المجموع : 4
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى / إِلّا ليطرُقَه الخَيالُ إِذا سَرى
كَلِفٌ بِقُربكَمُ فَلمّا عاقَهُ / بُعدُ المَدى سَلَك الطَريقَ الأَخصَرا
وَإِذا تَصوَّرَ أَن يُصورك الكَرى / فَمِن الظَلالِ لمقلَةٍ أَن تَسهَرا
كَم نافِرٍ لا يُستَطاعُ كَلامُه / داريتَه بكرىً فَزارَ وَما دَرى
وَمُهَفهِفٍ ثِمِل القَوامِ وَحَقُّ مَن / حَملَ المُدامَةَ دائماً أَن يَسكَرا
رَيّانَ أَورقَ بالظَلامِ قَضيبُهُ / حُسناً فأزهر بِالصَباحِ وَنَورا
عَنفَ العَذولُ وَما رآهُ جَهالَةً / وَأَغارُ وَجداً أَن يَراهُ فَيُعذَرا
وَأَطالَ عَتبي لاحياً وَلَو أَنَّهُ / عَرفَ الَّذي يُلحي عَليهِ لأقصرا
فارَقته وَعدمتُ صَبري بَعدَهُ / فَفَقَدتُهُ وَفَقدتُ أَن أَتَصَبَّرا
لا تَنكرن فيضَ الدُموعِ فمنكَرٌ / أَن لا يَكونَ نَواهُ نَوءاً مُمطِرا
أَبكي لِذِكرِ العيشِ عِزَّ طِلابِهِ / وَالعَيشُ ما أَبكاكَ أَن يُتَذَكَرّا
يا طالِباً بالبين قَتلي عامِداً / أَحسَبتَني أَبقى عَلى أَن تَهجُرا
وَموَدُعٍ أَم التفرّقُ دمعَهُ / وَنَهَتهُ رِقبَةُ كاشِحٍ فَتَحيَّرا
يَبدو هِلالٌ مِن خِلالِ سُجوفِه / لَو مُراقبةُ العُيونِ لأَبدَرا
حَذر العُيونِ فَلَيسَ يُلقى سافِراً / مِن حُسنِ وَجهٍ لَيسَ يَفتأ مُسفِرا
مَنَعَت مُحاذَرةُ الوِشاةِ ظُهورَهُ / فَأَبى خَفيُّ الوَجدِ أَن لا يَظهَرا
وَرَمى فَأنفذ في الحَديدِ مُسرّداً / سَهماً وَما نَفَذ الحَريرَ مُسَتَرا
سَحَرت وَقَد قَتَلت لِحاظ جُفونُه / أَوَما كَفاها القَتل حَتّى تَسحَرا
فَحَذارِ أُسدَ الغابِ رَبربَ عالِجٍ / وَحَذارِ ثُمَّ حَذارِ ذاكَ الجؤذَرا
وَيلاهُ مِن واهي القُوى ذي رِقَّةٍ / قَويت عِلاقَةُ حُبّه فَتَحَيَّرا
فسأغتدي مِن يُوسُفيٍ مُقتَدٍ / بِعَزيز مصرٍ يوسُفٍ مستَنصرا
مَلِكٌ اذا أَبصرتَه فَلَقيتَهُ / أَبصرتَ بِشراً بالنَجاحِ مُبشِّرا
ردفُ الأَكارِم في مَدى بَذلِ النَدى / وَجَزى فَكانَ السابِقَ المُتأخِّرا
وَفَتىً اذا عَدوا السِنينَ فانَّهُم / عدوا السنى فَكانَ الأَكبَرا
كسبَ الَكارِمَ فاكتَساها لابِساً / مُلكاً وَكانَت تُستَعارُ وَتُشتَرى
في وَجهِهِ اِجتَمَعَ الجَمالُ وَسَيفُهُ / حَتفٌ وَكَفُّهُ غَيث الوَرى
ما حَلَّ رَبعَ المحلِ أَغبرَ قاتِماً / إِلّا وَأَصبَحَ مِن نَداهُ أَخضَرا
أَو سَلَّ يَومَ الرَوع أَبيضَ صارِماً / إِلّا وَعادَ مِن الأَعادي أَحمَرا
أَو هَزَّ في الهَيجاءِ أَسمَرَ ذابِلاً / إِلّا وَآلَ بِرأسِ طاغٍ مُثمِرا
تُردي الكَتائِبَ كُتبُه فاذا مَضَت / لم نَدرِ أَنَفَذ أَسطُراً أَم عسكرا
لَم يحسُنِ الأَترابُ فَوقَ سُطورِها / إِلّا لأَنَّ الجَيش يَعقُد عِثيرا
يا شاري المَدحِ الثَمين مُغالِياً / لَولاكَ أَصبحَ كاسِداً لا يُشتَرى
أَفنيت مالك واِقتنيتَ مَحامِداً / تَبقى مَدى الدُنيا وَتُفني الأَعصُرا
فسموتَ مُنتعِل السِماك وَتارِكاً / تَحتَ الثَرى مَن ماله تَحتَ السَرى
وَجعلتَ للآدابِ رَبعاً آهلاً / بنَدى يَدَيكَ وَكانَ رسماً مقفِرا
بَهَرَت صِفاتُكَ مادِحيك وَطالَما / وَقَد جاوَزَ الاحصاءَ أَن لا يبهرا
فَأَتاكَ مُقلا واِنثَنى المُشنى / المبرز قاصِراً لا مُقصِرا
وَالشامُ قَد أَضحى حِمىً بِكَ بَعدَما / أَشفى وَأَمّلت العِدى أَن تَظفِرا
أَمسى لِنورِ الدينِ لَيلاً مُظلِماً / حَتّى أَتيتَ فَكانَ صُبحاً نَيّرا
فَكأَنَّهُ داعٍ أُجيبَ دُعاؤُهُ / أَو كانَ خُيِّرَ في الوَرى فَتَخيّرا
وَأَتاكَ منشورُ الخَلافَةِ شاكِراً / لَكَ أَن أَعدتَ الحَقَّ حَيّاً منشرا
لما أعدتَ الحقَّ في أَربابِهِ / وَرددتَ لِلمستَوجبيهِ المِنبَرا
بَعث الامامُ لكَ الشعارَ مُصوِّراً / لِلناسِ أَنَّكَ في الضَميرش مُصورا
وَأَراهُم أَنَّ الخِلافَةَ مُقلَةٌ / أَصبحتَ أَنتَ سَوادَها وَالمحجَرا
فاِفخر بِما فَعَل الامامٌ عَلى الوَرى / وَكَفى بِما فَعَلَ الخَليفَةُ مفخرا
خِلَعٌ أَتَتكَ وَللعُلى في طَيِّها / نَشرٌ وَطَيّ عِداك في أَن تنشرا
وَأَحَقُّ مَن خَلعت عَلَيهِ مؤيد / خِلَعَ الَّذين بَغَوا عليهم أَعصُرا
أَضحى بَنو العَبّاسِ يَضحك مُلكُهُم / أَمناً وَأَنتَ سَدادُهُ أَن يُثغَرا
ما زَفَّ في عَصرٍ لِلَلِكٍ مثلَما / زَفَّ الحِسانُ إِلَيك بِكراً مُعصِرا
عِقدٌ ثَمين أَنتَ عارِفُ قَدرِهِ / وَلَدَيكَ قَومٌ يَعرِفونَ الجَوهَرا
ما مَن يَرى ضدَّ الَّذي قَد قالَه / مِثلَ الَّذي ما قالَ إِلّا ما سَرى
مِدح المُلوكِ فِرىً وَيوسفُ يوسِفٌ / ما مَدحُهُ الوافي حَديثاً يفترى
لا يَبخِلونَ بِزادِهم عَن سائِلٍ
لا يَبخِلونَ بِزادِهم عَن سائِلٍ / عَدَل الزَمانُ عَليهمُ أَو جارا
وَإِذا الصَريخُ دَعاهُمُ لِمُلمَّة / بَذَلوا النُفوسَ وَفارَقوا الأَعمارا
وَإِذا زِنادُ الحَربِ أَخمدَ نارَها / قَدَحوا بِأَطراف الأَسِنَّةِ نارا
فمن اِستَغاثَهُمُ اِستَغاثَ ضَراغماً / وَمَن اِستَماحَهُمُ اِستَماحَ بحارا
يا مالِكي بِعَوائِد البِرِّ
يا مالِكي بِعَوائِد البِرِّ / وَبِذاكَ تَملِكُ رِبقةَ الحُرِّ
أَنصَفتَني وَالناسُ تَظلِمُني / فَلأشكرَنَّكَ آخِرَ الدَهرِ
مِنَنٌ عَل مِنَن تُتابِعها / خَفَّت عَليك وَأَثقلَت ظَهري
فلأشكرنَّ صَنائِعاً سَلَفَت / فَعَسى يَقومُ بِبَعضِها شُكري
وَكشفت ما سَتَروهُ مِن أَمري / وَعَرفت ما جَهَلوهُ مِن قَدري
فلأنشرَنَّ عليك من مِدَحي / شُكر الرِياضِ الغَيثَ بالنَشرِ
قُطِعَت يَدٌ قطَعت ذَوائِبَ شَعره
قُطِعَت يَدٌ قطَعت ذَوائِبَ شَعره / لِم طاوَعَت ذا أَمرَها في أَمرِهِ
قَطَعوا ذَوائِبَه لِيَمحوا حُسنَه / فَجَلوا غَياهِبَ لَيلِهِ عَن ثَغرِهِ