القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 3
صدق الوشاة العهدُ عندكِ ضائعُ
صدق الوشاة العهدُ عندكِ ضائعُ / لو كان يوعَظُ فيكِ قلبٌ سامعُ
قُلت التعاتبُ وهو هجرةُ ليلةٍ / ثم استمرَّ وزاد فهو تقاطعُ
تَحّتكِ نفسٌ تطمئن إذا الهوى / ترك النفوسَ إليكِ وهي نوازعُ
ومدامع يُبْس النواحي كلّما / بَلَّت عليك من الحفاظ مدامعُ
أهَوَى المليحة كلُّ ما أحرزتهُ / بك ضائرٌ أفأنت يوماً نافعُ
قسماً لئن رَدَّ الشبابَ وجاهَه / ما قد علمتَ فما إليها شافعُ
أعدوّةً والحُبُّ أنتِ وإنما / تَعصينَ فيه إن أحبَّك طائعُ
شهد الوفاءُ بأنني لو خنته / ما كان يجمعني وعهدَك جامعُ
عاداتُ أيامي اللئيمةِ غادرت / نِعَمِي بمن أهوى وهنّ فجائعُ
دمِيَتْ قروحُك يا جريحَ زمانِهِ / تحت الحمول أما لِخَرقك راقعُ
نظراً لنفسك ما حياؤك كاشفٌ / عنك الهوان وما احتشامك دافعُ
سالمتُ دهري قبلَ أعلم أنه / فيمن يهادنه السلامةَ طامعُ
فالآن أصميه بسهمٍ ماله / في قلبه إلا المنيّةَ نازعُ
يَزدانَفَادارٌ وليس بمدّعٍ / من قال لابن الشمس نورُك ساطعُ
لا قِرن لي وعليَّ منه وفي يدي / درعٌ مضاعفةٌ وسيفٌ قاطعُ
في فارسٍ نسبٌ يجاذب فخرهُ / ما فيه لابن المَرزُبانِ منازعُ
للّه درّك واهباً متبرّعاً / وسواك مرغوبٌ إليه مانعُ
لم يؤتَ من حظّ الشجاعة ساهرٌ / فيها الذي تؤتَى وطرفُك هاجعُ
وكم انتضيتَ من الدواة مهنّداً / خطراتُه بالدارعين وقائعُ
مَيْتٌ له بالنِّقس نفسٌ حيَّةٌ / ظامٍ وفي شفتيه ماءٌ مائعُ
يجري غداة النَّيْلِ أسودَ كالحاً / وكأنه للنقع أصفرُ فاقعُ
يفديك قوم يستغيثك كلما / خابت وسائلُ عندهم وذرائعُ
باعوا المحامدَ بالثراء وحسبهم / خسرانُ صفقة ما اجتناه البائعُ
اليومَ عيدُ مَن الملوكُ جدودُه ال / ماضون حقٌّ مستفيضٌ شائعُ
كم من نصيبٍ للخلافةِ عندنا / في مثله رمضانُ منه مانعُ
فالبس له حُلَلَ المعمَّر بعدَه / في العزّ ما نَجَمَ الهلالُ الطالعُ
واسمع كما انتظم الفريدُ ورقَّ ما / ءُ غمامةٍ وصفا الفِرِندُ اللامعُ
بنتَ الليالي السود أسهرني لها / حفظُ الأيادي البِيض وهي ودائعُ
لما رأيت الدهرَ ضاق وأهلَه / عني وعندك لي فِناءٌ واسعُ
حصَّنتُ باسمك جانبيَّ تعوُّذا / فليصنع الحَدثَانُ ما هو صانعُ
لأيّةِ لبسة خلعَ الخلاعَهْ
لأيّةِ لبسة خلعَ الخلاعَهْ / وكان عَصى العذول فلِمْ أطاعَهْ
تلثمَّ كالغمامة أعجبته / فشام خلالها برقاً فَراعهْ
وغالى في ابتياع صِباً شرته ال / ليالي منه مرتخَصاً فباعهْ
قليلاً ما حملتَ عليه ودّاً / قليلاً مذ أحبّك ما أضاعهْ
نزلنا في بني ساسان دُوراً / بها تُسلَى بيوتُك في قُضاعهْ
وعوَّض كلُّ يوم منك حولاً / يسرُّ فكان يومُ البين ساعهْ
ألا يا صاحبي إن ناب خطبٌ / دفعت به فأحسِنْ بي دفاعهْ
نشدتك والكرى بيد الليالي / إذا أهدته أسرعَتِ ارتجاعهْ
أكان سوى الوزير بنا وقلنا / لماء المزن جُدْ إلا رباعهْ
إليه صرفت عن ذا الناس نفسي / كما اعتزلت تألُّفَها القناعهْ
أقول لهمة لو قيل مُدّى / بباع النجم لم ترض ارتفاعهْ
إذا ما الضيمُ رابكِ فاستجيري / ذَرَا سابورَ وانتجعي بقاعهْ
ثقي ولوَ اَنّ حاجتَكِ الثريا / إذا ما الليث مدّ لها ذراعهْ
فَدَى البخلاءُ والجبناءُ منهم / فتىً وصلَ السماحة بالشجاعهْ
زكنتُ إليه ظنّاً صار حقاً / وكم وقفتْ براكبها الطماعهْ
وزرتُ فقمتُ بين يدَيْ كريم / تحولُ قُوىً بحضرته الضراعهْ
صفا ماءً وزدتُ على الهوينا / صفاً ما رمتُ في أمرٍ خِداعهْ
أقول لسائلي بك وهو ناءٍ / كأن لم يرضَ من خبرٍ سماعهْ
أمامكَ مُلْك آل بويه فاسأل / بذاك الشمل من ولِيَ اجتماعهْ
ومن لو أبصر الأعداءَ وحشاً / تعقّبه فصاد لهم سباعهْ
ولو زحموا ثبيرا في مضيقٍ / ألان على مناكبهم صِراعهْ
لقد أُعطيتَ عدلَ الحقّ حتّى / لخلتك تقسمُ الدنيا المشاعهْ
وما مِلكٌ يمد الرأيَ إلا / فتىً وصلتْ قناةُ الخطّ باعه
ولا أولادك الأوضاحُ إلا / وفودُ الفجر أحرزت الصداعهْ
هو البيت اطمأنّ المجدُ فيه / فألقى واستقرّ به مَتاعهْ
ومن حسناتهم ذا اليوم عيدٌ / حووا سبقاً بفضلهم اختراعهْ
وشرَّفهم بفضلكَ ألفَ عامٍ / فأمَّنَك المغذُّون انقطاعهْ
لعلك ناظرٌ في حالِ عبدٍ / بعين الرأي كيف ترى اصطناعهْ
أعِرْ لَسَني سماعَك كيف أشكو / وأُظلَمُ ذاك من حظي ضَياعهْ
يؤخرني القريضُ لدى أناس / ركبت إلى مدائحهم شراعهْ
قصائدُ لو سبقت بهنّ حتى / أصيِّرهنّ في سفرٍ بضاعهْ
شريتُ جَمالَ يوسفَ وهو راضٍ / بهنّ وعدتُ فاستثنيتُ صاعهْ
وكم أغمدتها وسللتُ أخرى / برعتُ بها فلم تُجْدِ البراعهْ
بُخِستُ كتابةً وحُرمتُ شعراً / فهل من ثالثٍ لي من صِناعهْ
أميل على الكراهة مع أناسٍ / كما مالت مع الريح اليراعهْ
وما إن كدَّني إلا ارتكاضٌ / على رزقٍ يجيء بلا شفاعهْ
فإن يُدرَكْ فأنت له وإلا / فليس عليَّ إلا الاستطاعهْ
عاتبتُ دهري في الجناية لو وعَى
عاتبتُ دهري في الجناية لو وعَى / ونشدتُه الحُرَمَ الوكيدةَ لو رعَى
وطلبتُ منه بسلمهِ وبحربهِ / نَصْفاً فأعيا حاسراً ومقنَّعا
في كلّ يومٍ عثرةٌ من صَرفه / لا تستقالُ بأن يقال لها لَعَا
جنِّبْ هواك ملوِّناً ساعاتِه / بالعذرِ لا يعطيك حتى يمنعا
لولا التحاملُ بالمصائب لم يكن / بالمنفساتِ من الذخائر مولَعا
نزلت مثقِّلة كفافك إنني / من قبل حملك موشِك أن أظلَعا
من ساءه صممُ المسامع إنني / يوم العَروبةِ ساءني أن أسمعا
ونعى أبا بكرٍ إليَّ صباحُهَا / لسفاههِ لو كان يعلم مَن نعى
يومٌ على الإسلام قبلَك فرحةٌ / ويكون بعدك حسرةً وتفجُّعا
ومن الدليل على مكانك في العلا / أن كان جمعُ صلاته لك مَجمعا
فكأنما داعي الأَذان لفرضِهِ / لك ساقهم وإليك تثويباً دعَا
وشككت إذ حملوك غيرَ مدافعٍ / بيدٍ فخطُّوا في الثرى لك مضجَعا
أعَدَوا على رجُلٍ فواروا شخصَه / أم طوَّحوا بيلملمٍ فتضعضعا
يا من عهدتُ العزَّ فوق جبينِهِ / من راب عزك فاقتضى أن يرجعا
من زمّ مَخطمَك الأبيَّ فقادَه / مع طول ما جذبَ الحبالَ فقطَّعا
وحوى لرقيته لجاجك فارعوى / ودعا نفارَك فاستجاب وأتبعا
وأرى معاشرَ كنت ضيقَ حلوقِهم / يتسابقون تفسُّحاً وتوسعا
ما كنتَ مغلوباً فكيف أبحتهم / ذاك الحمى وأضعتَ ذاك الموضعا
ولَجُوا عرينَك آمنين وربما / مرّوا به صعبَ الولوج ممنَّعا
جَمَعوا فما سدُّوا مكانَك ثُلمةً / وسَعَوا فما كانوا لخَرقك مَرقَعا
ما أغمد النعمانُ سيفَ لسانه / حتى ثويتَ فكان يومُكما معا
ومحدِّثٍ بالخُلد بعدك جَهلُه / وجدَ الشماتةَ حلوةً فتجرَّعا
لم تشفه منك الحياةُ بجهدهِ / فشفاهُ موتُك عاجزاً فتودَّعا
لا يشمتنّ وإن أقام مؤخَّراً / لابدّ أن يقفوك ذاك المَصرعا
كم فُتَّه باعاً ولو ملك المنى / لكفاه فخراً أن يفوتَك إصبعا
مالي وكنُت بربع دارك آنساً / أمسيتُ منه موحَشاً متفزِّعا
وأراه جدباً بعد ما قد زرتُه / خِصباً بودّك لي ويُسرِك مرتَعا
أيامَ أملكُ منك غير منازَع / في كلّ ما أروَى الوفاءُ وأشبَعا
سمعاً بطيئاً فيّ عمن لامه / وفماً إلى ما سرَّني متسرِّعا
فلأبكينّك من فؤادٍ ناصح / في الحزن إن جفنٌ بكى متصنِّعا
ولأحفظنّك باللسان ولن ترى / حقاً على الحرّ الفصيح مضيَّعا
وصلتْ ثراك على البلى وكَّافةٌ / تُرضي بروضتها المكانَ البلقعا
ملىء الثُّدِيِّ على الثرى حنَّانةٌ / تسقِي إذا فطمَ الحيا ما أرضعا
أخذتْ من الريح الشَّمالِ لها الصبا / عهدَ الأمان وذمةً لن تَقشعا
إن خان منك الدهرُ عهدي إنما / في نقضه وعلى محاسنه سعى
رفقاً بقلبي يا زمانُ فإنه / صُلبُ العصا ما أنَّ إلا موجَعا
راميتني فاترك لكفّي ساعداً / يُصمي المريَّة أو لكفِّي منزَعا
لو كان مَن أخَذَ الردى منّي له / عوضٌ أطال على الردى أن أجزعا
أو كنتُ أبكيه وأكحَلُ ناظراً / بنظيره ما بلَّ مني مدمَعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025