المجموع : 3
ألله يا حامي الشريعه
ألله يا حامي الشريعه / أتقرّ وهي كذا مَروعه
بك تستغيثُ وقلبها / لك عن جوى يشكو صدوعه
تدعو وجُرد الخيل مُصغية / لدعوتها سميعه
وتكاد ألسنة السيوف / تجيبُ دعوتها سريعه
فصدورها ضاقت بسرّ / الموت فأذن أن تُذيعه
ضرباً رداءُ الحرب يبدو / منه مُحمرَّ الوشيعه
لا تشتفي أو تنزعنَّ / غروبها من كلّ شيعه
أين الذريعةُ لا قرارَ / على العِدى أين الذريعه
لا ينجعُ الإِمهال بالعا / تي فقم وأرق نجيعه
للصنع ما أبقى التحمّل / موضعاً فدع الصنيعه
طعناً كما دفقت أفاويقَ / الحيا مُزنٌ سريعه
يا بن الترائك والبواتك / من ظُبا البيض الصنيعه
وعميدَ كلّ مغامرٍ / يَقظ الحفيظة في الوقيعه
تنميه للعلياء هاشمُ / أهلُ ذروتها الرفيعه
وذووا السوابق والسوابغ / والمثقفةِ اللموعه
من كلّ عبلِ الساعدين / تراهُ أو ضخمِ الدسيعه
أن يلتمس غرضاً فحدّ ال / سيفِ يجعله شفيعه
ومقارع تحتَ القنا / يلقى الردى منه قريعه
لم يسرِ في ملمومةٍ / إلاَّ وكانَ لها طليعه
ومُضاجع ذا رونقٍ / ألهاهُ عن ضمِّ الضجيعه
نسي الهجوع ومن تيقظَ / عزمهُ ينسى هُجوعه
مات التصبّر بانتظا / رك أيُّها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمّلُ / غيرَ أحشاءٍ جَزوعه
قد مزَّقت ثوبَ الأسى / وشكت لِواصلِها القطيعه
فالسيفَ إنَّ به شفاء / قُلوبِ شيعتك الوجيعه
فسواهُ منهم ليس يُنعِشُ / هذه النفسَ الصريعه
طالت حبال عواتقٍ / فمتى تعود به قطيعه
كم ذا القعودُ ودينكم / هُدمت قواعده الرفيعه
تنعى الفروعُ أُصولَه / وأُصولهُ تنعى فُروعه
فيه تحكَّم مَن أباحَ ال / يوم حرمَته المنيعه
مَن لَو بِقيمة قدره / غاليتُ ما ساوى رجيعه
فاشحذ شبا عضب له الأ / رواحُ مُذعنةٌ مُطيعه
إن يدعُها خفَّت لدع / وَتِه وإن ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل / بكربلا في خير شيعه
ماذا يُهيجك إن صبرت / لوقعة الطفّ الفضيعه
أترى تجيء فجيعةٌ / بأمضَّ من تلك الفجيعه
حيثُ الحسينُ على الثرى / خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
قتلته آل أُميَّةٍ / ظامٍ إلى جنب الشريعه
ورضيعهُ بدمِ الوريد / مخضَّبٌ فاطلب رضيعه
يا غيرةَ الله اهتفي / بحميَّة الدين المنيعه
وضُبا انتقامكِ جرِّدي / لطلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنودَ الله تملأُ / هذه الأرضَ الوسيعه
واستأصلي حتَّى الرضيعَ / لآل حربٍ والرضيعه
ما ذنبُ أهل البيت ح / تَّى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتَّى مصارعهم / وأجمعها فظيعه
فمغيبُ كالبدر ترتقبُ / الورَى شوقاً طلوعه
ومكابدٌ للسمّ قد سُقيت / حُشاشته نقيعه
ومضرَّجٌ بالسيفِ آثر / عزَّه وأبى خضوعه
ألفى بمشرعة الردى / فخراً على ظمأٍ شُروعه
فقضى كما اشتهت الحميَّةُ / تشكرُ الهيجا صنيعه
ومصفَّدٌ للهِ سلَّم / أمرّ ما قاسى جميعه
فلقسره لم تلق لولا / الله كفًّا مستطيعه
وسبيَّة باتت بأفعى / الهمّ مهجتُها لسيعه
سُلِبت وما سُلبت محا / مد عزّها الغرّ البديعه
فلتغد أخبية الخدور / تطيح أعمدُها الرفيعه
ولتبد حاسرةً عن الو / جه الشريفةُ كالوضيعه
فأرى كريمةَ من يواري / الخدرَ آمنةً منيعه
وكرائمَ التنزيل بين / أُميَّةٍ برزت مروعه
تدعو ومن تدعو وتلك / كُفاة دعوتها صريعه
واهاً عرانينَ العُلى / عادت أُنوفكم جديعه
ما هزَّ أضلعَكم حداءُ / القوم بالعيس الضليعه
حَملت ودائعُكم إلى / مَن ليسَ يعرفُ ما الوديعه
يا ضلَّ سعيُكِ أُمة / لم تشكر الهادي صنيعه
أأضعتِ حافظَ دينه / وحفظتِ جاهلةً مُضيعه
آلَ الرسالة لم تزل / كبدي لرِزؤكُم صديعه
ولكم حَلوبةُ فِكرتي / دَرُّ الثنا تمري ضروعه
وبكم أروضُ من القوا / في كلَّ فاركةِ شموعه
تحكي مخائلُها بروقَ / الغيث معطيةً منوعه
فلديَّ وكَفّها وعنه / سواي خُلّبها لموعه
فتقبَّلوها إنَّني / لغدٍ أُقدمها ذريعه
أرجو بها في الحشر / راحةَ هذه النفسِ الهلوعه
وعليكم الصلواتُ ما / حنَّت مطوَّقةٌ سَجوعه
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه
مَن حطَّ هضبتك الرفيعه / وأباح حوزتك المنيعه
وطواك والتقوى بقبرٍ / ضمَّ جسمك والشريعه
وأعاد ملَّة أحمدٍ / ثكلى وذات حشاً وجيعه
تنعاك واضعةٌ على / ظهرٍ أجبَّ يداً قطيعه
يا راحلاً بالعلم تن / قله عن الدنيا جميعه
وموسَّداً في تربةٍ / بات الصلاحُ بها ضجيعه
كنت الذريعة للهدى / واليوم بعدك لا ذريعه
إن الورى في فترةٍ / عمياء ليسَ لها طليعه
ترتاد مثلكَ سابقاً / بين الحسيرة والضليعه
ما كانَ أحوجها لطبّك / أيُّها الرَّاقي اللسيعه
فاذهب فلم تصلحْ لمث / لكَ هذه الدنيا الخدوعه
فلها دخلتَ وأنتَ محمو / دُ السجيَّة والطبيعه
وصحبتها بجوارحٍ / عصمت لخالقها مطيعه
وخرجتَ منها طاهرَ ال / أبراد مشكور الصنيعه
فلتبك مفقدكَ الورى / يا نيِّراً فقدت طلوعه
ولنستر الهلاكُ خلَّ / تها ولا تشكو القطيعه
قد فاتها العينُ البصير / ةُ منك والأُذن السميعه
كانت ترى بك من أما / مك غرَّ أوصافٍ بديعه
قد راضَ نفسك زهدهُ / فغدت بقرصيه قنوعه
وبلبس طمريه اكتفت / فاستشعرت بهما خشوعه
وصنعتَ إذ كنت الأمين / على الحقوق بها صنيعه
ورأيتَ فيها رأيه / لما لديك غدت وديعه
فلذا بها ساويتَ عا / لية النفوس مع الوضيعه
والآن قد ضاقت لرز / ئك في الورى الأرض الوسيعه
عادت كيوم وفاته / لك ذات أحشاءٍ صديعه
هذي الفجيعةُ جدّدتْ / أحزانها تلك الفجيعه
خفض عليك أخا العزاء / وسكّن النفسَ الجزوعه
فالدينُ بالمهديِّ كف / كف في تسلّيه دموعه
هذا إمام العصر مفزع / كلِّ ذي كبدٍ مروعه
هو صارعُ الأعداء نا / عش كلِّ ذي نفسٍ صريعه
إنْ تدعُه لملمَّةٍ / جاءتْ كفايتُه سريعه
فتراه يكتمه ويأبى اللّ / هُ إلاَّ أن يذيعه
يا مَن يساميه وراءك / عن معاليه الرفيعه
أتعبت نفسك في تكلّ / ف ما الذي لن تستطيعه
مولًى هو البحرُ المحيط / بكلِّ مكرمةٍ بديعه
نشأت بنوه سحائباً / أضحتْ بها الدنيا مريعه
فإذا ثرى الأرض اقشع / رَّ أديمه كانوا ربيعه
ولدتهمُ أمُّ الفخار / بدارة الحسب الرفيعه
نسبٌ عقدن أصوله / بذوائب العليا فروعه
يا أيُّها الخلفُ المشيِّد / للهدى فينا ربوعه
والمستجارُ بركنه / في كلِّ نازلةٍ فظيعه
فلأنتَ بعد المرتضى / نعم البقيَّة للشريعه
وحدا نسيمُ العفو سا / جمُ غيثه فمرى ضروعه
وسقى ثرى جدثٍ أقا / مَ مجاوراً فيه شفيعه
قرع النعيُّ بصوته سمعي
قرع النعيُّ بصوته سمعي / فحنى على جمر الجوى ضلعي
صدع الحشا منِّي غداةَ غدا / ينعى كريمَ الأصل والفرع
مهديُّ أهل الفخر أشرفها / في النفس والأخلاق والطبع
يا نكبةً ما كانَ أفدحها / طرقتْ فضاقَ بهولها ذرعي
شغلتْ لها عيني بمدمعها / وحشاشتي بلواعج الفجع
فإذا رسمتُ كتابَ تعزيةٍ / لكم محته بوادرُ الدمع