المجموع : 4
صُنْ ناظِراً مُتَرَقِّباً لَكَ أَنْ تُرى
صُنْ ناظِراً مُتَرَقِّباً لَكَ أَنْ تُرى / فَلَقَدْ كَفى مِنْ دَمْعِهِ ما قدْ جَرى
يا مَنْ حَكى فِي الحُسْنِ صُورَةَ يوسُفٌ / آهٍ لَوَ أَنَّكَ مِثْلَ يُوسُفَ تُشْتَرى
تَعْشُو العُيونُ لِخَدِّهِ فَيَرُدُّها / وَيَقولُ لَيْسَتْ هذهِ نارَ القِرَى
يا قاتَلَ اللَّهُ الجمالَ فَإنهُ / ما زالَ يَصْحَبُ باخِلاً مُتَجَبِّرا
يا غُصْنَ بانٍ فِي نَقا رَمْلٍ لَقَدْ / أَبْدَعَتْ إِذْ أَثْمَرْتَ بَدْراً نَيِّرَا
ما ضَرَّ طَيْفَكَ لَو أكونُ مَكانَهُ / فَقَدِ اشْتَبَهْنا فِي السَّقامِ فَما نُرى
أتُرى لأَيَّامي بِوَصْلِكَ عَودَةٌ / وَلَوْ أَنَّها فِي بَعْضِ أَحلامِ الكَرَى
زَمَناً شَرِبْتُ زَلالَ وَصْلِكَ صافِياً / وَجَنَيْتُ رَوْضَ رِضاكَ أَخْضَرَ مُثْمِرا
مَلَكَتْكَ فِيهِ يَدِي فَحينَ فَتَحْتُها / لَمْ أَلْقَ إلاَّ حَسْرَةً وَتَفَكُّرَا
لِي مُقْلَةٌ مُذْ غَابَ عَنْها بَدْرُها / تَرْعى مَنازِلَهُ عَساها أنْ تُرَى
لَوْلا انْسِكابُ دُموعِها وَدِمائِها / ما كُنْتُ بَيْنَ الْعاشِقِينَ مُشَهَّرا
فَكَأنَّما هِيَ كَفُّ موسى كُلَّما / نَثَرَ اللُّجَيْنَ أَوِ النُّضارَ الأحْمَرا
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظيمَ لأِنَّني / شَبَّهْتُ بِالنَّزْرِ الْقّليلِ الأكْثَرَا
مَلِكٌ تَوَقَّدَ سَيفُهُ وَجَرى دماً / فَعَجِبْتُ لِلنِّيرانِ تَطْفَحُ أَبْحُرا
كَلِفٌ بِقَدِّ الرُّمْحِ أَهْيَفَ أَسْمِرا / وَبِحَدِّ نَصْلِ السَّيْفِ أَبْيَضَ أَحْمَرَا
مِنْ مَعْشَرٍ فَخَرَتْ أَوائِلُهُمْ بِهِ / كَفَخارِ آدَمَ بِالنَّبيِّ مُؤَخَّرَا
تَنْبُو الْمَسامِعُ عَنْ مَديحِ سِواهُمُ / إِذْ كانَ أَكْثَرُهُ حَديثاَ يُفْتَرَى
بيضُ الأيادي حُمْرُ أطْرافِ القَنا / سودُ العَجاجِ تَحِلُّ رَبْعاً أخْضَرَا
الإِنْسُ تُهْدَى لِلْقِرى بِدُخانِهِ / وَالْوَحْشُ تَشْبِعُ حَيْثُ يَعْقِدُ عِثْيَرَا
فَإِذْا حَبا مَلأَ الْمَنازِلَ نِعْمَةً / وَإِذْا سَطا مَلأَ الْبَسِيطَةَ عَسْكَرَا
مَنَعَ الْغَوادي بِاشْتِباكِ رِماحِهِ / عَنْ تُرْبِهِ وَسَقاهُ غَيْثاً أحْمَرا
فَلِذاكَ أثْمَر أَيدِياً وَجَماجِماً / وَقَناً بِلَبَّاتِ الرِّجال مُكسَّرَا
يَقْظٌ حفِيظُ القَلْبِ إِلاَّ أَنَّهُ / يَنْسَى مَكارمَهُ إِذْا ما كَرَّرَا
مَعْسُولُ أَطْرافِ الْحَديثِ كَأَنَّما / يَسْقي الْمَسامِعَ مُسْكِراً أوْ سُكَّرَا
إَنّي لأُقْسِمُ لَوْ تَجَسَّدَ لَفْظُهُ / أَنِفَتْ نُحُورُ الْغانِيَاتِ الْجَوْهَرَا
لَوْ كانَ فِي الزَّمَنِ القَديمِ مُخاطِباً / لِلنَّاسِ لَمْ يُبْعَثْ رَسُولٌ لِلْوَرى
وَدَلِيلُهُ الْكُرْجُ الَّذينَ بِرَبِّهِمْ / كَفَرُوا وَفَضْلُكَ بيْنَهُمْ لَنْ يَكْفَرا
حَجُّوا لِقَصْرِكَ مِثْلَ قُبَّةِ قُدْسِهِمْ / وَرَأوْكَ فِيها كالْمَسِيحِ مُصَوَّرا
فَهُنالِكَ الْمَلِكُ الْعَظيمُ مُعَفِّرٌ / وَجْهاً يَخالُ التُّرْبَ مِسْكاً أَذْفرَا
حَجَبَتْكَ أَنْوارُ الْمَهابَةِ عَنْهُمُ / فَلِذاكَ أَعْيُنُهُمْ تَراكَ وَلا تَرَى
كَمْ ناظِرٍ أَرْشَدْتَ لَيْلَةَ صَوْمِنا / قَدْ كانَ فِي جَوِّ السَّماءِ مُحَيَّرَا
يا ناظِرينَ إلى هِلالٍ مانِعٍ / لِلزَّادِ موسى الْبَدْرُ مَبْذُولُ الْقِرى
رَمَضان ضَيْفٌ سارَ حَوْلاً كامِلاً / حَتَّى رَآكَ مُسَلّماً فَاسْتَبْشَرَا
وَافاكَ مُبْتَهِجاً بِبِرِّكَ وَالتُّقى / وَمَضى لِمَا أوْلَيْتَهُ مُتَشَكِّرا
فَتَهَنَّ عيداً أَنْتَ حَقّاً عِيدُهُ / يا خَيْرَ مَن صَلَّى وَصامَ وَأفْطَرَا
بِعِذارِكَ الْفَتَّانِ أعذَرْ
بِعِذارِكَ الْفَتَّانِ أعذَرْ / يا وَجْنَةَ السَّيْفِ الْمُجَوْهَرْ
خَطٌّ عَلى خَدٍّ يَكا / دُ لِرِقَّةٍ يَخْفَى وَيَظْهَرْ
فَشَقيقُهُ يَنْشَقُّ عَنْ / آسٍ يَرُوقُ الْعَيْنَ أَخْضَرْ
مَوْلاَيَ وَجْهُكَ جَنَّةٌ / وَرُضابُكَ الْمَعسولُ كَوْثَرْ
يَفْتَرُّ مِسْكُ خِتامِهِ / عَن مُسْكِرٍ عَطِرٍ وَسُكَّرْ
مِنْ نَسْلِ يافِثَ نافِثٌ / وَسْنانُ يُسْهِرْني وَيَسْحَرْ
مُتَبَسِّمٌ بِزُمُرُّدٍ / عَن عِقْدِ ياقُوتٍ وَجَوْهَرْ
وَلَّى بِشَعْرٍ كَالدُّجى / وَبَدا فَقُلْتُ الصُّبْحُ أَسْفَرْ
ما خِلْتُ قَبْلَ جَبينِهِ الْ / كافُورِ يَنْبُتُ مِنْهُ عَنْبَرْ
يا قاصِرَ الطَّرْفِ الْغَضِي / ضِ كَذالِكَ الْهِنْدِيُّ أَبْتَرْ
يا غُصْنُ خَصْرُكَ لا يُطي / قُ حِياصَةً عُقِدَتْ وَخِنْجَرْ
يا بَدْرُ كَمْ مِنْ تائِهٍ / فِي لَيْلِ هَجْرِكَ قَدْ تَحَيَّرْ
رِفْقاً بِصَبٍّ كلَّما / أَخْفَى بَلِيَّتَهُ تَشَهَّرْ
الجِسْمُ أَصْفَرُ ناحِلٌ / دَنِفُ وَدَمْعُ الْعَيْنِ أَحْمَرْ
لَوْلا الدُّموعُ أَذابَهُ / نَفَسٌ تَصَعَّدَ بَلْ تَسَعَّرْ
مَنْ يَعْشَقِ الظَّبْيَ الْغَري / رَ يَنامُ عاذِلُهُ وَيَسْهَرْ
غَزَلِي لَهُ وَمَدائِحي / وَقْفٌ لِمَوْلانا مُقَرَّرْ
الأشْرَفُ الطَّلْقُ النَّدى / شَاهَ ارْمَنٍ موسى الْمُظَفَّرْ
مَلٌْك إِذْا وَالَيْتَهُ / أَغْنى وَإِنْ عادْيتَ أَفْقَرْ
يُردي وَيُجْدي كالزَّما / نِ فَلَمْ يَزَلْ يُشْكى وَيُشْكَرْ
صَبُّ بِحَدِّ السَّيْفِ أَحْ / مَرَ أوْ بِقَدِّ الرُّمْحِ أَسْمَرْ
نَجِسُ الظُّبَى وَنِجارُهُ / مِن كُلِّ مَنْقَصَةٍ مُطَهَّرْ
فَكَأنَّ صارِمَهُ خَطِي / بٌ مِصْقَعٌ وَإلْهامَ مِنْبَرْ
صَلَّى بِمِحْرابِ الطُّلَى / وَصَليلُهُ اللَّهُ أَكْبَرْ
بَيْنَ الرِّماحِ كَأَنّها / غيلٌ عَلى أسَدٍ غضَنْفَرْ
وَكَأَنَّهُ بَيْنَ الْمَوا / كِبِ وَالْقَواضِبِ وَالسَّنَوَّرْ
جَبَلٌ تَلاطَمَ حَوْلَهُ / بَحْرٌ مِنَ الْمَاذِيِّ أخْضَرْ
فِي فَتْكِهِ بِرٌّ وَإنْ / قَتَلَ العَدُوَّ لِمَنْ تَبَصَّرْ
غَسْلُ الفَوَارِسِ بِالدِّما / ءِ وَفِي بُطونِ الطَّيْرِ تُقْبَرْ
قاسٍ إِذْا اسْتَسْقَتْ عِدا / هُ وَمارِجُ الْهَيْجاءِ يُسْعَرْ
سَحَّتْ سَحابُ عَجاجِهِ / مَنْ نَبْلِهِ وَبْلاً كَنَهْوَرْ
يا أَيُّها الْمَلِكُ الْكَري / مُ صِفاتُ مَجْدِكَ لَيْسَ تُحْصَرْ
يا ناسِياً لِصَنِيعِهِ / وَهُوَ الْمُرَدَّدُ وَالْمُكَرَّرْ
يا مُورِثاً آباءَهُ / شَرَفاً لِيَوْمِ الْحَشْرِ يُذْكَرْ
لَكَ سِيْرَةٌ مَعَ عَدْلِها / بَأْسٌ فَمَنْ كِسْرَى وَقَيْصَرْ
وَلَكَ الْجَمالُ مَعَ الْجَمي / لِ فَمَنْظَرٌ حَسَنٌ وَمَخْبَرْ
يا عَبْدَ مَوْلانا الإِما / مِ جَلالُ هذا النَّعْتِ أَشْهَرْ
أُوتِيتَ فِي الدُّنْيا بِهِ / شَرَفاً وَفِي أُخْراكَ أكْثَرْ
فإِنَ اصْطفاكَ لِنَفْسِهِ / فَلَيَسْعَدَنَّ بِمَنْ تَخَيَّرْ
فَافْخَرْ عَلى الدُّنْيا بِنَفْ / سِكَ أوْ بِهِ فَكَفاكَ مَفْخَرْ
وَتَهَنَّ صَوْماً حُزْتَ فِي / هِ ثَوابَ مَنْ صَلَّى وَأَفْطَرْ
وَبَقِيتَ ما بَقِيَ الثَّنا / ءُ عَلَيْكَ مَنْصوراً مُظَفَّرْ
لِلرَّمْي فَضْلٌ لَيْسَ يُنْكَرُ قَدْرُهُ
لِلرَّمْي فَضْلٌ لَيْسَ يُنْكَرُ قَدْرُهُ / وَالجَوُّ قَد شَهْدَتْ بِهِ آثارُهُ
الشُّهْبُ بُندُقُهُ وَنونُ هِلالِهِ / قَوسٌ وَمِسْكِيُّ الغَمامِ غُبارُهُ
نَشَرَتْ غَدائِرُهُنَّ لَيْلاً ساتِرَا
نَشَرَتْ غَدائِرُهُنَّ لَيْلاً ساتِرَا / وَجَلَتْ مَعاجِرُهُنَّ صُبْحاً سافِرَا
سِرْبٌ مَدَدْنَ شُعورَهُنَّ حَبائِلاً / فَتَقَنَّصَتْ مِنّا الهِزَبْرَ الزَّائِرَا
عَجَباً لَهُنَّ صَوائِداً ما زِلْنَ مِنْ / عَبَثِ الصِّبا عَنْ صَيْدِهِنَّ نَوافِرَا
مِنْ كُلِّ طائِلَةِ القِوامِ تَغُضُّ مِنْ / فَرْطِ الحَيَا وَالتِّيهِ طَرْفاً قاصِرَا
ماسَتْ فَأنْطَقَتِ النِّطاقَ وَأَخْرَسَتْ / عِنْدَ النُّهوْضِ خَلاَخِلاً وَأَساوِرَا
فَهِيَ القَضِيْبُ مَعاطِفاً وَنَضارَةً / وَهِيَ الرَّبِيبُ سَوالِفاً وَنَواظِرَا
كَمْ أَرْسَلَتْ لِي مِن تَغَزُّلِ طَرْفِها / مَعْنىً فَكُنْتُ لَهُ بِطَرْفِي ناثِرَا
إيَّاكَ عَنْ خَنَثِ الجُفُونِ فَإنَّهُ / يُغْرِي بِقَلْبِ الصَّبِّ لَحْظاً كاسِرَا
يا رُبَّ لُجَّةِ لَيْلَةٍ أَبْدَى بِها / صَدَفُ السَّحابِ مِنَ النُّجومِ زَواهِرَا
عَرَضَتْ فَخافَ الطَّرْفُ مِنْ غَرَقٍ بِها / فَغَدا عَلى جِسْرِ المَجَرَّةِ عابِرَا
فَلَوِ اسْتَطَعْتُ نَظَمْتُ زُهْرَ نُجُومِها / مَدْحاً إلَى عَبْدِ الرَّحِيمِ سَوائِرَا
يُمْناهُ مُحْسِنَةٌ فَخُذْ مِنْها الغِنَى / وَاطْرَبْ إِذْا جَسَّ اليَراعَةَ ياسِرَا
سَبَقَتْ إلَى مِضْمارِ كُلِّ فَضِيلَةٍ / لَمَّا امْتُطَتْ فِي الطِّرْسِ أًصّفَرَ حاسِرَا
لَمَّا تَعَمَّمَ بِالسَّوادِ خَطيبُها / صَعِدَتْ أَنامِلُهُ الكِرامُ مُنابِرَا
يَنْسَى مَكارِمَهُ إِذْا ما كُرِّرَتْ / لكِنَّهُ لِلْوَعْدِ أَصْبَحَ ذاكِرَا
أَخْفَى النَّدَى وَالدِّيْنَ غايَةَ جُهْدِهِ / وَكِلاهُما يُمْسِي وَيُصْبِحُ ظاهِرَا
كَمْ سَاسَ بِالصُّفْرِ القِصارِ مَمالِكاً / أَعْيَتْ طوالاً شُرَّعاً وَبَواتِرَا
مَوْلاَيَ خُذْ لِي الْحَقَّ مِنْ دَهْرٍ عدَا / فَغَدا عَلَيَّ وَأَنْتَ جَارِيْ جَائِرَا
وَإلَيْك رَوْضَةَ خاطِرٍ مَمْطُوَرٍة / تُهْدِي إلَى الأَمْداحِ عَرْفاً عاطِرَا