القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 5
يا طودَ مَجدٍ في المَكارِم راسِ
يا طودَ مَجدٍ في المَكارِم راسِ / سامي العماد موطَّد الآساسِ
لا غرو إِن سقط الجوادُ لعثرةٍ / عثرت لَها قدمُ النَدى والباسِ
فَلَقَد حملتَ عليه أَثقالَ العُلى / فَغَدا ذَلولاً بعد طولِ شِماسِ
حتّى إِذا أَلقيتَ فضلَ عِنانِه / سَبقاً إِلى الغايات قَبلَ الناسِ
لَم يَستَطِع حَملاً لما أَوقَرتَه / فَهوى كَما يَهوي العَظيمُ الراسي
هَيهات أَن يَسطيعَ يحملُ راكِضاً / جبلَ العُلى فرسٌ من الأَفراسِ
فَليذهَب النَغلُ الحَسودُ لما به / وَليحظَ مِمّا رامَه بالياسِ
واِسلم على مرِّ اللَيالي راتعاً / في طيبِ عيشٍ طيِّب الأَنفاسِ
ماسَت فأزرت بالغصون الميَّسِ
ماسَت فأزرت بالغصون الميَّسِ / وأَتَتكَ تخطرُ في غلالةِ سُندسِ
وَتبرّجت جُنحَ الظَلام كأَنَّها / شَمسٌ تجلَّت في دياجي الحِندِسِ
تَختال بين لِداتِها فتخالها / بَدراً بدا بين الجواري الكُنَّسِ
أَرِجَت بريّاها الصَبا وتضوَّعت / أَنفاسُها وَالصبحُ لم يَتنفَّسِ
وَوفت بمَوعِدها وَباتَ وشاتُها / للوجد بين عَمٍ وآخر أَخرسِ
وَالبَرقُ يخفقُ قَلبُه من غَيرةٍ / وَالنجمُ يَرمُقُنا بمقلةِ أَشوسِ
يا طيبَ لَيلَتِنا بمُنعَرَج اللِوى / وَمبيتنا فوق الكَثيب الأَوعسِ
إِذ باتَ شَملي في ضَمانِ وِصالها / وَالقربُ يُبدلُ وحشَتي بتأَنُّسِ
وَاللَيلُ يكتمُ سِرَّنا وَنجومُه / تَرنو إِلينا عن لحاظٍ نُعَّسِ
وَسَنى المجرَّة في السَماءِ كأَنَّه / نهرٌ تدفَّق في حديقَةِ نَرجسِ
باتَت تُدير عليَّ من أَلحاظها / كأساً وأخرى من لَماها الألعسِ
حتّى إِذا رقَّ النَسيمُ وأَخفقت / من أفق مجلِسنا نجومُ الأكؤسِ
قالَت وقد واليتُ هَصرَ قوامِها / ضاقَ الخناقُ من العِناق فنفِّسِ
ثمَّ اِنثَنَت حذرَ الفراق مروعةً / في هيئَة المُستَوحِش المستأنسِ
تتَنَفَّسُ الصُعَداء من وَجدٍ وَقَد / غصَّ الظَلامُ بصُبحِه المتنفِّسِ
واِستعجلَت شدَّ النِطاق وودعت / توديعَ مختلسٍ بحَيرةِ مُبلِسِ
لِلَّه غانيةٌ عَنَت لضيائِها / شَمسُ الضحى إِذ أَشرقت في الأطلسِ
سلبت نفوسَ أولي الغَرام صَبابةً / بجمالها الباهي السنيِّ الأَنفسِ
وَسأَلتُها نَفسي فَقالَت حيرةً / لا كانَ من يَنسى الأَحبَّة أَو نسي
لَم أَنسَها فأذكرَ أَنسَها / عَلِقت يَدي منه بودٍّ أَقعَسِ
هَذا الحسينُ بنُ الحسينِ أَخو العُلى / عَلِقت يدي منه بودٍّ أقعسِ
لَم يُنسِهِ بُعدُ الدِيارِ مَودَّتي / يوماً وعهدي عنده لم يبخسِ
وَسِواه يُظهرُ ودَّه بِلسانِه / وَخميرُه كصحيفةِ المتلمِّسِ
هَذا الوفيُّ الهاشميُّ المجتبى / غَوثُ الجَليس له وبدرُ المجلِسِ
طابَت أرومةُ مجده فزكت به / وَالغرسُ يُعربُ عَن زَكاء المغرسِ
إِيهٍ أَخا المَجدِ المؤثَّل وَالعُلى / لِلَّه درُّك من أَديبٍ أَكيسِ
وافت قصيدتُكَ الَّتي فعلت بنا / فعلَ المُدامة بالنُهى والأرؤسِ
أَلبستَها وشيَ الكلام فأَقبلت / مختالةً تَزهو بأَبهى مَلبَسِ
ما ضَرَّ سامعَها وقد جُليَت له / أَن لا يُجيلَ كؤوسَها أَو يَحتَسي
جدَّدتَ لي عَهدَ الصِبا بنسيبها / وربوع عهدي بالصِبا لم تدرسِ
وَإِليكها غَرّاء تَستلبُ الحجا / وَتَروضُ كلَّ جَموح طَبعٍ أَشرَسِ
نضَّدتُ عِقدَ نِظامها وبعثتُها / دُرَراً تَفوقُ على الدّراري الخُنَّسِ
وَكسوتُها من وصف ودِّك حُلَّةً / هَزَّت لها عِطف المحلّى المكتسي
تُجلى عليك وَنجمُ سعدِك مُشرِقٌ / في قِمَّة الفَلَكِ الرَفيع الأطلسِ
قُم هاتِها في جُنح لَيلٍ دامسِ
قُم هاتِها في جُنح لَيلٍ دامسِ / راحاً حكت في الراح شُعلةَ قابسِ
واِطرُد بها سَرحَ الكَرى عن ناظري / رَشأ يُغازِلُنا بِطَرفٍ ناعسِ
وأَجِل كؤوسَكَ بالمسرَّة واِجلُها / من كفِّ أَغيدَ كالقَضيبِ المائِسِ
عَذراءُ تَضحَكُ في وجوه سُقاتها / وَتَروضُ كلَّ جَموح طَبعٍ شامِسِ
زُفَّت إِلى ماءِ السَماءِ فأَصبحَت / تَهزو بكلِّ مَهاةِ خدرٍ عانسِ
ماذا على من قابَلَته بِبشرِها / أَلّا يقابلها بوجهٍ عابسِ
تَنفي الكروبَ عَن القلوب ولَم تَزَل / تُهدي الرَجاءَ إلى فؤاد اليائسِ
رَقَّت فَلَولا الكأسُ لم تُبصِر لَها / جِسماً ولَم تُلمَس براحة لامِسِ
فَكأَنَّها عِندَ المزاج لطافةً / وَهمٌ يخيِّلُه توهُّمُ هاجسِ
طابَت مغارسُها فَبُوركَ في يَدَي / جانٍ جَنى تلك الكُروم وغارسِ
قِف إِن وَقَفتَ بحانِها حيناً وَدَع / عنك الوقوفَ بكلِّ رَبعٍ دارسِ
قُل لِلمَليحَةِ في القباءِ الأَطلسِ
قُل لِلمَليحَةِ في القباءِ الأَطلسِ / أَفسدتِ عَقلَ أَخي التُقى المتقدِّسِ
أَو ما كَفاكِ لِباسُ حُسنك والبَها / حتّى برزتِ لنا بأَبهى ملبَسِ
أَخجلتِ ولدانَ الجنانِ وحورها / وَخطرتِ من أَثوابها في سُندُسِ
إِن كانَ لا يُرضيكِ إلّا فِتنَتي / فَرِضاكِ فَرضٌ يا حياةَ الأنفسِ
هَذا مُحبُّكِ ناصباً أَحشاءَه / غَرَضاً لأسهم مقلتيكِ فَقَرطسي
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة / يا ربّ فلتَكُ من لَماهُ الأَلعَسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025