القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَمّار الأَندَلُسي الكل
المجموع : 7
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى / والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لنا كافوره / لما استرد الليل منا العنبرا
والروض كالحسنا كساه زهره / وشياً وقلده نداه جوهرا
أو كالغلام زها بورد رياضه / خجلا وتاه بآسِهنّ مُعذِّرا
روض كأن النهر فيه معصم / صاف أطل على رداء أخضرا
وتهزه ريح الصبا فتخاله / سيفَ ابن عبّاد يبدِّد عَسكرا
الحاجب المنصور سيف الدولة الـ / ـمعطي من الحباء الاكبرا
علق الزمان الأخضر المهدى لنا / من ماله العلق النفيس الاخطرا
ملك اذا ازدحم الملوك بمورد / ونحاه لا يردون حتى يصدرا
أندى على الاكباد من قطر الندى / وألذ في الأجفان من سنة الكرى
قداح زند المجد لا ينفك من / نار الوغى إلا الى نار القرى
نختار إذ يهب الخريدة كاعباً / والطرف أجرد والحسام مجوهرا
أيقنت أني من ذراه بجنة / لما سقاني من نداه الكوثرا
وعلمت حقاً أن روضي مخضب / لما سألت به الغمام الممطرا
يا سائلي ما حمص إلا حاتم / أبصرت اسماعيل فيه خنصرا
من لا توازنه الجبال اذا احتبى / من لا تسابقه الرياح اذا جرى
ماض وصدر الرمح يكهم والظبا / تنبو وأيدي الخيل تعثر في البرى
لا شيء أقرأ من شفار حسامه / إن كنت شبهت الكتائب أسطرا
قاد المواكب كالكواكب فوقهم / من لامهم مثل السحاب كنهورا
من كل أبيض قد تقلد أبيضاً / عضباً وأسمر قد تقلد أسمرا
لله مرسلة بآفاق العدى / برقاً تصوب عارضاً مثعنجرا
عباد المخضر نائل كفه / والجو قد لبس الرداء الاغبرا
ملك يروقك خلفه أو خلقه / كالروض يحسن منظراً او مخبرا
أعلمت بالايمان حتى شمته / فرأيته في بردتيه مصورا
وجهلت معنى الجود حتى زرته / فقرأته في راحتيه مفسرا
فاح الثرى متعطراً بثنائه / حتى حسبنا كل ترب عنبرا
وتتوجت بالزهر صلع هضابه / حتى حسبنا كل هضب قيصرا
هصرت يدي غصن الغنى من دوحه / وجنت به روض السرور منورا
حسبي على الصنع الذي أولاه أن / أسعى بشكر أو أموت فأعذرا
يا أيها الملك الذي أصل المنى / منه بوجه مثل حمدي ازهرا
السيف افصح من زياد خطبة / في الحرب إن كانت يمينك منبرا
مازلت تغني من غدالك راجياً / نيلا وتفنى من طغى وتجبرا
حتى حللت من الرياسة محجرا / رحباً وضمت منك طرفاً أحررا
شقيت بسيفك أمة لم تعتقد / الا اليهود وإن تسمت بربرا
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم / لما رأيت الغصن يعشق منمرا
وصبغت درعك من دماء ملوكهم / لما علمت الحسن يلبس أمرا
واليك يا منصور قادت همتي / بزمامها جرد المذاكي الضمرا
مدت سنابكها الفوادح للصفا / مرطاً على متن الظلام معصفرا
يجعلن قبلتك البهية قبلة / وبردن ساحتك البهية مشعرا
خذها اليك وروضها لك ناظر / أسقيته ماء النعيم فنورا
نمقتها وشيا بذكرك مذهباً / وفتقتها مسكاً بحدك أذفرا
من ذا ينافحني وذكرك مندل / اوردته من نار فكرى مجمرا
ولئن وجدت نسيم حمدي عاطرا / فلقد وجدت نسيم برك أعطرا
وهناك عيد النحر لازالت به / حرم الأعادي كي تطوف فتنحرا
واليكها كالروض زارته الصبا / وحنا عليه الطل حتى نورا
جاه الهوى فاستشعروه عاره
جاه الهوى فاستشعروه عاره / ولعبه فاستعذبوه أواره
لا تطلبوا في الحب عزاً إنما / عبداه في حكمه أحراره
قالوا أضر بك الهوى فأجبتهم / يا حبذاه وحبذا أضراره
قلبي هو اختار السقام لجسمه / زيا فخلوه وما يختاره
عيرتموني بالنحول وإنما / شرف المهند أن ترق شفاره
وشمم لفراق من آلفته / ولربما حجب الهلال سراره
أحسبتم السلوان هب نسيمه / او أن ذاك النوم عاد غراره
إن كان أعيى القلب من حر الجوى / خذلته من دمعي إذن أنصاره
من قد قلبي إذ انثنى قده / وأقام عذري إذ أطل عذاره
أم من طوى الصبح المنير نقابه / وأحاط باليل البهيم خماره
غصن ولكن النفوس رياضه / رشأ ولكن القلوب عراره
سخرت ببدر التم غرته كما / أزرت على آفاقه أزراره
ما زال ليل الوصل من فتكاته / تسري الى بعرفه أسحاره
وبجود روض الحسن من وجناته / دمعي فيندى رنده وبهاره
حتى سقاني الدهر كأس فراقه / فسكرت سكراً لا يفيق خماره
ووقفت في مثل المحصب موقفاً / للبين من حب القلوب جماره
حيران أعمى الطرف وهو سماؤه / وأذاب فيه القلب وهو قراره
ولئن يذبه وهو مثواه فكم / قد أحرقت عود العفارة ناره
إن يهنه أني أضعت لحبه / قلبي وذاعت عنده اسراره
فليهن قلبي أن شكاه وشاحه / لسواره فاقتص منه سواره
فوحسنه لقد انتدبت لوصفه / بالبخل لولا أن حمصاً داره
لد رمتني بالمنى أغصانه / وتفجرت لي بالندى أنهاره
بلد متى أذره هيج لوعتي / واذا قدحت الزند طار شراره
يوم تكاثف غيمه فكأنه
يوم تكاثف غيمه فكأنه / دون السماء دخان عود أخضر
والطل مثل برادة من فضة / منثورة في تربة من عنبر
والشمس أحياناً تلوح كأنها / أمة تعرض نفسها للمشترى
يا أيها الملك الذي شاد العلا
يا أيها الملك الذي شاد العلا / معن أبوه وخاله المنصور
بفناء قصرك عصبة أدبية / لا زال وهو بجمعهم مغمور
زفوا اليك بنات افكار لهم / واستبطأوك فهل لهن مهور
خبر بلنسية وكانت جنة
خبر بلنسية وكانت جنة / أن قد تدلت في سواء النار
غدرت وفياً بالعهود وقلما / عثر الوفي سعي الى الغدار
يا أهلها من غائب أو حاضر / وقطينها من حاضر أو سار
جازوا بني عبد العزيز فانهم / جروا اليكم اسوأ الأقدار
ثوروا بهم متأولين وقلدوا / ملكاً يقوم على العدو بثار
هذا محمد أو فهذا احمد / وكلاهما أهل لتلك الدار
جاء الوزير بها يكشف ذيلها / عن سوأة سوأى وعار عار
نكث اليمين وحاد عن سنن التقى / وقضى على الاقبال بالادبار
آوى لينصر من نبا المثوى به / ودهاه خذلان من الأنصار
بر اليمين ولم يعرض نفسه / ونفوسكم لمصارع الفجار
ما كنتم الا كأمة صالح / فرماكم من طاهر بقدار
هذا وخصكم باشأم طائر / ورمى دياركم باسوأ جار
لابر من مسح الجبين فانما / لطمته غدراً غير ذات سوار
هيهات يطمع بالنجاة لطالب / ساع اذا ونت الكواكب سار
كيف التفلت بالخديعة من يدي / رجل الحقيقة من بني عمار
رجل تطعمه الزمان فجاءه / طرفين في الاحلاء والامرار
سلس القياد الى الجميل فان يهج / فدع العنان لهبة التيار
طبن باغراض الامور مجرب / فطن لاسرار المكائد دار
ماض اذا برزت اليه مصمم / هون اذا التفت عليه مدار
مازال مذ عقدت يداه إزاره / فادرك خمسة الاشبار
كشاف مظلمة وسائس أمة / نفاع أهل زمانه الضرار
عجباً لا شمط راضع ثدي الوغى / منه وطود في العنا الخطار
شراب أكواس المدام وتارة / شراب أكواس الدم الموار
جرار اذيال القنا ظنوا به / قد زاركم في الجحفل الجرار
وكأنكم بنجومه ورجومه / تهوى اليكم من سماء غبار
وأنا النصيح فان قبلتم فاتركوا / آثارها خبراً من الأخبار
قوموا الى الدار الخبيثة فانهوا / تلك الذخائر من خبايا الدار
وتعوضوا من صفرة خبثية / بأغر وضاح الجبين مدار
قل للوزير وليس رأي وزير
قل للوزير وليس رأي وزير / أن تتبع التدبير بالتندير
إن الوزارة مذ لبست رداءها / رفعت على التغيير والتزوير
إن الوزارة لو سلكت سبيلها / وقف على التعزير والتوقير
وأرى الفكاهة جل ما تأتى به / رحماك في التعجيز والتصدير
بلغت دعابتك التي أهديتها / في خاتم التأمين والتأمير
وأظنها للطاهري فان تكن / فجديرة التقديس والتطهير
ولعل يوماً أن يصير نفسه / في طيبة التطبيب والتنزير
فرسا رهان أنتما فتجاريا / لنقول في التقديم والتأخير
واذا سلكت سبيله فحقيقة / كي تتبع التطفير بالتصفير
وترى بلنسية وأنت قدارها / سينالها التدمير من تدمير
أدرك أخاك ولو بقافية
أدرك أخاك ولو بقافية / كالطل يوقظ نائم الزهر
فلقد تقاذفت الركاب به / في غير موماة ولا بحر
طفحت صحابته بلا سنة / وتساقطوا سكرى بلا خمر
بمعارج أدت إلى جرد / حتى من الأنواء والقطر
عال كان الجن إذ مردت / جعلته مرقاة الى النسر
وحش تناكرت الوجوه به / حتى استربت بصفحة البدر
قصر تمهد بين خافقتي / نسرين من فلك ومن وكر
متحير سال الوقار على / عطفيه من كبر ومن كبر
ملكت عنان الريح راحته / فجيادها من تحته تجري
مأوى العزيز وقد نصحت فان / تهمل فقد أبليت في العذر
ووصلت خدمة قاطع سبي / وأطعت أمر مضيع أمرى
دع ذا وصلنا غير مؤتمر / مستأثراً بالحمد والشكر
واكتبت الينا نها ليد / تمحو الذي كتب يد الدهر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025