القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 3
إنّي مررتُ على جنا
إنّي مررتُ على جنا / دِلَ فوق أَرْماسٍ دُروسِ
مُحِيَتْ على قُرِّ الشّتا / ءِ وحرِّ هاجرةِ الشُّموسِ
فكأنّهنَّ من البِلى / آثارُ نِقْسٍ في طُروسِ
كم ضَمَّنَتْ من ضيغمٍ / قَرمٍ إلى قنص النّفوسِ
ومتوّجٍ سحب الكُما / ةُ وراءَه ذيلَ الخميسِ
وغزير ماءِ الوَجْنَتي / ن كريمِ ناحيةِ الجليسِ
يُعطي الكثيرَ إذا النّفو / سُ شَحَحْنَ بالنَّزْرِ الخسيسِ
بَعُدُوا على قُرْبِ المَزا / رِ عن السَّعادةِ والنُّحُوسِ
وكأنّهمْ لخُفوتِهمْ / شَرْبٌ تساقَوْا بالكؤوسِ
تخذوا الثَّرى فَرْشاً لهمْ / وتوسّدوا قُلَلَ الرُّؤوسِ
يا لَلثَّرى كم فيه مِنْ / عِلْقٍ يُضَنُّ به نفيسِ
حَمَلَتْهُ أيدي المُشفِقي / نَ إلى قرارِةِ كلِّ بوسِ
وتصدّعوا وهْوَ المُنى / عن قبره صَدْعَ السُّدوسِ
تركوه في ذاك الفضا / ءِ الرّحبِ مُفتَقَدَ الأَنيسِ
قُدْني إِليك فقد أمِنتَ شماسي
قُدْني إِليك فقد أمِنتَ شماسي / وكُفيتَ منّي اليومَ صدقَ مِراسي
ولقيتنِي مُتخشِّعاً لا يُرتَجى / نَفعي ولا يُخشى العشيّةَ باسي
أسرِي بلا هادٍ بكلّ مضلّةٍ / وأجوبُ مُظلمةً بلا مقباسِ
وأذودُ عن قلبي الهمومَ كأنّني / أَحمي أسودَ شرىً عنِ الأخياسِ
وتُدِرُّ لي نُوَبُ الزّمان مصائباً / في كلِّ شارقةٍ بلا إبساسِ
في أَسْرِ قاصمةٍ أُخادع جِيرتي / عنها وأكتُمُ داءَها جُلّاسي
فَأَنا الجَريحُ بلا شفارِ صوارمٍ / وأنا الرَّميُّ بغير ما أقواسِ
يا لَلرّجالِ لفَجْعَةٍ جَذَمَتْ يدي / وددتُها ذهبتْ عليّ براسي
ما زلتُ أحذر وِرْدَها حتّى أتَتْ / فحسوتُها في بعض ما أنا حاسِ
رادَيْتُها فلقيتُ منها صخرةً / صَمَّاءَ من جبلٍ أشمٍّ راسِ
ومطلتُها زمناً ولمّا صَمَّمَتْ / لم يَثْنِها مَطْلي وطولُ مِكاسي
ومنعتُها دمعي فلمّا لم تجدْ / دمعاً تحدّر أوقَدَتْ أنفاسي
ومصيبةٍ وَلَجَتْ على سُرُجِ الهدى / آلِ النبيّ حفائرَ الأرْماسِ
ثُلموا بها بعد التَّمامِ كأنّما / ثُلموا بجَدْعِ الأنفِ يومَ عِطاسِ
وتراهُمُ بعد الهدوِّ كأنّهمْ / سِرْبُ الخَمِيلةِ ريِعَ من فِرْناسِ
يا صاحبِي هَل نابَ سَمْعكَ مِثلما / قَد نابني نبأٌ أطار نُعاسي
لا أَرتضي منهُ وضوحَ يقينِهِ / وأودُّ أنّي منه في إلباسِ
أنْحى على كَبِدِي بوَشْكِ سَماعِهِ / ناراً تَحزُّ جُنوبَها بمواسي
وظَنَنْتُهُ مثلَ الرّزايا قبلَه / فإذا به رُزءاً عزيزَ الآسي
خطرٌ أَعُطُّ عليه صبري بعدهُ / وأُجِلُّهُ عن أن أعُطَّ لباسي
لا تُنِكرا من فيض دمعِيَ عبرةً / فالدّمعُ خيرُ مساعدٍ ومواسي
وإذا سُئِلتُ عن الّذي بِيَ بعدَهُ / فصممتُ عنه فلا تَعِبْ إبلاسي
ونعى إليّ وليتَه لم ينعَ لي / عَنَتَ القُرومِ وفاضحَ السّوّاسِ
ومُعثّرَ النُّجَباءِ خلفَ ترابِهِ / ومُعجّز النُّظَراء والأجناسِ
مَن قاد شوسَ الفخر بعد تقاعسٍ / وَاِستاقَ شمّ الذكر بعد شِماسِ
مَن كانَ مَرْجوّاً لِكلِّ حفيظةٍ / تُدعى وَمَدعوّاً ليومِ عَماسِ
مَن كانَ يأبى فضلُه العالي الذُّرا / مِن أنْ يُقاسَ إلى الورى بقياسِ
مَن كان طَلْقَ الوجهِ يومَ طلاقةٍ / ومعبّساً شَرَساً على الأشراسِ
ذاكَ الّذي جَمع الفخارَ فخارُهُ / سَبْقاً إليه من جميع النّاسِ
إنّ الفضائلَ بعد فقدِ محمّدٍ / دَرَسَتْ معالمُها مع الأدراسِ
فالآن هنّ كشَنَّةٍ منبوذةٍ / أو حِلْسِ مُستغنٍ عن الأحلاسِ
واهاً لعُمركَ من قصيرٍ طاهرٍ / ولربَّ عُمْرٍ طال بالأرجاسِ
ولَتُرْبُ قبرِكَ ما حوى من مُنْتَحٍ / جوّابِ أرضٍ في عُلاً دَوّاسِ
بِتْنا وأنتَ لآملٍ حيث المُنى / وأتى الصّباحُ وأنتَ عند الياسِ
يا موتُ كيف أخذتَ نفسِي تاركاً / نفساً عليها جَمّةَ الأنفاسِ
كَيفَ اِجتَنبتَ سوى الأكارِعِ عامِداً / وأصبتَ حين أصبتَ أُمَّ الرَّاسِ
ألّا أخذتَ بمن أخذتَ عصائباً / ليسوا لمَكْرُمةٍ من الأكياسِ
ووقيتَه بِي ما عراهُ فالرَّدى / ممّا يجود به الفتى ويواسي
قُلْ للّذينَ تَشامَتوا في يومِهِ / ما بالرّدى طَرَقَ الفتى من باسِ
إمّا مَضى وَبَقيتمُ مِن بَعدهِ / فلقد مضى صِفْراً من الأدناسِ
هَل فيكُمُ مِن دافعٍ لحِمامِهِ / في هابطٍ من أرضِهِ أوجاسِ
أَو فائتٍ يوماً وقَد بلغَ المَدا / لَهَواتِ ذاك الفاغِرِ الفَرَّاسِ
يا ساقيَيّ مِنَ المحاذِر شَرْبةً / ما ذُقتما لا ذقتما في كاسي
ما دار ما أَدْوَيتُما قلبي به / من قبلُ في فكري ولا إيجاسي
ها فَاِنظُرا منِّي الدّموعَ غزيرةً / وتعجّبا لخشوعِ قلبٍ قاسِ
وتعلّما أنّ الّذي بِي كلّما / رقد المسلَّمُ هاجَ لي وسواسي
لَو كانَ مَن يرمي سوادي بادياً / لَتَقَيتُهُ وحميتُ منه أناسي
لكنّه يخفى عليَّ مكانُهُ / ويَدِقّ عن بصري وعن إحساسي
كيف النّجاء ولا نجا من جاثِمٍ / فيما يَشاءُ مِنَ الفَتى خنّاسِ
يَلِجُ البيوتَ مَنيعةً لا تُرتَقى / وَتضِلُّ عَنهُ أعينُ الحُرَّاسِ
إِنْ شاءَ كان مواصلاً لمرائِري / أو شاء كان معطّلاً أمراسي
صَلّى الإلهُ على ضَريحك وَاِرتوى / من كلّ مُنْهَمِرِ الحيَا بجّاسِ
صَخِبِ الرّعودِ كأنّ جَرْسَ غمامِهِ / جَزْلاً أُعِينَ بسائر الأجراسِ
وَكأنّما رُكّامَهُ متلبِّداً / عِيسٌ مُعَقَّلَةٌ إلى أعياسِ
وَرَمَتْ رِياحُ الجوّ تُربَك كلَّما / رمتِ الثّرى بالنّاعم الميّاسِ
حتّى يُرى خَضِلاً تَعانق حولَهُ / قُضُبُ الأقاحي ماثلاً للآسِ
مَنْ مبلغٌ فخرَ الملوك بأنّنِي / للفضل من نعماهُ لستُ بناسِ
شرّدتَ عنّى كَرْبَهَا من غُمَّةٍ / وعدلتَ لِي الإيحاشَ بالإيناسِ
وخلستَنِي منها وقد ضمّتْ على / جلدي الرّواجبَ أيَّ يومِ خِلاسِ
إِن كانَ فَرعي قد مضى وبقيتَ لِي / فالفرعُ مسدولٌ على الآساسِ
ولَئِنْ رُزِئتُ فقد محوتَ رزيّتي / بيديك مَحْوَ النِّقْس من قِرطاسِ
أأبا الحسينِ كُفيتَ ما بعد الرّدى
أأبا الحسينِ كُفيتَ ما بعد الرّدى / فلقد قضيتَ ردىً برغم معاطِسِ
ما دار في فكري فراقُك هكذا / دون الأنام ولا جرى في هاجسي
وذخرتُ منك مودّةً فُسِلبْتُها / والدّهرُ مشغولٌ بسلبِ نفائسي
ما كنتَ من جِنسي ولا من أُسرَتِي / وَلأَنتَ بالودّ الصّحيح مُجانسي
صانعتُ فيك معاشراً وكتمتُهمْ / وَجْدِي عليك وصَبْوَتِي ووساوسي
وحبستُ دمعي أنْ يسيلَ تجمُّلاً / لو كان دمعٌ لا يسيلُ لحابسِ
ولقد لبستَ من الزّمان جلالَه / وجلستَ منه في أعزّ مجالسِ
وَحَكمتَ في الملكِ الّذي ما حَكَّموا / فيه سوى ماضي العزيمةِ سائسِ
ورأيت دونك كلَّ ذي خيريّةٍ / سامي البَنِيَّةِ في عُلاً متشاوسِ
وفرجتَ بالآراءِ ضِيقَ شديدةٍ / ومحوت بالأضواء ضيقَ حنادسِ
وضربت بالأسيافِ كلَّ مسايفٍ / ودعستَ بالأرماحِ كلَّ مُداعِسِ
ورددتَ ذا لَجَبٍ يضيق به الفَلا / ملآن من جُنَنٍ له وقوانسِ
وأريتَ أنّ فوارساً في طيّهِ / بالطّعنِ في اللَّبّات غيرُ فوارسِ
وَإِذا أناسٌ نافسوك وقدّروا / أن يلحقوك فضحت كلَّ منافِسِ
أو ناضلوك فَضَلْتَهُمْ بصوائبٍ / أو زاحموك زَحَمْتَهمْ بقَدامِسِ
وركبتَ كلّ مطاوعٍ متعطِّفٍ / لَمّا اِبتُلُوا بروافسٍ وشوامسِ
وَإِذا اِختبرت ففي الزّمان أكايسٌ / حازوا الكمالَ وفيه غيرُ أكايسِ
في كلِّ يومٍ لِي حميمُ مودّةٍ / أعطيه من فَقْدٍ يمينَ الرّامِسِ
وأصونُهُ بالتُّرب والتّرب الّذي / فيه أكفُّ دوارسٍ وكوامسِ
وأودُّ أنّي بعد ذاك لقيتُهُ / لو يلتقي حيٌّ بمَيْتٍ دارسِ
وإذا رجعتُ رجعتُ صِفراً يائساً / عن مُقفر من كلِّ شيءٍ يابسِ
وَهو الزّمانُ فعبرةٌ لمُغفَّلٍ / أطوارُهُ أو ضُحكةٌ للعابِسِ
أَيردُّ ما أعطاك غيرَ مُلبِّثٍ / من بعد أن أعطاك غيرَ مماكِسِ
وَإِذا نَجونا من خطوبِ مُلِمَّةٍ / عرضت لنا تأتي نيوبُ نواهسِ
أين الأُلى حلّوا السّماءَ وعارضوا / زُهْرُ النُّجومِ مقابساً بمقابسِ
فَاِستَفرَشوا الكرمَ المُبِرَّ على الورى / عفواً مكانَ نمارِقٍ وطَنافِسِ
وَسَرى لَهُمْ ذِكرٌ ذكيٌّ عَرْفُهُ / شَرقاً وَغَرباً في ظهورِ عرامِسِ
وَكأنَّ أَوجههمْ بحسنٍ صُقّلتْ / قُضُبُ الوغى مصقولةٌ بمدواسِ
مِن كلّ مُمتَعضِ الحميّةِ آنفٍ / ذي مارنٍ في الذُّلِّ ليس بعاطسِ
أَخنَى الزّمان عليهمُ وسقاهُمُ / كأسَ الحِمامِ فما ترى من نابِسِ
فَكأنَّهمْ عَصْفٌ تحكّمُ غُدْوَةً / وعشيّةً فيه هبوبُ روامِسِ
كانَتْ دِيارهُمُ نهاراً مُشرقاً / فالآن عُدْنَ كجُنحِ ليلٍ دامِسِ
وَبِرَغمِهمْ مِن بعدِ أَن سَكنوا الذُّرا / سكنوا بطونَ صفاصفٍ وبسابِسِ
لا زالَ قبرُك يا محمّدُ مُفهقاً / من كلّ منهمِرِ السّحائبِ راجِسِ
صَخْبِ الرّعودِ كأنّما أجراسُهُ / صُبحاً وإمساءً زئيرُ عنابِسِ
وإذا القبورُ دُرِسْنَ يوماً فليكنْ / قبرٌ به وسِّدْتَ ليس بدارسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025