المجموع : 80
حَتّى مَتى تَصبو وَرَأسُكَ أَمشَطُ
حَتّى مَتى تَصبو وَرَأسُكَ أَمشَطُ / أَحَسِبتَ أَنَّ الَمَوتَ بِاِسمِكَ يَغلَطُ
أَم لَستَ تَحسَبُهُ عَلَيكَ مُسَلَّطاً / وَبَلى وَرَبِّكَ إِنَّهُ لَمُسَلَّطُ
وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يَفرِسُ تارَةً / جُثَثَ المُلوكِ وَتارَةً يَتَخَبَّطُ
يا آلِفَ الخُلّانَ مُعتَقِداً لَهُم / سَتَشُطُّ عَنهُم بِالمَماتِ وَتَشحَطُ
وَكَأَنَّني بِكَ بَينَهُم واهي القُوى / نِضواً تَقَلَّصُ بَينَهُم وَتَبَسَّطُ
وَكَأَنَّني بِكَ بَينَهُم خَفِقَ الحَشا / بِالَموتِ في غَمَراتِهِ يَتَشَحَّطُ
وَكَأَنَّني بِكَ في قَميصٍ مُدرَجاً / في رَيطَتَينِ مُلَفَّفٌ وَمُحَنَّطُ
لا رَيطَتَينِ كَرَيطَتي مُتَنَسِّمٍ / روحَ الحَياةِ وَلا القَميصُ مُخَيَّطُ
ما نِلتُ مِنهُ غَيرَ غَمزَةِ عَينِهِ
ما نِلتُ مِنهُ غَيرَ غَمزَةِ عَينِهِ / وَرَسائِلٍ بِوِصالِهِ أَو سُخطِهِ
وَأَجَبتُ في ظَهرِ الكِتابِ إِذا أَتى / لِيَلوطَ خَطّي في الكِتابِ بِخَطِّهِ
لَيتَ اِخضِرارَ بَياضِهِ وَعِذارِهِ / لِزَبَرجَدٍ أَو لُؤلُؤٍ في قُرطِهِ
وَكَأَنَّما النارَنجُ في أَغصانِهِ
وَكَأَنَّما النارَنجُ في أَغصانِهِ / مِن خالِصِ الذَهَبِ الَّذي لَم يُخلَطِ
كُرَةٌ رَماها الصَولَجانُ إِلى الهَوا / فَتَعَلَّقَت في جَوِّهِ لَم تَسقُطِ
أَسَرَ المُؤَذِّنَ صالِحٌ وَضُيوفُهُ
أَسَرَ المُؤَذِّنَ صالِحٌ وَضُيوفُهُ / أَسرَ الكَمِيِّ هَفا خِلالَ الماقِطِ
بَعَثوا عَلَيهِ بَنيهِمُ وَبَناتِهِم / مِن بَينِ ناتِفَةٍ وَآخَرَ سامِطِ
يَتَنازَعونَ كَأَنَّهُم قَد أَوثَقوا / خاقانَ أَو هَزَموا كَتائِبَ ناعِطِ
نَهَشوهُ فَاِنتُزِعَت لَهُ أَسنانُهُم / وَتَهَشَّمَت أَقفاؤُهُم بِالحائِطِ
نَعَبَ الغُرابُ بِبَينِ لَيلى غَدوَةً
نَعَبَ الغُرابُ بِبَينِ لَيلى غَدوَةً / إِنَّ الكِتابَ بِبَينَهُم مَخطوطا
أَصبَحتُ مِن أَهلي الَّذينَ أُحِبُهُم / كَالسَهمِ أَصبَحَ ريشَهُ مَمروطا
مَولايَ فَخرَ الدينِ أَنتَ إِلى النَدى
مَولايَ فَخرَ الدينِ أَنتَ إِلى النَدى / عَجِلٌ وَغَيرُكَ مُحجِمٌ مُتَباطي
أَنزَلتَ مَن يَرجوكَ أَرحَبَ مَنزِلٍ / وَبَسَطتَ مَن يَرجوكَ خَيرَ بَساطِ
وَقَرَعتَ أَعوادَ العَلاءِ بِهِمَّةٍ / نيطَت بِها الأَمالُ أَيَّ مَناطِ
يا مُنجِزَ الميعادِ في زَمَنٍ تَوا / صى أَهلُهُ بِالمَنعِ وَالإِلطاطِ
حاشاكَ تَرضى أَن تَكونَ جِرايَتي / كَجِرايَةِ البَوّابِ وَالنَفّاطِ
سَوداءَ مِثلَ اللَيلِ شِعرُ قَفيزِها / ما بَينَ طَسّوجٍ إِلى قيراطِ
أَخنَت عَليهِ الحادِثاتُ وَأَفرَطَت / فيها الغَداةُ وَأَيَّما إِفراطِ
قَد كَدَّرَت حِسّي المُضيءَ وَغَيَّرَت / طَبعي السَليمَ وَعَفَّنَت أَخلاطي
فَتَوَلَّ تَدبيري وَقَد أَنهَيتُ ما / أَشكوهُ مِن مَرَضي إِلى بُقراطِ
سَنَحَت لَنا بِلَوى العَقيقِ وَرُبَّما
سَنَحَت لَنا بِلَوى العَقيقِ وَرُبَّما / عَرَضَ الزُلالُ وَزيدَ عَنهُ الفارِطُ
قَلبي وَطَرفي يَومَ حُمَّ لِقاؤُها / ضِدّانِ ذا راضٍ وَهَذا ساخِطُ
نَظَرَت بِلا قَصدٍ فَأَقصَدتِ الحَشا / وَيُذيقُ طَعمَ المَوتِ سَهمٌ غالِطُ
قُل لِلغَزالِ إِذا مَرَرتَ بِذي النَقا / فَلَعَلَّ جَأشَكَ لِلبِلابِلِ رابِطُ
لِمَ أَنتَ في هِبَةِ القَليلِ مُناقِشٌ / أَبَداً وَفي عِدَةِ الوِصالِ مُغالِطُ
كَلَفي بِحَجّامٍ تَحكَّمَ طَرفُهُ
كَلَفي بِحَجّامٍ تَحكَّمَ طَرفُهُ / فَغَدا عَلى سَفكِ الدِماءِ يُواطي
أَضحى كَثيرَ الاِشتِطاطِ وَلَم تَكُن / مِنهُ اللِحاظُ كَليلَةَ المِشراطِ
إن كان يمكن أن تشرف بالخطا
إن كان يمكن أن تشرف بالخطا / إلا فمثلي من تهجم بالخطا
وإن اعتذرت فلي يقين لم يزد / في صدق ودك لي ولو كشف الغطا
ماذا يُريبُكَ مِن غُرابٍ طارَ عَن
ماذا يُريبُكَ مِن غُرابٍ طارَ عَن / وَكرٍ يَكونُ بِهِ لِبازٍ مَسقَطُ
وا فَضحَتا لَكَ في شِمالِكَ غادِياً / عودُ المِراةِ وَفي يَمينِكَ مِلقَطُ
أَوَما قَرَأتَ سِجِلَّ دَهرِكَ ناطِقاً / بِالهُلكِ يُشَكَّلُ بِالخُطوبِ وَيُنقَطُ
أَمّا اليَقينُ فَإِنَّنا سَكنُ البِلى
أَمّا اليَقينُ فَإِنَّنا سَكنُ البِلى / وَلَنا هُناكَ جَماعَةٌ فُرّاطُ
وَلِكُلِّ دَهرٍ حَليَّةٌ مِن أَهلِهِ / ما فيهِمُ جَنَفٌ وَلا إِفراطُ
وَالغيدُ مُختَلِفٌ مَواضِعُ حَليها / وَتَناءَتِ الأَحجالُ وَالأَقراطُ
كَم لاحَتِ الأَشراطُ في جِنحِ الدُجى / فَمَتّى تَبينُ لِبَعثِنا أَشراطُ
وَكَأَنَّ هَذا الخَلقَ أَهلُ جَهَنَّم / وَلَهُم مِنَ المَوتِ الزُؤامِ سِراطُ
لَو لَم تَكُن مِثلَ الجَماعَةِ زائِفاً / لَم يَشجُكَ الدينارُ وَالقيراطُ
يا قَلبِ لا أَدعوكَ في أَكرومَةٍ
يا قَلبِ لا أَدعوكَ في أَكرومَةٍ / إِلّا تَقاعَسُ دونَها وَتَباطا
وَالمَوتُ حاسٍ ما تَعَيَّفَ آجِناً / وَتَضَيَّفَ الأَعرابَ وَالأَنباطا
وَلَقَد حَفَرتُ عَنِ اليَقينِ بِخاطرٍ / ما كادَ يَبلُغُ حَفرُهُ الإِنباطا
وَلِيُدرِكَنَّ جِعادَنا وَسِباطَنا / وَما أَدراكَ النُعمانَ في ساباطا
أَيَفُكُّني هَذا الحِمامُ تَفَضُّلاً / فَالعَيشُ أَوثَقَني وَشَدَّ رِباطا
لا يعقب العمل الكَبير حبوطُ
لا يعقب العمل الكَبير حبوطُ / إلا إذا هدم الرجاء قنوطُ
إنا بعصر لا حَياة بأرضه / إلا لمن هو في الكفاح نشيط
وإذا تقدمت الشعوب حضارة / تَزداد فيها للحياة شروط
أَما الألى صعدوا بلا سند لهم / فَلَهم عَلى قدر الصعود هبوط
إن اعتدالك في الأمور لمصلح / ما أَفسد الإفراط وَالتَفريط
لا تَعلَم الألباب ما هُوَ فاعِل / فيهنَّ أَم ماذا بهن يحيط
ما طالَ عهد اليأس في قلب امرىءٍ / إلا اِستَبان عَلى الجَبين خطوط
أمنيتي هي لَو ظفرت بنيلها / عيش ببادية العراق بسيط
قَد كانَ كل الظن أن حبيبتي / وَهيَ الحَقيقة للثام تَميط
مهما طما بحر به أَنا سابح / فله عَلى الجنبات منه شطوط
ثَمِلُ اللَواحظِ قَد نَشَطْ
ثَمِلُ اللَواحظِ قَد نَشَطْ / وَأَراه لِلسَيف اخترطْ
ما ذاك إِلا أَن تَكو / ن أَرَدتَ بي أَمراً شَطط
فارحم فكم بي من رضاً / ردّاً لما بك من سخط
كَم دُرّ لفظٍ منكَ لي / بفمِ المَسامع يُلتقَط
جانستُه بمدامعٍ / جاءَت عَلى أَبهى نَمَط
أَفَهكذا يُجزَى فَتىً / قَد كانَ يَهواكُم فقَط
ما كانَ ظَنِّي هَكَذا / وَالظنُّ أَكثرُه غلط
يا وَيل من جهلوا الزَمانَ فَأَفرطوا
يا وَيل من جهلوا الزَمانَ فَأَفرطوا / فيما صَفا فَإِذا بهم قد فرّطوا
هاموا فمنهم من علا فهوى وَمِنْ / هم من دنى فخوى وَآخرُ مُقسطُ
وَجميعهم يَسعى ليبلغ غايةً / وَمتى انتهت فإِلى سواها يَنشُط
وَتراهمُ بين المنية وَالمُنى / شَخصٌ تُزَفُّ لَهُ وآخرُ يمشط
وَيلي من الآمال وَالدُنيا ومم / ما بعد ذلك أَينَ منها المهبط
فلفوتها متحزنٌ وَلرجعها / متلفتٌ وَبما أُغرّرُ أَغبط
دهرٌ يُغَرُّ بِهِ الجهولُ وَيُغبَطُ
دهرٌ يُغَرُّ بِهِ الجهولُ وَيُغبَطُ / وَالعارفون بهِ عَليهِ توسطوا
وَفتى تحقق صرفه في راحة / وَسواه يرجو ثم يرجع يقنط
وَمتى أَحلَّك كانَ رحلُك قصدَه / وَمتى علوتَ بهِ دعاك المهبط
بدءٌ يبدّلُهُ الزَمانُ وغايةٌ / تُخشَى وَتُرجَى وَالجَميع تورّط
وَلربّ مسخوطِ المبادئ يُرتضَى / وَلربّ مرضيّ الخَواتم يسخط
وَالنفسُ تَأملُ وَالخطوبُ تردُّها / وَالعُمرُ يُطوَى وَالغواية تُبسَط
وَالبَينُ حتمٌ كَالهموم فسيفُه / فينا يصلَّتُ وَالقَضاءُ يُسلَّط
وَكأنّما الدُنيا حُروفٌ خُطِّطت / شَكلاً وَدَمعَ الفاقدين يُنقِّط
وَكأنما هذي الجُموع فَرائدٌ / نُظمت وَتُنثَرُ وَالفنا يَتلقَّط
وَكأنما آمالنا أَعمالنا / فَجميعها بَعد التفحُّص يحبط
وَسرورنا غلطٌ يصححه القضا / فَتراه منتهباً لما قد يغلط
وَخمورُه لَو قستها بخُمارها / ما هِمتَ فيما أَنتَ فيه تَنشُط
لِلّه ما كانَ الغُرور عَلى الصبا / لَو أَنّ أنساً بالدَوام ينيَّط
لَيلي وَليلَى وَالمنى ووصالنا / صَفوٌ بغير غرورها لا يخلط
وَالعاذلون بمعزلٍ عنا وَنَح / نُ لنا تزف وَما عدانا يمشط
وَاليَوم إِذ فارقتُهم وَبعدتُ عم / ما أَشتهي وَلقيتُ خطباً يفرط
فَلقيتُ قَوماً لَيسَ منهم ماجدٌ / وَرضيتُ جاراً شكلُهُ لا يضبط
وَسمعتُ كُلَّ كَريهةٍ وَرَأَيتُ كُل / لَ قَبيحةٍ وَعَظيمةٍ لا تكشط
هذا عَلى جهد البَلا متبقرطٌ / فيهم وَذاكَ بجهله يَتسفسط
شبّانُهم جعلوا التخنثَ معرجاً / فجديرُهم بالمجد من هوَ أَلوط
وَشيوخُهم تخذوا المشيبَ حبالةً / بين التظاهر وَالهَوى يتخبطوا
أَعراضهم كوجوههم مسودّة / إِلا اللحَى فهي التي قد تشمط
عَجباً لَهُم في جهلهم وَخداعهم / أَمراً يحارُ له الفَتى المستنبط
فَتراهمُ إن يرَغبوا أَو يرهبوا / عبدوك ربّاً في رضاك تَرهطوا
وَإِذا همُ عدموا الأماني خلتَهم / ختموا جرائد ما يظنّ وَفقّطوا
جبلوا عَلى شؤم النفاق كَأَنَّما / في حجر إبليس اللعين تقمطوا
لا خير فيهم إِنما أَعراضهم / للعارضين مراتعٌ لا تقحط
يا رَب باعد بَيننا واردد عليّ / يَ بِأَوبةٍ نفساً تهيمُ وَتشحط
كم نعمة لك قدّرت في نقمة / من هولها يتنشَّطُ المتنشط
اجمع سرورك واطَّرح
اجمع سرورك واطَّرح / ضرْبَ العنا المشتط
قسمت حظوظك فاغتنم / هذا مقامُ البسط
والطلُّ ينشرُ كلَّ وقتٍ
والطلُّ ينشرُ كلَّ وقتٍ / كيَومِنا لؤلؤاً فيها سَقيطا
وجَواهرُ الأنوارِ تطلِعُ / من زَبَرجَدها خَليطا
فإِذا رَأيتَ الدُرَّ أب / صَرتَ العَقيقَ بِه مَنوطا
والطيرُ تستبقُ النَّشي / دَ بِها وتَعتقبُ البَسيطا
والبَحرُ مُحتَشِمٌ يَرى / مِن جودِها البَحر المُحيطا
حالٌ تردُّ إلى التَّصا / بي كلَّ كَسلانٍ نَشيطا
جارَ الزمانُ فجارهِ محتاطا
جارَ الزمانُ فجارهِ محتاطا / واذكر على أقتارِكَ الإفراطا
وإذا سمعتَ من المؤذِّنِ دعوةً / للخيرٍ شدَّ يداً ومدَّ صراطا
كن حازماً إن بتَّ يوماً عازماً / واطلُب لنفسكَ قوةً ونشاطا
وخُذِ الحقيقةَ من تجاربَ جمَّةٍ / إن التجاربَ كذَّبَت سقراطا
كم دولةٍ ماتت وأُخرى بَعدَها / مرضت فما وجدت لها بُقراطا
أو لا ترى عرباً غدوا في ضعفهم / يتملَّقونُ القبطَ والأنباطا
الدهرُ صوّاغٌ ولصٌّ طالما / نظمَ العقودَ وفرَّط الأقراطا
أرضى العذول ولجَّ في سخطي
أرضى العذول ولجَّ في سخطي / صنم قلاني وهو من رهطي
امعنِّفي في خطِّ عارضه / دعني ونقطة ذلك الخطِّ
لو أنَّ لي قلبا يطاوعني / لقطعت منه علائق الربط
لكنَّ قلبي بين قرطقه / علقٌ وبين ملاعب القرط
يا مطمعي والعيش منتهز / والشيب جرَّد صارم الوخط
ما كل ما يمضي بمرتجعٍ / او كل من يقضي بمشتط
فالحق صبوحي بالغبوق وصل / حمراء اسفنطٍ باسفنط
ولرب اخدان تلاغطهم / ما بينهم كتلاغط البط
صرعتهم الصهباء فانقلبوا / خرسا بعيد ترادد اللغط
من لي بعطف غزيِّل بهم / قد راح ينفض رفرف المرط
عبث الدلال مرنّح مرحٍ / متمايل كتمايل الخطي
ولربّ شائكة تشوك ولا / يقوى لها قبضي ولا بسطي
ما زلت اخرط شوكها بيدي / والشوك يدمي الكف بالخرط
واما وليلة ذي الاثيل وقد / سقط العشاء بنا على السقط
ويسود اصداغ معقربة / نفثت بسود اساود رقط
وشميم ذاك الطيب ينفح من / جعد يلفُّ بمرسل سبط
جثل دحوجي مرجله / عبقٍ بنشر بشامة المشط
لو كنت اعطى الدهر فيك قلىً / يوما لما اعطيت ما تعطي