المجموع : 4
لمّا تَعَرَّضَ نَجْمُك المنحوسُ
لمّا تَعَرَّضَ نَجْمُك المنحوسُ / وترنَّحت بِعُرى الحِبالِ رؤوسُ
ناح الأّذانُ وأعولَ الناقوسُ / فالليل أكدرُ والنَّهارُ عَبوسُ
طَفِقَتْ تثورُ عواصفُ / وعواطفُ
والموت حينا طائف / أو خاطفُ
والمعْولُ الأَبديّ يُمْعِن في الثرى / لِيردَّهمْ في قلبِها المتحجِّرِ
يومٌ أطلَّ على العصور الخاليَهْ / ودعا أمرَّ على الورى أمثاليَهْ
فأجاَبهُ يومٌ أجلْ أنا راويُهْ / لمحاكم التَّفتيش تلكَ الباغِيَهْ
ولقد شهدتُ عجائبا / وغرائبا
لكنَّ فيكَ مصائبا / ونوائبا
لم ألْقَ أشباهاً لها في جورِها / فاسأل سوايَ وكم بها مِنْ منكَرِ
وإذا بيومٍ راسفٍ بقيودِهِ / فأجابَ والتاريخُ بعضُ شهودهِ
أُنظرْ إلى بيضِ الرَّقيقِ وسودِهِ / مَنْ شاءَ كانوا مُلكَهُ بنقودِهِ
بشرٌ يُباعُ ويُشترى / فتحرَّرا
ومشى الزَّمانُ القهقرى / فيما أرى
فسمعتُ منْ منعَ الرَّقيقَ وبَيْعهُ / نادى على الأَحرارِ يا مَنْ يشتري
وإذا بيومٍ حالكِ الجِلْبابِ / مُتَرنّحٍ من نَشْوةِ الأوصْابِ
فأجابَ كلاّ دون ما بكَ ما بي / أنا في رُبى عاليه ضاع شبابي
وشهدتُ للسفَّاح ما / أبكى دما
ويل له ما أظلما / لكنما
لم ألْقَ مِثْلَكَ طالعاً في روعةٍ / فاذهبْ لعلَّكَ أنتَ يَومُ المحشرِ
اليومُ تُنكرهُ اللَّيالي الغابرهْ / وتظلّ تَرْمقُه بعينٍ حائره
عجباً لأحكام القضاءِ الجائرهْ / فأخفُّها أمثالُ ظُلمٍ سائره
وطن يسيرُ إلى الفناءْ / بلا رجاءْ
والداءُ ليس له دواءْ / إلا الإباءْ
إن الإباءَ مَناعةٌ إن تَشْتَمِلْ / نفسٌ عليه تَمُتْ ولَّما تُقهرِ
الكلُّ يرجو أن يُبكِّرَ عَفْوُهُ / نَدْعو له ألاّ يُكّدَّرَ صفُوهُ
إنْ كان هذا عطفُهُ وحُنُوُّهُ / عاشتْ جلاَلتُهُ وعاشَ سُموّهُ
حَمَلَ البريدُ مُفصِّلاً / ما أجملا
هَلا اكتَفَيتَ تَوَسُّلا / وَتَسَوُّلا
والموتُ في أخذِ الكلامِ وردَّهِ / فخذِ الحياةَ عن الطرَّيقِ الأقصرِ
ضاق البريدُ وما تغيَّرَ حالُ / والذّلّ بين سطورِنا أشكالُ
خُسْرانُنا الأَّرواح والأموالُ / وكرامةٌ يا حسرتا أسمالُ
أوَتُبصرونَ وتسألونْ / ماذا يكونْ
إنَّ الخداعَ له فنونْ / مثْلَ الجنونْ
هيهات فالنفس الذليلة لو غدت / مخلوقةً من أعينٍ لم تُبْصرِ
أَّنى لشاكٍ صوتُه أنْ يُسُمَعا / أَنَّى لباكٍ دمعهُ أنْ يَنفعا
صخرٌ أحسَّ رجاءَنا فتصدَّعا / وأتى الرجاءُ قلوبَهم فتقطَّعا
لا تعجبوا فمن الصخورْ / نبعٌ يفورْ
ولهم قلوبٌ كالقبورْ / بلا شعورْ
لا تلتمسْ يوماً رجاءً عندَ مَنْ / جرَّبْتَهُ فوجدتَهُ لم يَشْعُرِ
أنا ساعةُ الرّجل الصَّبورِ
أنا ساعةُ الرّجل الصَّبورِ / أنا ساعةُ القلبِ الكبيرِ
رمزُ الثَّباتِ إلى النَّها / ية في الخطيرِ من الأُمورِ
بطَلي أشدّ على لقا / ءِ المَوتِ من صمّ الصخورِ
جذلان يرتقبُ الردى / فاعجبْ لموتٍ في سرورِ
يَلْقى الإله مُخَضَّب ال / كفَّيْن في يومِ النّشورِ
صَبْرُ الشبابِ على المصابِ / وديعتي ملءُ الصّدورِ
أْنذرتُ أعداءَ البلادِ / بشرِّ يومٍ مُستطير
قسماً بروحك يا عطا / ء وجنَّةِ الملكِ القديرِ
وصغاركَ الأشبالِ تبكي / اللَّيثَ بالدّمعِ الغزير
ما أنقذَ الوطنَ المفدَّى / غيرُ صبًّارٍ جَسورِ
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه / نَفَعَ القضيَّةَ غائباً لم يحضرِ
أحيى القلوب ودونهنَّ ودونَه / غرفُ الحديد وحامياتُ العسكرِ
عرضوا الكفالةَ والكرامةَ عندَه / عبثاً وهل عَرَضٌ يُقاس بجوهر
ورأى التحُّير في التخيُّرِ سُبَّةً / فَفَدى كرامته بستَّة أشهرِ
لم يخْل ميدانُ الجهاد بسَجْنه / فلقد رماه بقلبه المتسعّرِ
ولكم خلا بوجود جيشٍ زاخرٍ / يمشي إليه بِخَطْوِهِ المتعثّرِ
إنَّ المظفّر من حديدٍ جسمُه / فيما أرى وجسومُهم من سُكّرِ
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى / فالعيشُ ذل والمصير بَوار
أرأيتَ أيَّ كرامة كانت لهمْ / واليوم كيف إلى الاهانة صاروا
سَهُلَ الهوان على النفوس فلم يعد / للجرح من ألمٍ وخفَّ العارُ
همدتْ عزائُمهم فلو شبَّت لظى / لتثيرَها فيهم فليس تُثارُ
الظالمُ الباغي يسوس أُمورَهم / واللصُّ والجاسوسُ والسمسارُ
يا من تعلَّل بالسياسة ظنَّها / لَطُفَتْ وَلانَ عَصيُّها الجباَّرُ
ما لطفُها ما اللين ذاك وكلهم / مستعمرون وكلُّه استعمارُ