القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 3
ريب المنون مقارض الأعمار
ريب المنون مقارض الأعمار / وحياتنا تعدو الى المضمار
والنفس تلهو فوق تيار الردى / يا ليتها حذرت من التيار
قرت على رنق وزخرف باطل / مثل القرار على شفير هار
ماذا يغر المرء من محياه في / دنياه وهي قرارة الاكدار
يتساقط المغرور في لهواتها / تفريه بالانياب والاظفار
كشفت سرائرها ونادت جهرة / بعيوبها في سائر الاعصار
لم يبق شيء من شئون صروفها / في نحت اثلتنا على الاضمار
نفقت تجارتها وما باعت على / غرر ولا كذبت على التجار
يتهافت العمار في هلكاتها / فعل الفراش على لهيب النار
تجري الى شهواتها سعيا على / أنقاض ما هدمت من الأعمار
نصبت حبالتها وأنذرت الردى / وكأننا صمم عن الانذار
صدعت بما جبلت عليه ولم تدع / ذكرى ولا عظة وراء ستار
شر الغرور سكون ذي بصر الى / عيش تمزقه يد الأخطار
عبر تلونها الصروف وأنفس / تفنى وآثار على آثار
هل زاد عيشك ذرة عن هذه / لو كنت في الدنيا على استبصار
هلا اعتبرت وفي حياتك عبرة / مما تصرفه يد المقدار
لا تستمر لك السلامة لمحة / وغوائل الأيام في استمرار
ما بالنا نبكي الفقيد ونحن من / حب الذي أرداه في استهتار
شغف النفوس بما يراقبه الفنا / أثر الهوى ومحبة الأوطار
جسر المنون أمام وجهك عابر / ولسوف تعبره مع السفار
شمر لتعبره مخفا سالما / من ثقل ما أوقرت من أوزار
ليس العظات بما يقول مذكر / مثل العظات بمصرع الأعمار
كم للمنون لو اعتبرنا من يد / في سلبها الأرواح بالتذكار
ما الحزن الفتنا لمقصود الردى / يغتال في الايراد والأصدار
اترى يجد البين فينا هازلا / ويريحنا بمصارع الأخيار
كلا ولكن الحياة بهيمة / تجري عليها مدية الجزار
خلقت لما خلقت له من حكمة / وتعود تتبع دعوة الجبار
مزمومة نير القضاء يقودها / مربوبة لمشيئة المختار
كتب البقاء لنفسه مستأثرا / باماتة الأحياء والأنشار
واذا اعتبرت حياتك الدنيا تجد / ان الحياة مظنة الأعذار
ما بين معركة وأخرى يبتغي / أملا لباقية ذوو الأبصار
لو كان يشترك البقاء لغادرت / غيل المنيه أنفس الأبرار
يا صرعة الموت انتقرت خيارنا / وتركت أمتنا بغير خيار
ناهيك من اطفاء أنوار الهدى / غشى الظلام وضل فيه الساري
ناهيك من اعدام احبار التقى / فالدين لا يبقى بلا احبار
ناهيك من قعص السراة فانهم / سور ادين المصطفى وسواري
ناهيك من هلك الكرام فما بقي / رسم الكرام ولا حماة الجار
ويلاه أوحشت الديار من الألى / كانوا خلائف سنة المختار
أو كلما نجمت فضيلة سيد / قدرتها وترا من الأوتار
أسرعت في الاغواث والاقطاب / والاعلام والابدال والاخيار
مهلا فما أبقيت ثم بقية / نزح القطين وجف روض الدار
ما زلت تعتقرين كل أعزتي / فالجو خاو والديار عواري
افقدتني شهب الفضائل كلهم / ويلاه من شهبي ومن أقماري
ويلاه أين سماؤها ونجومها / وشموسها ذهبوا كأمس الجاري
من كل أروع لوذعي كامل / يهتز عرفا كالقنا الخطار
عمد الديانة قطبها قوامها / سحب المكارم أبحر الأنوار
تلألأ الأكوان من عرفانهم / كالشمس تملأ هيكل الأقطار
أنضاهم التسبيح والترتيل / والتهجيد بين جوانح الأسحار
خبت اذا جن الظلام رايتهم / طاروا الى الملكوت بالأسرار
غر اذا سجد الظلام على الفضا / سجدوا على الثفنات كالأحجار
قطع النحيب صدورهم وكأنما / وضعوا السحائب موضع الأشفار
قربانهم أرواحهم ونعيمهم / دأب على السبحات والاذكار
حصروا الشريعة والحقيقة والمعا / رف والكمال بانفس الأطهار
فهم غياث الكائنات وسرهم / مدد النفوس ومنبع الأنوار
نقلتهم الآجال من دار الفنا / وتبؤوا سعداء عقبى الدار
سلكوا بمحياهم وبعد مماتهم / اذ وفقوا بمسالك الأبرار
درجوا وأصبحت العراص عقيبهم / من فقدهم مغبرة الآثار
يا موت أفنيت الأعزة فاقتصد / ان كنت ترحم عبرة الأحرار
بأولئك الأبرار كنت معززا / بأولئك الأبرار كنت أباري
أزرى اذا ضاق الخناق بحادث / وهم اذا انطمس الطريق مناري
يا موت وقعك فيهم سلب الهنا / وأقامني للنوح والتذكار
ترك الحمام النوح اذ ناوحته / واستبردت كبدي لهيب النار
لم اسلهم حتى رزئت بصدعة / أخذت بقية سالف الأكدار
أخذت بكظم الدين وانتحت السما / فبكت لها بالمدمع المدرار
واستأثرت بقلوب حزب محمد / لله فجعة ذاك الاستئثار
ما الهول في يوم النشور أشد من / هول النعى بسيد الأبرار
العالم القطب المجدد عمدة الع / لماء طرا كعبة الأسرار
ليث المعارك مربع الفضل الذي / رفع المنار ولات حين منار
غوث البسيطة معلم الدنيا / أبي الضيم مولانا عزيز الجار
حامي حمى الاسلام حجته / معز الدين سيف الملة البتار
بحر المعارف والكمال مسدد الأ / عمال في الاقبال والادبار
السالمي أبي محمد المني / ف الذكر طود المجد بدر الساري
تمضي وترسلها العراك مروعة / والليل داج والذئاب ضواري
مهلا همام الاستقامة ما الذي / غادرت من هول ومن اذعار
قومتها فتقومت فهجرتها / يا هجرة طالت على السفار
ارجع اليها حيث قل حماتها / ارجع فديتك يا غريب الدار
ارجع الى الاسلام تمم نصره / فالعز تحت عزائم الأنصار
ارجع فان الاستقامة أرملت / ارحم يتيمك وهو دين الباري
ارجع تشاهد كيف دمع السيف / والعسال والأقلام والأسفار
ارجع وما ظني بأنك مشتر / بجوار ربك جيرة الأشرار
أدعوك للجلى وأنت عظيمها / عهدي وأنت لها شديد الغار
أدعوك للأمر الذي تدعى له / شيم الرجال وهمة الأحرار
أدعوك للخطب الذي أعيا على / رأي الفحول وانفذ الأنظار
أدعوك اذ فرغت يدي من كل من / يدعى لنائبة وحفظ ذمار
أدعوك ان كنت السميع لدعوتي / لخطابة التبشير والأنذار
أدعوك للحرب العوان وكنت في / لهواتها تكفي كفاء الغار
أدعوك للقرآن تكشف سره / وتبين منه غوامض الأسرار
أدعوك للسنن المنيرة انها افت / تقرت مقاصدها الى الأبصار
أدعوك للاجماع والأحكام وال / اديان والتذكير والتذكار
هيهات يا أسفاه لا رجعى وقد / جثمت عليك صحائف الأحجار
يسلون بالآثار بعد صحابها / ومثار حزني فيك بالآثار
" يا طلعة الشمس" استري عنا الضيا" / " وخذي الحداد "مشارق الأنوار"
سفران ان هديا لرشد ارشدا / من فجعتي قلبي لغير وقار
كنت النصير وكان لي صبر الحصا / فاصبت في صبري وفي أنصاري
اقدرت لي جلدا يقاوم نكبتي / فاليوم لا جلدي ولا أقداري
ناهيك من جلدي يقيني بالرضا / والسخط في أن المقدر جاري
وبأن هذا المرء عرضة طارف ال / حدثان تحت مخالب الأقدار
ما غاض من عيني رأيت عديله / من طرف داجية وطرف نهار
لم تصغ نادبة لندبة جارها / هي تستعد لندبة في الدار
سول لنفسك أن تعيش معمرا / لكنه أمد الى مضمار
تلك المصائب مدركات صيدها / سيان في فر وفي استقرار
أمعنت في هذي الصروف بصيرتي / وسبرت ما تقضيه بالمسبار
فرأيت برد العيش احسان العزا / والاطمنانة تحت حكم الباري
يا من أذاب الصخر حر مصابه / من ذا تركت لدولة الأحرار
وزعت بين الدين والوطن الأسى / توزيعك الطاعات في الأطوار
ودعوت في الاسلام دعوة مخلص / ثابت إليك بها ذوو الأبصار
ثابت اليك عصائب وهبيه / من أسد ذي يمن وأسد نزار
عشقوا المنايا واستماتوا في الهدى / من قبل "صفين" ويوم الدار
حنيت ضلوعهم على جمر الغضى / من حب ربهم وخوف النار
غضبوا لربهم فشدوا شدة / متكاتفين على هدى عمار
ملأ اليقين صدورهم فاستصغروا / عند اليقين عظائم الأخطار
لعزائم الأعيان فيهم وازع / دينا وحاشا هم لزوم العار
باعوا لمرضاة الاله نفوسهم / اربح ببيعتهم ونعم الشاري
ورضوا لأعباء الخلافة كفأها / سبط النجاد موفق الأنظار
فلك الجلالة والنبالة والتقى / بيدي الحيا عن ضياء نهار
ورث المهنا وابن كعب وارثا / "والصلت " من أجداده الأطهار
أخذ الامامة كابرا عن كابر / أخذ الثمار جواهر الأشجار
عرفته عاهلها ومفرق تاجها / ولطالما لغبت من الانكار
عاذت به فأعاذها واقامها / عمرية الميزان والمعيار
رقبته حتى أمكنتها نظرة / ازلية من نجمة السيار
فاقتادها عزما وحزما آتيا / بمعاجز طمست عن الأبصار
زهراء بين "السالمي" وسالم / نشأت وبين حماتها الأخيار
لم توف حق الشكر حتى استرجعت / صبرا بفقد الصابر الشكار
صبرا امام المسلمين فانه / حكم على كل البرية جاري
صبرا فعنك الصبر والتأساء يؤ / خذ بل وكل فضائل الأحرار
ما دامت الدنيا على أحد ولا / دامت على السراء والأضرار
عارية هذي النفوس ولازم / ان يسترد العدل كل معار
ومواهب الأيام حرص كلها / اذ سوف تنزعها بغير خيار
ولبئس عيش ريثما استحليته / كرت عليه غارة الأغيار
لا يستقر له اللبيب لأنه / وقف شعوب له بباب الدار
رأت البصائر ما يعاقب عيشنا / فالرأي ان نحيا على استبصار
يا شعر أجمل في الرثاء فان لي / قلبا من الأحزان كالأعشار
هل زاد في " الخنساء" الا كربها / شعر تردد ولبس صدار
يا صبر ان قر الأحبة في الثرى / فاثبت لدي ولا تمل قراري
لا خل الا الصبر بعد فراقهم / ان لم يزله نازل الأقدار
رحم الاله أحبة غادرتهم / ولزمت صحبة دهري الغدار
ما كان في أملي التخلف بعدهم / والعيش في الأشجان والتذكار
لكنه الحدثان يطلب وقته / ومنية تأتي على مقدار
عرجوا عن الدنيا وأعرج في الهوى / شتان بين قرارهم وقراري
تبكيهم الحسنى الى من أحسنوا / ويضاحكون الحور في الأجبار
آليت لا أنفك أندب أثرهم / ما دام تذرف أعين الأحجار
آسي واجرح ما تكن خواطري / بنوازع الأحزان زالأكدار
مددي بهم وشفاء قلبي ذكرهم / وبحبهم يطفى لهيب اواري
بحياتهم ومماتهم أسرارهم / توحي مواهبها الى أسراري
درجوا وجاء السالمي عقيبهم / يحيي الرسوم بسيبه المدرار
حتى تدافعت الرياض نضارة / بالسنة الزهراء لا الأزهار
حتم المصير له الى دار البقا / ولنعم دار بدلت من دار
حيا الاله ضريحه بالروح وال / ريحان بالآصال والابكار
يا عام أزهقت النفوس بفقده / واطرت روح الدين أي مطار
يا عام لا يبعد فقيد الدين ط / لاع الثنايا معقد الابكار
حزن على حزن وهول مدهش / يمضي المدى والغم في تكرار
يا عام لا عادت لبطشك دعوة / كافيك منها بطشة الجبار
ارحم عيال الله قد حزبتهم / أخطار ملتهم على أخطار
يا عام ازهقت الديانة خطة / كالنار ذات ذوائب وشرار
اطفأت أزهر كوكب ملأ الفضا / ضوءا وجئت بظلمة الاكدار
ختمت له الحسنى ووافى ربه / متقبلا لمزية الاطهار
عفا عن الدنيا خميصا بطنه / منها سوى ما كان سهم الباري
يا من أجاب الدعوتين لربه / لم لا تلبي دعوتي وجواري
لمعاهد الاسلام بعدك رنة / وعهود فضلك كالنجوم سواري
قدست من غوث وقدس مشهدا / غبطته فيك عوالم الأنوار
شط المزار مع الحياة وويلتا / بعد الممات متى يكون مزاري
ومن السعادة أن أمرغ جبهتي / بعبير تلك التربة المعطار
يا وافد الرحمن أي كرامة / لقيت في عدن وأي جوار
بمنازل الشهداء ترتع آمنا / حتى رضيت لخوفنا الكرار
حلقت للطاعات خطفة طائر / فحللت مسرح جعفر الطيار
بعت الحياة فنلت أربح بيعة / لكنها رجعت لنا بخسار
لله ما سنة لك البشرى بها / ولنا بها كالنار في اعصار
تأريخها ما طال ما لحب الردى / الصبر أحرى يا أولى الأبصار
أحسن أمانتك التي قلدتها
أحسن أمانتك التي قلدتها / طوق الحمامة ما تسر وما ظهر
لقد اتجرت على الذين تؤمهم / فاختر على الخسران ربح المتجر
قد قلدوك أمانة مضمونة / فاحذر ضمان مضيع كل الحذر
واعرف لهاتيك الأمانة قدرها / ليس الضمان بها ضماناً يغتفر
إن ترعها نالوا ونلت ثوابها / أو خنتها سلموا وأنت المؤتزر
قد قمت بين غنيمة وسلامة / فاسلك بأيهما ترى الحزم استقر
واستوف بين سلامة من فعلها / وسلامة من تركها حق النظر
فإن استطعت حقوقها وشروطها / تربت يداك أغنم فنعم المدخر
وإذا عجزت ففي السلامة مغنم / وأحق أمريك البعيد عن الخطر
وإذا تركت مع استطاعة فعلها / فالإِثم بالتضييع يلزم من قدر
إن الامامة منصب ومقامها / لمزيد اخلاص من الكبر افتقر
لا تبغها بذخاً بها وترفعاً / فيكبك الجبار يوماً في سقر
لتكن أقاماتها على الاخلاص لا / لتكون متبوعاً يعظمك البشر
ومقاصد الألباب يعلم كيفها / من لا يغيب عنه مطوي الفكر
أترى يغالطه الضمير وعلمه / محص سواء من أسر ومن جهر
فهب الخداع مع البرية نافعاً / أتراه عمن يعلم الغيب استتر
عمل السرائر والظواهر كله / في علم علام الغيوب قد انحصر
فارق هواك ودع لربك فطرة / محصت بالاخلاص عنها كل شر
طهر سريرتك التي آفاتها / سوء وصبغتها النقائص والقذر
واحمل عمود الدين ما حملته / عمن رآك به الضليع المقتدر
مهما حضرت الناس عند صلاتهم / ورآك للتقديم أهلاً من حضر
فكن الامام ولا عليك ولا تضع / فرض الجماعة واحتسب أجر النفر
لكن عليك وظائف مشروعة / سفرت بها سنن كما سفر القمر
منها مراعاة الأظلة دائباً / وأوائل الأوقات من ذاك الوطر
إن الأحب من العباد لربه / عبد يراعى للأظلة في الخبر
وأوائل الأوقات رتبة فضلها / حض النبي وفعله فيها استمر
رضوان ربك أول الأوقات وال / أوساط رحمته وعفو في الأخر
واستثني العتمات في ليل الشتا / والظهر للتبريد في أيام حر
والبعض يختار انتظار جماعة / والبعض يختار الحديث كما ظهر
وإذا تهيأت الجماعة كلها / كبر وهذا الباب من حسن النظر
واحذر تقلدك الامامة إن تكن / لحانة إذ أقرأ القوم الأثر
حتى ولو لم يفسد المعنى به / إذ لست في حكم الحديث بمعتبر
وتصح إن لم يفسد المعنى به / إلا الاساءة إنها لا تغتفر
والبعض إن بدلت أية رحمة / بالضد والتوحيد بالشرك اعتبر
والبعض إن بدلت توحيداً بشر / ك أو عكستهما على هذا اقتصر
ويشاكل اللحن الوقوف يبدل ال / معنى وقيل إذا بتوحيد أضر
ونظيره الاهمال والاعجام في ال / قرآن إذ بهما يؤول إلى الغير
ونظيره جهل المخارج للحرو / ف على الصلاة لمن يؤم به ضرر
ويؤمهم ذو آفة بلسانه / إن لم يكن عن جهله الحرف انكسر
ويصح من ذي لكنة إن كان ما / تجزي الصلاة به من الآي استقر
ومبدل حرفاً بحرف إن يكن / عن آفة أو فطرة وقع الأثر
وحديث سين بلال المشهور لا / نرضى به فالوضع فيه المعتبر
ومن الوظائف أن تكون مرتلاً / أو ما ترى نص الكتاب بها أمر
ووظيفة التخفيف للأركان لا / تهمل ولا تكن المنفر من نفر
ناهيك ما لاقى معاذ من رسو / ل اللّه من زجر بتطويل السور
والناس في الأحوال شتى فليكن / هذا الامام مراعياً حال الفطر
وليرع تسوية الصفوف بنفسه / أو غيره كالفعل من خير البشر
ولينو هاتيك الامامة آتياً / إن جاء من بعد الدخول ومن حضر
وليجزم التكبير والتسليم كي / يقعا من المأموم بعد على الأثر
ومتى يكبر أو ليسمع فليزد / في رفعه للصوت والسمع القدر
وليخلصن القصد للمأموم في / حفظ الحدود البطنات وما ظهر
ولينتقل من مضوع صلى به / من بعد ما يقضي الصلاة إلى مقر
في مسجد أو منزل أو غيره / زالت امامته فماذا ينتظر
ولينحرف صوب اليمين إذا انتحى / إلا الصحارى فالامام إذا قدر
ولينتخب ذا الأفضلية منهم / ويسد قفوته وذا خبر ظهر
هذا لأن لذي الأمامة رتبة / في البر فالأولى به تقرير بر
ويكون لاستخلافه مهما عنا / أمر وما أحفى الخلافة بالخير
وليجتهد عند الدعاء معمماً / لا يختصص بدعائه عمن حضر
فيعم في حق الولي دعاؤه / وعدا الولي لمصلح الأخرى يذر
ومقامه يقضي عليه بأنه / وفد إلى البر الكريم لنيل بر
والوفد أحجى أن ينال كرامة / إن لم يكن في النفس حاجته حصر
حقق بعينك في الكريم فإنه / عند الظنون لمن توجه وافتقر
وإذا توجهت السريرة نحوه / رجعت برحمته بعائدة الوطر
لم يقصد الرحمن صادق أوبة / رغباً ورهباً في مقام فانخسر
فاجعل همومك في الصلاة فإنها / سبب مبين للصلات وللبشر
واحفظ لربك روحها وحياتها / سيان لو أبصرت ميتاً والحجر
وحياتها اخلاصها وخشوعها / وخضوع قلب بالعلائق محتظر
وظواهر الأركان محض وسائط / فإذا تزكى السر أصلح ما ظهر
وعبادة الحركات والسكنات في / حكم القلوب وها هنا الشأن انحصر
فاربط على هذا المقام القلب لا / يغرر فشأن قلوبنا كر وفر
والقلب بيت اللّه فيه نوره / نظر الكريم إليه ليس إلى الصور
فاستقص قلبك في مقام شهوده / لا تعطه شطراً وشطراً في عمر
واصل مقامك في الصلاة وغيرها / عبداً على الاحسان وردك والصدر
وإذا ذكرت اللّه فاعرف قدره / بين الرجا والخوف مصروف الفكر
مستشعراً تحت الجلالة خشية / ومهابة لا حظ عندك للأثر
لا تعدُ طورك في المواطن كلها / أنت الفقير إليه في نفع وضر
وجماع هذا الأمر فقر مطلق / وعبودة محض وصفو من كدر
صبراً بُنيّ على الزمان وصرفه
صبراً بُنيّ على الزمان وصرفه / إن الزمان محارب الأحرار
أين الفرار عن المقدر للفتى / إن الأمور رهائن المقدار
وكل الأمور إلى المهيمن إنه / تدبيره يقضي على الأفكار
ماذا تريد من الزمان وصرفه / أفلا اتكلت على المعين الباري
أترى الزمان مؤثراً في نفسه / والأمر مرجعه إلى مختاري
واصبر فإنك ناجح إن كنت في / نوب الصروف بمنهج الصبار
واجعل صلاحك مسلكاً لتنال من / بر الكريم مواهب الأبرار
كم كربة نزلت وضاق نطاقها / فتفرجت باللطف والأيسار
ما خاب من وكل الأمور لربه / فهو المفرج كربة الأعسار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025