخزونهم بسيوفكم / طورا وطورا بالرماح الشرع
منكم قد اقتبس الفرنج علومهم / اذ كان حبرهم اخا المتسكع
كانوا متى ذكرت معاليكم لهم / يتصعصعون لها واي تصعصع
وينكسون رؤوسهم خجلا وقد / فاضت عيونهم بسيل الادمع
كم قد بنيتم من مفاخر عرفها / كالمسك فاح بنشره المتضوع
ولكم ملكتم من بلاد امرعت / بكم وكانت كالخراب البلقع
ولكم ضبطتم من كنوز وزعت / في البر والاحسان كل موزع
والله ايدكم بنص كتابه / وصدوركم للعلم كالمستودع
فتنجزوا نفع الصنائع انها / للملك والعمران اعظم مصنع
واستثمروا الارض التي اورثتم / فتكون انضر مرتعى او مرتع
ان الذي يحيى البري يحيى الورى / ويحل عند الله اكرم مرجع
او في الانام يدا امدهم يدا / لاغاثة الملهوف والمتضرع
لا يسبقنكم الى الفضل امرؤ / من فضلكم قد عاش عيش الامع
كنتم حذام القول احقابا له / والى وجوه الخير ارشد مدسع
وادعوا لمولانا المعظم بالبقا / في كل حين مخلصين وموضع
فهو الذي منه صلاح امورنا / ولدى مقام الهول آمن مفزع
فليندع الاقصى الى مرضاته / اما دعاه بنية المتطوع
ورضاه ان توفوا المعالي حقها / وتنزهوا تنزيهه عن خيذع
فاقفوا محامده وان بهرتكم / وتنافسوا فيها بجهد الموسع
ما لذ مثل الاشتغال بذكرها / شيء لطالب بغية مستبدع
كلا ولا شي سوى اعظامها / اغلى الورى فيه براي مجمع
لو كان كل الناس حسابا لما / احصوا لها مجموع ربع الاربع
قل للغوى المستعز بغيره / ضيعت سعيك في الضلال فاقلع
هذا امير المؤمنين مطيعه / ناج وعاصيه وخيم المصرع
ان كنت لم تبصر علاه فكل ذي / عمه الى الانوار لم يتطلع
كم ذللت آباؤه من امة / كانت تعز بادرع وباذرع
حسب قديم معرق باق على / طول الزمان بعزه المتمنع
من اين للاملاك مثل رجاله / من كل شهم اريحي اروع
غمر الرداء مهذب متخمط / كلفا باحياء الحقوق سميدعي
فليخسأ العازي اليهم منكرا / وكذا جزاء السامع المتسمع
من كان مغتابا لهم فهو الذي / لم يبق فيه للهدى من منزع
وهو الذي يضحى على سلطانه / وامامه والدين شر مشنع
فليتق الله الظلوم لنفسه / وليذكر في الحشر هول الموقع
ليس الذي يعصيه يعصي عاهلا / بل ربه فالزم نجاتك اودع
هذا الفخار لملة الاسلام في / حلق العداة شجا ونار الاضلع
جنب سماعي غير ذكر مديحهم / ان كنت من حزب التقى المتورع
فالاذن تأنف من مديح مبخل / متلون في خلقه كالخولع
ان الثناء على الكريم بشارة / بحياته وعلى اللئيم هي النعى
يا ويح حاسدهم وفي احشائه / نار تلظى وهي فيها ترتعي
اني ارق له لشقوته بهم / لكنني اوليه اغلظ موزع
واذيقه من حز هذا القول ما / ينفي حزازة قلبه المتقطع
فلربما مصح السقام بمثله / حتى يؤول الى الشفاء الانصع
ويلي على الحساد ما اشقاهم / واضلهم عن نهج رشد المنصع
لو انهم برضاء خالقهم رضوا / لكفوا عناء نفوسهم والردع
لكن ابوا الا الفراشة قدوة / لهم فآبوا بالخسار الاشنع
ابدا تراهم حائمين على الردى / وعلى اختلاف الترهات الافظع
ماذا اجادهم تقولهم على / انساب مجد ليس بينهم دعى
ماذا افادهم نباحهم على / اقمار تم بالفضائل طلع
لكنما من صم عن انذاره / مهما تبلغ سمعه لم يسمع
من لم تحك فيه النصيحة لم يحك / فيه الملام وما العتاب بانجع
من كان يختار الضلال على الهدى / فذكا بيانك عنده لم يسطع
من ظن ان الريح تتبع نفخه / فرداه ان يبحر بريح زعزع
من ظن ان صداه من انصاره / فمتى دعاه لنصره لم يندع
من يفترش عند التقيل ظله / متبردا احماه حر المضجع
من يتق الرمى المصيب بكفه / عند التناضل ساء من مستدفع
من كان معتمدا على افجاسه / فالحق يفضحه كما هو يدعى
من ضاع عند الله قط ثوابه / لم تخلف الدنيا عليه بانفع
من صده الطاغوت عن اقراره / بالحق كلفه بضرب موجع
هذا بلاغ للغوى يسومه / في العرض خسفا ان يكن لم يرجع
يا مؤمنون استبشروا بمناكم / في ظل مولانا التقى الاورع
فادعوا له كي ترتضي اعمالكم / تاريخهن احيوا بعرض اصنع
مَلَكُ الجمال أعزّ من ملك له
مَلَكُ الجمال أعزّ من ملك له / جند وأعوان وعرش أرفع
ذو المُلك تتبعه الجنود تكلفاً / ولذي الجمال الناس طوعاً تتبع