صَرفُ المُدامِ بِهِ السُرورُ مُخَصَّصُ
صَرفُ المُدامِ بِهِ السُرورُ مُخَصَّصُ / وَبِهِ الهُمومُ عَنِ القُلوبِ تُمَحَّصُ
صَرِّف بِها عَنكَ الهُمومَ لِتَغتَدي / فِرقاً إِذا تُملا الكُؤوسُ النُقَّصُ
صَهباءُ قَد راضَ المَزاجُ مِزاجَها / فَغَدَت تُقَهقِهُ وَالفَواقِعُ تَرقُصُ
صاغَ المِزاجُ لَها فَواقِعَ فِضَّةٍ / مِثلَ اللَآلي وَهيَ تِبرٌ مُخلَصُ
صَدَّ التُقى قَوماً فَأَبدَوا زُهدَهُم / فيها وَماذا ضَرَّهُم لَو رَخَّصوا
صاموا وَفِطرُهُمُ عَلى مَفسودِها / جَهلٌ فَهَلّا اِستُخلِصوا ما اِستَخلَصوا
صَفَتِ المَدامَةُ وَالسُقاةُ فَتارَةً / تُزَجى الكُؤوسُ وَتارَةً تَتَرَبَّصُ
صَعُبَت فَحَكَّمنا السُقاةَ بِمَزجِها / فَغَدا يَزيدُ بِها المِزاجُ وَيَنقُصُ
صَبَغَت خُدودَ سُقاتِها مِن نورِها / شَفَقاً بِهِ تُجلى العُيونُ الشُخَّصُ
صَدَقَ الَّذي قَد قالَ عَن شَمسِ الضُحى / إِنَّ البُدورَ بِنورِها تَتَقَمَّصُ
صَفراءُ مِن وَقعِ المِزاجِ صَقيلَةٌ / يَسعى بِها سَبطُ البَنانِ مُخَرَّصُ
صَنَمٌ أَضَلَّ العاشِقينَ فَمَعشَرٌ / قَد زُوِّدوا فيها وَقَومٌ نُقِّصوا
صادَ القُلوبَ بِمُقلَتَيهِ وَلَم أَخَل / أَنَّ الجَآذِرَ لِلقَساوِرِ تَقنِصُ
صَبَغَ الأَنامِلَ مِن دِمايَ وَما دَرى / أَنَّ اِبنَ أُرتُقَ عَن دَمي يَتَفَحَّصُ
صُبحٌ جَلا لَيلَ الخُطوبِ بِنورِهِ / نَجمٌ إِلَيهِ كُلُّ طَرفٍ يَشخَصُ
صَعبُ العَريكَةِ سَهلَةٌ أَخلاقُهُ / قَومٌ بِهِ سَعِدوا وَقَومٌ نُغِّصوا
صابَت يَداهُ فَلا السَماحُ بِرَبعِهِ / وانٍ وَلا ظِلُّ الأَمانِ يَقلِصُ
صَدَرَت مَناقِبُهُ الحِسانُ فَأَصبَحَت / تُغري الأَنامَ بِمَدحِهِ وَتُحَرِّصُ
صَعِدَت مَراتِبُ مَجدِهِ فَكَأَنَّما / تَعلو لَهُ فَوقَ المَجَرَّةِ أَخمَصُ
صاحَبتَ نَجمَ الدينِ دَهرَكَ صائِلاً / بِعَزيمَةٍ مِن كَيدِهِ لا تَنكُصُ
صَقَلَت تَجاريبُ الأُمورِ مُتونَها / كَالسَيفِ يُصلِحُهُ الصِقالُ وَيُخلِصُ
صَرَمَت شِمالُ المُسلِمينَ بِصارِمٍ / غالٍ بِهِ مُهَجُ القُلوبِ تُرَخَّصُ
صافي الحَديدَةِ في مَضارِبِهِ الرَدى / بادٍ وَشَكلُ المَوتِ فيهِ مُشخَصُ
صادَمتَهُم في نَقعِ لَيلٍ حالِكٍ / طَرفُ المَنِيَّةِ في دُجاهُ أَخوَصُ
صُفَّت صِفاحُ الهِندِ حَولَ أَديمِهِ / فَكَأَنَّهُ بِالبيضِ عَبدٌ أَبرَصُ
صَكَّت ظُباكَ رُؤوسَهُم وَجُسومَهُم / فَالهامُ تُنثَرُ وَالضُلوعِ تُقَصَّصُ
صَرفُ الفَضاءِ يا اِبنَ أُرتُقَ خادِمٌ / لِعُلُوِّكُم وَالدَهرُ داعٍ مُخلِصُ
صَوَّبتُ نَحوَكُمُ عِنانَ مَدايِحي / فَمُدَفَّقٌ مِن نَظمِها وَمُلَخَّصُ
صَحَّت مَعانيها وَشُرِّفَ لَفظُها / بِكُم وَطابَ خِتامُها وَالمُخلَصُ