دَعني مِنَ الرَشَأ الأَغَنِّ الأَكيَسِ
دَعني مِنَ الرَشَأ الأَغَنِّ الأَكيَسِ / مِن لَحظِهِ وَالراح طافَ بِأَكؤُسِ
نَشوانُ مِن تيهِ المَلاحَةِ ناعِسُ ال / أَجفانِ فاتِرُها وَإِن لَم يَنعَسِ
لَم يَبقَ لي أَرَبٌ وَلا لي لَذَّةٌ / بِمُهَفهَفِ الأَعطافِ أَلمى أَلعَسِ
لَيسَ المَقامُ مَقامَ شَيخٍ عاجِزٍ / فيهِ يُشارُ إِلَيهِ أَمرَسَ أَمرَسِ
وَإِلَيكَ عَنّي بِالمُدامِ وَشُربِها / صِرفاً عَلى الوَتَرِ الفَصيحِ الأَخرَسِ
وافى بِها مِن صَيدنايا بُطرُسُ ال / خَمارِ وَهيَ سَبِيَّةٌ مِن جَرجَسِ
هَيهاتَ يَأبى الشُربَ مَن في قَلبِهِ / بَلبالُ هَمٍّ بِالعِيالِ مُوَسوَسِ
عِندي أُوَيلادٌ كَأَفراخِ القَطا / إِن بِنتُ عَنهُم ما لَهُم مِن مُؤنِسِ
اللَهُ لي وَلَهُم وُجودُ الأَشرَفِ ال / مَلِكِ الَّذي مِن جودِهِ لَم أَيأَسِ
ما لَذَّتي إِلّا مَديحُ الأَشرَفِ ال / قَيلِ الغَزيرِ الجودِ موسى الأَشوَسِ
مِنهُ المَعاني وَالمَعالي وَالقَوا / في أُلبِسَت في الدَهرِ أَشرَفَ مَلبَسِ
فَكَأَنَّما تَختالُ في إِستَبرَقٍ / أَو عَبقَرِيٍّ أَو مَلابِسِ سُندُسِ
وَكَأَنَّ عَسكَرَهُ المَجَرَّةُ أَشبَهَت / نَهراً يَشُقُّ حَديقَةً مِن نَرجِسِ
وَكَأَنَّهُ بَدرٌ أَضاءَ بِأَسعُدٍ / بِضِيائِها هَزَمَت ضِياءَ الأَنحُسِ
مَلِكٌ تَحولُ سُيوفُهُ يَومَ الوَغى / بَينَ الجُسومِ مِنَ العِدا وَالأَرؤُسِ
كَم رَأسِ قِرنٍ قَدَّهُ بِحُسامِهِ / مَع دِرعِهِ وَقِناعِهِ وَالقونَسِ
قَد كانَ قَبلُ خَساً فَغادَرَهُ زَكاً / فَالسَيفُ بَركارٌ بِكَفِّ مُهَندِسِ
عَمَّت وَخَصَّت في الأَنامِ هِباتُهُ / فَزَكَت عَلى الأَعداءِ في أُقليدِسِ
يَسطو بِضَربٍ قاصِلٍ بَل فاصِلٍ / وَبِطَعنِ دِعّيسٍ وَرَميِ مُقَرطِسِ
وَالنَقعُ لَيلٌ في نَهارٍ شِبهُهُ / زُرقُ الأَسِنَّةِ في سَوادِ الحِندِسِ
مَلِكٌ إِذا حَلَّ المُلوكُ بِمَجلِسٍ / يَومَ الفَخارِ يَحُلُّ صَدرَ المَجلِسِ
وَتَوَدُّ تيجانُ المُلوكِ بِأَسرِها / لَو قَبَّلَت مِنهُ مَكانَ القُندُسِ
وَكَأَنَّهُ في الجَيشِ لَيثٌ راحَ في / أَجَمِ الرِماحِ مِنَ السَوابِغِ مُكتَسِ
خِفنا عَلَيهِ مِنَ العُيونِ فَرَدَّها / عَن مَجدِهِ المَجدُ الوَزيرُ البَهنَسي
وَهُوَ اِبنُ مَن أَزرى بِحاتمِ طَيِّئٍ / جُوداً وَكانَ لَدى التِّراتِ كَبَيهَسِ
أَمِنَ المُروءةِ أَن يُجَعجِعَ ذو الغِنى / بِالعُنفِ مِنهُ بِذي العِيالِ المُفلِسِ
صِلَتي أَتَت فَجراً وَكانَت مَغرِباً / وَكِلاهُما في قَصرِهِ لَم تُحبَسِ
فَتَنَغّصَ المَعروفُ عِندي وَاِنثَنى / كَالوَردِ شيبَ نَسيمُهُ بِالكُندُسِ
حَتّى إِذا ما شَمَّهُ مُستَنشِقٌ / كادَ العُطاسُ يَفُضُّ عَظمَ المَعطِسِ
واهاً لِدُنيانا الغَرورِ فَإِنَّها / قَسَماً لَأَخوَنُ لِلوَرى مِن مُومِسِ
غَدّارَةٌ بِالأَشوَسِ الرِّئبالِ ثُم / مَ الأَطلَسِ العَسّالِ وَالمُتَطَلّسِ
وَإِلى المَليكِ الأَشرَفِ اِبنِ العادل ال / مَنصورِ جُبتُ مَهامِهاً بِالعِرمِسِ
هَوجاءُ مِرقالُ النَجاءِ شِمِلَّةٌ / تَطِسُ الأَكامَ بِوَخدِها في البَسبَسِ
إِنّي عَشَوتُ لِنارِ موسى قابِساً / وَلَتِلكَ نارٌ مِثلُها لَم يُقبَسِ
كَم مِن يَدٍ بَيضاءَ لا سوءٌ بِها / ضَحِكَت لِموسى وَهوَ غَيرُ مُعَبِّسِ
بَدرٌ مُنيرٌ وَالبُدورُ هِباتُهُ / في ذُروَةِ المَجدِ الأَثيلِ الأَقعَسِ
سائِل خَلاطَ بِهِ غَداةَ تَنَمَّرَت / مُرّادُها بِتَغَشمُرٍ وَتَغَطرُسِ
مَلِكٌ رَمى بِجُنودِهِ أَبراجَها / فَكَبَت عَلى الأَذقانِ كَبوَ المعتَسِ
شَقّوا العَصا وَتَفَرعَنوا فَأَتاهُمُ / موسى فَأَهلَكَ كُلَّ فِرعَونٍ مُسي
هُم أَوضَعوا يا وَيحَهُم في غَيِّهِم / فَتَعَثَّرَت أَقدامُهُم في الأَرؤُسِ
فَخِلاطُ زَلزَلَ فَتحُها الأَرضين حَت / تَى ماردينَ إِلى جَزائِرِ قُبرُسِ
قَيلٌ أَطارَ بِسَيفِهِ هاماتِهِم / في قَلعَةٍ مِن بَأسِهِ لَم تُحرَسِ
حَتّى اِستَقَرَّ بِناءُ مُلكٍ ثابِتٍ / بِالفَتحِ وَالنَصرِ المُبينِ مُؤَسَّسِ
فَبَنو أَبي بَكرٍ مُلوكُ الشامِ وَالد / دُنيا بِأَجمَعِها وَبَيتِ المَقدِسِ
فَهُمُ المُلوكُ وَلا مُلوكَ سِواهُمُ / طابَت مَجانيهِم لِطيبِ المَغرِسِ
مَلِكٌ إِذا اِفتَخَرَت بِهِ أَبناؤُهُ / بَينَ المُلوكِ فَكُلُّهُم لَم يَنبِسِ
لا زالَ مُلكُهُمُ لَهُم ما دارَتِ ال / أَفلاكُ في الفَلَكِ المُحيطِ الأَطلَسِ