القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 12
وهبَتْ له عَيْنِي الهُجوعا
وهبَتْ له عَيْنِي الهُجوعا / فأثابها منه الدُموعا
ظبيٌ كأن بخصره / من ضُمره ظمأً وجوعا
ومن البليّةِ أنني / عُلِّقتُ ممنُوعاً مَنُوعا
مَنْ سائلٌ قمر الدُجى / ما بالُهُ تركَ الطلوعا
ويْلي عليه بل على / نفسٍ أبت إلا خضوعا
ما كنتُ قبل تَعَرُّضي / لهواه أحْسبُني جَزوعا
طال المِطالُ ولا خلودَ فحاجةٌ
طال المِطالُ ولا خلودَ فحاجةٌ / مقضية أو بردُ يأسٍ ينقعُ
واعلم بأني لا أسر بحاجةٍ / إلا وفي عُمري بها مُستمتَعُ
عيدٌ يطابق أولَ الأسبوعِ
عيدٌ يطابق أولَ الأسبوعِ / وقعتْ به الأقدارُ خيرَ وقوعِ
للفألِ بالإقبال فيه شاهدٌ / عدلُ الشهادة ليس بالمدفوعِ
غابتْ نجومُ النَّحس عنه وأصبحتْ / فيه نجومُ السعد ذاتَ طُلوعِ
وأظَلَّه جودُ الأمير وقد ذكتْ / نارُ المصيف فظلّ كالمربوعِ
يا أيها الملك الذي نهضتْ به / للمجد خيرُ محاتِدٍ وفروعِ
أنعمْ صباحاً نعمةً موصولةً / بعُرى نعيمٍ ليس بالمقطوعِ
وافتح بعيدك ألفَ عيد بعده / ألفٌ برغم عدوِّكَ المقموع
ولك الوفورُ فإن رُزئْتَ رزيئةً / فرزيئة المرزوء لا المفجوعِ
نفحاتُ كفَّيْ ماجدٍ متخادع / عنهنَّ للسؤَّال لا المخدوعِ
متلافُ أموال صناعةُ كفَّهِ / تفريقُ كل مُؤثَّلٍ مجموعِ
ما زال يبْذُلُها ويعلمُ أنها / لمقاتِل الأعراضِ خيرُ دروعِ
واهاً لمُسلمها إذا هي أُسلِمتْ / من مانعٍ للمَحرمِ الممنوعِ
جُنَنٌ يقينَ إذا سلبن وما وقى / عرضَ الكريم كملبسٍ مخلوع
يا رُبَّ ذي حسدٍ يودُّ لك الردى / ولأنت واضعُ إصرهِ الموضوع
لولاك مارس كلَّ خطبٍ مُضلعٍ / يحمي جفون العين كل هُجوع
إذ لا يكون لذي المِراس غناؤُهُ / إلا الدموعَ يحثُّها بدموع
أخليتَ من تلك الهموم ضلوعَه / فشحنتَ بالشحناء شرَّ ضُلوع
وغدا يودُّ لك التي لو نالها / ريم الصغار بمعطسٍ مجْدوعِ
وجَبَتْ جُنوبُ عِداكَ إنَّ جُنُوبَهُم / أولى الجنوبِ بوجبةِ المصروعِ
بدلاً من القُربانِ عنك وإن غدا / قربان سوْءٍ ليس بالمرفوع
وكفاهُمُ شرفاً لهم وصيانةً / عن شقوةٍ ومذلةٍ وخضوع
أن يُقْتَلوا دون الأمير فدىً له / ومن المكاره نافعُ المرجوع
أَوَلَيس موتُ الحاسديك وإن مَضوْا / وبهم غليلٌ ليس بالمنقوع
خيراً لهم من أن يروا بك حادثاً / مُستشنَعَ المرئيِّ والمسموع
لا كان ذاك فلو رأوْه لأصبحوا / حلفاءَ خوفٍ لا ينام وجُوع
ووهتْ أمورهُمُ هناك فعالجوا / من وهْيها ما ليس بالمرقوع
وعلتْ وجوهَهُمُ التي بيَّضْتَها / قتراتُ ذُلٍّ قامع وخشوع
فبكوا على الجبل الذي كان الذَّرى / من هيج كل ملمَّةٍ زُعْزُوع
لا أُخِّروا ليقدِّموك وقُدِّموا / برضى صبورٍ أو بسُخْط جزوع
يا آل طاهرٍ المطهَّر كاسمه / كم فيكُمُ للخير من يَنبوع
ينْبوعِ معروف ورأي ناجعٍ / في مُعضل الأدواء أيَّ نُجوع
لم يخل نائلُهُ ولا آراؤه / من سدِّ خلّاتٍ ورأب صُدوع
آراءُ داهيةٍ بعيدٍ غورُهُ / ولُهَى قريبٍ مُستقاهُ نَزوع
منكم عبيد اللَهِ وترُ زمانِه / ولرُبّ وترٍ ليس بالمشفوع
طلّاعُ كل ثنيَّةٍ في باذخٍ / صعبِ المراتب ليس بالمطلوع
وعلى يديه جرى صلاح شؤونكُمْ / ورجوعُ إرثِ أبيكُمُ المنزوع
أثنتْ فضائله عليه من ندىً / يغشى العفاةَ ومن حِجىً مطبوع
وتُقى هلوعٍ من وعيد إلهه / من نائبات الدهر غير هلوع
وفضائلٌ أُخَرٌ سواها لا تُرى / في تابع أبداً ولا متبوع
حتى استمال من العدوِّ مودَّةً / ما ألقيتْ لمقدِّرٍ في رُوع
فتقبلوا لطفَ الإله وصُنْعَه / بقبول ملطوفٍ له مَصْنوع
ولقد أمرتُ بذاك منكم معشراً / خنعوا بشكر اللَهِ أيَّ خنوع
رجعتْ حقوقُكُمُ رجوعَ نزائع / نزعتْ إلى وطنٍ أشدَّ نزوع
فرعيتُمُوها رعْيةً محمودةً / معدومة المهزول والمسبوع
وكفيتمونا ما أهمَّ فكلُّنا / يرعى مريع العيش غيرَ مَرُوع
فجريتُمُ جَرْيَ النسيم بسُحرةٍ / منا ومجرى البارد المجروع
كل الهدايا قد رأيت صنوفها
كل الهدايا قد رأيت صنوفها / إلا الكلام ففيه ما لم يُسمَعِ
فجعلت إهدائي إليك مدائحاً / مثل الرياض من الكلام المبدع
فِطرٌ توسَّط يومه الأسبوعا
فِطرٌ توسَّط يومه الأسبوعا / وافقت فيه من السعود طلوعا
واهاً له فطر غدا بربيعه / وربيعك الغَدِق الحيا مربوعا
فالناس والأنعام طراً قد غدوا / في المرتعين الممرعَين رتوعا
وكأن فيه من فعالك سندساً / وكأن فيه من الرياض قطوعا
ما أفرح الملبوس من أيامنا / بك لا عُدِمتَ وأكسف المخلوعا
تتحسر الأيام عنك وكلُّها / تشكو فراقك آسفاً مفجوعا
رحل الصيام وشهره وكلاهما / لهج بذكرك ما يفيق نزوعا
ولقد تناجت بالرجوع مناهما / لو مُلِّكا بعد المضيِّ رجوعا
أقسمت بالشهر الذي أخضلته / بالجود والتقوى ندىً ودموعا
للبسته لبساً أطاب نسيمه / يا ابن الأطايب محتِداً وفروعا
وخلعتَه خلع العروس شعارها / قد ردَّعته من العبير ردوعا
أعبقته من طيب ريحك نفحةً / كادت تكون ثناءك المسموعا
لم لا يكون كذا وقد أُلبِستَه / فلبست فيه سكينة وخشوعا
وكددتَ فيه بالبكاء مدامعاً / وجهدتَ فيه بالزفير ضلوعا
ورفدت فيه كل أشعثَ بائسٍ / ما زال عن طلباته مدفوعا
أحييتَ في الشهر المبارك ليلَه / وفقيره وقتلت فيه الجوعا
بيد إذا قَسَتِ الأنامل فجَّرت / من كل أنملة لها ينبوعا
أنشأتَ تكحلُ بالهجوع معاشراً / بعد السهاد وما اكتحلت هجوعا
ما كان ليلك مذ أهل هلاله / إلا سجوداً كلُّه وركوعا
وطوى نهارك فيه صومٌ طاهرٌ / جعل المآثم محرما ممنوعا
صوم غدت عين الخنا مطروفة / فيه وراح لسانه مقطوعا
وتساجلت عيناك في آنائه / ويداك صوباً لا يزال هُمُوعا
جعل الإله عوارفاً أسديتَها / حللاً على ابنك في العلا ودروعا
هذي تزيِّنُه وتلك تُجِنُّهُ / من كل مكروه أحمَّ وقوعا
واسعد أبا سهل بعيدك نازلاً / فوق الحوادث منزلاً مرفوعا
في حيث تلقى أنف مجدك شامخاً / ويرى عدوُّك أنفه مجدوعا
وتبيتُ من قرع القوارع آمناً / ويبيت من يهوى رداك مروعا
أضحى أبو روح سليلك مورداً / أضحى بنو الآمال فيه شروعا
خِرقٌ له كف يكون سماحها / كرماً إذا كان السماح ولوعا
متكلِّف فوق الطباع مكارماً / سمَّينَه المتكلِّف المطبوعا
لولاه لم تلق النوال مفرَّقاً / أبداً ولا شَملَ العلا مجموعا
ما الطالبُ المخدوع طالب رفده / ووجدت طالب شأوه المخدوعا
عمر الإله بعمره في غبطة / خططاً تضيء بوجهه ورُبوعا
حتى ترى السادات أتباعاً له / وتراه مثلك سيداً متبوعا
أقسمت ما لقّيت ذلَّ مطالبٍ / كبراً ولا عز الزمان خضوعا
من كان عند المعضلات مضعَّفاً / أو كان عند المجحفات منوعا
فكم اجتديت فما وُجِدت مبخَّلاً / وكم امتُحِنتَ فما وُجدتَ جزوعا
أصبحت تحفظ كل مجد ضائعٍ / حفظاً كحفظك دينك المشروعا
وأراك نلت من الأمور أجلَّها / بدءاً وفزت بخيرها مرجوعا
ولقد أقول لسائلي عن مجدكم / غلب المصابيح الصباح سطوعا
لله سؤدد آل سهل سؤدداً / لم يمس مغموراً ولا مفروعا
قوماً تراهم يفتقون مكارماً / مرتوقة أو يرتقون صدوعا
لا يعدمون صنيعة مصنوعة / تهدي إليهم منطقاً مصنوعا
يعطون ما يعطونه وكأنما / يستودعون الأرض منه زروعا
من لم يزاول عرفهم ونكيرهم / لم يضح مشتاراً ولا ملسوعا
ولَما شهدتُ لهم بغير جليةٍ / ولما رفعتُ بقدرهم موضوعا
يا ليت شعري لو سئلت وقد
يا ليت شعري لو سئلت وقد / أنشدت مدحي فيك من سمِعَهْ
ماذا أثبت عليه قائله / هل كنت تلقى في الجواب سِعَهْ
كلّا لأنك إن صدقت فقد / أقررت أنك أرضَعُ الرَضَعَهْ
ومتى كذبت فتلك شرهما / والإفك يجمع مأثماً وضعه
وإن استرحت إلى السكوت فما / لك فيه من لؤم الكرام دعه
أتراك توهمهم إذا سألوا / فسكت أمراً لا تُلام معه
كلّا ولكن يعلمون معاً / أن قد سلكت مسالك الخدعه
كتم اللسان عليك فاستمعت / فطنٌ لما جمجمت مستمعه
وكذا عقول ذوي العقول على / أسرار أهل الجهل مطَّلعه
قد كنت تبت من الهجاء فإن / شاء اللئام أعدتها جَذَعه
يا سامعاً بالأمس قينة خالدٍ
يا سامعاً بالأمس قينة خالدٍ / ولرب يوم في الخسار مضيَّعِ
نعم الغناء سمعت إلا أنه / نعم الشراب عليه دهن الخروع
وقع الفراق وما يزال يروعني
وقع الفراق وما يزال يروعني / فكأن واقع شره متوقعُ
عاصيتُ كل هوى مطاعِ
عاصيتُ كل هوى مطاعِ / وملكت قلبي بالزماعِ
ورعيتُ حقَّ مودتي / إذ لم أجدك لها بِراع
ونهيت نفسي عن هوا / ك فسمَّحَت بعد النزاع
فعلى مودتك السلا / م فإنه خير الوداع
وإذا تفرقت الفجا / ج بنا بفرقة لا اجتماع
ليس التضرع للهوى / من شيمة البطل الشجاع
فاذهب فقبلك ما سلو / تُ عن الشبيبة والرضاع
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ / من بعدما التمس العدى قَلْعَهْ
يا من تجلت الوجوه به / بعد السواد تشوبه سُفعَهْ
ما ينقم الحساد منك سوى / أمنٍ شننت عليهم درعه
بل عز مثلك لا كفاء له / بنَّيت بعد حفوفه ربعه
مُلكٌ شرَوه من عدوِّهمُ / سفهاً فكنت أحق بالشفعه
ورياسة كانت مطلَّقةً / منهم فكنت أحق بالرجعه
يا آخراً أضحى لأوله / كالسجدة اتصلت بها الركعه
قد قلتُ حين ملكت أمرهم / شمل أراد مليكهم جمعه
يا من إذا دعي المديح له / لبى الدعاة وجاء في سُرعه
هُنِّئتَ ما أوتيت مغتبطاً / بمزيد رب شاكراً صنعه
وفَّيتَ حق الشرطتين وما / وُفِّيتَ حقك لا ولا ربعه
لكنها باكورة بكرت / مما نؤمل فانتظر ينعه
واسلم على ريب الحوادث ما / سجع الحمام مرجعاً سجعه
الآن نام الخائفون وما / كانت تذوق عيونهم هجعه
لم تمس عين الله راعية / أحداً يبيت وأنت لم ترعه
أضحى عبيد الله سيدنا / في المجد وتراً لا يرى شفعه
يغري خطوب الدهر منصلتاً / كالسيف أحمدَ ضاربٌ وقعه
يقع الربيع وجود سيدنا / فإليه تصرف دونه النجعه
جود يزيد الله صاحبه / وثوابه المذخور لا السمعه
وله إذا ما الرأي حيره / خطبٌ يشنِّع ورده قرعه
رأي كأن الدهر أطلعه / من سر كل خفيَّةٍ طلعه
فتَّاقُ ما يعيا الدهاة به / رتاق ما لم يَرتُقوا صدعه
كم غبطة لمعاشر صدرت / عنه وكم لمعاشر فجعه
فالناس طراً بين مرتقب / سطواته ومؤمل نفعه
كالعارض التهبت صواعقه / وسقى البلاد فلم يدع بقعه
أحذاه عبد الله شيمته / والأصل يسقي ماؤه فرعه
يندى ويصلب عوده فترى / لَدنَ المهزة صادق المنعه
كالخيزران لعاطفيه وإن / عجمته نائبة فكالنبعه
ملك يباشر ناره صَرَدٌ / فتظل مُدفِئةً بلا لذعه
فإذا اصطليت حريقه بطراً / فهناك لست بآمن سفعه
متسربل حلماً بطانتُهُ / عزٌّ وليس بكائن فقعه
يحيي ويردي وهو مقتدر / حلو المجاجة قاتل السبعه
فعّال منقذة ومهلكة / قوّال مثلهما بلا قذعه
لا يرأمُ العوراءَ منطقُه / كلا وليس يعيرها سمعه
يسع الجسيم من الفعال وما / يرضى نداه لقدره وُسْعه
وأتى الأمير لقد جرى فسعى / مسعاه غير مطالعٍ طِلعه
وجرى أبو العباس يتبعه / سعياً فقال ألا كذا فاسْعَه
ولدٌ أقرَّ لعين والده / طالت لوالده به المتعه
وزعت يداه ما يحاذره / من دهرنا فأجادتا وزعه
لم يرعَ سرحَ الملك رعيته / راعٍ ولا قمع العدى قمعه
عجباً لطائفةٍ تقيس به / من لا يوازنه ولا شِسعه
أنى تقاس شُعيلةٌ خمدت / بالشمس في الإشراق والرفعه
قوم بغوا بيقينهم بدلاً / ممن أبت سقطاتُه رفعه
مستبطني ضغنٍ له وبه / رفعوا جنوبَهمُ من الصرعه
وعليهم للعز أبهة / من بعد ما رهقتهم الخشعه
مالوا بودِّهمُ إلى رجلٍ / جعل البوار لأهله شرعه
طالت به عثراته فكبا / وكبوا وكلٌّ راكبٌ ردعه
يهوون في أهويَّةٍ قَذَفٍ / من يمن صاحبه بها ينعه
حتى تداركهم فأنقذهم / صلت الجبين مبارك الطلعه
لو قارع الأكفاء كلهم / عن سؤدد وقعت له القرعه
فجزوه أن حفروا له حفراً / جذب المهيمن دونها ضَبعه
وأبيهم ما كان ريعهمُ / لأخيهم بمشاكلٍ زرعه
إن المريد بمثله بدلاً / لكمن يريد بدرَّةٍ ودعه
يا زينهم إذ كان أشأمهم / شيناً وليس الأنف كالسلعه
شهدوا غداة رقعت وهيَهُمُ / أن قد أجدت ولم تُسِئ رقعه
يا بيهقيُّ دع القريض لذي / حذقٍ يعاون علمُه طبعه
فادفن سُلاحاً ظلت تسلحه / من فيك لا استك دُفعةً دفعه
أخطأت في المصراع مفتتحاً / وأتيت إذ عجَّزتَه بِدعه
سكنت ميماً غير ساكنة / وجعلت ربَّك أنجماً سبعه
حكَّمتها في من لو انتظمت / تاجاً لقل لمثله خِلعه
وزعمتَ سيدَنا الأمير سما / بالجود حتى صافح الهَقعه
وهو الذي أدنى مواطئه / فوق الذي سميت والهنعه
وجعلت أقصى ما تجود به / للمستميح نواله الجُرعه
ثَلطٌ على ثلط وضعت به / ووضعت بعد هدائل القصعه
من كان مثلك في جماعته / أضحى وقيمة رأسه قرعه
وشكوت جوعك في ذرى ملك / فنقضت مدحك فيه بالشُّنعه
أقبلت تشكو في ضيافته / طول الطوى متمنِّياً نجعه
كذباً عليه بعد زعمِكَهُ / نصب الجفان بربوة تلعه
أقبح بإفك في مناقضة / كالنبذة الشمطاء في الصلعه
وحكيت أنك مذ أطفت به / في عيشة تقتاتها لمعه
وزعمت صرتك اغتدت عطلاً / لا درهم فيها ولا قطعه
وهو الذي يضحي مجاوره / من جنة الفردوس في ترعه
وجعلت ذكر الصفع خاتمة / مسترزقاً من صافع صفعه
فثواب مثلك صفع أخدعه / بل بصقة في الوجه بل نخعه
ما زلت في معنى يحاك وفي / لفظ يساء كقولك الضبعه
وذكرت رهطاً تسعةً جدعوا / أنف القتيل فأوعبوا جدعه
فجعلت صاحبهم طويسَ وما / لاقى طويسُ أولئك التسعه
أفلا قُدار جعلتَ تاسعهم / كَسْعُ استِ قاطعِ زبرِها كَسعه
وذكرت بالحولاء بحربة / ونعتَّها فجعلتها ربعه
وجعلت تحفتها مغازلة / لك أن تقول مجيبة نزعه
ووصفت كأساً لا يشاكلها / فجعلتها صهباء كالدمعه
لا دمعةٌ صهباء نعلمها / إلا دم استِك خاضباً فُصعه
ووصفت ضوء الصبح محتفلاً / فجعلته كإضاءة الشمعه
لجَّ الفؤادُ فليس يلذعُهُ
لجَّ الفؤادُ فليس يلذعُهُ / عذلٌ ولا النكبات تردعُهُ
أوهى معاقدَ صبره كُلَفٌ / لم يوهه يوماً تمتُّعُهُ
بمسنَّع ظلت محاسنه / تخفي بها بدراً وتطلعه
فإذا دنا أنأى أخا كَلَفٍ / وإذا نأى أدناه مضجعه
لم تعرُني وهناً حبالتُه / إلا عرا قلبي تفجُّعه
كلا ولم ألمم بمضجعه / إلا طغى جفني ومدمعه
طغيان مرتجس الذرى خضلٍ / لحنينه زجلٌ يرجِّعه
حيران منبجس الكلى عصفت / بعد الهدوء عليه زَعزعه
وكأنما نتجت رواعده / وبوارقٌ باتت تشيِّعه
يمّاً تلاطم في غزارته / آذيُّهُ وطمى تولُّعه
سقياً لأطلال عفت فعفا / من بعدهن العيش أجمعه
عهدي بِرَيِّقِ لهوها خضلاً / أَرِقَ الرياض يرفُّ مُمرِعه
أيام صيد جنانها بقرٌ / حُمٌّ تضمَّنهن أجرعه
يغدو الأريب لها ليصرعها / وعيونها للَّحظ تصرعه
من كل آنسة الحديث لها / وجه كأن الشمس مطلعه
ولها دجى ليل تجلَّلها / فتظل تدريه وترفعه
ومنضَّد رقّت مراشفه / علا المدام به مشعشعه
ودَّعن من كادت حشاشته / لوداعهن ضحى تودِّعه
فتصدعوا ومضوا لطيِّتهم / فعرى الفؤاد لهم تصدُّعه
تالله تفتأ باكياً لهم / حتى يخدَّ الخد أدمعه
ولما دموع العين راجعة / ما عشت وصلاً فات مرجعه
أفلا تسلّاهم بمنجردٍ / كالسيل آنف منه أصمعه
وسمت نواظره فخلتَ به / جنّاً تفرِّعه وتقرعه
وكأن أذنيه شبا قلم / وحيٌ يخططه مُرفِّعه
رحُبت خواصره وجبهتُه / والمنخران وتم أتلَعه
فأناف متناه على ثبج / طلعت على الترهيف أضلعه
واشتد علباءاه وانقوَسا / دون العذار فضاق برقعه
وتحنَّبت ساقاه وانشنجت / أنساؤه فقمصنَ أكرعه
فكأنما ائتلقت بأجنحة / يسبقن لمح الطرف أربعه
تضحي الرياح إذا تمطَّر في / شأويه حسرى ليس تتبعه
شرس السجية إن شرست له / ويلين إن لاينت أخدَعه
طرف كأن على معاقده / شرقاً من الجاديِّ يردَعه
أمطاكه جزلٌ مواهبه / كلِفٌ بربّ العرف يصنعه
يهب الجزيل ولا يكدره / بأذى ولا بالمن يتبعه
لا بل يؤيده ويشفعه / بندى يحلُّ لديك موقعه
ويراه محتقَراً لديه وإن / أضحى لسان الشكر يرفعه
كم من يد سبقت إليَّ له / حسناء جاد لها تبرُّعه
فشكرته فأثابني نعماً / أوهى لها شكري يضعضعه
ملك إذا افتخر الملوك سما / كرم النِّجار به ومَنزِعه
فعلا وقصّر دون مبلغه / من مجد من ناواه أرفَعه
وله من العز التليد إذا / عدت بنو شيبان أمنعه
سيما العزيز تجبُّرٌ ويرى / في العز سيماه تخشُّعه
وإذا بنو الموت استطالهمُ / وهجٌ تغشى الموت أينَعه
ودعوا نزالِ فطاح بالورع ال / هيابة المنخوب مَهلعه
غادى كتائبهم بعدوته / أجل يطحطح من يروعه
متقلداً في الروع ذا شطُبٍ / كالرجع أبدع فيه مبدعه
مما تقلد في كتائبه / يوم الوغى واختار تُبَّعه
عضباً كأن شعاعه لهب / يَغنى به في الليل رافعه
وكأنما كسيت عقيقته / وشياً تأنق فيه صانعه
أو دبَّ فيه الذرُّ فاختلفت / تفراه أكرُعه وأذرعه
بأبي وأمي أنت تِرْبُ ندىً / في بيت مكرمة تريُّعه
إن الوزارة لم تزل وبها / شوق إليك يُرى تنزُّعه
خطبتك إذ وافقت خطبتها / وسواك أقصاه تسرُّعه
الله وفق مبتغيك لها / وحباك أمراً كنت تدفعه
نظراً من الله العزيز لمن / أمسى نظام الملك يجمعه
أفلت نجوم الغيِّ حين بدا / للرشد نجم أنت مُصدِعه
وأقمت للحق المنار على / لَقَم الطريق فبان مهيعه
ونشرت ميت العدل من جدث / قد كان فيه طال مهجعه
أمنت بيمنك في مراتعها / شاء الفلا وذُعِرن أضبعه
ولقد يرى أوسٌ ويونس من / جناتها صعباً ممنعه
حسنت بك الدنيا وعاد لها / كفٌّ طليلُ الأيك مونعه
وملأت مشرقها ومغربها / عدلاً تغشَّى الناس أوسعه
فتملَّ معتلياً سلامة ما / قُلِّدته وهَناك مَكرعه
يا رامياً غرض القطي
يا رامياً غرض القطي / عة بالجفاء مُبلِّغا
قد قلت إذا حاولتها / بلغ المحاول ما ابتغى
ما كان ود خنته / حظّاً فخنهُ مسوَّغا
لهفي لأيام مضت / مشغولةً بك فُرَّغا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025