المجموع : 13
لا تحسبي مَزحَ الرجالِ ظرافةً
لا تحسبي مَزحَ الرجالِ ظرافةً / إنَّ المُزاح هو السِّبابُ الأَصغرُ
قد يُحْقر الملكُ المُطاع ممازحاً / ويُهابُ سُوقيُّ الرجالِ الأوقرُ
جرد سيوفكَ للجلاد وأشْهِرِ
جرد سيوفكَ للجلاد وأشْهِرِ / واعِلمْ جيادك للطرادِ وشَهِّرِ
واصبرْ لضوضاء الخطوبِ فإنما / تعدو على متُبرمِ لم يصبرِ
وإذا نهضت إلى العدى بعزائمٍ / فاحذر تمني الخفض أنْ لم تُنصر
فالمجدُ إذ تسعى لهُ وترومهُ / مُلْك اليمين ظفرت أو لم تظفر
ولتَظْفِرنَّ فكل حافرِ سابقٍ / من بعد غرب السيف موضعُ مغفر
أأنِ أتَّبعت هواي أيسرَ بُرهةٍ / تبع المُجربِ لا اتباعِ مُغَررِ
وتركتُ زوراء العراق ولا قِلىً / الدارُ داري والعشيرةُ معْشري
كيما أُميتَ مطامعي بتجاربي / وأكفَّ أخباراً كبُرْنَ بمخبري
قال العِدى عَثرَ الجوادُ ولا لَعاً / وبنو الوداد لَعاً وإنْ لم يعثرِ
فلقد وقفتُ من الملوكِ مواقِفاً / تعْشى بهيبتها لحاظُ المُبْصر
وعلوتُ فوق أولي الجحافل منهمُ / وأقمتُ أقوالي مقامً العسكرِ
وولجت أسراراً تضرَّب دونها ال / أعناقُ غير مُسارقٍ ومُتسترِ
حتى انتهت هِمَمي إلى مولاهُمُ / رَبَّ المقانبِ والمراتبِ سنجر
فأحلنَّى الشرفَ الرفيعَ وزانني / بأجَلِّ تشريفٍ وأكرم مفخر
بحُسامه وكِتابه وكلاهُما / مجدٌ يقيمُ على ممرِّ الأعصُرِ
فالسيفُ لم يسمح لذي فضلٍ به / وكذا المِثالُ مِثالهُ لم يُسْطرِ
ولقد قضيتُ مآرباً نجديَّةً / ودُجى الذؤابة صبحة لم يُسفرِ
وسَرى بفضلي ركبُ كم تنوفةٍ / من منجدٍ يطوي السُّرى ومُغوِّرِ
تجري المكارمُ والداء متى أفُهْ / بالشعر ثُمَّ تغيض أنْ لم أشْعُرِ
ولَربَّ مُنتزحٍ بأقْصى خِطَّةٍ / ريَّان من ماء الفضائل مُغْزِرِ
فصلُ الخطاب إذا المقاصد أُعجمت / كشف البهيم بواضحٍ مُسْحَنْفر
سارت إليه مع الرواةِ قلائدي / فاشتاق ينظرني ولو لم ينظُرِ
فضلي وبأسي في المقال وفي الوغى / خُلقاً لصهوة سابحٍ أو مِنْبر
ومُعنفٍ في المجد يحرُق نابهُ / مُتخمطٍ في عذله مُتنمرِ
قال اتخذت الاغْترابَ مطيَّةً / فارفق بنفسك من سفارك واحضرِ
فأجبتهُ أنَّ الهِلالَ بسيره / بدرٌ ولولا سيرهُ لم يُقمِرِ
دعْ عنك لومي أنَّ عزمي والسرى / أخوا لِبانٍ كالنَّدى ومُظفَّر
خِرقٌ إذا عنَّت وغىً وخصاصةٌ / جادتْ يداهُ بهاطلٍ مُثعنجر
فالقِرْنُ والرجلُ الفقيرُ كلاهما / غَرقانِ من عُرْفٍ وقانٍ أحمرِ
وإذا خَبَتْ نارُ اليَفاع فَنارُه / تهدي ركابَ الخابطِ المُتنور
نارٌ تكادُ من المكارمِ والنَّدى / تخبو فلولا البأس لم تتسعَّرِ
رُفعتْ لأبْلجَ من كِنانةَ دأبُهُ / ضربُ الجماجم تحت ظلِّ العثير
لمُعذَّلٍ في الجودِ صَوْبُ يمينه / يُزري بسيل الشاهق المُتحدر
باعَ الثَّراء من الثَّناءِ بطيبهِ / وشرا الثَّنا بالمال أربحُ مُتْجرِ
فإذا غدا صفرَ اليدينِ فإنَّهُ / مَلآنُ من شرفِ العُلى والمَفخر
سهلُ الخلائفِ والودادِ كِليْهما / لا بالملول هوىً ولا المُتكبر
تنجاب أستار الحجاب إذا انْتدى / للحيَّ عن مُتواضعٍ مُتوفرٍ
تُخشى سُطاهُ على طلاقة وجههِ / ولرُبَّ بَرقٍ بالصَّواعق مُنذرِ
ألِفتْ قِراعَ الدارعينَ سيوفُهُ / فيكادُ يمرقُ مغمدٌ لم يُشهرِ
وتعوَّدتْ خوض النُّحور رماحُه / فإذا جرتْ للطعن لم تتأطَّرِ
وغَنِينَ من وِرْدِ الدماء جيادُه / في الحرب عن رود النَّمير الأخضر
زَوْلٌ تعيض الحيَّ غُرةُ وجهه / تحت اللثام عن الصباح المُسفر
لا تَطَّبيهِ مع الشَّبيبة للْهوى / خُدعٌ ولا تلهيه بهجةُ منظر
من فَرْط هِمَّته وحُبِّ وقارهِ / قد شاب مفرقهُ ولمَّا يكبُرِ
قارٍ إذا شكر المَبيتَ ضُيوفُهُ / في دُهْمَةٍ فعشاره لم تشكر
وإذا الجفانُ صَفِرْنَ في مُغبرَّة / فجفانه مملوءةٌ لم تصفرِ
وإذا الذي يجزي تذكُّرَ هفْوةٍ / لم تُلْفهِ للذنبِ بالمُتذكرِ
يعفو إذا قدرتْ يداهُ على العِدى / فكأنه من حلمه لم يقدرِ
كم موقفٍ غَلب الأميرُ برأيهِ / بيضَ الظُّبى عجلانَ لم يتفكَّرِ
رأيٌ يكون على الغُيوبِ طليعةً / فالمُضمرُ المكنونُ مثلُ المُظْهَر
أنَّ ابنَ حمَّادٍ لَمَلَجْأ خائفٍ / وحمامُ أعداءٍ وثروةُ مُعسر
وافٍ إذا بذل العُهود لآخذٍ / عذرَ الوفاءُ ونفسهُ لم تُعذرِ
ومُزمْجرٍ بالقاعِ يُظْلِمُ صبحه / مما يثير من العجاجِ الأكدر
مَجْرٍ كأنَّ خيولهُ ورجالَهُ / غزلانُ وجْرةَ تحت جِنَّة عبقر
أعمى القتامُ به الكُماةَ فخيلُهُ / لولا بريقُ حديده لم تنظر
تجري فيتْبعُ جارحٌ فترى بهِ / مُتمطراً يتلو مدى مُتمطرِ
فيه السَّوابغُ والدِّلاصُ كأنها / غُدُرُ الفَلاة تلوحُ للمتبصر
غاردتهم صرْعى بأوَّلِ حملة / من غير تثنيةٍ وغير تكرُّر
وإلى عُلا بكْرٍ نَمتْكَ عِصابةٌ / طيبُ الثَّناء وطيبِ العُنْصُر
قومٌ إذا كرهوا الحرير بَسالةً / لبسوا لزينتهم ثيابَ سَنوَّرِ
يتقارعون على الضيوفِ إذا الدجى / سُدَّتْ مطالعُه بريحٍ صَرْصَر
من كل متْبوع اللواءِ مؤمَّلٍ / في المحل مُنتجع النَّدى مُستمطرِ
تتلوا الذئاب المُعْط كُبَّةَ خليهِ / ثقةً بأنَّ طعامها من مَنْسِرِ
سُمِّي أبا الجبْر الجواد أبوكُمُ / حيث الكسيرُ بغيرِه لم يُجْبر
أرجُ الثناء لدى النَّديِّ كأنما / تُتْلى مدائحُ عِرْضه من مجمرِ
يا ناصرَ الدين ادَّخرْتَ من العُلى / كنزاً ومثلَ مودتي لم تذخَرِ
أغنيك حمداً إذْ أقولُ وموسرٌ / لم أُغْنه حمداً فليس بموسِرِ
ولئنْ تَعدَّاني الحِمامُ فربما / كنُ الذخيرَةَ للجليلِ الأخْطرِ
لما غَدا بِهْروزُ مُتَّقياً
لما غَدا بِهْروزُ مُتَّقياً / ربَّ العُلى في السر والجهرِ
ألقى عليه من مهابتهِ / سِراً مُطاعَ النَّهي والأمْرِ
فنجاحُهُ في كل مُطَّلَبٍ / فرضٌ على الأيام والدهرِ
فعلامَ يُعجبُ من سعادتهِ / في سدَِّ ماءٍ جاءَ أو حَفْرِ
وهو الذي سنَّتْ خلائقهُ / لينَ الثَّرى وقَساوةَ الصَّخرِ
فإذا تنكَّر فهو صُمُّ صَفاً / ولدى الرضا مُتهلِّلُ القطْرِ
فحمى أبا الخير المُجاهد من / حلاَّهُ بالمعروفِ والنَّصْرِ
ويحُلُّ منهُ نديَّهُ
ويحُلُّ منهُ نديَّهُ / طَوْدٌ وقِرْضابٌ وبَحرُ
فالدَّهْرَ شيمةُ نفْسهِ / جودٌ واِقدامٌ وصّبْرُ
عَضُدٌ لدينِ اللّهِ مِن / هُ لهُ اذا ناداه نَصْرُ
يحمْيهِ من بِدَعِ الهوى ال / غَرَّارِ والضُلاَّلُ كُثْرُ
يَقْري ويحْمي ما يَشا / ءُ اذا بدا خَوْفٌ وفَقْرُ
فنَداهُ سَحٌّ في الأكُ / فِّ وضرْبُهُ في الهامِ هَبْرُ
مِن رأيهِ ويَراعِهِ / في طِرسهِ بيضٌ وسُمْرُ
يهْتزُّ مِن ذكْرِ العُلى / فكأنَّ ذِكْرَ المجْدِ خَمْرُ
واذا دَجا ليلُ الخُطوبِ / وساورَ الأحْياءَ ضُرُّ
جَلاَّهُ مِن اِحْسانهِ / والحُسْن مَعروفٌ وبِشْرُ
شَرَفٌ حَواهُ لِقدْرهِ / وفخارهِ سَعْيٌ ونَجْرُ
فاذا المناقِبُ كُلُّها / كانت صَباحاً فهو ظُهْرُ
فيه يُهَنَّا كلُّ عَصْ / رٍ بعضُهُ عِيدٌ وعَشْرُ
فالدَّهْرُ والأيَّامُ أجْ / مَعُها لها بِعُلاهُ فَخْرُ
شجُع الطبيب وليس بابن مُكدَّمٍ
شجُع الطبيب وليس بابن مُكدَّمٍ / فيكم وليس بعنترِ الكَرَّارِ
لما دنا بحَديدةٍ مسْنونةٍ / لجراحِ أشبالِ الهِزْبر الضَّاري
فحمتْهُ من شَركِ المهالك سُنَّةٌ / مأثورةٌ عن أحمد المُختارِ
فَطردتُ بأسَ حفيظتي بتبعُّدي / وهزمتُ عن ديني خميسَ العارِ
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما / تحت القَتام وتحت ظِلِّ العِثْيرِ
يجلوهُما من بأسهِ ونوالهِ / بمُهنَّأٍ خافٍ ونَصْرٍ مُظْهَرِ
فمضاؤهُ في سلْمهِ ونزالهِ / اِنجادُ مخذولٍ وثروةُ مُعْسرِ
جاد السحاب وجُدْتَ لكن قدِّرتْ / أوقاتهُ ونداك غيرُ مُقَدَّرِ
وظللت تمطرُ وهو يُمطرُ تارةً / ما ماطِرٌ يُحْيي البلاد كمُمْطرِ
واذا بوارقهُ كَذَبْنَ لشائمٍ / حيناً فبشركَ صادقٌ للمقْترِ
تخبو المواقدُ باليَفاع وبشْرُك ال / هادي ركابَ الخابطِ المُتنوِّرِ
لا تحتمي الوجْناءُ منك بِتامِكٍ / جلْدِ الاِهاب ولا الشُّجاع بمغفر
يشكو كفاحك كاتبٌ وكَتائبٌ / ما بين محجوجٍ وبين مُعَفَّرِ
بمبادريْنِ إِلى الطِّعانِ مُهَمْلجٍ / فوق الطُّروس وطامرٍ مُتمطِّرِ
حتى اذا قَذفَ اليراعُ بحالكٍ / أجرى النحور صَبيبَ قانٍ أحمرِ
فالشاهدانِ بما بلغْتَ من العُلى / ظهرُ الفلاة ضُحىً وبطن الدفتر
فبقيتَ يا تاجَ المُلوكِ للائذٍ / مستعصمٍ ولمُسنتٍ مستمْطرِ
كاَد التَّصوُّنُ أن تماط سُجوفُه / فحفظتهُ بتبرعٍ لم يكْدُرِ
واغبرَّ مُخضرُّ الشؤونِ فصُبْتَه / من راحتيك بوابلٍ مُثْعَنْجِرِ
رزح الجُلال العود من دلج السُّرى / والعِبءِ وهو لذاك غيرُ مُجرجر
صَمْتٌ تُقرُّ له البلاغةُ بالحِجا / والحزمُ للمتأمِّلِ المُسْتبصرِ
لا أوحشت منك الدسوت ولا خلت / منكَ السروجُ بغيبةٍ وبمحضرِ
اِنْ كان معنى جَعْفَرٍنهراً به / تروى العُطاش فأنت نهرُ الكوثرِ
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما / تحت القَتام وتحت ظِلِّ العِثْيرِ
يجلوهُما من بأسهِ ونوالهِ / بمُهنَّأٍ خافٍ ونَصْرٍ مُظْهَرِ
فمضاؤهُ في سلْمهِ ونزالهِ / اِنجادُ مخذولٍ وثروةُ مُعْسرِ
جاد السحاب وجُدْتَ لكن قدِّرتْ / أوقاتهُ ونداك غيرُ مُقَدَّرِ
وظللت تمطرُ وهو يُمطرُ تارةً / ما ماطِرٌ يُحْيي البلاد كمُمْطرِ
واذا بوارقهُ كَذَبْنَ لشائمٍ / حيناً فبشركَ صادقٌ للمقْترِ
تخبو المواقدُ باليَفاع وبشْرُك ال / هادي ركابَ الخابطِ المُنتوِّرِ
لا تحتمي الوجْناءُ منك بِتامِكٍ / جلْدِ الاِهاب ولا الشُّجاع بمغفر
يشكو كفاحك كاتبٌ وكَتائبٌ / ما بين محجوجٍ وبين مُعَفَّرِ
بمبادريْنِ إِلى الطِّعانِ مُهَمْلجٍ / فوق الطُّروس وطامرٍ مُتمطِّرِ
حتى اذا قَذفَ اليراعُ بحالكٍ / أجرى النحور صَبيبَ قانٍ أحمرِ
فالشاهدانِ بما بلغْتَ من العُلى / ظهرُ الفلاة ضُحىً وبطن الدفتر
فبقيتَ يا تاجَ المُلوكِ للائذٍ / مستعصمٍ ولمُسنتٍ مستمْطرِ
كاَ التَّصوُّنُ أن تماط سُجوفُه / فحفظتهُ بتبرعٍ لم يكْدُرِ
واغبرَّ مُخضرُّ الشؤونِ فصُبْتَه / من راحتيك بوابلٍ مُثْعَنْجِرِ
رزح الجُلال العود من دلج السُّرى / والعِبءِ وهو لذاك غيرُ مُجرجر
صَمْتٌ تُقرُّ له البلاغةُ بالحِجا / والحزمُ للمتأمِّلِ المُسْتبصرِ
لا أوحشت منك الدسوت ولا خلت / منكَ السروجُ بغيبةٍ وبمحضرِ
اِنْ كان معنى جَعْفَرٍنهراً به / تروى العُطاش فأنت نهرُ الكوثرِ
لِمْ لا أتيتهُ على الرِّماحِ اذا
لِمْ لا أتيتهُ على الرِّماحِ اذا / فخُرَتْ وتحسُدني الظُّبى البُتر
واِليَّ سَوْقُ الرَّيحِ حامِلَةً / طوداً أشَمَّ وقابِضي بَحْرُ
شكُّوا أشَمْسٌ أنت قَمَرٌ
شكُّوا أشَمْسٌ أنت قَمَرٌ / ولفرْطِ حُسنكَ أشكلَ الأمْرُ
فانْجابَ ليلُ الشَّكِّ حين قَضى / ليلُ العِذارِ بأنكَ البَدْرُ
ومِنَ السَّعادةِ للِّئامِ تَرَفُّعي
ومِنَ السَّعادةِ للِّئامِ تَرَفُّعي / عن هَجْوِهِمْ لمناقبي ومَفاخري
فلو انْتَدبْتُ له أتَيْتُ بمُعْجزٍ / منه لفَيْضِ عُيوبهمْ وخَواطري
جَلَّ المَقامُ عُلاً وَمقدرةً
جَلَّ المَقامُ عُلاً وَمقدرةً / عن وافِرِ القُرُباتِ والنَّزْرِ
لكنها شِيَمٌ مُطَهَّرَةٌ / بَسَطَتْ فقيرَ الحَيِّ والمُثْري
كالبحرِ يَقْبلُ غيرَ مُفْتقرٍ / بَلَلَ الرَّذاذِ وَوابِلَ القَطْرِ
عجبوا لعلمي كيف أكْتُمهُ
عجبوا لعلمي كيف أكْتُمهُ / والشِّعْرُ عني سائرٌ يسْري
فأجبْتُهمْ لم أخْفِهِ عَبَثاً / لكنْ لمَعْنىً غامِضِ السِّرِّ
أجْمَمْتُ عِلم الدين عن طل / ب الدنيا حِذارَ تضاعُفِ الوِزْرِ
ورأيتُها خُدَعاً مُزَخْرفةً / فطلبتُخت بزخارفِ الشِّعْرِ
يَهَبُ الطَّلاقَةَ والنَّوالَ مَعاً
يَهَبُ الطَّلاقَةَ والنَّوالَ مَعاً / فالحمدُ بين الجودِ والبِشْرِ
ويَفوقُ ما شادَتْ أوائلُهُ / فالمجدُ بين السَّعْي والنَّجْرِ
وتَفُلُّ جيشَ الخطْبِ هِمَّتُهُ / والحرْبُ بالإقْدامِ والصَّبْرِ
للرِّفْدِ والمعروفِ ثَرْوَتُهُ / والنَّجْدَةُ القَعْساءُ للنَّصْرِ
عَضُد الهُدى والدِّين رِدْؤهُما / صَدْرُ الزَّمانِ وواحِدُ العصْر
صَدْرٌ إذا بُلِيَتْ مَناقِبُهُ / فضلَتْ رياضَ الحَزْن في النَّشْر
يتأرَّجُ النَّادي بسيرَتِهِ / فضَّ التِّجارِ عَتائدَ العِطْرِ
في دَسْتِهِ صَبْراً ومكْرُمَةً / رَعْنُ الأشَمِّ وغارِب البَحْرِ
ولهُ لَدى سَلْمٍ ومُعْتَرَكٍ / جَلَدُ الصُّخورِ ورِقَّةُ الخمْر
سَلِمَتْ رَزانَتُهُ ونَجْدَتُهُ / منْ شُبْهَةِ النَّزَقاتِ والكِبْرِ
وتكَرَّمَتْ نُعماهُ آنِفَةً / عنْ وقْفةٍ جَنَحتْ إلى عُذْرِ
فَعُفاتُهُ وادٍ ونائلُهُ / كالسَّيْلِ لا يُثْنى عنِ القَعْرِ
بقيَ الوزيرُ الصَّدْرُ ما طردَتْ / سُدَفَ الظَّلامِ طَلائعُ الفَجْر