القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 13
كُنتَ الفَقيرَ فَخُطِّئَت لَكَ صُيَّبُ
كُنتَ الفَقيرَ فَخُطِّئَت لَكَ صُيَّبُ / وَرُزِقتَ إِثراءً فَقيلَ مُقَرطِسُ
خَرَصوا فَقالوا إِنَّ عالَمَ آدَمٍ / قَد كانَ يَلفُظُ أَنفُساً إِذ يَعطِسُ
فَلِذالِكَ صارَ الحَمدُ عِندَ عُطاسِهِم / خُلقاً لَهُم وَأَخو الحِجى مُتنَطِّسُ
ثَمِلَ الكَبيرُ فَظَلَّ يَحسِبُ أَنَّهُ
ثَمِلَ الكَبيرُ فَظَلَّ يَحسِبُ أَنَّهُ / كَرَّ الشَبابُ وَلانَ عَظمٌ يابِسُ
وَكَأَنَّها لَمّا دَنَت مِن شَيبِهِ / شَقِرٌ لِنورِ الإِقحِوانِ مَلابِسُ
وَيَظُنَّها نارَ الخَليلِ سَليمَةً / وَيَكادُ يَأخُذُ مِن سَناها القابِسُ
ضَحِكَت إِلَيهِ وَهِيَ هازِئَةٌ بِهِ / لَمّا حَساها وَهُوَ أَزوَرُ عابِسُ
ما الناسُ نّاسٌ إِذا تَغَيَّرَ شَكلُهُم / قُل ما بَدا لَكَ فَالدِيارُ بَسابِسُ
ما شَفَّني بُردٌ أَمَحُّ سِوى الصِبا / وَلَقَد تَمَزَّقَ لي سِواهُ مُلابِسُ
حَبَسَتكَ أَقدارٌ ذَوَتكَ عَنِ المُنى / فَمَضى الصِحابُ وَأَنتَ ثاوٍ حابِسُ
جَنَتِ الغَوارِسُ وَاِستَقَلَّ أَخو الغِني
جَنَتِ الغَوارِسُ وَاِستَقَلَّ أَخو الغِني / وَسَعى المُؤَمِّلُ وَاِستَراحَ اليائِسُ
وَاللُبُّ حُرفٌ وَالجَهالَةُ نِعمَةٌ / وَالكَيّسُ الفَطِنُ الشَقيُّ الكائِسُ
وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقائِقِ لَم يَكُن / في العالَمِ البَشَريِّ إِلّا بائِسُ
وَالمَوتُ بازٍ وَالنُفوسُ حَمائِمُ / وَهِزَبرُ عِرَّيسٍ وَنَحنُ فَرائِسُ
إِنَّ الأَوانِسَ أَن تَزورَ قُبورَها / خَيرٌ لَها مِن أَن يُقالَ عَرائِسُ
كَم نالَ قَبلَكَ في طَعّامِكَ مِن يَدٍ / نَصَبٌ إِلى أَن لاسَ قُوتَكَ لائِسُ
فَكَوارِبٌ وَزَوارِعٌ وَكَوافِرٌ / وَحَواصِدٌ وَجَوامِعٌ وَدَوائِسُ
وَخُطوبُ دَهرٍ غَيرُ ذَلِكَ جَمَّةٌ / دونَ اِغتِذائِكَ وَالأَُمورُ لَبائِسُ
وَكَذاكَ ما عَنّاهُمُ حَتّى رَأوا / شَجَراً بِها ثَمَرُ النَدامَةِ نائِسُ
وَمَتّى رَكِبتَ إِلى الدِيانَةِ غالَها / فِكَرٌ عَلى حُسنِ الضَميرِ دَسائِسُ
وَالعَقلُ يَعجَبُ وَالشَرائِعُ كُلُّها / خَبَرٌ يُقَلَّدُ لَم يَقِسهُ قائِسُ
مُتَمَجِّسونَ وَمُسلِمونَ وَمَعشَرٌ / مُتَنَصِّرونَ وَهائِدونَ رَسائِسُ
وَبُيوتُ نيرانٍ تُزارُ تَعَبُّداً / وَمَساجِدٌ مَعمورَةٌ وَكَنائِسُ
وَالصائِبونَ يُعَظَّمونَ كَواكِباً / وَطِباعُ كُلٍّ في الشُرورِ حَبائِسُ
أَنّي يَنالُ أَخو الدِيانَةِ سُؤدَداً / وَمَآرِبُ الرَجُلِ الشَريفِ خَسائِسُ
وَإِذا الرِئاسَةُ لَم تُعَن بِسِياسَةٍ / عَقليَّةٍ خَطِئَ الصَوابَ السائِسُ
يا رَبِّ أَخرِجني إِلى دارِ الرِضى
يا رَبِّ أَخرِجني إِلى دارِ الرِضى / عَجَلاً فَهَذا عالَمٌ مَنكوسُ
ظَلّوا كَدائِرَةٍ تَحَوَّلَ بَعضُها / مِن بَعضِها فَجَميعُها مَعكوسُ
لا كيسَ بَينَهُم وَأَفضَلُ مَن تَرى / في دينِهِ مِثلُ العَقيرِ يَكوسُ
يَبغَونَ بِالخُسرِ الرَباحَ وَبِالأَذى / حُسنَ الثَوابِ فَكُلُّهُم مَوكوسُ
وَأَرى مُلوكاً لا تَحوطُ رَعيَّةً / فَعَلامَ تُؤخَذُ جِزيَةٌ وَمُكوسُ
القُدسُ لَم يُفرَض عَلَيكَ مَزارُهُ
القُدسُ لَم يُفرَض عَلَيكَ مَزارُهُ / فَاِسجُد لِرَبِّكَ في الحَياةِ مُقَدِّسا
أَصبَحتُ في يَومي أُسائِلُ عَن غَدي / مُتَخَبِّراً عَن حالِهِ مُتَنَدِّسا
أَمّا اليَقينُ فَلا يَقينَ وَإِنَّما / أَقصى اِجتِهادي أَن أَظُنَّ وَأُحدِسا
لا تَرهَبَّنَّ مِنَ الظِباءِ كَوادِساً / وَلَو اِنتَشَقنَ مَعَ الصَبَاحِ الكُندُسا
وَإِذا النَهارُ خَشيتَ مِنهُ غَوائِلاً / فَعَلَيكَ مِن لَيلٍ يُعينُكَ حِندَسا
فَالجِنحُ أَخضَرُ كَالسُدوسِ تَخالُهُ / مِن حَيَّةٍ خَضراءَ غُشِّيَ سُندُسا
مَن لي بِإِمليسيَّةٍ أَعني بِها
مَن لي بِإِمليسيَّةٍ أَعني بِها / وَجَناءَ تَقطَعُ في الدُجى الإِمليسا
أَطَلَبتُمُ أَدَباً لَدَيَّ وَلَم أَزَل / مِنهُ أُعاني الحَجرَ وَالتَفليسا
ما كُنتُ ذا يُسرٍ فَأَجمَعَهُ وَلا / ذا صِحَّةٍ فَأُحالِفَ التَغليسا
وَأَرَدتُموني أَن أَكونَ مُدَلِّساً / هَيهاتَ غَيري آثَرَ التَدليسا
لَيسَ الأنَامُ بِمُنجَحٍ فَإِذا دَعا / داعي الضَلالِ فَلا يَجِدكُم لِيسا
إِن ماتَ صاحِبُكُم فَجُدّوا بَعدَهُ / في النُسكِ وَاِتَّخِذوا الخُشوعَ جَليسا
فَاللَهُ ما اِختارَ البَقاءَ وَطولَهُ / إِلّا لِشَرِّ عِبادِهِ إِبليسا
وَأَرى الذِئابَ الطُلُسَ يَعجَزُ كَيدُها / عَن كيدِ شيبٍ أَظهَروا التَطليسا
وَتَخالَسوا الغَرَضَ الحَرامَ وَقَد رَأوا / شَعراً كَمُلوِيَةِ الرِياضِ خَليسا
حُمّى ثَلاثٍ في حُمَيّا عِلَّةٍ
حُمّى ثَلاثٍ في حُمَيّا عِلَّةٍ / خَيرٌ لِنَفسِكَ مِن ثَلاثَةِ أَكُؤسِ
لا تَشرَبَنَّ الخَمرَ فَهِيَ غَويَّةٌ / ساقَت بِأَنعامِها طَويلَ الأَبُؤسِ
عَجَباً لَنا وَلِمَن مَضى أَقدامُنا / يَمشينَ فَوقَ جُسومِهِم وَالأَرؤُسِ
وَلَسَوفَ يَفعَلُهُ بِنا مَن بَعدَنا / إِنَّ المَنونَ سِهامُها في الأَقؤُسِ
راسَ الفَتى زَمَناً وَراسَ حِمامُهُ / فَغَدا الرَئيسُ كَأَنَّهُ لَم يَرأَسِ
غَضِبَ الأَميرُ مِنَ المَلامِ وَهَل تَرَى
غَضِبَ الأَميرُ مِنَ المَلامِ وَهَل تَرَى / أَحَداً يَفوزُ بِعَرضِهِ لَم يَدنَسِ
أَنا جاهِلٌ إِلّا بِأَمرٍ واحِدٍ / ما عالَمي هاذا بِأَهلِ تَأنُسِ
فَتَوَقَّهُم مِن أَسوَدٍ أَو أَبيَضٍ / أَو أَسمَرٍ ما بَينَ ذَينِ مُجَنَّسِ
وَالعُنسُ تُعتَقُ مِن أَذاكَ أَسَرُّ مِن / غُرِّ العَواتِقِ وَالغَواني العُنَسِ
إِنَّ الكَرى في العَينِ يُحمَدُ وَالكَرى / عِندَ البُرى كَمَدُ الحِسانِ الأَنِّسِ
أَمّا الجَواري كُنَّساً فَيَفُتنَني / فَمَتّى لِحاقي بِالجَواري الكُنَّسِ
وَالخَلقُ غَيرُ الخُلُق كَم أَنِفَ اللاءَى / مِن صَيدِ ضارِيَةٍ بِأَنفٍ أَخنَسِ
أَنَسيتَ حَقَّ اللَهِ أَم أَهمَلتَهُ
أَنَسيتَ حَقَّ اللَهِ أَم أَهمَلتَهُ / شَرٌّ مِنَ الناسي هُوَ المُتَناسي
نَبغي الطَهارَةَ في الحَياةِ وَإِنَّما / أَجسادُنا جُمَلٌ مِنَ الأَدناسِ
سُبحانَ جامِعِها إِلى غَبرائِها / في حَيِّزِ الأَنواعِ وَالأَجناسِ
إِن صَحَ عَقلُكَ فَالتَفَرُّدُ نِعمَةٌ / وَنَوى الأَوانِسِ غايَةُ الإيناسِ
أَبلَستُ مِن وَساوِسِ حَليٍّ خِلتُهُ / إِبليسَ وَسوسَ في صُدورِ الناسِ
ما شِمتَ مِن شَمّاءَ قَبلُ وَهَل نَأَت / خَنساءُ عَن شَيطانِها الخَنّاسِ
أَو لا وَأَلهِ العِرسَ عَن غَزَلٍ لَها / بِالغَزلِ فَهِيَ شَقيقَةُ العِرناسِ
زيدَت بِها أَلفٌ وَنونٌ إِنَّ مَن / فَرسَ الرِقابِ نَطَقَت بِالفِرناسِ
يَرمي الضَرّاءَ بِسيدِهِ مُتَخَتِّلاً / كَيما يَصيدَ لَهُ رَبيبَ كِناسِ
نُسِخَ المَعاشِرُ فَالغَضَنفَرُ ثَعلَبٌ / في لُؤمِهِ وَالناسُ كَالنَسناسِ
وَتَفَكَّرَت نَفسُ اللَبيبِ وَقَد رَأَت / أَشُخوصُ جِنٍّ أَم شُخوصُ إِناسِ
عُربٌ وَعُجمٌ دائِلونَ وَكُلُّنا / في الظُلمِ أَهلُ تَشابُهٍ وَجِناسِ
فَلَقيتُ مِن زَيدٍ وَعَمرٍو مِثلَ ما / لاقَيتَ مِن ذِنكٍ وَمِن أَشناسِ
لا ذَنبَ لِلدُنِّيا فَكَيفَ نَلومُها
لا ذَنبَ لِلدُنِّيا فَكَيفَ نَلومُها / وَاللَومُ يَلحَقُني وَأَهلَ نِحاسي
عِنبٌ وَخَمرٌ في الإِناءِ وَشارِبٌ / فَمَنِ المَلومُ أَعاصِرٌ أَم حاسِ
قَد يَرفَعُ اللَهَ الوَضيعَ بِنُكتَةٍ
قَد يَرفَعُ اللَهَ الوَضيعَ بِنُكتَةٍ / كَالنَقعِ زارَ مَعاطِساً بِمَلاطِسِ
فَاِذهَب لِشَأنِكَ في الأُمورِ وَلا تَبِت / كَالنَكسِ يَجنَحُ مِن حِذارِ العاطِسِ
لا تَرقُدوا فَوقَ الرِحالِ فَإِنَّما
لا تَرقُدوا فَوقَ الرِحالِ فَإِنَّما / تُرمى النُجومُ بِغَيرِ طَرَفِ الناعِسِ
وَلِرُبَّ جَدٍّ مُكثِرٍ أَبناوُهُ / يَبغَونَ عَيشَهُمُ بِجَدٍّ تاعِسِ
لَم يَدعُ حَظّي يا لَسَعدٍ في الوَغى / بَل صاحَ في الأَيّامِ يا لَمُقاعِسِ
لِلمَوتِ حَدٌّ لا يُقَرَّبُ حينُهُ / بِصُدورِ بيضٍ أَو صُدورِ مَداعِسِ
بِتْنا فَريقٌ في سُرُوجِ ضَوامِرٍ
بِتْنا فَريقٌ في سُرُوجِ ضَوامِرٍ / مِنّا وآخَرُ في رِحالِ عَرامِسِ
سَلَبَ الكَرَى ألْبابَ مَن ذاقَ الكَرَى / مِنّا وطارَ ببَعْضِ لُبّ الناعِس
فالمَرْءُ يَلْثُمُ سَيْفَهُ وقِرابَهُ / ويَظُنّهُ وَجَناتِ أغْيَدَ مائِس
حيْثُ الشِّمالُ عن العِنانِ ضَعيفَةٌ / والسّوْطُ يَسقُطُ مِن يمينِ الفارس
لا تَحْسَبي إبِلي سُهَيْلاً طالِعاً / بالشأمِ فالمَرْئِيُّ شُعْلَةُ قابِس
هذِي العواصِمُ فاسألينا ما بها / وذَرِي مَآرِبَ مِن زَرُودَ وراكِس
ولقد أظَلُّ تُظِلّني وصَحابَتي / والشمسُ مِثلُ الأخْزَرِ المُتَشاوِس
خيْلٌ شوامِسُ في الجِلالِ إذا هفَتْ / ريحٌ وإن ركَدَتْ فغيرُ شوامِس
والذّئبُ يَسْأَلُنَا الشِّرَاكَ ودُونَهُ / طَيّانُ أشْعَثُ كالفَقيرِ البائس
لتُرِحْ مَناسِمَها فإنّ وراءَها / عَجُزَ النّهارِ وصَدْرَ ليلٍ دامِس
ولقد غَصَبْتُ اللّيْلَ أحسَنَ شُهْبِه / ونظَمْتُها عِقْداً لأحْسَنِ لابِس
وأفَدْتُها القِدْحَ المُعَلّى فائضاً / يَجْري ولم أقْنَعْ لها بالنافس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025