القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ أبي حَصِينة الكل
المجموع : 3
ذَكَرَ الشَبابَ فَهاجَهُ التَذكارُ
ذَكَرَ الشَبابَ فَهاجَهُ التَذكارُ / أَسَفاً وَعاوَدَ نَفسَهُ اِستِعبارُ
لا عُذرَ لي عِندَ العَذارى بَعدَما / شابَت بِرَأسِي لِمَّةٌ وَعِذارُ
وَالوَقرُ في أُذُنِ الفَتى أَشهى لَهُ / مِن قَولِهِم إِنَّ المَشيبَ وَقارُ
لِلّهِ أَيّامُ الصِبا لَو لَم تَكُن / شَجَراتِ غَيٍّ ما لَهُنَّ ثِمارُ
ما كانَ أَقصَرَهُنَّ عِندي مُدَّةً / وَكَذاكَ أَيّامُ السُرورِ قِصارُ
مَعَ كُلُّ غانِيَةٍ كَأَنَّ رُضابَها / عَسَلٌ مِنَ الأَشَرِ العِذابِ مُشارُ
بَيضاءُ صِيغَ مِنَ النُجُومِ لِنَحرِها / عِقدٌ وَمِن قَصَفِ الهِلالِ سِوارُ
غَدَرت بِميثاقِ الوِدادِ وَكُلُّ مَن / تَهفُو عَلَيهِ غَديرَةٌ غَدّارُ
إِنَّ الغَواني في غِنىً عَن مُرمِلٍ / نَزَلَ القَتِيرُ عَلَيهِ وَالإِقتارُ
أَمّا الشَبابُ فَما يَعُودُ وَرُبَّما / عادَ المُعِزُّ فَعاوَدَ الإِيسارُ
مَلِكٌ إِذا مَطَرَت سَحائِبُ جُودِهِ / لَم تُنتَجَع لِبِلادِهِ الأَمطارُ
تَجِبُ القُلوبُ مَخافَةً مِن بَأسِهِ / وَتُغَضُّ عَنهُ إِذا بَدا الأَبصارُ
نَجَحَ الزَمانُ بِذِكرِهِ وَتَجَمَّلَت / بِحَديثِهِ الشُعَراءُ وَالأَشعارُ
سَلهُ وَحاذِر مِن أَنامِلِ كَفِّهِ / غَرَقاً فَهُنَّ إِذا طَمَينَ بِحارُ
تَندى فَلَو لَمَسَت حِجارَةَ حَرَّةٍ / لانَت بِلِينِ بَنانِهِ الأَحجارُ
وَكَأَنَّما في كُلِّ عُضوٍ مُزنَةٌ / مِن كَفِّهِ أَو دِيمَةُ مِدرارُ
لِلّهِ أَيُّ سَراةِ قَومِ أَصبَحُوا / وَكَأَنَّما أَوصافُهُم أَسمارُ
طالُوا بِحُسنِ الذِكرِ إِلّا أَنَهُم / عَن نَيلِ أَسبابِ القَبيحِ قِصارُ
مِن كُلِّ مَحمُودِ الفَعالِ يَزِيدُهُ / عُسراً عَلى لُوّامِهِ الإِعسارُ
قَد أَكثَرَ الفِعلَ الجَميلَ فَواحِدٌ / في نَفسِهِ الإِقلالُ وَالإِكثارُ
صاحَبتُهُم فَغَرِقتُ في إِحسانِهِم / غَرَقَ القَذاةِ دَحا بِها التَيّارُ
وَعَرَفتُهُم فَعَرفتُ أَنّي مِنهُمُ / لا بِي وَلا بِجَميلِهِم إِنكارُ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي عَزَماتُهُ / يَفعَلنَ مالا تَفعَلُ الأَقدارُ
لِلّهِ فِعلُكَ في ابنِ عَمِّكَ إِنَّهُ / فِعلٌ عَلَيهِ مِنَ السُعُودِ أَمارُ
أَصبَحتُما في بَلدَةٍ مَأَنُوسَةٍ / فازَ المُقِيمُ بِها وَعَزَّ الجارُ
لِمَ لا نَزِيدُ عَلى الأَعادي قُوَّةً / وَلَنا يَمينٌ مِنكُمُ وَيَسارُ
لَو نابَنا خَطبٌ لَقِينا مِنكُما / وَزَراً تَحَطُّ بِقُربِهِ الأَوزارُ
عُمِّرتُما لِلمَكرُماتِ وَدُمتُما / ما دامَ لَيلٌ مُظلِمٌ وَنَهارُ
قُل لِلغَمامِ إِذا اِستَهَلَّ صَبِيرُهُ
قُل لِلغَمامِ إِذا اِستَهَلَّ صَبِيرُهُ / وَانهَلَّ أَوَّلُهُ وَسَحَّ أَخِيرُهُ
كاثِر سِوى جُودِ الأَميرِ فَرُبَّما / يُوفي عَلَيهِ قَلِيلُهُ وَكَثيرُهُ
أَحَسِبتَ أَنَّكَ حِينَ صُبتَ عَديلَهُ / وَظَنَنتَ أَنَّكَ يا غَمامُ نَظِيرُهُ
لا تُوهَمَنَّ فَإِنَّ أَيسَرَ جُودِهِ / لَو سَحَّ في بَلَدٍ لَسالَ غَدِيرُهُ
إِنّي لَأعجَبُ وَهوَ رُكنُ مُتالِعٍ / لِمَ لا يَبِيدُ إِذا عَلاهُ سَرِيرُهُ
مَلِكٌ تَشَهَّرَ بِالسَخاءِ مِنَ الصِبا / حَتّى استَمَرَّ عَلى السَخاءِ مَرِيرُهُ
ضَمِنتَ صُرُوفُ النائِباتِ لِجارِهِ / أَن لا يَخافَ البُؤسَ وَهوَ مُجِيرُهُ
قَد قُلتُ لِلأَعداءِ حينَ يَراهُمُ / حَذَراً فَإِنَّ اللَيثَ حَيثُ زَئيرُهُ
لِزَعِيمِكُم مِنهُ النَجاءُ فَإِنَّني / مِن شَفرَتي هَذا الحُسامِ نَذِيرُهُ
ما بينَكَم حَتماً وَبَينَ صَباحِكُم / بِالحَينِ إِلّا أَن يَحِينَ مَسِيرُهُ
فَحَذارِ مِنهُ وَمِن عَواقِبِ كَيدِهِ / إِن كانَ يَنفَعُ حائِناً تَحذِيرُهُ
أَمّا الإِمامُ فَقَد تَيَقَّنَ أَنَّهُ / لا يَرهَبُ الأَعداءَ وَهوَ نَصِيرُهُ
خَلُصَت سَرِيرَتُهُ وَصَحَّ وِدادُهُ / وَصَفا لِأَولادِ النَبِيِّ ضَميرُهُ
إِنّي عَلى ثِقَةٍ بِأَنَّ عَدُوَّهُ / مِن حَيثُ يَسمَعُ بِالمَسِيرِ أَسيرُهُ
وافى يَدُسُّ إِلى الأَميرِ وَعِيدَهُ / وَالكَلبُ لا يَثني الهِزَبرَ هَرِيرُهُ
دُفِعَت مُلِمّاتُ اللَيالي عَن فَتىً / عَدَدُ النُجومِ الطالِعاتِ فُخُورُهُ
أَبَداً لَنا رِيفانِ إِمّا خَيرُهُ / ما زالَ مُنتَجَعاً وَإِمّا خِيرُهُ
سِرَّ القُلوبِ فَلا اِنقَضى في ظِلِّهِ / أَبَداً سُرورُ قُلوبِنا وَسُرُورُهُ
وَتَمَتَّعَت بِحَياتِهِ أَيّامُهُ / وَشُهُورُهُ وَدُهُورُهُ وَعُصُورُهُ
مِنكَ الجَمِيلُ وَمِنِّيَ الشُكرُ
مِنكَ الجَمِيلُ وَمِنِّيَ الشُكرُ / وَلِيَ الغِنى وَلِمَجدِكَ الذِكرُ
تُغنِي وَأُثنِي جِدَّ مُجتَهِدٍ / وَأُمِلُّ فِيكَ وَيَكتُبُ الدَهرُ
لا أَجحَدُ النُعمى الَّتي سَبَغَت / أَنا بَعضُ مَن غَرَّقتَ يا بَحرُ
نُعماكَ نُعمى لَستُ أَكفُرُها / إِنّض الصَنِيعَةَ كُفرُها كُفرُ
يا مَنطِقي بُورِكتَ مُحتَمِلاً / عَنّي الجَزاءَ وَبُورِكَ الشِعرُ
زِدِني غِنىً وَزِدِ الأَمِيرَ ثَناً / مالِي وَلا لَكَ عِندَهُ عُذرُ
أَعطى فَلا خُلفٌ وَلا عِدَةٌ / وَعَفا فَلا حِقدٌ وَلا غَمرُ
خُلُقاً كَرَوضِ الحَزنِ أَنبَتَهُ / نَوءُ الذِراعِ وَوابِلٌ هَمرُ
وَسَماحَةً في طَبعِ ذِي كَرَمٍ / لا البُخلُ شِيمَتُهُ وَلا الغَدرُ
غَرِقتَ مَعدٌّ في مَكارِمِهِ / غَرَقَ الخُطَيطَةِ جادَها الغَفرُ
فَكَسا جَوانبِها مَفَوَّفَةً / غَنّاءَ يَضحَكُ بَينَها الزَهرُ
فَالنَورُ نُعماهُ وَصَيِّبُهُ / كَرَمُ الأَميرِ وَحَمدُهُ النَشرُ
سَلنِي أَبُثُّكَ عَن أَخِي ثِقَةٍ / يَسرِي بِضَوءِ جَبِينِهِ السَفرُ
أَمِنَت بِهِ سُبلُ البِلادِ فَلا / جَزَعٌ وَلا هَلَعٌ وَلا ذُعرُ
وَبَنى لِقَيسٍ بِالقَنا شَرَفاً / لَم يَبنِهِ جُشَمٌ وَلا بَكرُ
شَرَفاً يَحِفُّ النَيِّرانِ بِهِ / وَيَحُوطُهُ الشَرطانِ وَالنَسرُ
أَمّا العَواصِمُ فَهيَ قَد عُصِمَت / بِأَغَرَّ يُستَسقى بِهِ القَطرُ
حُلوُ الخَلائِقِ وَالطَرائِقِ لا / زَهوٌ وَلا عُجبٌ وَلا كِبرُ
تُجبى لَهُ الأَموال خالِصَةً / لا مَأثَمٌ فِيها ولا وِزرُ
عَدلاً يَعُمُّ العالَمينَ بِهِ / وَتَحَرُّجاً أَن يَحبِطَ الأَجرُ
شِيَمُ الكِرامِ وَهِمَّةٌ بَلَغَت / ما تَبلُغُ اليَزَنِيَّةُ السُمرُ
وَرَجاجَةٌ لَو أَنَّها وَزِنَت / بِالنَسرِ خَفَّ لِوَزِنِها النَسرُ
وَشَجاعَةٌ لا عامِرٌ كَمُلَت / فِيهِ كَما كَمُلَت وَلا عَمرُو
لَو أَنَّها في اللَيثِ عَزَّ فَلَم / يُخلَق لَهُ نابٌ وَلا ظُفرُ
سُبحانَ خالِقِ كُلِّ مُعجِزَةٍ / أَيَضُمُّ هَذا كُلَّهُ صَدرُ
وَسِعَ الَّذي وَسِعَت بِأَجمَعِها الد / دُنيا مَكانٌ وَسِعُهُ فِترُ
وَعَلى الأَسِرَّةِ ماجِدٌ أَنِسَت / بِوُفُودِهِ الدَيمُومَةُ القَفرُ
مالُوا إِلَيهِ عَلى الرِحالِ كَما / مالَت بِشارِبِ كَأسِها الخمرُ
وَتَرَقَّلَت بِهِمُ مُزَمِّمَةً / مِثلَ الأَهِلَّةِ جُنَّفٌ خُزرُ
نَحُلَت وَضَمَّ السَيرُ أَضلُعَها / فَتَشابَهَت هِيَ وَالبُرى الصُفرُ
فَهَوَت تُصَوِّبُ في البِلادِ بِنا / عَنَقاً كَما تَتَصَوَّبُ الكُدرُ
قُلنا لَها وَالسَيرُ يَحفِزُها / وَسَياطُنا مِن زَجرِها حُمرُ
صَبراً إلى أَن تَبلُغي حَلَباً / وَسَتُحمَدِينَ وَيُحمَدُ الصَبرُ
وَرَمَت بِأَرجُلِنا إِلى مَلِكٍ / أَغنى المُقِلَّ نَوالُهُ الدَثرُ
تَهدى الوُفودُ إِلى مَكارِمِهِ / بِأَغَرَّ يَلمَعُ فَوقَهُ البِشرُ
يَبدو وَيَبدُو البَدرُ مُكتَمِلاً / فَيُشَكُّ أَيُّهُما هُوَ البَدرُ
ذُو راحَةٍ تَندى أَنامِلُها / فَبُطُونُها وَظُهُورُها خُضرُ
لَو أَنَّ فَخرَ المُلكِ مَسَّ بِها / صَخرَ الأَحَصِّ لَأَورَقَ الصَخرُ
عَجَباً أَما تَبتَلُّ بُردَتُهُ / وَبِراحَتَيهِ سَحائِبٌ عَشرُ
يا فَخرَ مُلكِ بَني النَبِيِّ وَمَن / بِاللَهِ تَمَّ لِسَيفِهِ النَصرُ
أَصبَحتَ تاجاً لِلمُلوكِ فَإِن / فَخَرَت فَحَقُّ لَها بِكَ الفَخرُ
فَاسعَد بِأَلقابِ الإِمامِ فَقَد / سَعِدَ الإِمامُ وَأَنتَ وَالغُرُّ
هِيَ سَبعَةٌ زُهرٌ خُصِصتَ بِها / وَكَذا الطَوالِعُ سَبعَةٌ زُهرُ
أَنتَ المُعِزُّ وَهَذِهِ حَلَبٌ / فَتَدَفَّقا فَكِلاكُما بَحرُ
كَذَبَ ابنُ هانِي في مَقالَتِهِ / أَنتَ الخَصِيبُ وَهَذِهِ مِصرُ
وَمَنِ الخَصِيبُ وَمَن مَعاشِرُهُ / لَكَ أَنتَ لا لِأُولئِكَ الفَخرُ
سَبَقُوا كَما سَبقَ الدُجى وَأَتى / لَمّا أَتيتَ بِعقبِهِ الفَجرُ
وَكَذا دُخانُ النارِ أَوَّلُها / يَمضِي الدُخانُ وَيُسعَرُ الَجمرُ
عَطلتَ ذِكرَ الأَوَّلِينَ فَما / لَهُمُ وَلا لِزَمانِهِم ذِكرُ
شَرُفَت بِكَ الدَنيا وَساكِنُها / وَالصَومُ وَالتَعييدُ وَالفِطرُ
فَسلِمتَ مَحرُوسَ العُلى أَبَداً / ما شِئتَ مَمدُوداً لَكَ العُمرُ
تُمسِي وَتُصبِحُ في بُلهنِيَةٍ / وَعَلَيكَ مِن رَبِّ العُلى سِترُ
يَجرِي حَدِيثُكَ في البَلادِ فَما / يُحتاجُ لا طِيبٌ وَلا عِطرُ
مَدحِي عُقودُ جَواهِرٍ نُظِمَت / وَعُلاكَ لا عَطِلَت لَها نَحرُ
لا يَأثَمَنَّ فَتىً تُحَيِّرُهُ / كَلِمي فَيَحلِفُ أَنَّها سِحرُ
هُوَ بَعضُ ما جادَ الأَميرُ بِهِ / لَكِنَّ ذا نَظمٌ وَذا نَثرُ
أَنا لابِسٌ حُلَلاً مُحَبَّرَةً / أَثمانُها القِرطاسُ وَالحِبرُ
مِن عِندِ مَن عِندِي لَهُ نِعَمٌ / لا تَنحصِي وَصَنائِعٌ كُثرُ
آلَيتُ لا أَبقيتُ لِي أَبَداً / ذُخراً وَجُودُ يَدَيكَ لِي ذُخرُ
وَالحَمدُ لا يَبقى عَلى أَحَدٍ / يَبقى لَهُ نَشَبٌ وَلا وَفرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025