هذي الحدائق في غلائل سندس
هذي الحدائق في غلائل سندس / والغيم من باك بها ومعبس
والنرجس الخصل المحدق ناظر / نحو الشقيق الغضر نظره مبلسِ
والربح تحترق الرياض مريضة / سكرى المهب عليلة المتنفسِ
غلس آلى شرب المدام فأنة / لا يدرك اللذات غير مغلسِ
واشرب على وجنات معسول اللمى / فيه مني ومنية للأنفسِ
يقرا المتيم من صحيفه خده / في الهجر مثل صحيفة المتلمس
صبغت مدامته المورد لونها / في الكأس صبغة خجه المتورس
خلقت لخديه الملاحة مثل ما / خلقت لباغي الجود راحة يونس
المستضىء إذا الحوادث أظلمت / من رأيه بالمستنير المشمس
نبتت ارومته المؤثل مجدها / في مغرس أكرم به من مغرس
في دروة الشرف المنيف ومعدن ال / علياء والعز المنيع الأقعس
يا من تفرست الغنى في جوده / صدقت مني نظرة التفرس
أحييت ميت الجود بعد وفاته / وذكرت من دين المكارم ما نسي
نامت عيون الناس عن بذل الندى / وسهر فيه بمقلة لم تنعس
لله زين الدين من متواضع / مازال للجلساء زين المجلس
تاجرت فيه الشعر عند كساده / فرجعت عنه بصفقة لم توكس
رفعت له الأنصار راية سؤدد / عقدت يسارية النجوم الكنَّسِ
من كل ممطور الخلاف مقدم / في حومة الهجاء أروع أبوسِ
علقت يداي بحرمة موفورةٍ / منه وحيل في النوائب أمرسيِ
كان الندى مستوحشا حتى رأى / من بذلك المعروف أحسن مؤنس
لم يعد راجيك النجاح ولم يعد / عنه وقد صدته صدفة مؤنسِ
لا زلت تلبس كل يوم حلّة / للمدح مثل جديدها لم يلبسِ