المجموع : 13
كُنتَ الفَقيرَ فَخُطِّئَت لَكَ صُيَّبُ
كُنتَ الفَقيرَ فَخُطِّئَت لَكَ صُيَّبُ / وَرُزِقتَ إِثراءً فَقيلَ مُقَرطِسُ
خَرَصوا فَقالوا إِنَّ عالَمَ آدَمٍ / قَد كانَ يَلفُظُ أَنفُساً إِذ يَعطِسُ
فَلِذالِكَ صارَ الحَمدُ عِندَ عُطاسِهِم / خُلقاً لَهُم وَأَخو الحِجى مُتنَطِّسُ
ثَمِلَ الكَبيرُ فَظَلَّ يَحسِبُ أَنَّهُ
ثَمِلَ الكَبيرُ فَظَلَّ يَحسِبُ أَنَّهُ / كَرَّ الشَبابُ وَلانَ عَظمٌ يابِسُ
وَكَأَنَّها لَمّا دَنَت مِن شَيبِهِ / شَقِرٌ لِنورِ الإِقحِوانِ مَلابِسُ
وَيَظُنَّها نارَ الخَليلِ سَليمَةً / وَيَكادُ يَأخُذُ مِن سَناها القابِسُ
ضَحِكَت إِلَيهِ وَهِيَ هازِئَةٌ بِهِ / لَمّا حَساها وَهُوَ أَزوَرُ عابِسُ
ما الناسُ نّاسٌ إِذا تَغَيَّرَ شَكلُهُم / قُل ما بَدا لَكَ فَالدِيارُ بَسابِسُ
ما شَفَّني بُردٌ أَمَحُّ سِوى الصِبا / وَلَقَد تَمَزَّقَ لي سِواهُ مُلابِسُ
حَبَسَتكَ أَقدارٌ ذَوَتكَ عَنِ المُنى / فَمَضى الصِحابُ وَأَنتَ ثاوٍ حابِسُ
جَنَتِ الغَوارِسُ وَاِستَقَلَّ أَخو الغِني
جَنَتِ الغَوارِسُ وَاِستَقَلَّ أَخو الغِني / وَسَعى المُؤَمِّلُ وَاِستَراحَ اليائِسُ
وَاللُبُّ حُرفٌ وَالجَهالَةُ نِعمَةٌ / وَالكَيّسُ الفَطِنُ الشَقيُّ الكائِسُ
وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقائِقِ لَم يَكُن / في العالَمِ البَشَريِّ إِلّا بائِسُ
وَالمَوتُ بازٍ وَالنُفوسُ حَمائِمُ / وَهِزَبرُ عِرَّيسٍ وَنَحنُ فَرائِسُ
إِنَّ الأَوانِسَ أَن تَزورَ قُبورَها / خَيرٌ لَها مِن أَن يُقالَ عَرائِسُ
كَم نالَ قَبلَكَ في طَعّامِكَ مِن يَدٍ / نَصَبٌ إِلى أَن لاسَ قُوتَكَ لائِسُ
فَكَوارِبٌ وَزَوارِعٌ وَكَوافِرٌ / وَحَواصِدٌ وَجَوامِعٌ وَدَوائِسُ
وَخُطوبُ دَهرٍ غَيرُ ذَلِكَ جَمَّةٌ / دونَ اِغتِذائِكَ وَالأَُمورُ لَبائِسُ
وَكَذاكَ ما عَنّاهُمُ حَتّى رَأوا / شَجَراً بِها ثَمَرُ النَدامَةِ نائِسُ
وَمَتّى رَكِبتَ إِلى الدِيانَةِ غالَها / فِكَرٌ عَلى حُسنِ الضَميرِ دَسائِسُ
وَالعَقلُ يَعجَبُ وَالشَرائِعُ كُلُّها / خَبَرٌ يُقَلَّدُ لَم يَقِسهُ قائِسُ
مُتَمَجِّسونَ وَمُسلِمونَ وَمَعشَرٌ / مُتَنَصِّرونَ وَهائِدونَ رَسائِسُ
وَبُيوتُ نيرانٍ تُزارُ تَعَبُّداً / وَمَساجِدٌ مَعمورَةٌ وَكَنائِسُ
وَالصائِبونَ يُعَظَّمونَ كَواكِباً / وَطِباعُ كُلٍّ في الشُرورِ حَبائِسُ
أَنّي يَنالُ أَخو الدِيانَةِ سُؤدَداً / وَمَآرِبُ الرَجُلِ الشَريفِ خَسائِسُ
وَإِذا الرِئاسَةُ لَم تُعَن بِسِياسَةٍ / عَقليَّةٍ خَطِئَ الصَوابَ السائِسُ
يا رَبِّ أَخرِجني إِلى دارِ الرِضى
يا رَبِّ أَخرِجني إِلى دارِ الرِضى / عَجَلاً فَهَذا عالَمٌ مَنكوسُ
ظَلّوا كَدائِرَةٍ تَحَوَّلَ بَعضُها / مِن بَعضِها فَجَميعُها مَعكوسُ
لا كيسَ بَينَهُم وَأَفضَلُ مَن تَرى / في دينِهِ مِثلُ العَقيرِ يَكوسُ
يَبغَونَ بِالخُسرِ الرَباحَ وَبِالأَذى / حُسنَ الثَوابِ فَكُلُّهُم مَوكوسُ
وَأَرى مُلوكاً لا تَحوطُ رَعيَّةً / فَعَلامَ تُؤخَذُ جِزيَةٌ وَمُكوسُ
القُدسُ لَم يُفرَض عَلَيكَ مَزارُهُ
القُدسُ لَم يُفرَض عَلَيكَ مَزارُهُ / فَاِسجُد لِرَبِّكَ في الحَياةِ مُقَدِّسا
أَصبَحتُ في يَومي أُسائِلُ عَن غَدي / مُتَخَبِّراً عَن حالِهِ مُتَنَدِّسا
أَمّا اليَقينُ فَلا يَقينَ وَإِنَّما / أَقصى اِجتِهادي أَن أَظُنَّ وَأُحدِسا
لا تَرهَبَّنَّ مِنَ الظِباءِ كَوادِساً / وَلَو اِنتَشَقنَ مَعَ الصَبَاحِ الكُندُسا
وَإِذا النَهارُ خَشيتَ مِنهُ غَوائِلاً / فَعَلَيكَ مِن لَيلٍ يُعينُكَ حِندَسا
فَالجِنحُ أَخضَرُ كَالسُدوسِ تَخالُهُ / مِن حَيَّةٍ خَضراءَ غُشِّيَ سُندُسا
مَن لي بِإِمليسيَّةٍ أَعني بِها
مَن لي بِإِمليسيَّةٍ أَعني بِها / وَجَناءَ تَقطَعُ في الدُجى الإِمليسا
أَطَلَبتُمُ أَدَباً لَدَيَّ وَلَم أَزَل / مِنهُ أُعاني الحَجرَ وَالتَفليسا
ما كُنتُ ذا يُسرٍ فَأَجمَعَهُ وَلا / ذا صِحَّةٍ فَأُحالِفَ التَغليسا
وَأَرَدتُموني أَن أَكونَ مُدَلِّساً / هَيهاتَ غَيري آثَرَ التَدليسا
لَيسَ الأنَامُ بِمُنجَحٍ فَإِذا دَعا / داعي الضَلالِ فَلا يَجِدكُم لِيسا
إِن ماتَ صاحِبُكُم فَجُدّوا بَعدَهُ / في النُسكِ وَاِتَّخِذوا الخُشوعَ جَليسا
فَاللَهُ ما اِختارَ البَقاءَ وَطولَهُ / إِلّا لِشَرِّ عِبادِهِ إِبليسا
وَأَرى الذِئابَ الطُلُسَ يَعجَزُ كَيدُها / عَن كيدِ شيبٍ أَظهَروا التَطليسا
وَتَخالَسوا الغَرَضَ الحَرامَ وَقَد رَأوا / شَعراً كَمُلوِيَةِ الرِياضِ خَليسا
حُمّى ثَلاثٍ في حُمَيّا عِلَّةٍ
حُمّى ثَلاثٍ في حُمَيّا عِلَّةٍ / خَيرٌ لِنَفسِكَ مِن ثَلاثَةِ أَكُؤسِ
لا تَشرَبَنَّ الخَمرَ فَهِيَ غَويَّةٌ / ساقَت بِأَنعامِها طَويلَ الأَبُؤسِ
عَجَباً لَنا وَلِمَن مَضى أَقدامُنا / يَمشينَ فَوقَ جُسومِهِم وَالأَرؤُسِ
وَلَسَوفَ يَفعَلُهُ بِنا مَن بَعدَنا / إِنَّ المَنونَ سِهامُها في الأَقؤُسِ
راسَ الفَتى زَمَناً وَراسَ حِمامُهُ / فَغَدا الرَئيسُ كَأَنَّهُ لَم يَرأَسِ
غَضِبَ الأَميرُ مِنَ المَلامِ وَهَل تَرَى
غَضِبَ الأَميرُ مِنَ المَلامِ وَهَل تَرَى / أَحَداً يَفوزُ بِعَرضِهِ لَم يَدنَسِ
أَنا جاهِلٌ إِلّا بِأَمرٍ واحِدٍ / ما عالَمي هاذا بِأَهلِ تَأنُسِ
فَتَوَقَّهُم مِن أَسوَدٍ أَو أَبيَضٍ / أَو أَسمَرٍ ما بَينَ ذَينِ مُجَنَّسِ
وَالعُنسُ تُعتَقُ مِن أَذاكَ أَسَرُّ مِن / غُرِّ العَواتِقِ وَالغَواني العُنَسِ
إِنَّ الكَرى في العَينِ يُحمَدُ وَالكَرى / عِندَ البُرى كَمَدُ الحِسانِ الأَنِّسِ
أَمّا الجَواري كُنَّساً فَيَفُتنَني / فَمَتّى لِحاقي بِالجَواري الكُنَّسِ
وَالخَلقُ غَيرُ الخُلُق كَم أَنِفَ اللاءَى / مِن صَيدِ ضارِيَةٍ بِأَنفٍ أَخنَسِ
أَنَسيتَ حَقَّ اللَهِ أَم أَهمَلتَهُ
أَنَسيتَ حَقَّ اللَهِ أَم أَهمَلتَهُ / شَرٌّ مِنَ الناسي هُوَ المُتَناسي
نَبغي الطَهارَةَ في الحَياةِ وَإِنَّما / أَجسادُنا جُمَلٌ مِنَ الأَدناسِ
سُبحانَ جامِعِها إِلى غَبرائِها / في حَيِّزِ الأَنواعِ وَالأَجناسِ
إِن صَحَ عَقلُكَ فَالتَفَرُّدُ نِعمَةٌ / وَنَوى الأَوانِسِ غايَةُ الإيناسِ
أَبلَستُ مِن وَساوِسِ حَليٍّ خِلتُهُ / إِبليسَ وَسوسَ في صُدورِ الناسِ
ما شِمتَ مِن شَمّاءَ قَبلُ وَهَل نَأَت / خَنساءُ عَن شَيطانِها الخَنّاسِ
أَو لا وَأَلهِ العِرسَ عَن غَزَلٍ لَها / بِالغَزلِ فَهِيَ شَقيقَةُ العِرناسِ
زيدَت بِها أَلفٌ وَنونٌ إِنَّ مَن / فَرسَ الرِقابِ نَطَقَت بِالفِرناسِ
يَرمي الضَرّاءَ بِسيدِهِ مُتَخَتِّلاً / كَيما يَصيدَ لَهُ رَبيبَ كِناسِ
نُسِخَ المَعاشِرُ فَالغَضَنفَرُ ثَعلَبٌ / في لُؤمِهِ وَالناسُ كَالنَسناسِ
وَتَفَكَّرَت نَفسُ اللَبيبِ وَقَد رَأَت / أَشُخوصُ جِنٍّ أَم شُخوصُ إِناسِ
عُربٌ وَعُجمٌ دائِلونَ وَكُلُّنا / في الظُلمِ أَهلُ تَشابُهٍ وَجِناسِ
فَلَقيتُ مِن زَيدٍ وَعَمرٍو مِثلَ ما / لاقَيتَ مِن ذِنكٍ وَمِن أَشناسِ
لا ذَنبَ لِلدُنِّيا فَكَيفَ نَلومُها
لا ذَنبَ لِلدُنِّيا فَكَيفَ نَلومُها / وَاللَومُ يَلحَقُني وَأَهلَ نِحاسي
عِنبٌ وَخَمرٌ في الإِناءِ وَشارِبٌ / فَمَنِ المَلومُ أَعاصِرٌ أَم حاسِ
قَد يَرفَعُ اللَهَ الوَضيعَ بِنُكتَةٍ
قَد يَرفَعُ اللَهَ الوَضيعَ بِنُكتَةٍ / كَالنَقعِ زارَ مَعاطِساً بِمَلاطِسِ
فَاِذهَب لِشَأنِكَ في الأُمورِ وَلا تَبِت / كَالنَكسِ يَجنَحُ مِن حِذارِ العاطِسِ
لا تَرقُدوا فَوقَ الرِحالِ فَإِنَّما
لا تَرقُدوا فَوقَ الرِحالِ فَإِنَّما / تُرمى النُجومُ بِغَيرِ طَرَفِ الناعِسِ
وَلِرُبَّ جَدٍّ مُكثِرٍ أَبناوُهُ / يَبغَونَ عَيشَهُمُ بِجَدٍّ تاعِسِ
لَم يَدعُ حَظّي يا لَسَعدٍ في الوَغى / بَل صاحَ في الأَيّامِ يا لَمُقاعِسِ
لِلمَوتِ حَدٌّ لا يُقَرَّبُ حينُهُ / بِصُدورِ بيضٍ أَو صُدورِ مَداعِسِ
بِتْنا فَريقٌ في سُرُوجِ ضَوامِرٍ
بِتْنا فَريقٌ في سُرُوجِ ضَوامِرٍ / مِنّا وآخَرُ في رِحالِ عَرامِسِ
سَلَبَ الكَرَى ألْبابَ مَن ذاقَ الكَرَى / مِنّا وطارَ ببَعْضِ لُبّ الناعِس
فالمَرْءُ يَلْثُمُ سَيْفَهُ وقِرابَهُ / ويَظُنّهُ وَجَناتِ أغْيَدَ مائِس
حيْثُ الشِّمالُ عن العِنانِ ضَعيفَةٌ / والسّوْطُ يَسقُطُ مِن يمينِ الفارس
لا تَحْسَبي إبِلي سُهَيْلاً طالِعاً / بالشأمِ فالمَرْئِيُّ شُعْلَةُ قابِس
هذِي العواصِمُ فاسألينا ما بها / وذَرِي مَآرِبَ مِن زَرُودَ وراكِس
ولقد أظَلُّ تُظِلّني وصَحابَتي / والشمسُ مِثلُ الأخْزَرِ المُتَشاوِس
خيْلٌ شوامِسُ في الجِلالِ إذا هفَتْ / ريحٌ وإن ركَدَتْ فغيرُ شوامِس
والذّئبُ يَسْأَلُنَا الشِّرَاكَ ودُونَهُ / طَيّانُ أشْعَثُ كالفَقيرِ البائس
لتُرِحْ مَناسِمَها فإنّ وراءَها / عَجُزَ النّهارِ وصَدْرَ ليلٍ دامِس
ولقد غَصَبْتُ اللّيْلَ أحسَنَ شُهْبِه / ونظَمْتُها عِقْداً لأحْسَنِ لابِس
وأفَدْتُها القِدْحَ المُعَلّى فائضاً / يَجْري ولم أقْنَعْ لها بالنافس