المجموع : 3
ساءَلتُ يوماً خالداً
ساءَلتُ يوماً خالداً / ذا المجد والبيت الوسيطِ
لمْ ذلَّ عِزُكَ للقُمُدْ / دِ فقال قول المستشيطِ
ميِّز بعقلك أيَّنا ال / مخنوق في بيت الضَّريطِ
حتى تراه في الخُنا / قِ يغطُّ أنواع الغطيط
بل أينا مني ومن / ه يُغتُّ في السَّلح العبيط
قلتُ القُمُدُّ فقال لي / اسكُتْ إذن يا ابن النَّبيط
لِم لُمتني متغطْرساً / لا درّ درُّك من خليط
صدق المفوَّهُ خالدٌ / ذو المِقول العضب البسيط
إن المُحاطَ به لأو / لى بالذليل من المُحيطِ
هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ
هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ / بارى بها شهرَ الرياح شُباطا
من فقحةٍ حَقَّ اتِّساعُ حِتارها / إذ لا تُفارقُ دهرها مِسواطا
لو أنها هبتْ خِلال معسكرٍ / لم يُبقِ فيه حفيفها فسطاطا
مرَّت على آذانِنا وأُنُوفِنا / فأساءتِ الأسماعَ والأسْعاطا
ونَعَتْ إلينا مُفلِحاً سقياً لهُ / من فارسٍ مَنَعَ الحريمَ وحاطا
فكأنها وكأن مقتلَ مُفلحٍ / يوم القيامة قدَّمَ الأشراطا
يا ضرطةً سبق البريدَ بريدُها / ركضاً وخلَّفَ شوطُها أشواطا
أصبحتِ أنبلَ ضرطةٍ وأجلَّها / إذ كان عِلمُك بالغيوب أحاطا
يا وهبُ إن تكُ قد ولدتَ صبيَّةً / فبحمْلهم شُقراً عليك سِباطا
من كان لا ينفك يُنكحُ دهْرَهُ / ولد البناتَ وأسقط الأسقاطا
تَلِدُ النساءُ من الرجال وإنَّما / يلدُ الرجالُ من الرجال ضُراطا
لو كنتُ مِثلكَ ثم جِئتُ بمثلها / لضربتُ فاضحتي بها أسواطا
ولما وطئتُ بساط دارِ خليفةٍ / حتى المماتِ ولا اخترقتُ سِماطا
قد أعظمتْ جُرماً فعاقِبها به / واجعل لها غير الأيورِ سياطا
إن العقوبةَ بالأيورِ تزيدُها / زللاً إلى ما قدّمتْ وسقاطا
قال الوزيرُ وقد رمَيْتَ برأسها / قُمْ فالتمسْ مهداً لها وقِماطا
هذي عُقوبةُ منْ يكدُّ عبِيده / حتى يُعرِّقَ مِنْهمُ الآباطا
ويُلَفِّقُ الأخبارَ لا متحرِّجاً / فيها ولو بدم النبي أشاطا
شهدت ولادتُكَ الشهيرة أنها / من فقحةٍ لا تستفيقُ لُواطا
يا وهبُ ويحكَ قد علمتَ بوَهيها / أفلا دعوت لرَتقِها خيَّاطا
عطستْ وحُقّ لها العُطاسُ لأنها / مزكومةٌ أبداً تسيلُ مُخاطا
دعْ خِدمةَ الخلفاءِ لا تَعرِضْ لها / وتعاطَ ويحك غيرَ ما تتعاطى
يحتاطُ للخلفاءِ في سُلطانهم / من كان في أمر استِه مُحتاطا
ما هذه النُّفَخُ التي أغفلْتَها / يا من يفوقُ بطبِّه بُقراطا
كنّا نقولُ إذا مَررْتَ مُواكباً / للَّهِ دَرُّكَ كاتباً خطّاطا
فالآن صِرتَ إذا مررْت فقولنا / لا درَّ درُّكَ كاتباً ضرَّاطا
يا آل وهبٍ حدِّثوني عنكُمُ / لمْ لا تَروْنَ العدلَ والإقساطا
ما بالُ ضرطتكم يُحلُّ رِباطُها / عفواً ودِرْهَمُكُم يُشدُّ رِباطا
صُرُّوا ضُراطَكُم المُبذِّرَ صرَّكم / عِند السُؤال الفَلْسَ والقيراطا
أو فاسمحُوا بضراطِكُم ونوالكُم / هيهاتَ لستُمْ للنَّوال نِشاطا
لو جُدْتُمُ بهما معاً فتواءَما / فَرَشا لكم عند الرِّحال بِساطا
لكنَّكم فرطتُمُ في واحدٍ / وهو الضُّراط فعدِّلُوا الإفراطا
فُضِحتْ كتابتُكم وقُنِّع مجدُكم / خِزياً وأُسقط جاهُكم إسقاطا
فاستأنِفوا الأعمالَ إن ضُراطَكُم / بالأمس أحبطَ ما مضى إحباطا
فإذا شهدتُمْ مشهداً وأبُوكمُ / لم تُشبهوا يعقوبَ والأسباطا
قُبِّحْتُمُ ولداً وقُبِّحَ والداً / لا تَهْتَدونَ من الرشادِ صِراطا
لا قدَّسَ الخَلَفُ المخلَّفُ منكُمُ / ولداً ولا فُرَّاطُكمْ فُرّاطا
فلكونِكُم في صُلبِ آدمَ نُطفةً / كانت محورةُ أمرهِ إهباطا
أَشَجَتْكَ منزلةٌ بمَرجَيْ راهِطِ
أَشَجَتْكَ منزلةٌ بمَرجَيْ راهِطِ / كلّا ولا دِمنٌ عفتْ بشلاهِط
بل معشرٌ وعدتْهُمُ فجراتُهُمْ / بمغابطٍ فإذا هُمُ بمهابِط
ظَلُّوا وقدْ أسروا المؤذِّنَ بينهم / وكأنَّما هزموا كتائبَ ناعِط
وخَلَوا بِشلوِ ذَبيحهمْ فرأيتهُمْ / من ناتفٍ رِيشاً وآخر مارطِ
مُستعملينَ أكُفَّهُمْ في أمرهِ / ببوادرٍ سبقتْ أناةَ السَّامط
طبخوهُ ثم أتوا به قد أُبرِمتْ / أوْتارُهُ لمنادفٍ وبرابِطِ
متجمِّلاً لدجاجهِ مُتجلِّداً / كتجلُّدِ المجلودِ بين ربائط
ولقد رمتْه يومَ ذلك قِدْرُهُم / بغُطامطٍ من غَليهما وغُطامِط
حملوا عليها كل ماءٍ عِندهُم / وفُراتَ كُوفَتِهم ودِجلةَ واسط
واهاً لذاك الدِّيك بين مساقطٍ / منه عهدناها وبين ملاقط
قوَّامَ أسحارٍ مؤذِّن حارةٍ / سفَّاد زَوجاتٍ كميَّ مآقط
ينفي مناعِسَهُ بنفسٍ شهْمةٍ / وُيشاهدُ الهيجا بجأشٍ رابط
وثبَتْ عليه عِصابةٌ كُوفيةٌ / ببوادرٍ من بأسِها وفوارِط
من ناشِئٍ محض الحُلاقِ وشيخةٍ / شوهاءَ لائطةٍ وشيخ لائط
يعدو الأصاغرُ والأكابرُ خَلفَهُ / عدْوَ الكلاب على الشَّبوب النَّاشطِ
قسطوا عليه قُسوطَ غامِطِ نعمةٍ / والموبِقاتُ بمرصدٍ للغامِط
ولربُّ مقسوطٍ عليه بغرَّةٍ / حَلَّتْ بليَّتُهُ برأس القاسِطِ
ومن الجرائم ما يكونُ عقابُهُ / نقداً فكمْ نابٍ هُنالك ساقطِ
أكلُوهُ فانتثرتْ له أسنانُهُم / وتهشَّمتْ أقفاؤهُمْ بالحائط
من بين نابٍ إنما هو بَيْرمٌ / عِظَماً وبين ثنيةٍ كالشَاحط
وطواحنٍ قد خُرِّقتْ جنباتُها / فكأن أنكَلَها سِلاحُ مرابط
وكأن وقع مشارطٍ من ريشه / في تِلكُمُ الأحناكِ وقعُ مشارط
ما زال يشرطُهُمْ فمنه شرطةٌ / ومن العكوفِ عليه ضرطةُ ضارط
سَقياً لمنتصرٍ هُناكَ لنفسه / يفْري فَرِيَّ مُزايلٍ ومُخالط
لقي الأنامِلَ والمراضع مُقدِماً / لم يَنهزمْ عنها بأجرٍ حابط
وغدتْ تصيحُ عظامُه وعُروقُهُ / ليُفيقَ ذو جزعٍ عليه فارط
لا تبكينّ على قتادة خارطٍ / وابكِ الدماء على بنانِ الخارط
وغدتْ مشايخُهُمْ وقد كتَبوا لنا / بنواصح التَوبات كُتب شرائط
أكلوا مؤذِّنَهُم فأضحوا كُلُّهُمْ / قد عُوجلوا بعقاب ربٍّ ساخطِ
يتزحَّرون بأنفسٍ مجهودةٍ / تبكي وتندرُ ندرةً في الغائطِ
أبصارهُم نحو السماءِ كأنما / بَصَروا بها تُطوى بكفَّيْ كاشِطِ
من باسطٍ كفَّ الدُّعاءِ وقابضٍ / كفّ الدواءِ حِذار موتٍ ذاعط
عَسُرتْ عليه لظلمه أنفاسُهُ / فكأنَّهُ في لحدِ قبرٍ ضاغِطِ
يدعُو بِنِيَّةِ قانطٍ لا شُفِّعَتْ / من دعوةٍ وُصلت بنِيَّة قانط
يتنفَّسون لكل ضرطةِ ضارطٍ / أسفاً لها ولكل ثلطةِ ثالط
يا لهفَ أنفسهِمْ على ضرطاتِهمْ / بالأمس من ذاك السُّلاح الواخط
لو أنها وُهبت لهم في يَومِهم / أضحوا وهم من رَوْحها بمغابط
بُعداً لهم بُعداً لهم بُعداً لهم / من قابض كفَّاً وآخر باسِط
سخطُوا مودَّتَهُم وخانُوا جارَهُم / لا فارقَ الأَوداجَ مُدْيةُ ساحط
ديكٌ تناوحتِ الديوكُ لفقدِهِ / ما زال شيخَ عشائرٍ وأراهِط
ومن العجائبِ أنهم ورِطوا به / في المُهلكاتِ أشدّ ورطةِ وارِط
ورأوا بقيَّتَهُ أصحَّ معاذةٍ / للطِّفل بين موازجٍ وقوامِط
فمتى اشتكتْ أطفالُهم من جِنَّةٍ / دلفُوا لهم من مائِهِ بمساعِط
ومتى رأوْا دِيكاً ولو من فرْسخٍ / أبصرتَهُم يعْدُونَ عدوَ مُبالط
لا مُقبلينَ إليه لكن هُرَّباً / منه حِذار معاطبٍ ومَوارِط
فهُمُ لغوغاءِ القبيلةِ لعبةٌ / في عسكرٍ متضاحكٍ مُتضارطِ
ودَّت حديثَهُمُ الولاةُ فربَّما / نفذتْ به في اليوم عشرُ خرائِطِ
ما كان ديكاً بل حديداً بارداً / ولربَّ شيءٍ للظنونِ مُغالط
لاقى هنالك كلَّ ذلك لم يخم / عنه وهمْ من ضارطٍ أو ناحط
وأقولُ موعظةً لرائد منزلٍ / تَهديه معرفةٌ وآخَر خابط
لا تنزلنَّ بمنزلٍ مُتكوِّفٍ / وتنحَّ عنه إلى المحَلِّ الشَّاحط
إن الغوائل في المقاحِط جمَّةٌ / فتوقَّ غائلةَ المرادِ القاحط
واعمَدْ إذا شئتَ الجِوار إلى الذُرى / إن المكاره أولعتْ بالهابط
جاورت في كُوفان شرَّ عصابة / من صامتٍ عيَّاً وآخرَ لاغِطِ
دقّوا فلو أولجْتَهم لتولَّجوا / من دقَّةٍ في سَمِّ إبرة خائطِ
دلفوا لجارِهمُ بشرٍّ لازمٍ / وتجانفوا عنه بخيرٍ مائطِ
ألفيتُهُم من شرِّ قنيةِ مقتنٍ / للمقتنين وشرِّ لقطةِ لاقط
وثبوا عليّ سفاهةً فوسْمتُهُم / وسمَ المسطِّع بعد وسم العالط
قوم يبيتُ الرشدُ فيهم ضائِعاً / والغيُّ بين دواهنٍ ومواشِط
المشترين فياشلاً لنسائهم / بدراهمٍ ووظائفاً بقرارط
ما شئتَ من عقل ضعيفٍ واهنٍ / فيهم ومن خبلٍ شديد ضابطِ
لو أنَّ لؤم الناس قيس بلؤمِهم / ما كان فيه قيسُ نقطةِ ناقط