المجموع : 7
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى / والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لنا كافوره / لما استرد الليل منا العنبرا
والروض كالحسنا كساه زهره / وشياً وقلده نداه جوهرا
أو كالغلام زها بورد رياضه / خجلا وتاه بآسِهنّ مُعذِّرا
روض كأن النهر فيه معصم / صاف أطل على رداء أخضرا
وتهزه ريح الصبا فتخاله / سيفَ ابن عبّاد يبدِّد عَسكرا
الحاجب المنصور سيف الدولة الـ / ـمعطي من الحباء الاكبرا
علق الزمان الأخضر المهدى لنا / من ماله العلق النفيس الاخطرا
ملك اذا ازدحم الملوك بمورد / ونحاه لا يردون حتى يصدرا
أندى على الاكباد من قطر الندى / وألذ في الأجفان من سنة الكرى
قداح زند المجد لا ينفك من / نار الوغى إلا الى نار القرى
نختار إذ يهب الخريدة كاعباً / والطرف أجرد والحسام مجوهرا
أيقنت أني من ذراه بجنة / لما سقاني من نداه الكوثرا
وعلمت حقاً أن روضي مخضب / لما سألت به الغمام الممطرا
يا سائلي ما حمص إلا حاتم / أبصرت اسماعيل فيه خنصرا
من لا توازنه الجبال اذا احتبى / من لا تسابقه الرياح اذا جرى
ماض وصدر الرمح يكهم والظبا / تنبو وأيدي الخيل تعثر في البرى
لا شيء أقرأ من شفار حسامه / إن كنت شبهت الكتائب أسطرا
قاد المواكب كالكواكب فوقهم / من لامهم مثل السحاب كنهورا
من كل أبيض قد تقلد أبيضاً / عضباً وأسمر قد تقلد أسمرا
لله مرسلة بآفاق العدى / برقاً تصوب عارضاً مثعنجرا
عباد المخضر نائل كفه / والجو قد لبس الرداء الاغبرا
ملك يروقك خلفه أو خلقه / كالروض يحسن منظراً او مخبرا
أعلمت بالايمان حتى شمته / فرأيته في بردتيه مصورا
وجهلت معنى الجود حتى زرته / فقرأته في راحتيه مفسرا
فاح الثرى متعطراً بثنائه / حتى حسبنا كل ترب عنبرا
وتتوجت بالزهر صلع هضابه / حتى حسبنا كل هضب قيصرا
هصرت يدي غصن الغنى من دوحه / وجنت به روض السرور منورا
حسبي على الصنع الذي أولاه أن / أسعى بشكر أو أموت فأعذرا
يا أيها الملك الذي أصل المنى / منه بوجه مثل حمدي ازهرا
السيف افصح من زياد خطبة / في الحرب إن كانت يمينك منبرا
مازلت تغني من غدالك راجياً / نيلا وتفنى من طغى وتجبرا
حتى حللت من الرياسة محجرا / رحباً وضمت منك طرفاً أحررا
شقيت بسيفك أمة لم تعتقد / الا اليهود وإن تسمت بربرا
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم / لما رأيت الغصن يعشق منمرا
وصبغت درعك من دماء ملوكهم / لما علمت الحسن يلبس أمرا
واليك يا منصور قادت همتي / بزمامها جرد المذاكي الضمرا
مدت سنابكها الفوادح للصفا / مرطاً على متن الظلام معصفرا
يجعلن قبلتك البهية قبلة / وبردن ساحتك البهية مشعرا
خذها اليك وروضها لك ناظر / أسقيته ماء النعيم فنورا
نمقتها وشيا بذكرك مذهباً / وفتقتها مسكاً بحدك أذفرا
من ذا ينافحني وذكرك مندل / اوردته من نار فكرى مجمرا
ولئن وجدت نسيم حمدي عاطرا / فلقد وجدت نسيم برك أعطرا
وهناك عيد النحر لازالت به / حرم الأعادي كي تطوف فتنحرا
واليكها كالروض زارته الصبا / وحنا عليه الطل حتى نورا
جاه الهوى فاستشعروه عاره
جاه الهوى فاستشعروه عاره / ولعبه فاستعذبوه أواره
لا تطلبوا في الحب عزاً إنما / عبداه في حكمه أحراره
قالوا أضر بك الهوى فأجبتهم / يا حبذاه وحبذا أضراره
قلبي هو اختار السقام لجسمه / زيا فخلوه وما يختاره
عيرتموني بالنحول وإنما / شرف المهند أن ترق شفاره
وشمم لفراق من آلفته / ولربما حجب الهلال سراره
أحسبتم السلوان هب نسيمه / او أن ذاك النوم عاد غراره
إن كان أعيى القلب من حر الجوى / خذلته من دمعي إذن أنصاره
من قد قلبي إذ انثنى قده / وأقام عذري إذ أطل عذاره
أم من طوى الصبح المنير نقابه / وأحاط باليل البهيم خماره
غصن ولكن النفوس رياضه / رشأ ولكن القلوب عراره
سخرت ببدر التم غرته كما / أزرت على آفاقه أزراره
ما زال ليل الوصل من فتكاته / تسري الى بعرفه أسحاره
وبجود روض الحسن من وجناته / دمعي فيندى رنده وبهاره
حتى سقاني الدهر كأس فراقه / فسكرت سكراً لا يفيق خماره
ووقفت في مثل المحصب موقفاً / للبين من حب القلوب جماره
حيران أعمى الطرف وهو سماؤه / وأذاب فيه القلب وهو قراره
ولئن يذبه وهو مثواه فكم / قد أحرقت عود العفارة ناره
إن يهنه أني أضعت لحبه / قلبي وذاعت عنده اسراره
فليهن قلبي أن شكاه وشاحه / لسواره فاقتص منه سواره
فوحسنه لقد انتدبت لوصفه / بالبخل لولا أن حمصاً داره
لد رمتني بالمنى أغصانه / وتفجرت لي بالندى أنهاره
بلد متى أذره هيج لوعتي / واذا قدحت الزند طار شراره
يوم تكاثف غيمه فكأنه
يوم تكاثف غيمه فكأنه / دون السماء دخان عود أخضر
والطل مثل برادة من فضة / منثورة في تربة من عنبر
والشمس أحياناً تلوح كأنها / أمة تعرض نفسها للمشترى
يا أيها الملك الذي شاد العلا
يا أيها الملك الذي شاد العلا / معن أبوه وخاله المنصور
بفناء قصرك عصبة أدبية / لا زال وهو بجمعهم مغمور
زفوا اليك بنات افكار لهم / واستبطأوك فهل لهن مهور
خبر بلنسية وكانت جنة
خبر بلنسية وكانت جنة / أن قد تدلت في سواء النار
غدرت وفياً بالعهود وقلما / عثر الوفي سعي الى الغدار
يا أهلها من غائب أو حاضر / وقطينها من حاضر أو سار
جازوا بني عبد العزيز فانهم / جروا اليكم اسوأ الأقدار
ثوروا بهم متأولين وقلدوا / ملكاً يقوم على العدو بثار
هذا محمد أو فهذا احمد / وكلاهما أهل لتلك الدار
جاء الوزير بها يكشف ذيلها / عن سوأة سوأى وعار عار
نكث اليمين وحاد عن سنن التقى / وقضى على الاقبال بالادبار
آوى لينصر من نبا المثوى به / ودهاه خذلان من الأنصار
بر اليمين ولم يعرض نفسه / ونفوسكم لمصارع الفجار
ما كنتم الا كأمة صالح / فرماكم من طاهر بقدار
هذا وخصكم باشأم طائر / ورمى دياركم باسوأ جار
لابر من مسح الجبين فانما / لطمته غدراً غير ذات سوار
هيهات يطمع بالنجاة لطالب / ساع اذا ونت الكواكب سار
كيف التفلت بالخديعة من يدي / رجل الحقيقة من بني عمار
رجل تطعمه الزمان فجاءه / طرفين في الاحلاء والامرار
سلس القياد الى الجميل فان يهج / فدع العنان لهبة التيار
طبن باغراض الامور مجرب / فطن لاسرار المكائد دار
ماض اذا برزت اليه مصمم / هون اذا التفت عليه مدار
مازال مذ عقدت يداه إزاره / فادرك خمسة الاشبار
كشاف مظلمة وسائس أمة / نفاع أهل زمانه الضرار
عجباً لا شمط راضع ثدي الوغى / منه وطود في العنا الخطار
شراب أكواس المدام وتارة / شراب أكواس الدم الموار
جرار اذيال القنا ظنوا به / قد زاركم في الجحفل الجرار
وكأنكم بنجومه ورجومه / تهوى اليكم من سماء غبار
وأنا النصيح فان قبلتم فاتركوا / آثارها خبراً من الأخبار
قوموا الى الدار الخبيثة فانهوا / تلك الذخائر من خبايا الدار
وتعوضوا من صفرة خبثية / بأغر وضاح الجبين مدار
قل للوزير وليس رأي وزير
قل للوزير وليس رأي وزير / أن تتبع التدبير بالتندير
إن الوزارة مذ لبست رداءها / رفعت على التغيير والتزوير
إن الوزارة لو سلكت سبيلها / وقف على التعزير والتوقير
وأرى الفكاهة جل ما تأتى به / رحماك في التعجيز والتصدير
بلغت دعابتك التي أهديتها / في خاتم التأمين والتأمير
وأظنها للطاهري فان تكن / فجديرة التقديس والتطهير
ولعل يوماً أن يصير نفسه / في طيبة التطبيب والتنزير
فرسا رهان أنتما فتجاريا / لنقول في التقديم والتأخير
واذا سلكت سبيله فحقيقة / كي تتبع التطفير بالتصفير
وترى بلنسية وأنت قدارها / سينالها التدمير من تدمير
أدرك أخاك ولو بقافية
أدرك أخاك ولو بقافية / كالطل يوقظ نائم الزهر
فلقد تقاذفت الركاب به / في غير موماة ولا بحر
طفحت صحابته بلا سنة / وتساقطوا سكرى بلا خمر
بمعارج أدت إلى جرد / حتى من الأنواء والقطر
عال كان الجن إذ مردت / جعلته مرقاة الى النسر
وحش تناكرت الوجوه به / حتى استربت بصفحة البدر
قصر تمهد بين خافقتي / نسرين من فلك ومن وكر
متحير سال الوقار على / عطفيه من كبر ومن كبر
ملكت عنان الريح راحته / فجيادها من تحته تجري
مأوى العزيز وقد نصحت فان / تهمل فقد أبليت في العذر
ووصلت خدمة قاطع سبي / وأطعت أمر مضيع أمرى
دع ذا وصلنا غير مؤتمر / مستأثراً بالحمد والشكر
واكتبت الينا نها ليد / تمحو الذي كتب يد الدهر