المجموع : 20
بتعصفرِ الخدِّ المعصفرْ
بتعصفرِ الخدِّ المعصفرْ / بتكسُّرِ الصُّدْغِ المُكَسَّرْ
وبسحرِ طَرْفٍ لم يَدَعْ / هاروتَ يَدْري كيفَ يَسْحَر
وبذلك الثَّغْرِ الذي / يُزْرِي بجوهرِ كلِّ جوهر
إِلاَّ عَذَرْتِ صَبابتي / إنَّ الصبابةَ فيكِ تُعْذَر
شمسٌ بهاءُ الشمسِ عن / د بهائها معنىً مزوَّر
ما إِنْ رأَينَا مثلَها / شمساً تُحَجَّلُ أَو تُسَتَّر
أطْيِبْ به يوماً تُزَوَّ
أطْيِبْ به يوماً تُزَوَّ / جُ فيه بالماءِ العُقَارُ
والرعدُ يخطبُ من خلا / لِ الغيمِ والبَرَدُ النِّثارُ
في مجلسٍ حَفَّ السرو / رُ به وَغَشَّاه الدِّثارُ
حازَ الفخارَ أبو الحسي / نِ ومنه يُقْتَبَسُ الفخارُ
أخلاقُهُ في المحلِ غَيْ / ثٌ وهي في الظُّلَمِ النَّهار
مَنْ فَرْعُهُ الفَرْعُ النَّضي / رُ وَعُودُهُ العودُ النُّضَارُ
بحرُ الندى ذو راحةٍ / تَنْدَى إذا يَبِسَ البِحار
في دوحةٍ من هاشمٍ / أيدي الورى عنها قِصار
من حيثُ دُرْتُ بوصفه / فكأَنَّه الفَلَكُ المُدار
بالسَّعْدِ صُمْتَ وبالسعادةِ تُفْطِرُ
بالسَّعْدِ صُمْتَ وبالسعادةِ تُفْطِرُ / وعلى التُّقَى تَطوِي الصيامَ وَتَنْشُرُ
عُمِّرْتَ مقبولَ الصيامِ مجنَّب ال / آثامِ ما دامَ الصيامُ يُعَمَّر
وَفَّيْتَ هذا الشهرَ حقَّ صيَامِهِ / وقيامِهِ في الأَمنِ ممّا تَحْذَرُ
وَشَفَعْتَهُ بالحجِّ ما حَجَّ الورى / أبداً يُلَبِّي مُحْرِمٌ وَيُكَبِّر
ووردتَ زمزمَ ورْدَ أطيبِ واردٍ / طابتْ موارِدُهُ وطابَ المصدر
وصَفَا المقامْ إلى مَقاَمكَ عندهُ / وإسشعر الإخبات فيْكَ المشعر
وبقيتَ ما كان البقاءُ محبّباً / تُنْهَى بِسَطْوَتِكَ الخطوبُ وَتُؤْمَر
في نعمةٍ لم يَعْدُ حُسْنَكَ حُسْنُها / زهراءَ تُشْرِقُ في القلوبِ وَتَزْهَر
طالتْ يداكَ أَبا الحسين تطوُّلاً / فَيَدُ الليالي عن وَلِيِّكَ تَقْصُر
وجمعتَ بين سماحةٍ ورجاحةٍ / كلتاهما يُثْنَى عليهِ الخِنْصَر
أبني مقاتلٍ الأولى بِصَنِيعِهِمْ / شُهِرَتْ صنائعُ قَبْلُ لم تكُ تُشْهر
لولا رياسَتُكُمْ وما دَبَّرْتُمُ / فينا لضاعَ مُدبِّرٌ ومدبَّر
يا ممضياً قلماً وسيفاً ذا وذا / قَدَرٌ إِذا تَمْضِي الأمورُ مُقَدَّر
نفسي فداؤُكَ كاتباً بل فارساً / هذا الحياةُ وذاك موتٌ أحمر
لما ظللتَ بحدِّ سيفكَ خاطباً / ما شكَّ خَلْقٌ أَنَّ سَرْجَكَ مِنْبَر
أشْبَهْتَ من فخرٍ أَباً بذَّ الورى / فخراً فَمَنْ ذا مثلَ فَخْرِكَ يَفْخر
وكذا الغصونُ المثمراتُ متى تَكُنْ / من جوهرٍ فَثِمارُهُنَّ الجوهر
هاجتْ هواكَ منازلٌ وديارُ
هاجتْ هواكَ منازلٌ وديارُ / دَرَسَتْ معالمهنَّ فهي قِفَارُ
ولقد يكونُ ولي بهنَّ مآلفٌ / إذ هندُ هندُ وإذ نَوارُ نَوار
لا غَرْو أن تبكي لرسمِ مَنازلٍ / ما في البكاءِ على المنازلِ عار
رَبْعٌ نأى عنه الأَنيسُ فما به / إِلاَّ وحوشٌ رُتَّعٌ وَصِوارُ
واستضحكتْ فرحاً به الأَطيار /
غنَّى الحمامُ تطرُّباً فكأَنَّما / دارتْ عليهنَّ الغداةَ عُقار
وأُعيرَ وَجْهُ الأرضِ من أنوارها / ما لم يكنْ من قبلِ ذاك يُعَار
وتأزرتْ تلك الرُّبى بمطارِفٍ / خُضْرٍ وأبدتْ حُسْنَها الأسحار
نَوْرٌ أنارَ على رُباها فاغتدتْ / وعلى الرُّبى من نَوْرِه أنوارُ
وردٌ وخيريٌّ يَلُوحُ ونرجِسٌ / وبنفسجٌ وشَقائقٌ وَبَهار
أبدتْ بطونُ رياضِهِ بأدِلَّةٍ / العيونُ تغار
فكأَنَّ أخضره المريعَ زُمُرُّدٌ / وكأَنّ أصفرَهُ البديعَ نُضار
نشر الخزامى الغضُّ طيَّبَ نَشْرِهِ / فأَضاءَ حوذانٌ ولاح عَرار
يا صاحبيَّ ذرا الملامَ وأقْصِرا / عنِّي فما حَسَنٌ به الإقصار
لا عُذْر لي إِنْ لم أُقم أَوَدَ الصِّبا / ما لم يَشِبْ لي مَفْرِقٌ وَعِذار
وَمُهَفْهَفٍ يجري الوشاحُ بخصرِهِ / ويضيقُ عنه دُمْلُجٌ وَسِوار
نازعتُهُ حمراءَ يحسبُ أنها / برقٌ تأَلَّقَ ضوؤُهُ أو نارُ
عُمْرِيَّةٌ ما أن تَقَضَّى عُمْرُهُا / حتى تَقَضَّتْ دونه الأعمار
في قَعْرِ دَنٍّ لم تزل في قَعْرِهِ / حتى تزايلَ طينُهُ والقار
فعليه من نسجِ العناكبِ حُلَّةٌ / منسوجةٌ ومن الغبارِ إِزار
وإِلى أبي عبد الإله عَدَتْ بنا / نُجُبٌ تَقَسَّمُ نُحْضَها الأسفار
إن المطَهَّرَ جعفرَ بنَ محمدٍ / بَرُّ يفوزُ بحبِّهِ الأبرارُ
سمحُ السجيةِ باسطٌ لِعُفَاتِهِ / وَجْهاً عليه مهابةٌ ووقار
نجمٌ تفَرَّقَ عن سناهُ أنجمٌ / بحرٌ تَشعَّبَ من نداهُ بحار
قرمٌ رأى بَذْلَ المكارمِ هيّناً / فكبارُها أبداً لديه صغار
أنت المقدَّمُ والمعظَّمُ والذي / بِيدَيْهِ حَلَّ النَّقْضُ والإمرار
ما حلَّ مصراً قطُّ مثلُكَ آخرُ / فلذاك تحسدُ مصرَك الأمصار
روضُ الأماني من نوالك مُعْشِبٌ / وسماءُ جودِكَ بالنَّدى مِدْرار
وَطِوالٌ أيامِ الزمانِ على الورى / مما بَلَوْا من ظِلِّهنَّ قِصار
خَشَعَتْ لهيبتك القلوبُ وأطرقت / خوفاً وإِجلالاً لك الأَبصارُ
لولا أحاديثٌ مَضَتْ لملوككمْ / في الناسِ لم تكُ تُعْرَفُ الأسمار
ولكمْ مناقبُ لا مناقبَ مثلُها / جاءتْ بها الأَخبار والآثار
ما إِنْ يُقَاسُ بجودكم جودٌ ولا / بفخاركم أبداً يُقَاسُ فخار
إني لأَضْمِرُ من ودادِكَ في الحشا / أضعافَ ما قد بَثَّهُ الإظهار
كنْ أنتَ نعمَ الجارَ يا ابنَ محمدٍ / إذ كان هذا الدهرُ بئسَ الجار
كلُّ الورى بجميلِ شُكْركَ ناطقٌ / حتى لكادتْ تنطقُ الأحجار
وكأَنما الدنيا بقربِكَ جَنَّةٌ / والليلُ منها للأنامِ نهار
فلئن كفرنا نَعمةً أنعمتها / يوماً علينا إِننا كُفَّار
أصبحتَ ما لكَ من هوىً غير العلى / والناسُ في أهوائهمْ أوطار
ما فيَّ من خَلْعِ العذارِ
ما فيَّ من خَلْعِ العذارِ / ومن التَّجنُّبِ للوقار
كاسٍ من الصًّبَوات ل / كنْ من سوى الصَّبَوات عاري
أختالُ في طُرُقِ الهوى / نَشْوانَ مَسْحوبَ الإزار
بين الهنيِّ إلى البليخ / إلى بساتين النقار
فالرقَّةِ السوداءِ ذاتِ ال / مُجْتَنَى الغضِّ الثمار
فالدير ذي التل المؤ / زر بالشقائق والبهار
فالحَيْرِ حَيْرِ الوحشِ وال / ميدانِ ميدانِ الجواري
فالجوشنِ المحفوفِ بالش / رفاتِ من أعلى انحدار
فهرقلةٍ ذات المزا / هر والقناطرِ والسَّواري
فالمرجِ في تلكِ الوها / دِ أو الثمادِ أو الغمار
الصالحيةُ موطني أبداً / وَبِطْياسٌ قراري
دهري أَهيمُ إلى البرا / ري أو أهيم إلى الصحاري
ما مثل رافقني فكفّ / مِرَاكَ عني أَو فَمَارِ
فإِذا نأت عني القصو / رُ فقد نأَى عنّي اصطباري
دمِنٌ كستها من طرا / ئفِ وشيها أيدي القطار
بين ابيضاضٍ واخضرا / رٍ واحمرارٍ واصفرار
خُضْرُ الغصونِ تميلُ في / حافاتِها مثلَ العِذار
من فوقِ غُدْرانٍ تفي / ضُ وفوقَ أنهارٍ جواري
طَرِبَتْ لها أطيارُهَا / طَرَبَ النزيفِ من العُقَار
ما للهزار يَرُوعني / بغنائِهِ ما للهزار
حسبي بتغريد الدَّبا / سي أو بترجيع القَماري
وَمُدامةٍ بُزِلَتْ فأش / به فَتْلُها فَتْلَ السَّواري
قَصَّرْتُ أيامي بها / واهاً لأيامي القصار
يا لائمي ما العارُ عا / رُكَ فامضِ منِّي العارُ عاري
دَعْني وما آثرتُ من / حُبِّ الصِّغارِ على الكبار
ما باختياركَ إِنْ عشق / تُ وأيُّ عشقٍ باختيار
لهفي على مَلْوِيَّةِ ال / أصداغِ مُسْبَلَةِ الطِّرار
غَدْفَى العيونِ من احورا / ر والخدود من احمرار
قد فُضِّضَتْ بالياسمي / نِ وأُذْهِبَتْ بالجلَّنار
ما إن عَرَضْنَ من الشِّما / شِ ولا مَلَلْنَ من النَّفار
كم سرب وحشٍ رُعْتُ في / بابِ الرُّهاءِ وكم ضواري
قامَرْنَنِي فَقَمَرْنَني / لُبِّي بأَصنافِ القمار
أيامَ أن زُرْتُ الرصي / فَ وجدتُهُ أنِقَ المزار
ومنار واسطَ كالنجو / مِ منيفةً فوق المنار
والعُمْرُ باللذاتِ مع / مورُ الدساكرِ والدِّيار
والنيلُ يجري فوقَ رض / راضٍ من الجَزْعِ الظُّفاري
وحمى المصلَّى مكتسٍ / حُلَلَ الخزامى والعَرار
وشمارخٌ من طُورِ سَي / نا كالغمامِ المُسْتثَار
فالصيدُ من تلقا الرصا / فةِ غيرُ محميِّ الذمار
بين الغزالِ إلى الطّلي / ح إلى اللياحِ إلى الحمار
تخفى الجوارحُ والكلا / بُ بما يثرْنَ من الغبار
والطيرُ ما بين الغرا / نق والسَّواذقِ والقواري
وحبارياتٍ في دوا / ويجِ المحبر والصِّدار
وأرى الفرات كأنه من / فيض أدمعيَ الغزار
متلوناً لونين ما / بين اللُّجَيْنِ إلى النُّضَار
يَهفو بأجنحةٍ كأنا / من نداها في نِثَار
وسفائنٍ لم تَعْدُ طي / راً صِيْغَ من خَشَبٍ وقار
محفوفةٍ بقوادمٍ / كقودامِ النَّسْرِ المطار
دَرَّتْ على القسطينةِ ال / حسناءِ أَخلافُ العِشَار
فيها بِحارُ اللهوِ قد / أربتْ على كلِّ البحار
يا سَرْوَتَيْ حمْرَانَ جا / دكما الغوادي والسَّواري
كم لي إلى الجرارتي / ن من ادّلاجٍ وادّكار
في فتيةٍ مثل البدو / رِ الزُّهْرِ والأسْدِ الضواري
يُجْرُون مُشْرِفةً هوا / ديها معاودةَ المَغَار
هم ْمن نزارٍ في الذوا / ئبِ والذوائبُ من نزار
لم نَصْحُ من سُكْرٍ فنع / لَم حين نصحو بالخمار
إذ قيظنا عِدْلُ الربي / ع وليلُنا عِدْلُ النهار
هل يا أبا الفضلِ الذي / حازَ الرهان مع الخِطار
يا خيرَ معدودٍ يُعَدُّ / من الخيارِ بني الخيار
كالكَوكبِ الدُرِيِّ حَفَّ / تْهُ كواكبُهُ الدَّراري
أَرْوَيْتَ من ماءِ المدي / ح عليلَ أفئدةٍ حِرار
ووصلتَ كفَّكَ من حبا / لِ المجدِ بالحبل المُغَارِ
أبناءُ يعربَ حين تت / لو الفخرَ أبناءُ الفخار
مَنْ ذا يُسامي الغرَّ مِنْ / سَعْدِ العشيرة أَو يُجاري
المستقيلي عَثْرَةَ ال / موفي على سنَنِ العثار
والمعظمي أَسبابَ جا / رِهِمُ لإعظامِ الجوار
مَنْ سلّ سيفَ عداوةٍ / سَلوُّا له سيفَ البوار
غُصْنٌ على أعلاهُ شَمْسُ نهارِ
غُصْنٌ على أعلاهُ شَمْسُ نهارِ / يختالُ في العسليِّ والزنّارِ
حُلْوُ العذارِ كذاك خدُّ المهرِ لا / يحلو لناظره بغيرِ عذارِ
يا مَنْ إذا لم يبتسمْ لم يَبْتَسِمْ / زَهْرُ الأقاحي في غديرِ عُقار
أَتُخَوِّفُ الأوزارَ فيك متيّماً / من للمتيّمِ فيكَ بالأوزار
مُذْ قال أهلُ النارِ إِنك منهمُ / أَحببتُ من حُبِّيكَ أهْلَ النار
أَأُطيلُ في وَصْفِ الهوى أَمْ أُقْصِرُ
أَأُطيلُ في وَصْفِ الهوى أَمْ أُقْصِرُ / وأُذيعُ مكتومَ الأسى أم أَسْتُرُ
يا جعفرُ العالي على بدرِ الدجى / بكَ نالَ بهجةَ وجهه يا جعفر
تَمَّتْ خلالُ الحسنِ فيك فكلُّها / تُثْنِي عليكَ إذا تُعَدُّ الخِنْصَر
وغدوتَ ذا دلٍّ يروقُ ومنظرٍ / يُصبي وطرفٍ بين ذلك يَسْحَر
دِعْصٌ يميلُ عليه غُصْنٌ أهْيَفٌ / غصنٌ يضيءُ عليه بدرٌ أَزْهَر
مَنْ ذا يراكَ فلا يودُّ بأَنه / في كلِّ عضوٍ منه عينُ تَنظُر
لم أنْسَهُ ودموعُهُ تتحدَّرُ
لم أنْسَهُ ودموعُهُ تتحدَّرُ / حَذَرَ العتابِ ولونهُ يتغيَّر
زِيدَ احمرارُ الخدِّ شدَّةَ حُمْرَةٍ / فغدا المورَّد منه وهو مُعَصْفَر
وكأَنَّ فيضَ الدمعِ في وَجَناتِه / دُرٌّ على جنباتِ وردٍ يُنْثَر
يبكي وفي عَيْنِي بكاءٌ ظاهرٌ / فإذا يرومُ كلامَهُ يتغيَّر
طوراً يبادرُ بالجوابِ مُسَارِعاً / نحوي وطوراً عن جوابي يَحْصَر
ويظلُّ أحياناً يَغُضُّ جفونَهُ / خجلاً وأحياناً يعودُ فينظر
مستكثراً عتبي عليه وقد يرىَ / أنَ الذي بي منْ هواه أكثر
فضممته عمداً إِليَّ كأنه / غُصْنٌ على أعلاهُ بدرٌ يزهر
وجعلتُ من وجدٍ أُكَفْكِفُ عبرةً / تجري وفي قلبي لظىً عنبر
ما زلت أرشفُ ريقَهُ وكأَنه / من طيبه قد ديفَ فيه عنبر
حتى تراضينا وحقَّ له الرضا / في خفيةٍ ورقيبُنا لا يَشْعُر
يا زائرَ القبرِ الذي
يا زائرَ القبرِ الذي / ملَّ الزيارةَ زائرُهْ
ما إن يحاورُكَ الذي / فيه فكيفَ تحاورُه
للهِ قبرٌ حاز با / طنُه الجمالَ وظاهرُه
فيه الحجى حُبِسَت أَوا / ئلُهُ به وأواخِرُه
بَدْرٌ غَزَتْهُ من الكس / فِ جيوشُهُ وعساكرُه
ما ذلك المقبورُ عبدُ ال / لهِ لكن قابرُه
مَنْ ذا يفاخر بي الأدي / بَ إذا أَتاه يفاخره
أَم ذا يكاثر بي الذي / بالشعرِ جاءَ يُكاثره
أَحللتَ بي يا دهرُ ما / قد كنتُ منكَ أُحاذره
غصنٌ منذ ثَنيْتَهُ / بالعُنْفِ أَنكَ كاسِرُه
أعزرْ عليَّ بأن أزورَكَ يا أخي
أعزرْ عليَّ بأن أزورَكَ يا أخي / في منزلٍ ناءٍ عن الزوَّارِ
خَلَّيتَ دُورك واتساعَ فضائها / مستبدلاً منها بأضيق دار
فلئنْ حَمَاني من لقائِكَ ما حمى / فترحُّمي يلقاكَ واستغفارِي
الصبرُ من عُدَدِ الرَّزايا فاصبرِ
الصبرُ من عُدَدِ الرَّزايا فاصبرِ / إِنَّ المُطيلَ تلهفاً كالمُقْصِرِ
لن يَفْثَأ الأيامَ عن فَتَكاتِها / جَزَعُ الجزوعِ وَعَبْرَةُ المُستَعبِرِ
هُنَّ الخطوبُ كما علمتَ وكلُّنا / من كيدِهِنَّ بمسمعٍ وبمنظر
تمشي الضَّراءَ فما تهابُ أخا غنىً / فتحيدُ عنه ولا ترقُّ لمقْترِ
عَصَفَ الزمانُ بِجُرْهُمٍ وسما إلى / طَسْمٍ ولم يُغْفِلْ مقاولَ حمير
أُنْظُرْ أُعافَى تبَّعاً عفَّ عن / كسرى فَخَلَّدَ أَو عفا عن قَيْصَرِ
أأبا محمدٍ الجليلِ مصابُه / بأبي شجاعٍ صنوِهِ المتخيَّر
بشقيقِه من خَلْفِهِ وشقيقِه / في خُلْقه وشقيقِهِ في العُنْصُر
ما كانَ معلوماً بأَنَّ حلوله / حتمٌ فحلَّ لوقتهِ لو يُنْكَر
من ذا بأنيابِ الردى لم يُفْتَرَسْ / أم من بمخلبِ صَرْفِهِ لم يُعْقَر
فالْقَ الأمورَ بقلبِ راضٍ مذعنٍ / لمدبِّرٍ للأمرِ غيرِ مدبَّر
مِحَنُ الفتى يُخْبِرْنَ عن فضلِ الفتى / كالنارِ مخبرةٌ بفضلِ العنبر
يا آل طاروفٍ بكمْ شُهِرَ النَّدى / فينا ولولا أنتمُ لم يُشْهَر
كم معشرٍ نالت بكمْ أَيديهمُ / ما لم تَنَلْهُ قطُّ أَيدي معشر
قالوا وقد عَدَتِ المنونُ عليهم / في فارسٍ طولُ البقاءِ بجعفر
البنُّ بنُّ أبي المظفَّرْ
البنُّ بنُّ أبي المظفَّرْ / ما شئتَ من زيتٍ وَصَعْتَرْ
ما البنُّ إلا بنُّه / فاسمعْ مقالي فيه أَوْ ذَر
عُنِيَتْ بصنعتِهِ عجو / زٌ أَدْرَكَتْ كسرى وقيصر
لقيتْ به نارَ الهجي / رِ فجاءَ مثل النار أَمْغَر
ما الفرخُ ما الجدي الرضي / عُ لديه ما السمك المُشَبَّر
أو ما القطارج والطَّبا / هجُ أو فما الجبنُ المُبَزَّر
زينُ السكراجِ والموا / ئدِ في المآدب حينَ يَحْضُر
وفتاق ذا كبريكَةِ الطّ / اهينَ والخبزِ المشطَّر
بنٌّ أقلُّ قليله / يُغْنِيهِ عن عَسَلٍ وَسُكَّر
لو غَلَّفُوه ببنّهِ / أَلهاهُ عن مسكٍ وعنبر
لا قُدِّسَتْ دارُ السُّلَيْ
لا قُدِّسَتْ دارُ السُّلَيْ / مانيةِ الشوهاءِ دارا
ما أهلها بالمسلمي / ن ولا اليهودِ ولا النصارى
هم شرُّ ما أوعى البغا / يا قطُّ من نُطَفِ السكارى
رُمْنَا النزول بها فأل / فينا منازلها قِفارا
وتُنُوولِت أَعراضُنا / فيها فولَّينا فِرارا
لم ننتصرْ والحرُّ لا / يرجو من النذلِ انتصارا
ما قُرى حلبٍ أح / بُّ إلى القِرى منها ديارا
هيَ في جوارِكَ يا قُوَيْ / قُ فهل حَمِدْتَ لها جوارا
كسبتك عاراً يا قوي / قُ بقربها وكفاكَ عارا
موسومةٌ بالشؤْمِ أَنْ / جَدَ شُؤْمها فيها وغارا
لو صُوِّرتْ بشراً إِذنْ / ما صُوِّرتْ إلا قُدارا
قَسَرَتْ أبا حفصٍ ومَنْ / لم تحوهِ يدُها اقتسارا
من بعدِ ما أَخذتْ أَخا / ه وابنَهُ أَخذاً ضِرارا
يا ربِّ فاكفِ أبا عل / ي حيث حلَّ وحيثُ سارا
واصببْ على أقطارِها / قَحْطاً ودمِّرها دَمارا
ألْبِسْتَ جلبابَ الخِسَارَهْ
ألْبِسْتَ جلبابَ الخِسَارَهْ / وَجُبِلْتَ من غيرِ الطَّهارة
رُمْتَ الحكارةَ جاهداً / فهلكتَ في طُرُقِ الحِكّارَه
لمّا لجأتَ إلى العِيار / رةِ كنتَ غرّاً بالعِيارَهْ
أوَ ما عجيبٌ أن يقو / لَ ذوو البراعةِ والعباره
ما زال يهجوهُ إِلى أن / صار يُرْمَى بالحجاره
ولئن جسرتَ فإن من / شأن المجانينِ الجَسَاره
لا تُخْدَعَنّ فليس يُف / لح شاعرٌ عَبْلُ الجزاره
وإذا يُشَارُ إلى الزني / مِ فليسَ تُخْطِيكَ الإشاره
أَسَدٌ غلامي كَعْبَةُ الكَمَرِ
أَسَدٌ غلامي كَعْبَةُ الكَمَرِ / أسدٌ غلافُ فياشِل البشر
أسدٌ مطيةُ كلِّ مغتلمٍ / أسدٌ حمارُ البدوِ والحضر
أسدٌ طريقُ السوقِ يسلكه / مَنْ شاءَ في الرَّوْحَاتِ والبُكَر
أسد كبابِ الخانِ يطرقه / طُرَّاقُهُ زُمَراً على زُمَرِ
أسد كَبُرْجَاسِ الرماةِ جرت / فيه سهامُ التركِ والخَزَر
أسد إجارته تجارتُهُ / إن الإجارة شرُّ متَّجر
كالبحرِ إلا في مخالفةِ ال / حيتان في الألوانِ والصور
مِصْلاةُ أيرٍ أينما نصبتْ / للأير فازتْ منه بالظفر
لو أن عينك أبصرت أسداً / أبصرتَ من أسدٍ عمى البصر
متمدداً للوجه تندِفُهُ ال / أعرادُ نَدْفَ القطنِ بالوتر
تستنُّ جائية وذاهبةً / في مبعر كمباعرِ البقر
وتظل داخلةً وخارجةً / كالثوب حين يُخاطُ بالإبر
ما فَتّ إبراهيمكُم بَعَرَهْ
ما فَتّ إبراهيمكُم بَعَرَهْ / فيها ولا قَطَعَ الفتى شَعَرهْ
يدعو على مَنْ لو أحسَّ به / لأثارَ فوق قذاله غَبَره
إن كان مقبولَ الدعاء فقلْ / حَوِّلْ دَجاجةَ بيتكمْ بَقَرَهْ
وابدأ بِقُلْفَةِ أمكم فعسى / تَعْتَاضُ موضعَ قلفةٍ كَمَرَهْ
إِنكارُ حقي يا ابنَ أبجرْ
إِنكارُ حقي يا ابنَ أبجرْ / من فعلِ مثلك غيرُ مُنْكَرْ
هي عَادةٌ لك لم تزل / يا أيها العَوْدُ المكرَّرْ
هيهاتَ أسلو الزيتَ لا / أَسلوه لا والزيتُ يُعْصَر
أَضَمِنْتَ لي وَحَسِبْتَني / غِرَّاً رأى غرّاً فَغَرَّرْ
فالآن تعلمُ يا مُقا / مرُ مَنْ مِنَ الخصمينِ أَقمرْ
من كان يظلمُ ظالمي / ه فإنه في الظلم أَعْذَرْ
الحقُّ يغدو قبلُ في / ما بيننا والحقُّ أَزْهَر
ما رام غيرَ سُلوكه / من سالكٍ إلاَّ تعثَّر
إن كنتَ تنوي أن تَقَدَّ / مَ في الجحودِ ولا تَأخَّر
فتعالَ فاحلفْ لي لتع / ذرَ في الجحودِ ولستَ تُعْذَرْ
واقْبِلْ إلى الحَرَمِ الكبي / رِ فإن قَبِلْتَ فأنت أَبْصَر
واكفرْ بعيسى والصلي / بِ ومن دنا منه وكفَّر
وبديرِ مريمَ والتصا / ويرِ التي فيه تُصَوَّر
وَبِمَنْ بنى البنيانَ حي / ن بناهُ من عَمَدٍ ومرمر
وبكل أُسْقُفٍّ وَقَ / سٍّ أطلسِ الأطمارِ أَغبر
وبما تلا البِرْذَوْطُ فو / قَ البامِ من سِفْرٍ ودفتر
أو لا فعدِّ عن المطا / لِ ووفِّني حقِّي محرَّر
بل لستُ أرضى أن أُحَكَّ / مَ في اليمينِ وأنْ أُخيَّر
حتى تقولَ مع اليمي / نِ كما أَقولُ فلا تَسَتَّر
إن كنتَ رمتَ ظلامةً / فجعلت هيكلَ حمص أنْدَر
وسكرتَ من دم لوقسٍ / وابتعتَ بالإنجيل مِزْهَر
وكسرتَ ناقوسَ النصا / رى أو أمرتَ بأنْ يكسَّر
وجعلت بِرْمَهُمُ لعِرْ / سِكَ يا عفيفَ العِرْس مجمَر
ورميتَ بالزنّار إز / راءً به وبمنْ تَزَنَّر
وشربتَ مِلْءَ قُلَيْلَةِ ال / ميرون من بولٍ ومن خر
ولعبتَ فوق المنبرِ ال / محفوفِ بالقُرْبانِ سُدَّر
ووقفتَ فوق البامِ تش / رحُ سفرهم شرحاً مزوَّر
واخترتَ مذهبَ مَنْ ته / وَّدَ دونَ مذهب من تنصَّر
وجلدتها بالكزبر / يِّ على المربَّع والمدوَّر
أزعمتَ أنك ما ضمن / تَ فلا تَلَجْلَجْ لا تحيَّر
قلْ مثلَ قولي واسترحْ / يا أيها الدلوُ المقيَّر
مَنْ كان يكذبُ منك لا / قى عاجلاً ما كان يحذر
واغتاله حَبْرُ اليهو / دِ فشقَّ قَيْلَتَهُ بخنجر
وفستْ عليه الليلَ أج / معَ عِرْسُه حتى تَمَرْمَر
وأراد منها أَنْ تَنَوَّ / رَ في الزمانِ فلم تَنَوَّر
يا طائراً لم يلقه / ذو حاجةٍ إلاّ تطير
خيرٌ لعمري من لقا / ئِكَ في البكور لقاءَ أَعور
تيسٌ ولكن أيُّ تي / سٍ أَورقُ القرنين أعطر
أمّا محلُّك عندنا / فكما علمت به وأحقر
وأَراك من بين التِّجا / رِ كأنَّكَ الصكُّ المزوَّر
ما أنت إلا شادنٌ أو جؤذَرُ
ما أنت إلا شادنٌ أو جؤذَرُ / بك منظرٌ يدعو إليكَ ومخبرُ
عينٌ يجولُ السحرُ في أجفانها / وفمٌ على شفتيه يجري السكَّر
ورشاقةٌ موموقةٌ ولباقةُ / وتفتُّلٌ مستملحٌ وتكسُّر
يا لعبةَ الجلساءِ يا رَامُشْنَةَ الن / دماءِ إن سكروا وإن لم يسكروا
أجَزِعِتَ أَنْ سالتْ بخدِّكَ لحيةٌ / هاتيك مسكٌ سائلٌ أو عنبر
أنت الذي للطَّرفِ في حركاتِهِ / من كلِّ ناحيةٍ سماتٌ تَزْهَرُ
حاز الفتوةَ عن أبيه وأُمه / ومضى على سَنتيهما يتبختر
لم لا يحوزُ الظَّرْفَ ظبيٌ حازه / مَنْ جانباه قينةٌ ومُخَنْكِرُ
قَوَّتْ له الآدابُ فينا سُنَّةً / عَرَضُ الفتوةِ في قُواها جوهر
لا تُنْصِتَنْ للكاشحينَ وأَغضِ عَنْ / دعواهمُ فيما يقلُّ ويكثر
ومقالهمْ إنَّ النباتَ مصوِّحٌ / في عارضيه والقليبَ مُعَوَّر
كذبوا ولو صدقوا لقلتَ معارضاً / هذا يحذَّف آنفاً وينوَّر
يا ظبيَ بروانٍ ذهبتَ بنسبةٍ / معروفةٍ ألفاظُها لا تُنْكَر
ماذا التوعّرُ في اللغاتِ وَطُرْقِها / إنّ اللغات طريقُها متوعِّر
في مدِّ كفِّك للكؤوسِ وقصرِها / مندوحةٌ عمّا يُمَدُّ وَيُقْصَر
دَعْ رفعَ زيدٍ في الكلامِ ونصبَهُ / ما النحوُ عندك أنت مما يُذْكَرُ
فاخضبْ يديكَ فللخضابِ بلاغةٌ / إِذ ليس يَمْلُحُ في يديك الدفتر
هل جائزٌ أن يُعشقَ الفرَّاءُ في / حُكْمِ الهوى أو أَنْ يناك الأَحْمر
رشأٌ سمعتُ لخدِّهِ وَلِصُدْغِهِ
رشأٌ سمعتُ لخدِّهِ وَلِصُدْغِهِ / في هذه الدنيا حديثاً سائراً
فإذا رأيتَ عليه طَرْفاً واقعاً / فاعلمْ بأنَّ هناكَ قلباً طائرا
قد يُستَدَلُّ بِظاهرٍ عن باطنٍ
قد يُستَدَلُّ بِظاهرٍ عن باطنٍ / حيثُ الدُخانُ يكونُ مَوْقِدَ نارِ