المجموع : 15
ومُدامةٍ كحشاشة النفسِ
ومُدامةٍ كحشاشة النفسِ / لَطُفت عن الإدراك باللمسِ
لنسيمها في قلبِ شاربها / رَوْح الرجاءِ وراحة اليأس
وتَمدُّ في أمل ابن نشوتها / حتى يؤمل مرجعَ الأمس
ومهَفهَفٍ تمت محاسِنُهُ
ومهَفهَفٍ تمت محاسِنُهُ / حتى تجاوز منيةَ النفسِ
تصبو الكؤوس إلى مَراشفِه / وتَهشُّ في يده إلى الحبسِ
أبصرتُه والكأسُ بين فمٍ / منه وبين أنامل خمس
فكأنها وكأن شاربَها / قمر يقبّل عارض الشمس
لا تحبسن الكأسَ فيما تحبسُ
لا تحبسن الكأسَ فيما تحبسُ / واشرب معتّقةً تضيءُ وتُقبِسُ
طوت السنين فمات عنها هدْرُها / ونسيمُها حيٌّ لها متنفسُ
حياكَ فِطركَ بالعروس وبالذي / يحكيه في النفحات وهو النرجس
فاشربْ على الحسْنين كأساً حسنها / شكل لحسنهما وتمّ المجلس
يا أيها الملك السعيد المُعرِسُ
يا أيها الملك السعيد المُعرِسُ / لا زِلْتَ تُخلِق ما كساك المُلبِسُ
إن يُهدِ مُنفِسة إليك وليُّها / فلقد أتيح لها الكفِيّ المنْفِسُ
وبحقكمْ وبحقها قدِرتْ لكم / ومن الحقوق مُبَيَّنٌ وملبَّس
من غرس أيديكم جنت أيديكُمُ / كَرُمتْ مَجانيكمْ وطاب المغرِس
لا تَقْصِدنَّ لحاجةٍ
لا تَقْصِدنَّ لحاجةٍ / إلا امرأً فَرِحاً بنفسِهْ
أنَّى يُسَرُّ بمدحه / من لا يُسر بضوء شمسِهْ
أم كيف يهتز امرؤٌ / غَرِضٌ بمهجته وعِرسه
نكَّب هُدِيتَ من الرجا / ل يُوقَّ جدُّك جُلَّ تعسه
مِمراضَهُمْ وذميمَهم / وقريبَهُم من وِردِ رمسه
وعلى ذوي عاهاتهم / يوم يدمرهم بِنحسه
ومُشَهّريهم في الأنا / م بظلم آملِهم وبخسه
سخِطَ الإله على أُولَ / ئك إنهم من شر غرسه
وعدا الزمان عليهم / طُراً فألحقهم بأمسه
فهمُ الألى ما منهمُ / أحد يمس ندىً بخمسه
لَلْنجم أقربُ منهمُ / من كف ملتمسٍ ولمسه
ومتى كسوتهمُ الهجا / ء فإنه بَهجٌ بلُبسِه
قد عُوّدوا مسَّ الهوا / ن فمالهم حَفلٌ بمسه
يفدون كل سمَيْدعٍ / لم يَشْق سائله بعبسه
كأبي المهند إنه / كيقينِ راجيه وحدسه
ملكٌ يعجّل بالعطا / ء ولا يرى إعمالَ حبسه
وإلى الأجلِّ من الفعا / ل تراه يجنح لا أخَسِّه
يبني على آساسه / وَقِوامُ بنيانٍ بِأُسِّه
ألقى هواه على البريْ / يةِ إنَهم أبناء جنسه
ومتى استُثير عُرامُه / لقي الأسود جهيزَ فَرسه
قبلَ الجِلادِ عناقُهُ / وجلادهُ من قبل دعسه
وطعانهُ قبل النضا / ل يُمرُّ ذلك طولَ حرسه
فترى الليوثَ هوارباً / منه إذا نذِرتْ بجرسِه
وإذا خلا من مَغرمٍ / ضخمٍ فذلك يومُ وَكسه
وإذا اجتلى من مَدْحه / بِكراً فذلك يومُ عُرسه
جعل الإله عليه وا / قيةً تقيه مثلَ باسه
وثنى إليه عن الخلي / فة وجهَ ممتاح وعَنْسِه
فهما هواه وهمُّه / وإمامه من قبل درسه
همَسَتْ إليَّ بفضله / آثارهُ من قبل همسه
مثل المغني أنبأتْ / عن حذقه نغماتُ جَسِّه
من كان يُعكَس مدحُهُ / فالمدح فيه بغير عكسه
لا يفخرنَّ ذوو العلا / إن المفاخرَ تاجُ رأسه
وجهي يرق عن اقتضائكَ حاجتي
وجهي يرق عن اقتضائكَ حاجتي / وإذا سكتُّ نسيتَ أو تتناسَى
وإذا اقتضيتُ مطلتني ولويتَني / فلقيتُ منك شكاسة ومِراسا
أعْرَيتني من فضل كفكَ كله / يا من جعلتُ له الثناء لباسا
وإخال أني جاعل فمعجّلٌ / بيني وبينك عفتي والياسا
أطلقْ أبا العباس وجهك ضاحكاً / فلَما عهدتُك مرّة عباسا
أعلِمْ ملالكَ أن نفسي حرّةٌ / هجرتْ أناساً قبله وأناسا
ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ
ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ / غصنٌ يتيه على غصون الآسِ
بل شادن ذو نعمةٍ في نعمةٍ / يكتنُّ منها في أكنِّ كناس
ظبي يصيد ولا يُصاد مُحاذرٌ / نَبْلَ الهوى وحبَائل الإيناس
غِرٌّ شَموسٌ إن أحسَّ بريبةٍ / أعجِبْ بجامع غِرّةٍ وشماس
يسبي القلوبَ بمقلةٍ مكحولةٍ / بفتورِ غُنْجٍ لا فتور نعاس
ومُقَبَّلٍ عذب كأن نسيمَهُ / وَهْناً نسيمُ منابت البَسباس
أثني عليه بطيب فيه ولم أنل / منه نوالاً قط غير خِلاس
قمر يجود بأن أراه حسرةً / ويضن بالإرشاف والإلماس
يُذكي الجوى ويذودني عن مشرب / خَصر العُلالةِ للجوى مسّاس
وإذا شكوت إليه طول عذابه / فأقلُّ قاسٍ رحمةً لمُقاسي
لقد استوى تَقْويمه ولقد غَدا / لا تستوي حالاهُ عند قياس
يتحمل الأوزارَ لا يعيَى بها / في كل مأسورٍ بدار تناسي
وإذا خطا أعياه ثقْل مؤَزَّرٍ / يرتَجُّ تحت موشَّحٍ ميّاس
فتراه يمشي في الدِّهاس وإنما / يمشي فيجذبه كثيبُ دَهاس
يا للرجال ألا معينَ لأيِّدٍ / صبِّ الفؤاد على ضعيفٍ قاس
أيَضيمُني خَنِثُ الشمائل لو نضا / عنه غِلالته حَساهُ حاس
ومن العجائب أن تحل ظُلامةٌ / بفتى أناس من فتاة أناس
ولقد ينال من القويِّ ضعيفُهُ / ككُليبٍ الطاغي وكالجسّاس
إن أصلَ من نارَيْ هواه وهجرِهِ / ما قد أملَّ حديثُه جُلّاسي
فقد اصطلى نارَيْ هوىً وعقوبةٍ / قبلي سُحيمٌ في ابنة الحَسْحاس
إن الكتابة أصبحت عربيةً / زهراء ترغب عن بني الأكداس
خطبت شريفاً طاهراً وتنزهت / عن أدنياءَ علمتُهم أرجاس
قد كانت الأقلام في أيامهم / حُمُراً فعادت أيما أفراس
تجري إلى الغايات في حَلَباتها / وتجوسُ دار الكفرِ كلَّ مَجاس
بأغرَّ أبلجَ لم تزل أيامُهُ / مشغولةً بالكَيس لا بالكاس
بين الحداثة والرثاثة سِنُّهُ / وكذاك سن البازل القِنعاس
لقي التجارب غانياً عن عُونها / بقريحةٍ أذكى من النبراس
ذاك الذي استكفاه رِعيةَ أمره / كافي الخلائف من بني العباس
فغدا له في زَينه وغنائه / كالعين وهي أعز ما في الراس
ألقى مراسيَهُ لديه ومَا لَهُ / إلا المحبة والوفاء مَراسي
يُمضي مكائدهُ إلى أعدائِه / كالنبل صادرةً عن الأعْجاس
بل كالمقادر إن تحصن دونها / مُتحصِّنٌ هجمتْ مع الأنفاس
لله إسماعيلُ واحد عصره / من جارح في النائبات وآس
المستضاءُ الوجه في بُهَم الدجى / والمستضاء الرأي في الألباس
تجري الأمورُ على السداد إِذا جرت / أقلامُهُ في ساحةِ القِرطاس
أقلامُ ميمونِ النقيبه حازم / يجرين بالإنعام والإبئاس
ما انْفكَّ يُرعِفها دماً ويمجّها / عسلاً مدادهما من الأنفاس
يا سائِلي عنه سألتَ عن امرئٍ / تلْقاهُ وهو من الفضائل كاس
تلقى مُغِيماً مُشمِساً في حالةٍ / هَطِل الإغامة نيِّر الإشماس
فلنا ندى من كفِّه ولنا هدىً / من رأيه في الليل ذي الأغباس
ما ضرَّ مهتدياً به في حندسٍ / عُدمُ الهداةِ وغيبةُ الأقباس
ماء بلا رنقٍ إذا ما استُعرضت / أخلاقُهُ نار بغير نُحاس
جمع السلامةَ والشهامة إنه / شخصٌ يحوز محاسنَ الأجناس
لَذكاؤه لهبُ الحريقِ وحلمُهُ / أندى وأبرد من ندى الأغلاس
وترى شهيداً ظاهراً من جوده / بمغيَّبٍ من جوده هجاس
قد قلت حين رأيتُ باطن كفِّه / أندى منَ المتحلِّب الرجاس
ورأيت جمرةَ ذهنه ولهيبَها / في ساعةِ التبليد والإبلاس
عجباً لأقلام الوزير وكيف لا / تستبدل الإيراق بالإيباس
بل كيف لا تأتجُّ في آلاته / نيرانُ هاجسةٍ بغير مساس
لَحَقَقْنَ أن يُورِقن من ذاك النَدى / أو يحترقن بذلك المِقباس
قدِّمه إن ذكر المكارِمَ ذاكرٌ / فحظوظه منهن غير خِساس
قصد المحامدَ حين أكسد تجْرها / فابتاع كاسدها بغير مِكاس
ورأى العلا مهجورةً فأوى لها / وحنى عليها والقلوبُ قَواس
وأما وإسماعيلَ حلفة صادقٍ / راعي الرعاةِ وسائِس السُّواس
لولا شجاعتهُ لهاب طريقةً / خشناء مقفرةً من الأُنَّاس
ولمثلُه رَكِبَ المهيبةَ وحدَهُ / وتحمَّلَ العظمى بغير مَواس
فيه اثنتان يقلّ من يحويهما / في دهرنا ويجل في المقياس
ينسى صنيعته ويذكر وعدَهُ / أكرِمْ بذلك من ذَكورٍ ناس
أضحت به الدنيا رياضاً كلها / والدهر كالأعياد والأعراس
وكأنما آباؤهُ وجدوده / نُشِروا به طراً من الأرماس
برجائه اكتست الركابُ رحالها / وبجودِه عَريتْ من الأحلاس
صرف السماعُ نوى المقلِّد نحوهُ / وحدا القياسُ إليه بالقَيَّاس
فكلاهما صَدَقَتْهُ عنه شُهودُهُ / واستبدل الإدراكَ بالإيجاس
عند امرئٍ حُرِسَ الأنامُ بحزمه / وكأن ثروته بلا أحراس
يا أيها الغيث الذي بغياثه / أضحت عَواري الأرض وهي كَواس
أنا من سؤالك بين ميسور الغنى / لا شكَّ فيه وبين مُلك الياس
ستُنيلُني الآمال أو ستردني / ملكاً بيأس من جميع الناس
من ذا تخيِّبُهُ فتطمع نفسُهُ / في رفد غيرِك آخرَ الأحراس
أم من تَهشُّ له فيرجفُ قلبُهُ / خَوفَ المفاقر غير ذي وسواس
أعتقتَ من أعطيته وحرمتهُ / من مطمع أبداً ومن إفلاس
من تُعْطه يسعدْ ومن لا تُعطه / يسعدْ بصَوْنِكَهُ عن الأدناس
وكذا الكريمُ حباؤهُ وإباؤهُ / أمران ما بكليهما من باس
وهابُ يأس أو إياس مُنفِسٍ / ولرب يأس قد وَفَى بإياس
والرفدُ يُمنَحَه الفتى حظاً له / واليأسُ يُكْساهُ أعزَّ لِباس
أنت الذي إن جادَ عاد وإن أبى / ترك الكِذاب لمعشرٍ أنكاس
يَعِدون راجيهم مَواعدَ لا يَني / منهن في تعبٍ وطولِ مِراس
ويَدرُّ درُّكَ للألى يبغونَهُ / عفواً بلا مسح ولا إبساس
مهما أتيتَ فأنت فيه مسددٌ / سهمَ الصوابِ لكفةِ البُرجاس
فالناس من تكرارِ وصفك بالحجا / ومن الثناء عليك في مدراس
من قائل أكرِمْ به أو قائل / أحزِم به في المتْح والإمراس
إلا عدوّاً أخرستْهُ ضغينةٌ / لا زال منها الدهرَ في إخراس
ولقد أقول لحاسدٍ لك لن يرى / عُتبَى سوى الإرغام والإتعاس
ما أنت ويبكَ من أبي الصقر الذي / تركتْ تَعَاطيه مُنى الأكياس
سلِّم لإِسماعيل إني ناصحٌ / لك والْهُ عن وَسْواسِك الخناس
حاوِلْ مَعاطِفهُ فهن نواعمٌ / واترك مَكاسِرهُ فهن عَواس
وكذا عهدتك ليناً ذا ميعةٍ / يَسَر الخلائق مُحصد الأمراس
ممن تراعى الوحشُ حول فنائه / وتُراعُ منهُ الأسد في الأخياس
يهتز عودك للنسيم وإن جرت / نُكبَاً معصِّفةً فعودك عاس
وتخفُّ للداعي اللهيف وإن بدا / روعٌ يخف له فطودُك راس
كم خفَّ نهضُك للدعاة وكم رَسَتْ / قدماك في يومٍ عَراك عماس
لك عدلُ ذي تقوى وظلم أخي ندى / لا ظلم غصّابٍ ولا بخّاس
فإذا وهبت ظلمت مالك مُحسناً / وإذا حكمت وزَنْت بالقسطاس
إن كنتَ يوماً مدرِكي بإغاثةٍ / فاليوم يا ابن السادة الرُّواس
أنا بين أظفار الزمان وخائف / منه شبا الأنياب والأضراس
والنائبات لمن نسيت ذواكرٌ / لكنهن لمن ذكرتَ نَواس
فامنُنْ علي بنظرةٍ تنجِي بها / شِلوي من الفَراسة النهّاس
فكم اشتليتَ من امرئٍ مُستلحمٍ / وفرستَ من مستأسدٍ فرّاس
وهب الإله لما بنيتَ من البُنا / شَرَف الذرى ووثاقة الآساس
خذها وإن قلت لمثلك تُحفةً / من فاخرات ملابس اللُّبّاس
إن شئت قلت مليحةٌ ما ضرها / أن لم يقلها المكتني بنُواس
أو شئتَ قلتَ جميلةٌ ما عابها / أنْ لم يقلها المكتنِي بفراس
يا حُسنها بكراً وعند ولادها / ما أنت مانحها وذاتَ نِفاس
هل أنتَ ذاكرُ موعدٍ قدَّمتَه / أم أنت ناسٍ ذاك أم متناس
بي من درورِكَ واختصاصك جانبي / بالجدب حَرُّ صَلاً وحَزُّ مَواس
طال الغليل وقد سقيتَ معاشراً / دوني وما صبروا على الإخماس
أشجَتْكَ أطلال لخو
أشجَتْكَ أطلال لخو / لةَ كالمَهَارِق دُرَّسُ
أودت بهنَّ الباكيا / تُ الضاحكات الرُجَّسُ
والعاصفاتُ القاصفا / تُ المُعصراتُ الرمَّسُ
ما إن بها إلا الجآ / ذرُ والظباء الكُنَّسُ
ولقد تحل بها الحسا / ن القاصرات الأنَّسُ
من كل رودٍ كالقضي / ب نَماهُ دِعصٌ أوعسُ
خَوْد لها وجه علي / ه من القسامة ملبسُ
كالبدر حفته السعو / د وغاب عنه الأنْحسُ
ولها غدائرُ حُلَّكٌ / فوق الرَّوادفِ مُيَّسُ
ولها وشاحٌ جائلٌ / زَجْلٌ وحِجلٌ أخرس
وكأنما يرنو بمق / لتها غزال أعيس
ذَعَرتْه نَبأةُ قانصٍ / فلهُ لِذاك توجُّس
حتى متى تبكي الديا / رَ وفرعُ رأسك مُخلِس
هل يرجعُ الدمع الذي / سَلَبتْهُ عنك الأحرُس
قُولا لدبس شّر من / يطأ الترابَ ويُرمس
تباً لدهر أنت في / ه مقدَّم ومرأس
لو أن إبليساً رأ / كَ لكاد ذعراً يُبلس
ولَراعهُ وجهٌ من ال / تَحْسين قيءٌ أملس
وكأن صوتك حين تص / دح صوت رعدٍ يَرْجِس
فإذا صدحتَ مؤذناً / كادت تموتُ الأنفس
وُترت قلوبُ العالمي / ن ضَعِيفُها والأليَس
ودعوا عليك بقاصما / تٍ في الظهورِ تؤيِّس
فكأنما دعوات من / يدعو جميعاً تُنكس
وإذأ مَرَرْتَ فللأَنا / م إليك طرف أشوس
ووجوهُ من يلقاك من / هم قاطبات عُبَّس
فَطَوال دهرك أنت مش / توم وعرضُك أدنس
وإذا جلست أذىَ خُشا / مُك من يَضُمُّ المجلس
فكأنما الكرباس ين / فخ منك حين تنفَّس
وإذا نهضتَ كبا بوج / هك للجبين المَعطِس
فالأنف منك لعظْمه / أبداً لرأسك يعكِس
حتى يظن الناس أن / نَك في التراب تَفرَّس
ولأنت أجدر بالذي / قال الفتى المُتَنطِّس
إن كان أنفك هكذا / فالفيل عندك أفطس
يا من له في وجهه / أزَجٌ عليه مكنَّس
ما إن رأينا عاطساً / بأبي قبيس يعطس
وإذا جلستَ على الطري / قِ ولا أرى لك تجلس
قيل السلام عليكما / فتجيب أنت ويخرس
خذها إليك طما بها / متلاطم متبجِّس
شُنعاً شواردَ كالسها / م جِبارُها لا تَدرُس
كشفت عيوبك مثل ما / كشف الظلامَ المَقْبس
تاللهِ يا ابن أبي أمية قُل لنا
تاللهِ يا ابن أبي أمية قُل لنا / إن كنتَ مَسْعَدَةً فأينَ المَنْحَسَهْ
دَنَّستَ يا ابن أبي أميةَ كُنيَةً / غَنِيتْ زماناً وهي غيرُ مُدَنَّسَهْ
تُكنى أبا يعلى ولستَ بأهلِها / ما لم يَقْلها القائِلُون مُنكَّسه
أصبحتَ قَنَّعت الكتابة خَزيةً / قد كان قنَّعها أبوكَ الهندسه
فليُبعد اللَّه الكتابةَ إنَها / لا شكَّ إذ قبِلتْك غيرُ مُقدسه
قل للأمير إذا مثلتَ له
قل للأمير إذا مثلتَ له / يا ركن أهل إقامة الخمسِ
يَهنيك أن الفطر حين بدا / نُشِرَ السرور به من الرمس
نَطَقتْ بناتُ اللهو فيه معاً / من بعد خفض الصوتِ والهمس
وجرى لنا فَلَك الكؤوس به / فأمات هَمَّ النفس ذي الهَجْس
ومنِ السعادةِ أن رأيتَ أبا ال / عباس ملءَ العينِ والنفس
سَلَّفتَ فيه فراسةً صَدَقتْ / فحمدتَ ما سلَّفتَ بالأمس
أجْنى جنَىً طابتْ مذاقَتُهُ / إذ كان غَرسَ مباركِ الغرس
كم فيه من جدِّيَةٍ عَذَرتْ / مشتقُّ كنيَتِهِ من العبس
ومحامدٍ نادت مُسمِّيَهُ / تاللَهِ ما سمَّيتَ بالعكس
فاسعد بطول حياته أبداً / يفضي به حَرْسٌ إلى حَرس
واشرب على رغم العدو وما / يلقاه من تعس ومن نكس
كأساً كأنك حين تشربها / قمر يُقبل عارَض الشمس
مشمولةً كالمسك عاتِقةً / لطُفتْ عن الإدراك باللمس
لنسيمِها في قلب شاربها / روح الرجاء وراحة اليأس
حياك بالشاهِسْفَرَمِّ ضحىً / والجلّسان ونفحة الكأس
فطرٌ ونيروز يجاوره / طلعا معاً بالسعد لا النحس
غَدِقَيْن مُخضَلَّين شأنهما / إعمال نفي البؤس والبأس
هذا يُبدّي الجلد منك وذا / يسقيك من صفراءَ كالوَرْس
نضْحٌ ونشحٌ يغمسانك في / فرحٍ ونُعم أيَّما غمس
هذا لذاك ورُبَّ قافيةٍ / قد قلتُها كالطعنة الخلس
وأقول عَودا قول ذي لسنٍ / لم يُؤتَ من عيٍّ ومن ألس
لولا كلابٌ غيرُ آلِيتي / نبحاً إذا أسْمعتُها جَرسي
متعرِّضٌ للفَرْس نابِحُها / والليثُ لا يرضاه للفرس
يؤذي بتكرار النُباحِ وما / من مَنْهسٍ فيه لذي نَهس
فالكَفُّ عن أمثاله غبَنٌ / ومِراسُهُ من أعظم الوكس
كالبيْن بانت عاجَلاً يده / والبيهقيِّ كبا من التعس
وكصاحبٍ لي غيبه دِغلٌ / أنا منه في قَرص وفي نخس
لولا أولئك غير مُعتذرٍ / بالعجز عن وَطءٍ ولا ضَرْس
أهديتُ قافيةً مصنَّعةً / في الخدر قد سيمَتْ مِنَ الحبس
لقريع مجدٍ لا كِفاءَ لَهُ / من مُصعب للرأس فالرأس
ممن يُنيلُ وما استُنيل كما / يُكسَى المدائحَ غير مُستَكس
أعني عبيد الله خير فتى / بالحق ما في ذاك من لبَس
ذاك الذي يجزي الجزاء فلا / يُثني عليه الشعر بالبخس
يا من يقولُ بغير مدحتهِ / البدرُ مُمتنع من اللَّمس
أيعيبُ مشيي جاهلٌ لو أنه
أيعيبُ مشيي جاهلٌ لو أنه / يمشي لأصبح ضُحكةً في الناسِ
بل رُجمةً لهُمُ سماجة منظرٍ / بل رحمة لتتابع الأنفاس
لو رُمتها لنثرتَ فَرْثَكَ دُونَها / من ضيقِ صدرٍ واتساع مَفاسي
يدعو الحمامُ بها الهديلَ تأسِّياً
يدعو الحمامُ بها الهديلَ تأسِّياً / وتبارياً فوق الغصونِ المُيَّسِ
فَمُفَجَّعٌ خلجَ الفراقُ قرينَه / وممتَّعٌ بقرينه لم يَبْأس
متهزِّجٌ بَهجاً بألفةِ شَملِه / هَزَجاً يخفُّ له الوقورُ المجلِس
وشجٍ أماويتُ الشجى في صوته / لأياً تنالُ مسامعَ المتوجِّس
فكأن لذة صوته ودَبِيبَها / سِنةٌ تمشَّى في مفاصل نُعَّس
بان الشبابُ وأيُ جار مَضِنَّةٍ / ودَّعت منه وأيُّ عِلقٍ مُنفِسِ
للَّه درُّ العيش إذ أوطارُهُ / طُرَفٌ وإذ لذَّاته لم تُعْنس
عُذراتُهُ مَختومةٌ وثمارُهُ / مكهُومَةٌ وجديدُه لم يُلْبس
وتصيبُ بَعضَهمُ المصيبةُ مرَّةً / فتنوب نوبتُها أخاه فَيَأتسي
حتى كأن كلومهم مأسُوَّةً / بكلوم إخوتهم تَعادي أنفس
فَبِع الأنيس من الأنيس فبيعُهم / وأبيك أكيسُ للأريب الأكيس
هل ما ترى من منظر أو مَسمعٍ / أو مطعمٍ أو منكحٍ أو مَلْبس
إلّا وهم شركاءُ في مُتعاته / فمَن السليمُ من الشريك الأشْكَس
لا بد للشركاء أن يتشاكسوا / في هذه الخمس التي لم تُسْدَس
فَتَوقَّل النجواتِ من لمم الأذى / واحللْ لكل مَحلَّةٍ لم تُؤنس
إن الحياة نفيسةٌ مَوقوتةٌ / فانفَس بها عما يُريبُك وانفس
لو أن هذا الموتَ لم يَعْمُمْهُمُ / لَتَغاير الموتى سَجيسَ الأوجَس
فَلْينجُ من طَلبَ السلامة منهُمُ / وحبالُهُ بحبالهم لم تُمرس
يسطو بسيف في المخاطبِ ناطقٍ / شَفعٍ بآخر في الضرائب أخرس
هذا يُصمِّم في الفُصوص وذاكُمُ / في أيِّما فصٍّ أصاب وأبؤس
ماضي القضاء يكاد يسبق عَضُّهُ / ظهرَ القَطاة صَليله في القَونَس
أرواحُها الأرواحُ تَمَعج بينها / فترى بها منفُوسةً لم تُنفَس
فإذا أعارتْها الصَبا حركاتِها / أنستْ كأنس الناطق المتنفس
ولقد أديرُ عيونهن كأنني / شمسٌ تدير ضُحىً عيون النرجس
إحدى محابسكَ القديمةِ فاحبسِ / واسأل معاهدها وإن لم تنبس
دلَّت معالمُها على أغفالها / فعرفتُ دارسَها بما لم يدرس
حتى إذا حسرتْ ظلالُ عمايتي / أعرضتُ عنه بصفحةِ المستيئس
لَضَلَلتُ إن أمَّلتُ مرجع ما مضى / أو منطق الربع الأصم الأخرس
يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ
يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ / أوجعتَ ضرباً بالقُلوسْ
لك لحيةٌ مخضوبةٌ / بعصير أظلاف التيوس
وكأن جُرذان المحلة كلها
وكأن جُرذان المحلة كلها / في حلقهِ يقرضن خُبزاً يابسا
للَّه درُّ عصابةٍ جالستُهم
للَّه درُّ عصابةٍ جالستُهم / وُقُرِ المجالس عند طيش الطائِشِ
من ذي رُعينٍ في الجماجم والذرى / أو ذي نواس الخير أو ذي فائِش
صفُحٍ إذا وتروا لغير مذلّةٍ / طُلبٍ لجارهمُ بخدش الخادش
لا يَنْبِشونَ عيوبَ من آخاهُمُ / سَفَهاً ولؤْماً عند نَبش النابش
بل يسترُون على البراءة ودَّهُ / من كل عيبٍ غير عيب فاحش
قومٌ يردّون الحُشاشَة بعدما / لم يبق منهم نَبْضةٌ في الَراهش
وتحاول البطل البئيسَ رماحُهُمْ / فيظل بين لواطم وخوامش
يتناولون عدوهم ووليَّهم / عن قدرةٍ بمهالك ومعايش
كم فيهمُ من نحلةٍ مجاجةٍ / عسلَ الشفاء وأفعوانٍ ناهش