المجموع : 4
شَرَفُ الخِلافَةِ يا بَني العَبّاسِ
شَرَفُ الخِلافَةِ يا بَني العَبّاسِ / اليَومَ جَدَّدَهُ أَبو العَبّاسِ
وَافى لِحِفظِ فُروعِها وَكَنِيُّهُ / كانَ المُشيرَ مَواضِعَ الأَغراسِ
هَذا الَّذي رَفَعَت يَداهُ بِناءَها ال / عالي وَذاكَ مُوَطَّدُ الآساسِ
ذا الطَودُ بَقّاهُ الزَمانُ ذَخيرَةً / مِن ذَلِكَ الجَبَلِ العَظيمِ الراسي
مُلكٌ تَطاوَحَ مالِكوهُ وَأَصبَحوا / مِنهُ وَراءَ مَعالِمٍ أَدراسِ
غابٌ أَبَنَّ بِهِ ضَراغِمُ هاشِمٍ / مِن كُلِّ أَغلَبَ لِلعِدى فَرّاسِ
حَتّى نَبا بِهِمُ الزَمانُ فَأُزعِجوا / عَن تِلكُمُ الأَغيالِ وَالأَخياسِ
فَاليَومَ لَمَّ العِزُّ بَعدَ تَشَعُّثٍ / وَأُعيدَ ذِكرُ الدينِ بَعدَ تَناسِ
قَد كانَ زَعزَعَكَ الزَمانُ فَراعَه / عودٌ عَلى عَجمِ النَوائِبِ عاسِ
ما كانَ غيرَ مُجَرِّبٍ لَكَ في العُلى / لِتَكونَ راعي الأَمرِ دونَ الناسِ
فَبَلاكَ عَيبَ البَأسِ يَومَ كَريهَةٍ / وَرَآكَ طودَ الحِلمِ يَومَ مِراسِ
فَلَأَنتَ قائِمُ سَيفِها الذَرِبُ الشَبا / مَجداً وَوابِلُ نَوئِها الرَجّاسِ
مِن مَعشَرٍ وَسَموا الزَمانَ مَناقِباً / تَبقى بَقاءَ الوَحيِ في الأَطراسِ
مُتَرادِفينَ عَلى المَكارِمِ وَالعُلى / مُتَسابِقينَ إِلى النَدى وَالباسِ
خَطَموا أُنوفَ الخالِعينَ وَذَلَّلوا / أُمَماً مِنَ الأَعداءِ بَعدَ شِماسِ
طَلَعوا عَلى مَروانَ يَومَ لِقائِهِ / مِن كُلِ أَروَعَ بِالقَنا دَعّاسِ
سَدّوا النَجاءَ عَلَيهِ دونَ جُمامِهِ / بِقِراعِ لا عُزلٍ وَلا نُكّاسِ
بِالزابِ وَالآمالُ واقِفَةُ الخُطى / بَينَ الرَجاءِ لِنَيلِها وَالياسِ
حَتّى رَأى الجَعدِيُّ ذُلَّ قِيادِهِ / لِيَدِ المَنونِ تُمَدُّ بِالأَمراسِ
وَهَوَت بِهِ أَيدٍ أَنامِلُها القَنا / مَهوى كُلَيبٍ عَن يَدي جَساسِ
ضَرَبوهُ في بَطنِ الصَعيدِ بِنَومَةٍ / أَبَدَ الزَمانِ وَلاتَ حينَ نُعاسِ
وَتَسَلَّموها غَضَةً فَمَضى بِها / الأَبرارُ ناشِزَةً عَنِ الأَرجاسِ
فَالآنَ قَرَّ العِزُّ في سَكِناتِهِ / ثَلجُ الضَمائِرِ بارِدُ الأَنفاسِ
وَقَفَت أَخامِصُ طالِبيهِ وَرُفِّهَت / أَيدٍ نَفَضنَ مَعاقِدَ الأَجلاسِ
وَاِحتَلَّ غارِبَهُ وَلِيُّ خِلافَةٍ / ما كانَ يَلبَسُها عَلى أَلباسِ
سَبَقَ الرِجالَ إِلى ذُراها ناجِياً / مِن نابِ كُلِّ مُجاذِبٍ نَهّاسِ
يَقظانَ يَخرُجُ في الخُطوبِ وَيَنثَني / وَلُهاهُ لِلكَلمِ اَلرَغيبِ أَواسِ
وَيَرِقُّ أَحياناً وَبَينَ ضُلوعِهِ / قَلبٌ عَلى مالِ المُثَمَّرِ قاسِ
تَغدو ظُبى البيضِ الرِقاقِ بِقَلبِهِ / أَحلى وَأَعذَبَ مِن ظِباءِ كِناسِ
وَكَأَنَّ حَملَ السَيفِ يَقطُرُ غَربُهُ / أَنسى يَمينَ يَدَيهِ حَملَ الكاسِ
أَحَسودَ ذي الغُرَرِ الشَوادِخَ أَنَّها / حَرَمٌ عَلى الأَغيارِ لِلأَفراسِ
لا تَحسُدَن قَوماً إِذا فاضَلتَهُم / فَضَلوكَ في الأَخلاقِ وَالأَجناسِ
وَإِذا رَمَيتَ الطَرفَ راعَكَ مِنهُم / أَطلالُ أَجبالٍ عَليكَ رَواسِ
كانوا نُجوماً ثُمَّ شَعشَعَ نورُهُم / وَالنارُ أَوَّلُها مِنَ الأَقباسِ
مَجدٌ أَميرَ المُؤمِنينَ أَعَدتَه / غَضاً كَنورِ المورِقِ المَيّاسِ
وَبَعَثتَ في قَلبِ الخِلافَةِ فَرحَةً / دَخَلَت عَلى الخُلَفاءِ في الأَرماسِ
وَمَكيدَةٍ أَشلى عَليكَ نُيوبِها / غَضبانُ لِلقُربى القَريبَةِ ناسِ
فَغَرَت إِلَيكَ فَفُتَّها وَتَراجَعَت / فَفَرَتهُ بِالأَنيابِ وَالأَضراسِ
حَمراءَ مِن جَمرِ الخُطوبِ وَطِئتَها / فَلَبِستَ فيها الصَبرَ أَيَّ لِباسِ
فَرداً سَلَكتَ بِها المَضيقَ وَإِنَّما / طُرُقُ العَلاءِ قَليلَةُ الإيناسِ
أَورِق أَمينَ اللَهِ عودي إِنَّما / أَغراسُ أَصلِكَ في العُلى أَغراسي
وَاِملِك عَلى مَن كانَ قَبلَكَ شاؤُهُ / في فَرطِ تَقريبي وَفي إِيناسي
إِنّي لأَ جتَنِبُ السُؤالَ مُتارِكاً / خِلفاً يَدرُّ عَلَيَّ بِالإِبساسِ
وَلَقَد أَطَعتُكَ طاعَةً ما رامَها / مِنّي اِمرُؤٌ إِلّا عَصاهُ شِماسي
فَرَّت إِلَيكَ بِغَيرِ داعٍ هِمَّتي / وَصَغا إِلَيكَ بِلا قِيادٍ راسي
لا تَرقُدَنَّ عَلى الأَذى
لا تَرقُدَنَّ عَلى الأَذى / وَاِعزُم كَما عَزَمَ اِبنُ موسى
لَمّا أَلَظَّ بِهِ العِدى / عَنَتاً وَإِضراراً وَبوسا
وَرَموا إِلَيهِ نَواظِراً / كَأَسِنَّةِ اليَزَنيِّ شوسا
أَغضى لَهُم وَأَثارَ لَي / ثَ الغابِ يَقتَنِصُ النُفوسا
غَضبانَ يَغلي بِالزَما / جِرِ كُلَّما نَظَرَ الفَريسا
يَتَنَكَّبُ اللَحمَ الذَلي / لَ وَيَطلُبُ العُضوَ الرَئيسا
أَظَنَنتُموهُ عَلى الأَذى / في دارِكُم أَبَداً حَبيسا
إِنَّ الذَلولَ عَلى القَوا / رِعِ عادَ بَعدَكُمُ شُموسا
وَأَرَمَّ مِثلَ الصِلِّ يَن / تَظِرُ الَّتي تَشفي النَسيسا
حَتّى أَحَدَّ لَكُم حُسا / ماً قاطِعاً نَغَضَ الرُؤوسا
إِمّا عَقَرنَ ظِباهُ أَع / جَلنَ العَقايِرَ أَن تَكوسا
إِن تُفجَأوا بِدُخانِها / فَبِعَقبِ ما شَجَرَ الوَطيسا
كَيداً سَرى لَكُمُ وَلَم / تَسمَع لَهُ أُذُنٌ حَسيسا
قَد يَنزِعُ اللينَ الكَريمُ / وَيَلبِسُ الخُلُقَ الشَريسا
وَتَكونُ طَلقاً ثُمَّ يُؤ / نِسُ ذِلَّةً فَيُرى عَبوسا
وَيَعودُ مُرَّ الطَعمِ لا / عَذبُ المَذاقِ وَلا مَسوسا
أَلقَحتُمُ النُعمى وَلَ / كِن طَرَّقَت لَكُم بِبوسى
وَغَمَطتُمُ تِلكَ السُعو / دَ فَأُبدِلَت بِكُمُ نُحوسا
وَأَهَنتُمُ ثَوبَ العُلى / فَغَدا الهَوانُ لَكُم لَبوسا
مِن بَعدِ ما حَلَّتُكُمُ ال / عَلياءُ جَوهَرَها النَفيسا
حَتّى ظَنَنّا اللَّه لَي / سَ بِرازِقٍ إِلّا خَسيسا
ياحُسنَكُم في الدَهرِ إِذ / ناباً وَأَقبَحَكُم رُؤوسا
خَلّوا الطَريقَ لِمَن تَعَو / وَدَ أَن تُجَرَّ بِهِ خَميسا
وَدَعوا السِياسَةَ في العُلى / لِأَغَرَّ يُحسِنُ أَن يَسوسا
هَذا خُمارُ فَتىً أَدا / رَ مِنَ البَلاءِ لَكُم كُؤوسا
يا ذاكِرَ النَعماءِ إِن نُسِيَت
يا ذاكِرَ النَعماءِ إِن نُسِيَت / وَمَجَدِّدَ المَعروفِ إِن دَرَسا
وَمُنَبِّهِ الآمالِ إِن رَقَدَت / بِالطَولِ لا أَغفى وَلا نَعِسا
نَصلٌ إِذا وَقَفَ النُصولُ مَضى / جَبَلٌ إِذا اِضطَرَبَ الجِبالُ رَسا
لِلَّهِ بَحرٌ ما هَتَفتُ بِهِ / حَتّى اِستَهَلَّ عَليَّ وَاِنبَجَسا
أَجمَمتُ جُمَّتَهُ فَفاضَ بِها / يَطَأُ الرُبى وَيُبَلِّلُ اليَبَسا
زَخَرَت غَوارِبُهُ إِلَيَّ وَلَم / يَقُلِ الرَجاءُ لَعَلَّما وَعسى
وَأَغَرَّ مُختَلِسٍ مَكارِمَهُ / إِنَّ الكَريمِ يَرى النَدى خُلَسا
غَرَسَ الصَنائِعَ ثُمَّ عادَ بِهِ / عَودُ النَدى فَسَقى الَّذي غَرَسا
كَالعَضبِ فيهِ صاقِلٌ عَمِلٌ / يَنفي القَذى وَيُباعِدُ الدَنَسا
مِن مَعشَرٍ رَكِبوا المَكارِمَ في / أَولى الزَمانِ مَصاعِباً شُمُسا
شَغَلوا مَلابِسَها فَلَم يَدَعوا / لِلناسِ إِلّا الدَنِسَ اللُبُسا
العاطِفونَ إِذا الصَديقُ نَبا / وَالمُحسِنونَ إِذا الزَمانُ أَسا
وَإِذا خِناقُ الكَربِ ضاقَ بِنا / رَدّوا النُفوسَ وَرَدَّدوا النَفَسا
ما ضَرَّ مَن مُطِروا بِبَلدَتِهِ / إِن كانَ ماءُ المُزنِ مُحتَبَسا
لا أَزلَقَ اليَومُ العَبوسُ لَكُم / قَدَماً وَلا أَطفى لَكُم قَبَسا
لا تَفتُرُنَّ عَلى الزَمانِ وَإِن / عَثَرَ الزَمانُ بِعِزِّكُم تَعِسا
أَمُضِرَّةٌ بِالبَدرِ طالِعَةٌ
أَمُضِرَّةٌ بِالبَدرِ طالِعَةٌ / عِندَ العُيونِ وَضَرَّةُ الشَمسِ
أَنا مِنكَ في كَمَدٍ عَلى كَمَدٍ / يَومي عَلَيَّ أَمَرُّ مِن أَمسي
جِنَّيَّةٌ وَقَبيلُها بَشَرٌ / عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلى الإِنسِ
وَتَقولُ لَمّا جِئتُ أَسأَلُها / كَيفَ الشِفاءُ لِداءِ ذي النَكسِ
عَجَباً لَهُ إِذ جاءَ يَسأَلُ مِن / مَسِّ الفُؤادِ رُقىً مِنَ المَسِّ
لا تُنكِري هَذا النُحولَ أَما / نَفسي تَذوبُ عَليكَ مِن نَفسي