القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : فِتيان الشّاغُوري الكل
المجموع : 2
دَعني مِنَ الرَشَأ الأَغَنِّ الأَكيَسِ
دَعني مِنَ الرَشَأ الأَغَنِّ الأَكيَسِ / مِن لَحظِهِ وَالراح طافَ بِأَكؤُسِ
نَشوانُ مِن تيهِ المَلاحَةِ ناعِسُ ال / أَجفانِ فاتِرُها وَإِن لَم يَنعَسِ
لَم يَبقَ لي أَرَبٌ وَلا لي لَذَّةٌ / بِمُهَفهَفِ الأَعطافِ أَلمى أَلعَسِ
لَيسَ المَقامُ مَقامَ شَيخٍ عاجِزٍ / فيهِ يُشارُ إِلَيهِ أَمرَسَ أَمرَسِ
وَإِلَيكَ عَنّي بِالمُدامِ وَشُربِها / صِرفاً عَلى الوَتَرِ الفَصيحِ الأَخرَسِ
وافى بِها مِن صَيدنايا بُطرُسُ ال / خَمارِ وَهيَ سَبِيَّةٌ مِن جَرجَسِ
هَيهاتَ يَأبى الشُربَ مَن في قَلبِهِ / بَلبالُ هَمٍّ بِالعِيالِ مُوَسوَسِ
عِندي أُوَيلادٌ كَأَفراخِ القَطا / إِن بِنتُ عَنهُم ما لَهُم مِن مُؤنِسِ
اللَهُ لي وَلَهُم وُجودُ الأَشرَفِ ال / مَلِكِ الَّذي مِن جودِهِ لَم أَيأَسِ
ما لَذَّتي إِلّا مَديحُ الأَشرَفِ ال / قَيلِ الغَزيرِ الجودِ موسى الأَشوَسِ
مِنهُ المَعاني وَالمَعالي وَالقَوا / في أُلبِسَت في الدَهرِ أَشرَفَ مَلبَسِ
فَكَأَنَّما تَختالُ في إِستَبرَقٍ / أَو عَبقَرِيٍّ أَو مَلابِسِ سُندُسِ
وَكَأَنَّ عَسكَرَهُ المَجَرَّةُ أَشبَهَت / نَهراً يَشُقُّ حَديقَةً مِن نَرجِسِ
وَكَأَنَّهُ بَدرٌ أَضاءَ بِأَسعُدٍ / بِضِيائِها هَزَمَت ضِياءَ الأَنحُسِ
مَلِكٌ تَحولُ سُيوفُهُ يَومَ الوَغى / بَينَ الجُسومِ مِنَ العِدا وَالأَرؤُسِ
كَم رَأسِ قِرنٍ قَدَّهُ بِحُسامِهِ / مَع دِرعِهِ وَقِناعِهِ وَالقونَسِ
قَد كانَ قَبلُ خَساً فَغادَرَهُ زَكاً / فَالسَيفُ بَركارٌ بِكَفِّ مُهَندِسِ
عَمَّت وَخَصَّت في الأَنامِ هِباتُهُ / فَزَكَت عَلى الأَعداءِ في أُقليدِسِ
يَسطو بِضَربٍ قاصِلٍ بَل فاصِلٍ / وَبِطَعنِ دِعّيسٍ وَرَميِ مُقَرطِسِ
وَالنَقعُ لَيلٌ في نَهارٍ شِبهُهُ / زُرقُ الأَسِنَّةِ في سَوادِ الحِندِسِ
مَلِكٌ إِذا حَلَّ المُلوكُ بِمَجلِسٍ / يَومَ الفَخارِ يَحُلُّ صَدرَ المَجلِسِ
وَتَوَدُّ تيجانُ المُلوكِ بِأَسرِها / لَو قَبَّلَت مِنهُ مَكانَ القُندُسِ
وَكَأَنَّهُ في الجَيشِ لَيثٌ راحَ في / أَجَمِ الرِماحِ مِنَ السَوابِغِ مُكتَسِ
خِفنا عَلَيهِ مِنَ العُيونِ فَرَدَّها / عَن مَجدِهِ المَجدُ الوَزيرُ البَهنَسي
وَهُوَ اِبنُ مَن أَزرى بِحاتمِ طَيِّئٍ / جُوداً وَكانَ لَدى التِّراتِ كَبَيهَسِ
أَمِنَ المُروءةِ أَن يُجَعجِعَ ذو الغِنى / بِالعُنفِ مِنهُ بِذي العِيالِ المُفلِسِ
صِلَتي أَتَت فَجراً وَكانَت مَغرِباً / وَكِلاهُما في قَصرِهِ لَم تُحبَسِ
فَتَنَغّصَ المَعروفُ عِندي وَاِنثَنى / كَالوَردِ شيبَ نَسيمُهُ بِالكُندُسِ
حَتّى إِذا ما شَمَّهُ مُستَنشِقٌ / كادَ العُطاسُ يَفُضُّ عَظمَ المَعطِسِ
واهاً لِدُنيانا الغَرورِ فَإِنَّها / قَسَماً لَأَخوَنُ لِلوَرى مِن مُومِسِ
غَدّارَةٌ بِالأَشوَسِ الرِّئبالِ ثُم / مَ الأَطلَسِ العَسّالِ وَالمُتَطَلّسِ
وَإِلى المَليكِ الأَشرَفِ اِبنِ العادل ال / مَنصورِ جُبتُ مَهامِهاً بِالعِرمِسِ
هَوجاءُ مِرقالُ النَجاءِ شِمِلَّةٌ / تَطِسُ الأَكامَ بِوَخدِها في البَسبَسِ
إِنّي عَشَوتُ لِنارِ موسى قابِساً / وَلَتِلكَ نارٌ مِثلُها لَم يُقبَسِ
كَم مِن يَدٍ بَيضاءَ لا سوءٌ بِها / ضَحِكَت لِموسى وَهوَ غَيرُ مُعَبِّسِ
بَدرٌ مُنيرٌ وَالبُدورُ هِباتُهُ / في ذُروَةِ المَجدِ الأَثيلِ الأَقعَسِ
سائِل خَلاطَ بِهِ غَداةَ تَنَمَّرَت / مُرّادُها بِتَغَشمُرٍ وَتَغَطرُسِ
مَلِكٌ رَمى بِجُنودِهِ أَبراجَها / فَكَبَت عَلى الأَذقانِ كَبوَ المعتَسِ
شَقّوا العَصا وَتَفَرعَنوا فَأَتاهُمُ / موسى فَأَهلَكَ كُلَّ فِرعَونٍ مُسي
هُم أَوضَعوا يا وَيحَهُم في غَيِّهِم / فَتَعَثَّرَت أَقدامُهُم في الأَرؤُسِ
فَخِلاطُ زَلزَلَ فَتحُها الأَرضين حَت / تَى ماردينَ إِلى جَزائِرِ قُبرُسِ
قَيلٌ أَطارَ بِسَيفِهِ هاماتِهِم / في قَلعَةٍ مِن بَأسِهِ لَم تُحرَسِ
حَتّى اِستَقَرَّ بِناءُ مُلكٍ ثابِتٍ / بِالفَتحِ وَالنَصرِ المُبينِ مُؤَسَّسِ
فَبَنو أَبي بَكرٍ مُلوكُ الشامِ وَالد / دُنيا بِأَجمَعِها وَبَيتِ المَقدِسِ
فَهُمُ المُلوكُ وَلا مُلوكَ سِواهُمُ / طابَت مَجانيهِم لِطيبِ المَغرِسِ
مَلِكٌ إِذا اِفتَخَرَت بِهِ أَبناؤُهُ / بَينَ المُلوكِ فَكُلُّهُم لَم يَنبِسِ
لا زالَ مُلكُهُمُ لَهُم ما دارَتِ ال / أَفلاكُ في الفَلَكِ المُحيطِ الأَطلَسِ
ماسَت كَخَوطِ البانَةِ المَيّاسِ
ماسَت كَخَوطِ البانَةِ المَيّاسِ / وَرَنَت إِلَيَّ بِلَحظِ ريمِ كِناسِ
لَكِنَّها نَفَرَت نُفوراً راعَني / إِذ راعَها وَخطُ المَشيبِ بِراسي
هَيفاء في قَلبي لِجَرسِ حُلِيِّها / أَضعافُ ما تُبدي مِنَ الوَسواسِ
وَردِيَّةُ الوَجَناتِ هاروتِيَّةٌ / لَحَظاتُها مِسكِيَّةُ الأَنفاسِ
تَفتَرُّ عَن دُرٍّ نَظيمٍ ناصِعٍ / حُلوِ المَراشِفِ لَم يُمَسَّ بِماسِ
وَيَهُزُّ مِنها خَطوُها في مَشيِها / حِقفاً بَديعَ اللينِ لَيسَ بِحاسِ
تَمشي وَتَسحَبُ خَلفَها مِن فَرعِها / وَحفاً كَأَسوَدَ لَيسَ بِالنَهّاسِ
قالَت أَرى رَبعَ الشَبيبَةِ مُقفِراً / مِن بَعدِ أَن قَد كانَ ذا إيناسِ
أَعدَتكَ عادِيَةُ المَشيبِ عَنِ الصِبى / حَتّى نَفَضتَ هَواكَ بِالأَحلاسِ
فَأَجبتُها لَم يَخطُ في مَيدانِهِ / قَدَمي وَلا رَكَضَت بِهِ أَفراسي
لَكِنَّني مُغرىً بِحَسوِ سُلافَةِ ال / آدابِ لا بِمُدامَةٍ في الكاسِ
لا خَيرَ فيمَن يَحتَسي في دَهرِهِ / شَيئاً لِفَضلِ أَخي الرَزانَةِ حاسي
أَصِباً وَقَد نَبَتَ الثَغامُ بِمَفرِقي / كَلّا وَقَد نُكِبَت قُوى أَمراسي
دَعَّتنِيَ الخَمسونَ في ظَهري إِلى ال / سِتينَ فَاِنهَتَمَت بِهِ أَضراسي
وَضَعُفتُ ضَعفَ اِبنِ اللَبونِ وَكُنتُ في / شَرخِ الصِبى كَالبازِلِ القَنعاسِ
لَم يَبقَ مِنّي غَيرُ غُبَّرِ مُدَّةٍ / مَدَّت يَد الإيناسِ لِلإِبساسِ
مَن حَلَّ مُعتَركَ المَنايا يَلقَ أَن / يابَ النَوائِبِ فَوقَ كَلكَلِ باسِ
وَالدَهرُ يَرسُبُ في أَواخِرِهِ القذى / لِمُعَمِّريهِ فَهوَ مِثلُ الكاسِ
إِنَّ الخَلاعَةَ قَد خَلَعتُ لِباسَها / وَعَلِمتُ أَنَّ الجِدَّ خَيرُ لِباسِ
وَالجِدُّ مَدحُ الطاهِرِ القاضي زَكي / يِ الدينِ وَالدُنيا أَبي العَبّاسِ
يا اِبنَ الأُلى شَهِدَ الزَمانُ بِأَنَّهُم / بَعدَ الخَلائِفِ فيهِ خَيرُ الناسِ
ما لِلأُمورِ إِذا شَكا مِن كَلمِها / شوسُ المُلوكِ سِواكُمُ مِن آسِ
ذَلَّلتُمُ بِعُلومِكُم وَحُلومِكُم / إِذ رُضتُموها كلَّ ذات شِماسِ
وَأَطاعَ أَمرَكُمُ الزَمانَ وَقَد رَمى / حُسّادَكُم بِالرَغمِ وَالإِتعاسِ
وَبَلَغتُمُ بِالرَأيِ ما لَم يَستَطع / إِدراكَهُ بِاللامِ أُسدُ حِماسِ
حَسَدَت دِمَشقَ عَلى مَقامِكُمُ بِها / بَغدادُ وَهيَ حِمى بَني العَبّاسِ
أَنتَ الَّذي بِفِعالِهِ وَمَقالِهِ / في حُكمِهِ أَنسى ذَكاءَ إِياسِ
إِن يَنثُرِ الدُرَّ النَفيسَ بَنانُهُ / يَنظِمهُ بِالأَقلامِ في القِرطاسِ
بِبَيانِهِ وَبَنانِهِ سِحرانِ مِن / لَفظٍ وَخَطٍّ باهِرِ الجلّاسِ
ما إِن رَأَينا صائِغاً مِن قَبلِهِ / في الطِّرسِ صاغَ الدُرَّ مِن أَنقاسِ
يا مَن يُنافِسُهُ لَقَد أَمَّلتَ أَن / تَلقى شُعاعَ الشَمسِ بِالنِّبراسِ
طبٌّ بِأَحكامِ الشَريعَةِ فارِسٌ / في حَومَتَي نَصٍّ وَحُسنِ قِياسِ
مِن دَوحَةٍ قُرَشِيَّةٍ أُمَوِيَّةٍ / في سُرَّةِ البَطحاءِ ذاتَ عِراسِ
فَكَأَنَّ عافِيهِ زُهَيرٌ مادِحاً / هَرِماً فَحادَ بِهِ عَنِ الإِفلاسِ
وَحسوده يَحكي كُلَيباً إِذ ثَوى / لِيَدَيهِ وَالفَمِ مِن يَدَي حَسحَاسِ
إِن كُنتُ نِسياً عِندَ مُحي الدينِ مَن / سِيّاً فَلَيسَ لِيَ اِبنُهُ بِالناسي
لَهُما دُعائي وَالثَناءُ عَلَيهِما / يَتَرَدَّدانِ تَرَدُّدَ الأَنفاسِ
وَأَنا الجَديرُ لِحُسنِ مَدحي فيهِما / قِدماً بِما قَد كانَ حُقَّ لِشاسِ
لا فارقا النعماءَ فَهيَ لَدَيهِما / مَبنِيَّةٌ عادِيّهُ الآساسِ
مادامَ ماءٌ في يَزيدَ وَفي ثَرى / ثَورا وَفي بَردى وَفي باناسِ
هُنّيتَ عاماً أَقبَلَت أَوقاتُهُ / وَوُجوهُها بِالنَورِ مِنكَ كَواسي
مِثلُ المَصاحِفِ زُيِّنَت أَوراقُها / بِطَلاوَةِ الأَعشارِ وَالأَخماسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025