المجموع : 4
قالوا أَحب حديثها
قالوا أَحب حديثها / أصداء شعرِ الناس
وأنا أحسُّ بوقعه / نَبعاً من الإحساسِ
ليس الأصالةُ في الحيا / ةِ رهينةً بالمبدع
أو أنَّ ما يَحكى الَمرا / ئِي من جمالِ لا يَعى
فَترَّنمي وتضكي / يا ببغائي الساخره
يكفيك أنك كيف كنتِ / وكيف قُلتَ الساحره
يا مُنطقَ الموتى إليك هدية
يا مُنطقَ الموتى إليك هدية / من شاعرٍ عملوا على إخراسه
عدَّت مواهبه جنايةَ عصرِه / فتآمروا للحدِّ من أنفاسهِ
وتفننوا في وأدِ كل كريمةٍ / ويتيمةٍ وقفتن على إحساسه
وتعقبوه وطاردوه ففاتهم / ودموعه طفحت بثورةِ كاسه
وأتى إلى المنفى فما رحموا له / فكراً ولا قلباً يُدق بياسهِ
حتى هَرعت إليه تنقذُ وشلةً / بقيت وُترجعه إلى قِرطاسه
وُتعِّنفُ الزمنَ الغشومَ مهذِّباً / لقياسِه بل ضارباً بقياسِه
ومقدّراً غُرر المآثرِ وحدَها / لا حاسداً يختالُ في أدنِاسه
ومُخلصا مثلي الذي يا طالما / أَسدى من الموتى ومن وَسواسِه
جحدت عوارَفهُ وليس لمثله / مهما أُسئ سوى الوفاءِ لناسِه
سيعيشُ في همٍّ ويشقى دائماً
سيعيشُ في همٍّ ويشقى دائماً / من عاشَ مشغولاً بهمِّ النَّاسِ
فعلامَ يا نفسي افتتانُك بالورى / وهمو القساةُ على الأبرِّ الآسى
العشبُ يَلثمُ أرضَه بِوفائه / وهمو الجناةُ على هوىً ومواسى
فأجابت النفسُ التي لم ترتدع / يوماً وإن يرشَد حليفُ الكاسِ
أنا بعضُ هذا النَّاسِ كيفَ أعافهم / وجميعُ إحساسٍ بهم إحساسي
شمسُ الربيعِ تبرَّجي وتناسي
شمسُ الربيعِ تبرَّجي وتناسي / إنِّي المعَّذبُ بينَ كلِّ الناسِ
هذى خيوطُكِ في دُعابةِ ساخرٍ / ما مسَّهُ حرقى ولا وسواسي
صادت خيالي صيدَها لعواطفي / ورمت بها وبمهجتي للياسِ
إن ترقصي حولي سناءً عاطراً / بمنىَ الربيعِ الطاهرِ الأنفاس
هَلاَّ ادركرت حُشاشةً محرومةً / أنداءَ مصرَ بسمن فوقَ الآسِ
حباتُهُ كانت عقودَ جواهرٍ / نُثرت وكنَّا الُّزهرَ من جُلاسي
هَلا ادكرتِ ما قسوتِ طفولتي / وشبيبتي حين اشتعلت براسي
هلا ادكرتِ صبابتي وخيالها / في النيلِ بين تثاؤبٍ ونُعاسِ
هلا ادكرت ليالياً طلعت بها / كل النجومِ تحوطُني وتُواسي
هلا ادكرتِ وقد دهشتِ لوحشتي / ما يَفقدُ المهجورُ من إيناسِ
هلا ادكرتِ مباهجاً عاهُدتها / ألاَّ أغيبَ فغبتُ دونَ مواسي
هلا ادكرتِ أزاهراً قد نافست / كل الشموسِ لشاعرٍ حساسِ
هلا ادكرتِ مراتعاً ومناحلاً / ملكت علىَّ جوارحي وحواسي
هلا ادكرت منازلاً بادلتها / حُبَّى وخالطَ جوهَا إحساسي
هلا ادكرت الرمل رفَّ بغيده / والبحرُ لي دَن وقرصكِ كاسي
هلا ادكرتِ تعفُّفي عن حاكمس / وتزلفُّي شرفاً لربِّ الناسِ
هلاُّ ادّكرتِ جميعَ ما ضحيَّتهُ / لأعزَّ مصرَ فضاعَ في الأرماسِ
هَلاُّ ادّكرتِ تهافتي لجلالها / فرُجمتُ من أيديِ العقوقِ القاسي
أولا فكوني كيفَ شئتِ أسَّنةً / وصواعقاً وتخَّطري وتناسي