المجموع : 6
شمسان من كاسٍ وحاملِ كاسِ
شمسان من كاسٍ وحاملِ كاسِ / أزرى قياسُهما بكلِّ قياس
يتنسَّمان معَ النسيمِ لطافةً / ويُنافِسَانِ المِسكَ في الأنفاس
يا أيها الغصنُ الذي تُشْتَقُّ من / حركاتِهِ حركاتُ غُصْنِ الآس
لا تسقني صرْفَ المُدَامِ كفَاكَها / ما قد سُقِيتُ بعينِ بعض الناس
أطعمتُ نفسي في هواكَ وإِنما / طمَعُ المحبِّ مُعَلَّقٌ بالياس
وأنا الفداءُ لناعسِ الألحاظِ لم / تُكْحَلُ مآقي عينِهِ بنعاس
بدرٌ ولكن ليس بدرَ دُجُنَّةٍ / ظبيٌ ولكنْ ليسَ ظبيَ كِناس
لولا الحياءُ لظلَّ يلثمُ طاسَهُ / إذ كان يُبْصِرُ وجْهَهُ في الطاس
أنا إِنْ تخرَّمَتِ الحوادثُ شِرَّتي / فمضى حِرَاني واضمحلَّ شماسي
وتلوَّنَتْ أيامُ هذا الدهرِ لي / لما نظرتُ إلى تلوُّنِ راسي
وقرأتُ من خَطِّ المشيب بعارضي / سَطْراً يخالفُ أَسطُرَ القرطاس
فلربَّما قد قادني لينُ الصِّبا / وألانَ لي قلبَ الزمانِ القاسي
وقبستُ نيرانَ الخدود بِشَرْبةٍ / هي في الدجى عِوَضٌ من المقباس
كان الهوى بالرَّقتين فبعتُهُ / حلباً على سْومٍ به ومِكاس
ما في الهنيّ وقد خلَتْ أَيَّامُهُ / بدلاً ببابليَّ ولا بطياس
وإذا التفتَّ إلى الفراتِ فإنما / هو نقطةٌ من راحةِ العباس
المبتني بنيانَ مجدٍ ما له / غيرُ النجومِ الزُّهْرِ من آساس
واللابسُ الشرفُ الذي أَضحى به / متفرّداً من دونِ كلِّ لباس
غَرْسُ الإمارةُ غَرْسُهُ / إن العلى عاديَّةُ الأغراس
وكَيَغْلَغِيُّ المجدِ يُلْقى مجْدُه / ثَبْتَ الدعائمِ مُحْصَدَ الأمراس
من ذا كأحمدَ أو كإبراهيمَ أو / كأبيهما لمنابرٍ وكراسي
قومٌ إذا ما قيسَ مُحْدَثُ عِزِّهِمْ / بقديمه جَرياً على مقياس
أضحتْ قصورُ الشامِ أخياساً لهم / فحَذارِ إن الأُسْدَ في الأخياس
الموردين على الفرات خيولَهُمْ / فحِمى الأُرُنْطِ إلى حِمى باناس
متعارضاتٍ في الصهيلِ تعارضاً / يحكي ارتجاسَ العارضِ الرجَّاس
دُلُفاً إلى الأَبطالِ في يومِ الوغى / صُدُفاً عن الأعزالِ والأنكاس
من كل داجي اللونِ إلا غُرَّةٌ / عادتْ دجاهُ عداوةَ النبراس
يطأ الصَّفا فيثيرُ نقعاً في الصفا / ويخالُ متْنَ الجُرْزِ متْنَ دهاس
لله ما العباسُ من آسٍ إذا / كَلْمُ الحوادثِ حارَ فيه الآسي
فردُ الكيانِ من رحمةٍ / تَسَعُ الأنامَ وقلبه منْ باس
ويهولُنا رعْدُ السحابِ وبَرْقُهُ / معَ ما لنا من الإيناس
مَلِكٌ إذا قَسَطَ الزَّمانُ سما له / فأراهُ كيف الوزنُ بالقِسْطَاس
أعدى على صَرْفِ الليالي المعتدي / وألانَ مع طَبْعِ الزمانِ القاسي
المُنْزِلُ الإِفلاسَ عن يدِ مجتدٍ / مذ كان كان مطِيَّةَ الإِفلاس
يوماه ذا عيدٌ وذا عُرْسٌ وإن / جلاَّ عن الأعيادِ والأعراس
يأبى الحجابَ وليس يُحْجَبُ بِشْرُهُ / عن أعينِ النُّدَماءِ والجلاَّس
ويضيءُ في ظُلَمِ الخطوبِ ولو غَدَتْ / مصبوغةَ الجَنَباتِ والأنْقَاس
روحي فداؤكَ أيّ فارسِ مأزِقٍ / تُلْقى إِليه أعِنَّةُ الأفراس
كم فتكةٍ لك في ندىً أو في وغىً / أعْيَتْ على البَرَّاضِ والجسَّاس
ومواقفٍ بين القواضبِ والقنا / بِرِضى أُناسٍ أَو بِسُخْطِ أُناس
تُوفي بمسمومِ الشُّواظِ مُكَرَّمٍ / عن أن يُشابَ شواظُهُ بِنُحاس
متلقياً ترسَ الكميّ بضربةٍ / تُلْقي الكميَّ وراءَ صفِّ تراس
إذ لا كؤوسَ سوى الأسنّةِ والظُّبا / والقومُ من ساقٍ بها أو حاس
يهني الإمارةَ إِذ حوى أقطارَها / طَوْدٌ تلوذُ به الإِمارةُ راس
إن تُنسَ مَكْرُمَةٌ يُجدِّدْ ذكرِها / خِرْقٌ لما أَنْسَى المكارَم ناس
شاكي السلاح منَ النزاهةِ دارعٌ / حالي الطِّباعِ من المروَّةِ كاس
ما إن تزالُ به العلى مَعْمورةً / حين العُلى كالأَربُعِ الأدراس
يُعْييك أَن تلقاهُ إلا مُؤثراً / مُتَرَفِّعاً عن أَن يقالَ مُواس
وَتَفاضُلُ الأقوامِ في أخلاقهم / يُنبيك كيف تَفاضُلَ الأجناس
يا ذا العروسُ ليُهْنِكَ العرسُ
يا ذا العروسُ ليُهْنِكَ العرسُ / ولتهنِكَ الخَلَواتُ والأنسُ
والبدرُ أكملُ ما يكونُ إذا / ما قابَلَتْهُ بوَجْهِكَ الشمس
قد صحَّ ظنُّكَ بالحبيبِ وقد / صدقَ التوهُّمُ فيه والحدْس
ولبستما الوصلَ الجديدَ على ال / وصلِ اللبيسِ وحبَّذا اللُّبْس
لا ينحسنَّكَ عاذلٌ أبداً / للعاذلين ولا لكَ النَّحْس
وأعلم أبا إسحقَ علمَ فتىً / ما خانه علمٌ ولا جِنْس
أنَّ الذي ظَفِرتْ يداكَ به / كنزٌ لنا في مِثْلِه الخُمْس
أرأيتَ أحسنَ من عيونِ النرجسِ
أرأيتَ أحسنَ من عيونِ النرجسِ / أم من تلاحُظِهنَّ وسطَ المجلس
درٌّ تشقَّقَ عن يواقيتٍ على / قُضُبِ الزمرُّدِ فوقَ بُسْطِ السُّنْدس
أجفانُ كافورٍ حُبِينَ بأعينٍ / من زعفرانٍ ناعماتِ الملمس
وكأنَّها أقمارُ ليلٍ أَحدَقَتْ / بشموسِ دجنٍ فوق غُصنٍ أملس
مغرورقاتٌ في ترقرقِ ظلِّها / ترنو رُنوَّ الناظرِ المتفرِّس
فإذا تَغَشَّتْها الرياحُ تَنَفَّسَتْ / عن مثلِ ريح المسكِ أَيَّ تنفُّس
وحكى تداني بعضِها من بعضِها / يوماً تداني مؤنسٍ من مؤنس
هذا وذاك تعانقا في مجلسٍ / عِشقاً وتلك تعانقتْ في مَغرس
وإذا نعستَ من المدامِ رأيتَها / ترنو إليك بأعينْ لم تَنْعَس
أفتلك أحسنُ أم أقاحٍ مقمرٌ / بإزاءِ هذاك البهارِ المشمس
يا أيها الساقي الذي لحظاتُهُ / أضحتْ موكَّلة بقبضِ الأنفس
أوقعتَ قلبي بين لحظٍ مُطْمعٍ / في الودِّ منك وبين لفظٍ مؤيس
فَيضُ الدُّموعِ وشِدَّةُ الأنفاسِ
فَيضُ الدُّموعِ وشِدَّةُ الأنفاسِ / شهِدا على ما في هواكَ أُقاسي
لَبِسَ الملاحةَ ثم ألبسني ضنىً / شتَّانَ بين لباسِه ولباسي
يا من يريدُ وصالَنا ويصدُّه / ما قد يحاذِرُ من كلامِ الناس
صِلْني فإن سَبَقتْ إليكَ ملامةٌ / أبداً فَعَصِّب ما يُقالُ براسي
دعني وبأسي قد قنعتُ بياسي
دعني وبأسي قد قنعتُ بياسي / لا تَثْنِ راسي لستَ تملكْ راسي
مالي ولابن الحاضريِّ يبيحني / سَهَري ويحميني لذيذَ نعاسي
هيهات ألبسُ حُلَّةَ الوسواسِ إِذ / ألقيتُ عنِّي حلَّةَ الوسواس
لمَ أَصطفي قَذَراً من الأقذار بل / لمَ أرتضي رجساً من الأرجاس
أتراه خاطَ ولن يخيطَ م استِهِ / ما كان مزَّقَ أيرُ حبّ الآس
لما أتى الحمّامَ بين ثيابِهِ / خوطٌ كخوطِ البانةِ الميَّاس
ألقى القميصَ فقال ذاك لنفسه / هذا المدادُ لذلك الأنقاس
إِن كان بالكافور طافَ قياسُه / فأنا الذي بالمسكِ طاف قياسي
وبدا يفوِّقُ سَهمَهُ حتى إذا / خلاَّه أَنفذَ رُقْعَةَ البُرْجاس
مترادفَ الحركاتِ ممتدَّ المطا / من فوقه متحافز الأنفاس
تتعاورُ الأقداسُ منه هامةً / هي في صلابتها من الأقداس
والناسُ في تخليصِ بينهما فقلْ / ما أسهلَ التخليصَ بين الناس
لصقا فلم ينقذَّ ذا من ذا ولو / قدُّوه بالمنشار أو بالفاس
حتى إذا عادت قساوةُ أيرِهِ / ليناً ورُبَّتما يلينُ القاسي
خلاَّهُ كالحبلى لتسعةِ أشهرٍ / لكنه حبَلٌ بغير نفاس
يا ابن الجنيدِ غدوتَ مرتبكاً
يا ابن الجنيدِ غدوتَ مرتبكاً / حيرانَ بين التَّعْسِ والنُّكْسِ
يا طائرَ الشؤمِ المبغَّض مِنْ / بينِ الطيورِ وطالعَ النحس
إِغتالَ شؤمُكَ نَفْسَ واحدتي / أكْرِمْ بتلكَ النفسِ من نفس
ومحا منَ الدنيا محاسِنَها / محوَ الكسوفِ محاسِنَ الشمس
إِن كنتَ لي ختَناً فلا عجبٌ / قد يُبْتَلى النِّحريرُ بالجبس