أحْبِبْ به قَنَصاً إلى مُتَقَنِّصِ
أحْبِبْ به قَنَصاً إلى مُتَقَنِّصِ / وفريصةً تُهدى إلى مُستفرِصِ
من أين هذا الخشْفُ جاذبَ أحبُلي / فَلأفحَصَنْ عنه وإن لم يُفْحَصِ
بل طيْفُ نازحةٍ تصرّمَ عهدُهَا / إلاّ بقايا وُدِّها المستخلَص
تُدنيكَ من كِبدٍ عليك عليلَةٍ / وتَمُدُّ من جِيدٍ إليك مُنَصّص
شَعثاءُ تَسري في الكرَى بمحاجِرٍ / لم تكتحِلْ وغَدائِرٍ لم تُعْقَص
ثَقُلَتْ روادفُها وأُدمِجَ خَصُرها / فأتَتْكَ بينَ مُفَعَّمٍ ومُخَمَّص
ما أنتَ من صلَتانَ يُهدي أيْنُقاً / خوصاً بنجمٍ في الدُّجُنَّةِ أخوص
ويُميلُ قِمّتَهُ النُّعاسُ كأنّهُ / في أُخرَياتِ اللّيل ذِفرَى أوقَص
والفجرُ من تلك المُلاءةِ ساحِبٌ / والليلُ في مُنقَدِّ تلك الأقمُص
قد باتَ يَمطُلُني سَناً حتى إذا / عَجِلَ الصّباحُ به فلم يترَبَّص
ألقى مؤلَّفةَ النجوم قلائداً / من كلِّ إكليلٍ عليه مُفصَّص
مَن يذعَرُ السِّرحانَ بعد ركائبي / أو من يَصي ليل التّمام كما أصي
ذَرْني ومَيدانَ الجيادِ فإنّمَا / تُبْلى السوابقُ عندَ مَدِّ المِقبَص
لُقّيتُ نَعْماءَ الخُطوب وبُؤسَهَا / وسُبِكتُ سَبكَ الجوهرِ المتخلِّص
فإذا سَعَيْتُ إلى العُلى لم أتّئِدْ / وإذا اشترَيْتُ الحمدَ لم أسترْخصِ
شارفْتُ أعنانَ السّماءِ بِهمّتي / ووطِئتُ بَهْرامَ النجوم بأخمَصي
مَن كان قَلبي نصلُهُ لم يَهتَبِلْ / أو كان يحيَى رِدأه لم ينكِص
يا أيّها التالي كتابَ سَماحِهِ / هو ذلك القَصَصُ المُعَلىّ فاقصُص
قُلْ في نَوالٍ للزّمانِ مُبَجَّلٍ / قل في كمالٍ للوَرى مُستَنقَص
رُدّي عليه يا غمامَةُ جُودَه / أو أفْرِديهِ بالمحامِدِ واخصُصي
مُتَهَلِّلٌ والعُرْفُ ما لم تجْلُهُ / بالبِشْرِ كالإبريزِ غيرَ مُخَلَّص
لا تدَّعي دعْوى أتَتْكِ تكذُّباً / كتكذُّبي وتخرُّصاً كتخرّصي
خَطَبَتْ مآثِرَهُ المُلوكُ تعلّماً / فنَبَتْ عن المعْنى البعيدِ الأعْوَص
يا مَشرَفيُّ اسْجُدْ له من بينهِمْ / يا باطلُ ازهقْ يا حقيقةُ حَصْحِصي
عشِيَتْ به مُقَلُ الكُماةِ فلو سرَى / كُرْدوسَةٌ في ناظِرٍ لم يَشخَص
أمُخَتَّماً منهمْ بقائِمِ سيفِهِ / ومُوَشَّحاً بنِجادِهِ المتقلِّص
نَيلَ الكواكبِ رُمْتَ لا نَيل العلى / فزِدِ المكارِمَ بَسْطةً أو فانقُص
للّهِ دَرُّ فَوارِسٍ أزدِيّةٍ / أقْبَلْتَهَا غيرَ البِطانِ الحُيَّص
يَتَبَسَّمونَ إلى الوغى فشِفاهُهُمْ / هُدْلٌ إلى أقْرانِهِمْ لم تَقْلِص
ذَرْنَا من اللّيْثِ الذي زعموا فهل / جرَّبتَهُ في معركٍ أو مَقْنَص
ما هاجهُ أنْ كُنتَ لم تَنْحِتْ لهُ / ظُفُراً وما خَطبُ الفريص المُفرَص
هجَرَتْ يدايَ النصْلَ إن لم أنبعِثْ / بمُبَحِّثٍ عن شأنه ومُفحِّص
نظمَتْ معاني المجدِ فيك نفُوسَها / بأدَقَّ من مَعنى البديعِ وأعْوَص
لو كنتَ شمسَ غمامةٍ لم تنْتَقِبْ / أو كنتَ بَدْرَ دُجُنَّةٍ لم تَنقُص
إن كان جُرْماً مثلُ شكري فاغتفِرْ / أو كان ذنْباً ما أتَيْتُ فمَحِّص
تَفْديكَ لي يومَ الأسِنّةِ مُهْجَةٌ / لم تَظْمَ عندك في حشاً لم تَخمَص
أبَني عليٍّ لا كفَرْتُ أيادياً / أغليْنَني في عصرِ لؤم مُرْخِصِ
جاورتُكم فجَبرتُمُ من أعظمي / ووصلتُمُ من رِيشيَ المُتحصِّص
لا جادَ غيرَكمُ السحابُ فإنّكُمْ / كنتمْ لذيذَ العيشِ غيرَ مُنغّص
كم في سُرادقِ مُلكِكم من ماجدٍ / عَمَمٍ وفينا منْ وَليٍّ مُخلِص
قد غَصَّ بالماءِ القَراحِ وكان لوْ / يُسقَى المُثمَّلُ عندكم لم يَغصَص
وإذا استكانَ منَ النّوَى وعذابِها / فإلى لسانٍ في الثناء كمِفرَص
صُنْعٌ يؤلَّفُ من نظامِ كواكبٍ / طلعتْ لغيرِ كُثَيِّرٍ والأحوص
مُتبلِّجاتٌ قبل في أزدِيِّهَا / ما قيل في أسْدِيَةِ ابنِ الأبرص
هل ينَهيَنّي إنْ حرصْتُ عليْكُمُ / فأتَى على المقدار من لم يحرِص
من قال للشِّعرى العَبور كذا اعبُري / كرهاً وقال لأختها الأخرى اغمصي