المجموع : 4
قفْ بالديارِ وحيِّهنَّ دِيارا
قفْ بالديارِ وحيِّهنَّ دِيارا / واسقِ الرسومَ المّدمَع المِدرارا
كانت تَحِلُّ بها النَّوارُ وزينبٌ / فرعى إلهي زَينباً ونَوارا
قل للّذي عادى وصيَّ محمدٍ / وأبانَ لي عن لفظِه إنكارا
من عندَه علمُ الكتابِ وحكمُه / من شاهدٍ يتلوه منه نِذارا
علمُ البَلايا والمنايا عندَه / فصلُ الخطابِ نَمى إليه وصارا
وله ببدر وقعةٌ مشهودةٌ / كانت على أهل الشقاءِ دَمارا
فأذاق شيبةَ والوليدَ منيّةً / إذ صبّحاه جَحفلاً جَرَّارا
وأذاقَ عُتبةَ مثلَها أهوى لها / عضباً صَقيلاً مُرهفاً بتَّارا
وله بَلاء يوم أُحْدٍ صالحٍ / والمشرفيّةُ تأخذُ الأدبارا
إذ جاءَ جبريلٌ فنادى معلناً / في المسلمين وأسمعَ الأبرارا
لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ ولا فَتىً / إلاّ عليّ إن عَدَدْت فَخارا
مَن خاصِفٌ نعلَ النبيِّ محمدٍ / أرضى الإلهَ بفعِله الغفَّارا
فيقول فيه معلناً خيرُ الورى / جهراً وما ناجى به إسرارا
هذا وصيّي فيكمُ وخليفتي / لا تَجهلوه فترجعوا كفارا
وله بيوم الدَّوْحِ أعظمُ خطبةٍ / أدّى بها وحيَ الإلهِ جِهارا
وله صراطُ الله دون عبادِهِ / مَنْ يَهده يُرْزَقْ تُقىً ووَقارا
في الكتْبِ مَسطور مجلَّى باسمِه / وبنعتِه فاسأل به الأخبارا
مَن كان ذا جارٍ له في مسجدٍ / من نالَ منه قرابةً وجِوارا
والله أدخله وأخرجَ قومَهُ / واختاره دونَ البرية جارا
من كان جبريلٌ يَقومُ يمينه / فيها وميكالٌ يقوم يَسارَا
مَن كان يَنصره ملائكةُ السما / يأتونه مَدَداً له أنصارا
مَن كان وحَّد قبلَ كلّ موحِّدٍ / يدعو الإلهَ الواحدَ القهّارا
مَن كان صلّى القبلتين وقومُه / مثلُ النواهقِ تحملُ الأسفارا
مَن كان في القرآن سُمِّيَ مؤمناً / في عشرِ آيات جُعِلنَ خِيارا
مَن قال للماءِ افجري فتفجّرت / ما كلّفتْ كفّاً له مِحفارا
حتى تروَّى جندُه في مائِها / لما جرى فوق الحَضيضِ وفارا
وبكَربَلا آثارٌ أُخرى قَبلها / أحيا بها الأنعامَ والأشجارا
وأتاه راهبُها وأسلمَ طائعاً / معه وأَثنى الفارسَ المغوارا
أم مِن عليه الشمس كَرَّت بعدما / غَربت وألبسها الظلامُ شِعارا
حتى تُلاقي العصرَ في أوقاتِها / واللهُ آثرَهُ بها إيثارا
ثَمّتْ توارتْ بالحجاب حثيثةً / جعلَ الإلهُ لِسيرِها مِقدارا
مَن كان آذنَ منهم ببراءةٍ / في المشركين فأنذرَ الكفّارا
منكم برئنا أجمعين فأشهراً / في الأرضِ سِيروا كُلُّكم فُرَّارا
وابتاع من جبريل حبّاً قد زكى / في جَنّةٍ لم تُحرم الأنهارا
جبريلُ بايَعه وأحمد ضيفَهُ / خيرُ الأنامِ مَرْكباً ونِجارا
مَن كان أوّل من تصدّق راكِعاً
مَن كان أوّل من تصدّق راكِعاً / يوماً بخاتمَهِ وكان مُشيرا
مِن ذاك قولُ الله إنّ وليَّكُمْ / بعد الرسولِ لِيُعلمَ الجمهورا
ولدى الصراط تَرى عليّاً واقِفاً / يَدعو إليه وليَّه المنصورا
الله أعطى ذا عليّاً كلَّهُ / وعطاءُ ربّي لم يكنْ محظورا
والله زوَّجهُ الزكيةَ فاطماً / في ظلِّ طُوبى مَشهداً مَحضورا
كان الملائكُ ثَمَّ في عددِ الحصى / جبريلُ يَخطبهمْ بها مَسرورا
يَدعو له ولها وكان دعاؤه / لهما بخيرٍ دائماً مذكورا
حتى إذا فرغَ الخطيبُ تَتابعت / طُوبى تَساقطُ لؤلؤاً منثورا
وتُهيلُ ياقوتاً عليهم مرّةً / وتُهيل درّاً تارةً وشُذُورا
فترى نساءَ الحورِ يَنتهبونه / حُوراً بذلك يَحتذين الحُورا
فإلى القيامةِ بينهنّ هديّةٌ / ذاك النِثارُ عشيَّةً وبكورا
فطوبى لمن أمسى لآل محمدٍ
فطوبى لمن أمسى لآل محمدٍ / وليّاً إماماه شُبير وشُبَّرُ
وقَبْلَهما الهادي وصيُّ محمدٍ / عليٌّ أميرُ المؤمنينَ المطهّرُ
ومن نَسله زُهرٌ فروعٌ أطايبٌ / أئمّةُ حقِّ أمرُهمْ يُتَنَظَّرُ
شَرُفتْ بكَ الأرض البسيطةُ بعدَما
شَرُفتْ بكَ الأرض البسيطةُ بعدَما / أُسكنِتَها وتجلّتِ الأقطارُ
فالأرضُ حيثُ أقمت فيها جَنّة / والأرضُ حيثُ رحلتَ عنها نارُ