القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السّيد حَيْدَر الحِلّي الكل
المجموع : 3
ألله يا حامي الشريعه
ألله يا حامي الشريعه / أتقرّ وهي كذا مَروعه
بك تستغيثُ وقلبها / لك عن جوى يشكو صدوعه
تدعو وجُرد الخيل مُصغية / لدعوتها سميعه
وتكاد ألسنة السيوف / تجيبُ دعوتها سريعه
فصدورها ضاقت بسرّ / الموت فأذن أن تُذيعه
ضرباً رداءُ الحرب يبدو / منه مُحمرَّ الوشيعه
لا تشتفي أو تنزعنَّ / غروبها من كلّ شيعه
أين الذريعةُ لا قرارَ / على العِدى أين الذريعه
لا ينجعُ الإِمهال بالعا / تي فقم وأرق نجيعه
للصنع ما أبقى التحمّل / موضعاً فدع الصنيعه
طعناً كما دفقت أفاويقَ / الحيا مُزنٌ سريعه
يا بن الترائك والبواتك / من ظُبا البيض الصنيعه
وعميدَ كلّ مغامرٍ / يَقظ الحفيظة في الوقيعه
تنميه للعلياء هاشمُ / أهلُ ذروتها الرفيعه
وذووا السوابق والسوابغ / والمثقفةِ اللموعه
من كلّ عبلِ الساعدين / تراهُ أو ضخمِ الدسيعه
أن يلتمس غرضاً فحدّ ال / سيفِ يجعله شفيعه
ومقارع تحتَ القنا / يلقى الردى منه قريعه
لم يسرِ في ملمومةٍ / إلاَّ وكانَ لها طليعه
ومُضاجع ذا رونقٍ / ألهاهُ عن ضمِّ الضجيعه
نسي الهجوع ومن تيقظَ / عزمهُ ينسى هُجوعه
مات التصبّر بانتظا / رك أيُّها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمّلُ / غيرَ أحشاءٍ جَزوعه
قد مزَّقت ثوبَ الأسى / وشكت لِواصلِها القطيعه
فالسيفَ إنَّ به شفاء / قُلوبِ شيعتك الوجيعه
فسواهُ منهم ليس يُنعِشُ / هذه النفسَ الصريعه
طالت حبال عواتقٍ / فمتى تعود به قطيعه
كم ذا القعودُ ودينكم / هُدمت قواعده الرفيعه
تنعى الفروعُ أُصولَه / وأُصولهُ تنعى فُروعه
فيه تحكَّم مَن أباحَ ال / يوم حرمَته المنيعه
مَن لَو بِقيمة قدره / غاليتُ ما ساوى رجيعه
فاشحذ شبا عضب له الأ / رواحُ مُذعنةٌ مُطيعه
إن يدعُها خفَّت لدع / وَتِه وإن ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل / بكربلا في خير شيعه
ماذا يُهيجك إن صبرت / لوقعة الطفّ الفضيعه
أترى تجيء فجيعةٌ / بأمضَّ من تلك الفجيعه
حيثُ الحسينُ على الثرى / خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
قتلته آل أُميَّةٍ / ظامٍ إلى جنب الشريعه
ورضيعهُ بدمِ الوريد / مخضَّبٌ فاطلب رضيعه
يا غيرةَ الله اهتفي / بحميَّة الدين المنيعه
وضُبا انتقامكِ جرِّدي / لطلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنودَ الله تملأُ / هذه الأرضَ الوسيعه
واستأصلي حتَّى الرضيعَ / لآل حربٍ والرضيعه
ما ذنبُ أهل البيت ح / تَّى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتَّى مصارعهم / وأجمعها فظيعه
فمغيبُ كالبدر ترتقبُ / الورَى شوقاً طلوعه
ومكابدٌ للسمّ قد سُقيت / حُشاشته نقيعه
ومضرَّجٌ بالسيفِ آثر / عزَّه وأبى خضوعه
ألفى بمشرعة الردى / فخراً على ظمأٍ شُروعه
فقضى كما اشتهت الحميَّةُ / تشكرُ الهيجا صنيعه
ومصفَّدٌ للهِ سلَّم / أمرّ ما قاسى جميعه
فلقسره لم تلق لولا / الله كفًّا مستطيعه
وسبيَّة باتت بأفعى / الهمّ مهجتُها لسيعه
سُلِبت وما سُلبت محا / مد عزّها الغرّ البديعه
فلتغد أخبية الخدور / تطيح أعمدُها الرفيعه
ولتبد حاسرةً عن الو / جه الشريفةُ كالوضيعه
فأرى كريمةَ من يواري / الخدرَ آمنةً منيعه
وكرائمَ التنزيل بين / أُميَّةٍ برزت مروعه
تدعو ومن تدعو وتلك / كُفاة دعوتها صريعه
واهاً عرانينَ العُلى / عادت أُنوفكم جديعه
ما هزَّ أضلعَكم حداءُ / القوم بالعيس الضليعه
حَملت ودائعُكم إلى / مَن ليسَ يعرفُ ما الوديعه
يا ضلَّ سعيُكِ أُمة / لم تشكر الهادي صنيعه
أأضعتِ حافظَ دينه / وحفظتِ جاهلةً مُضيعه
آلَ الرسالة لم تزل / كبدي لرِزؤكُم صديعه
ولكم حَلوبةُ فِكرتي / دَرُّ الثنا تمري ضروعه
وبكم أروضُ من القوا / في كلَّ فاركةِ شموعه
تحكي مخائلُها بروقَ / الغيث معطيةً منوعه
فلديَّ وكَفّها وعنه / سواي خُلّبها لموعه
فتقبَّلوها إنَّني / لغدٍ أُقدمها ذريعه
أرجو بها في الحشر / راحةَ هذه النفسِ الهلوعه
وعليكم الصلواتُ ما / حنَّت مطوَّقةٌ سَجوعه
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه / وأباح حوزتك المنيعه
وطواك والتقوى بقبرٍ / ضمَّ جسمك والشريعه
وأعاد ملَّة أحمدٍ / ثكلى وذات حشاً وجيعه
تنعاك واضعةٌ على / ظهرٍ أجبَّ يداً قطيعه
يا راحلاً بالعلم تن / قله عن الدنيا جميعه
وموسَّداً في تربةٍ / بات الصلاحُ بها ضجيعه
كنت الذريعة للهدى / واليوم بعدك لا ذريعه
إن الورى في فترةٍ / عمياء ليسَ لها طليعه
ترتاد مثلكَ سابقاً / بين الحسيرة والضليعه
ما كانَ أحوجها لطبّك / أيُّها الرَّاقي اللسيعه
فاذهب فلم تصلحْ لمث / لكَ هذه الدنيا الخدوعه
فلها دخلتَ وأنتَ محمو / دُ السجيَّة والطبيعه
وصحبتها بجوارحٍ / عصمت لخالقها مطيعه
وخرجتَ منها طاهرَ ال / أبراد مشكور الصنيعه
فلتبك مفقدكَ الورى / يا نيِّراً فقدت طلوعه
ولنستر الهلاكُ خلَّ / تها ولا تشكو القطيعه
قد فاتها العينُ البصير / ةُ منك والأُذن السميعه
كانت ترى بك من أما / مك غرَّ أوصافٍ بديعه
قد راضَ نفسك زهدهُ / فغدت بقرصيه قنوعه
وبلبس طمريه اكتفت / فاستشعرت بهما خشوعه
وصنعتَ إذ كنت الأمين / على الحقوق بها صنيعه
ورأيتَ فيها رأيه / لما لديك غدت وديعه
فلذا بها ساويتَ عا / لية النفوس مع الوضيعه
والآن قد ضاقت لرز / ئك في الورى الأرض الوسيعه
عادت كيوم وفاته / لك ذات أحشاءٍ صديعه
هذي الفجيعةُ جدّدتْ / أحزانها تلك الفجيعه
خفض عليك أخا العزاء / وسكّن النفسَ الجزوعه
فالدينُ بالمهديِّ كف / كف في تسلّيه دموعه
هذا إمام العصر مفزع / كلِّ ذي كبدٍ مروعه
هو صارعُ الأعداء نا / عش كلِّ ذي نفسٍ صريعه
إنْ تدعُه لملمَّةٍ / جاءتْ كفايتُه سريعه
فتراه يكتمه ويأبى اللّ / هُ إلاَّ أن يذيعه
يا مَن يساميه وراءك / عن معاليه الرفيعه
أتعبت نفسك في تكلّ / ف ما الذي لن تستطيعه
مولًى هو البحرُ المحيط / بكلِّ مكرمةٍ بديعه
نشأت بنوه سحائباً / أضحتْ بها الدنيا مريعه
فإذا ثرى الأرض اقشع / رَّ أديمه كانوا ربيعه
ولدتهمُ أمُّ الفخار / بدارة الحسب الرفيعه
نسبٌ عقدن أصوله / بذوائب العليا فروعه
يا أيُّها الخلفُ المشيِّد / للهدى فينا ربوعه
والمستجارُ بركنه / في كلِّ نازلةٍ فظيعه
فلأنتَ بعد المرتضى / نعم البقيَّة للشريعه
وحدا نسيمُ العفو سا / جمُ غيثه فمرى ضروعه
وسقى ثرى جدثٍ أقا / مَ مجاوراً فيه شفيعه
قرع النعيُّ بصوته سمعي
قرع النعيُّ بصوته سمعي / فحنى على جمر الجوى ضلعي
صدع الحشا منِّي غداةَ غدا / ينعى كريمَ الأصل والفرع
مهديُّ أهل الفخر أشرفها / في النفس والأخلاق والطبع
يا نكبةً ما كانَ أفدحها / طرقتْ فضاقَ بهولها ذرعي
شغلتْ لها عيني بمدمعها / وحشاشتي بلواعج الفجع
فإذا رسمتُ كتابَ تعزيةٍ / لكم محته بوادرُ الدمع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025