وَإِنْ كَانَ فِيهَا جَعْفَرٌ جَعْفَراً فَقَدْ
وَإِنْ كَانَ فِيهَا جَعْفَرٌ جَعْفَراً فَقَدْ / جَرَتْ أَنْمُلُ المَوْلَى بِهَا أَبْحُراً خَمْسَا
بُشْرَى الإِمَامِ بِفَتْحِ حَضْرَةِ فَاسِ / وَتَبَدُّلِ الإِيحَاشِ بِالإِينَاسِ
وَوُصُولِ مَنْ قَدْ كَانَ سُلْطَاناً بِهَا / لِبَسَاطِكَ المُزْهَى بِخَيْرِ أُنَاسِ
وَقُدُومِ أَمْلاَكٍ لِبَابِكَ قَدْ أَتَتْ / مَعَهُ تُرَجِّي مِنْكَ خَيْرَ مُوَاسِ
وَلَكَ الهَنَاءُ بِبَيْعَةٍ لَكَ طَهَّرَتْ / مَرَّاكُشَ الغَرَّاءَ مِنْ أَرْجَاسِ
وَمَنَالِ مُلْكِ العُدْوَتَيْنِ وَإِنَّهُ / مُلْكٌ تَسَنَّى بِالنَّدَا وَالبَاسِ
وَفَوَارِسٍ مِنْ أَرْضِ أَنْدَلُسٍ أَتَتْ / كَالأُسْدِ حَامِيَةٍ عَنِ الأَخْيَاسِ
وَرُمَاةِ حَرْبٍ أَنْفَذُوا بِسِهَامِهِمْ / مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ أَجَلَّ لِبَاسِ
وَأَتَوْا لِحَبَّاتِ القُلُوبِ بِذُرَّبٍ / بَلَغَتْ مَبَالِغَ صَفْوِ خَمْرِ الكَاسِ
فَاعْجَبْ لِجَيْشٍ إِثْرَ جَيْشٍ قَادِمٍ / بِبَوَارِقٍ لَكِنْ مِنَ الأَفْرَاسِ
أَبْدَى بِهِ مَلِكُ المُلُوكِ مُحَمَّدٌ / عِزًّا رَمَى الأَعْدَاءَ بِالاتْعَاسِ
وَعَلَى بِلاَدِ العُرْبِ أَمْضَى حُكْمَهُ / فَالعَدْلُ فِيهَا قَائِمُ القِسْطَاسِ
هَذِي عَجَائِبُ لَمْ تَخُطَّ بِمِثْلِهَا / أَقْلاَمُ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الأَطْرَاسِ
هَذِي صَنَائِعُ بَلَّغَتْ كُلَّ المُنَى / فَلَهُنَّ كُلُّ النَّاسِ لَيْسَ بِنَاسِ
أَثَرُ التَّوَكُّلِ ذَاكَ وَالصِّدْقِ الَّذِي / وَافَى النُّفُوسَ مُعَطَّرَ الأَنْفَاسِ
وَلَسَوْفَ يَمْلِكُ مِصْرَ وَالشَّامَ الَّذِي / قَدْ لاَنَ فِيهِ كُلُّ قَلْبِ قَاسِ
وَتُقِيمُ مَنْآدَ العِرَاقِ بِدَوْلَةٍ / تُغْنِيكَ أَسْعُدُهَا عَنِ الحُرَّاسِ
أَخَلِيفَةَ اللَّهِ الَّذِي أَيَّامُهُ / أَرْبَتْ عَلَى الأَعْيَادِ وَالأَعْرَاسِ
وَأَجَلَّ سُلْطَانٍ لَهُ الفَضْلُ الَّذِي / ثَبَتَتْ مَبَانِيهِ عَلَى أَسَاسِ
وَأَعَزَّ مَنْ رَكِبَ الخُيُولَ وَقَادَهَا / مُعْتَاضَةً بِالنَّقْعِ عَنْ إِحْلاَسِ
قُبَّ البُطُونِ لَوَاحِقاً أَقْرَابُهَا / أَبَداً تُغَادِي حَرْبَهَا وَتُمَاسِي
أَقْسَمْتُ أَنَّكَ فِي الخَلاَئِفِ لَلَّذِي / أَنْسَى بَنِي مَرْوَانَ وَالعَبَّاسِ
وَحَوَى مَكَارِمَ أَعْجَزَتْ أَوْصَافُهَا / نَظْمَ الفُحُولِ العِلْيَةِ الأَكْيَاسِ
وَمَآثِراً مَأْثُورةً أَحْكَامُهَا / عَضَدَ المُحَقِّقُ نَصَّهَا بِقِيَاسِ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ مَعَالِي خَزْرَجٍ / آوٍ إِلَى جَبَلٍ لَعَمْرِي رَاسِي
ابْنُ الخَلِيفَةِ يُوسُفَ المَلِكِ الَّذِي / لاَنَتْ بِهِ الأَيَّامُ بَعْدَ شِمَاسِ
مَوْلاَي إِنِّي عَبْدُكَ المُثْنِي عَلَى / نُعْمَاكَ مَا بَقِيَتْ قُوَى إِحْسَاسِي
وَأَنَا الَّذِي مَا زِلْتُ دَهْرِي شَاكِراً / لَكَ مِثْلَ قَوْمِي المُخْلِصِينَ وَنَاسِي
وَإِذَا دَعَوتَ لِخِدْمَةٍ فَأَنَا الَّذِي / آتِي عَلَى وَجْهِي إِلَيْكَ وَرَاسِي
عَبْدٌ وَحَقِّكَ نَاطِقٌ بِمَحَامِدٍ / مَرْضِيَّةِ الأَنْوَاعِ وَالأَجْنَاسِ
وَيَوَدُّ لَوْ أَهْدَى إِلَيْكَ فُؤَادَهُ / فِي طَيِّ مَا يُهْدِيهِ مِنْ قِرْطَاسِ
وَأَقرَّ إِذْ كَتَبَ المَدِيحَ سَوَادَهُ / فِي كَتْبِهِ عِوَضاً مِنَ الأَنْفَاسِ
وَلَدَيَّ حُبٌّ فِيكَ لِي فَخْرٌ بِهِ / آيَاتُهُ تُتْلَى عَلَى الجُلاَّسِ
وَتَشَيُّعٌ أَجْنِي بِهِ ثَمَرَاتِ مَا / أَوْدَعْتُ رَوْضَ مُنَايَ مِنْ إِغْرَاسِ
وَبِخِدْمَةٍ لَكَ لِي أَجَلُّ تَشَرُّفٍ / أَثْوَابُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَدْنَاسِ
وَصِلِ الَّذِي عَوَّدْتَنِي مِنْ حُرْمَةٍ / تَنْظُرْ بِذَلِكَ مَا الحَسُودُ يُقَاسِي
وَاجْعَلْ مَكَانِي فِي الأُلى بِكَ عَرَّفُوا / صِدْقَ الرَّجَاءِ وَنَسْجَ حُكْمِ البَاسِ
لاَ زِلْتَ فِي السَّعْدِ المُجَدَّدِ مَا نَثَا / عَرْفُ الصَّبَا أَعْطَافَ قُضْبِ اليَاسِ