المجموع : 25
هُوَ مُلْتَقَى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا
هُوَ مُلْتَقَى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا / هَلْ تَعْرِفانِ به القَضِيبَ الأَنْضَرَا
عَلَّتْهُ واكِفةُ الغَمَائمِ أَيْكَةً / وعَلَتْهُ هاتفةُ الحمائمِ مِنْبَرَا
وتَتَوَّجَتْ بالزَّهْرِ هامُ هِضابِه / ذَهَباً فَقلَّدَها نَدَاهُ جَوْهَرَا
والجَوُّ قد نَحَرَ الصَّبَاحُ بِهِ الدُّجَى / فاسْتَنْفَدَ الكاَفورُ منه العَنْبَرَا
وكأَنما طَرِبَ الغَديرُ فمزَّقَتْ / عن صَدْرِهِ النَّكْبَاءُ بُرْداً أَخْضَرَا
حتى إذا سَحَبَ السَّحابُ ذُيولَهُ / فيهِ فدَرْهَمَ ما أَرادَ وَدَنَّرا
وسرى النسيمُ يَهُزُّ عِطْفاً أَهْيَفاً / منهُ ويُوقِظُ مِنْهُ طَرْفاً أَحْوَرَا
خادَعْتُ في غَيْمِ النِّقابِ هِلاَلَهُ / حتى جَلاَهُ عَنْ حَلاَهُ فَأَقْمَرا
وهَتَكْتُ جَيْبَ الدَّنِّ عن مَشْمُولَةٍ / تُلْقِي على السَّاقِي رِداءً أَحْمَرا
رِيعَتْ بسيفِ المَزْجِ فاتَّخَذَتْ لَهُ / دِرْعاً من الحَبَب المَحُوكِ ومِغْفرا
لو لَمْ يُصِبْهَا الماءُ حين تَوَقَّدَتْ / بِيَدِ المُديرِ لَخِفْتُ أَنْ يَتسَعَّرَا
وَبَنَيْتُهَا قَصْراً سَقَيْتُ بِرَاحَتِي / كِسْرَى أَنُوشِرْوانَ فيهِ وَقَيْصَرا
وَغَمَسْتُ ثَوْبَ الرِّيحِ في كاسَاتِها / حتَّى سَرَى أَرَجُ الشَّمائِل أَعْطَرا
فَكَأَنَّهُ ذِكْرَى أَبِي الحَسَنٍ الَّتِي / فَتَقَتْ بها الأَمْدَاحُ مِسْكاً أَذفَرا
وَلَو انَّهَا ارْتُشِفَتْ لَكُنْتُ أُدِيرُها / صِرْفاً عَلَيْهِ وَإنْ تَحَاشَى المُسْكِرَا
طابَتْ شَمائِلُهُ فَفاحَتْ مَنْدَلاً / لَمَّا أصابَتْ نارَ فِكْري مِجْمَرا
وَزَهَتْ خَلائِقُهُ فَرَفَّتْ جَنَّةَ / لمّا أسالَ بها نَداهُ كَوْثَرَا
إنْسَانُ عَيْنِ المَجْدِ عَنْ أَبْرادِهِ / يَرْنُو وَلاَ يَرْضَى سِوَاهُ مَحْجِرَا
وَفَوَاتِحُ العَلْيَاءِ وَصْفُ كَمَالِهِ / إنْ خُطَّ قُرآنُ العُلاَ أَوْ سُطِّرَا
وَعُقُودُ تاجِ المَجْدِ دُرُّ خِلاَلِهِ / لو كانَ رُوحُ الحَمْدِ عادَ مُصَوَّرا
زُفَّتْ إليكَ الشَّمْسُ يا بَدْرَ العُلاَ / في سُحْبِ صَوْنٍ بَالصَّوَارِمِ أَمْطَرا
سَفَرَتْ بِمَنْزِلِكَ المُمَنَّعِ جَارُهُ / فَاستَخْدَمَتْ فِيهِ الصَّبَاحَ المُسْفِرَا
شَمْسٌ تَوَدُّ الشَّمْسُ لَوْ لَمَحَتْ لَهَا / خِدْراً فَكَيْفَ بِمَنْ بِهِ قَدْ خُدِّرَا
فكأَنَّها السِّرُّ الذي أُودِعْتَهُ / للهِ في العَلْيَاءِ عِنْدَكَ مُضْمَرَا
فَانْعَمْ بها يَوْماً لَبسْتَ بَهَاءَهُ / بُرْداً عَلَيْكَ مُوَشَّعاً وَمْحَبَّرا
أَظْهَرْتَ فِيهِ مِنَ اللَّطائِفِ نُزْهَةً / كالرَّوْضِ يَحْسُنُ مَنْظَراً أَوْ مَخْبَرا
في مَجْلِسٍ ما اهْتَزَّ من جَنَبَاتِهِ / دَوْحُ الحَرِيرِ النَّضْرِ حتَّى أَثْمَرا
وَكَأَنَّ كَفَّكَ وَهْيَ غَيْثٌ هاطِلٌ / لَمَسَتْ حَوَافِي جانِبَيْهِ فَنَوَّرا
وتَفَجَّرَتْ فيهِ مِياهُ مَطَاعِمٍ / تَجْرِي فَتَمْنَعُ وارِداً أَنْ يَصْدُرَا
مِنْ كُلِّ مُعْتَدِلِ الْقَوامِ تَكَافَأَتْ / أَجْزَاؤُهُ بِيَدِ الصَّبَاحِ وَقَدَّرا
تَتَرَاكَضُ الأَمْوَاهُ فيه سَلاَسةً / وَتُشِيرُ الْحاظُ العُيُونِ تَخَتَّرا
ومُثَلَّثِ الأَضْلاَعِ أَعْيَى رَسمُهُ / مِنْ قَبْلُ رَسْطَالِيسَ وَالإِسْكَنْدَرَا
ذَاقُوا لَذِيذَ الْفُسْتُقِ الْعَذْبِ الْجَنَى / فِيهِ كَمَا انْتَقَدُوا لَدَيْهِ السُّكَّرا
وَمُعَطَّفَاتِ ما رَأَيْتُ هِلالَها / يِوْماً على غَيْرِ اللَّيَالِي مُقْمِرَا
كَالْمُؤْمِنِ المَيْمُونِ أَضْمَرَ قَلْبُهُ / في طاعَةِ الرَّحْمَنِ مَالاَ أَظْهَرَا
وغَرَائِبُ الأَثْمَارِ تَمْدَحُ نَفْسهَا / فَتَكَادُ تَمْلأُ مَسْمَعَي مَنْ أَبْصَرا
التِّينُ في فَصْلِ الرَّبيع مُكَتَّباً / والبُسْرُ في فَصْلِ المَصِيفِ مُعَصْفَرَا
مُلَحٌ عَمَمْتَ بِها الزَّمانَ وَأَهْلَهُ / وَلَقَدْ خُصِصْتَ مِنَ الثَّنَاءِ بِأَكْثَرا
أَبَنِي خُلَيْفٍ أَنْتُمُ خَلَفُ العُلاَ / وَكَفَى بِذَلِكَ نِسْبَةً أَوْ مَفْخَرَا
للهِ مَجْدُكُمُ الرَّفِيعُ فإنَّهُ / بَلَغَ السِّماكَ وَفَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرا
طَاوَلْتُمُ في المَكْرُمَاتِ بِرَاحَةٍ / شَرُفَتْ فَلَمْ أَعْتَدَّ فيها خِنْصَرا
بِأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقِيهِ أَبِيكُمُ / أَحْرَزْتُمُ حَظَّ الكمالِ الأَوْفَرَا
وكذا الفروعُ يَدُلُّ طِيبُ ثِمَارِهَا / أَنَّ الالهَ أَطابَ مِنْهَا العُنْصُرا
لا زِلْتَمُ فِي المَجْدِ أَكْرَمَ أُسْرَةً / وأَجَلَّ أَقْوَاماً وأَشْرَفَ مَعْشَرا
أَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الصُّدودِ خُدورَا
أَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الصُّدودِ خُدورَا / أَسَمِعْتَ أَنَّ مِنَ القُلُوبِ بُدُورا
وَرَأَيْتَ قَبْلَ وُجُوهِهِمْ وشُعُورِهِمْ / صُبْحاً يَمُدُّ بفَرْعِهِ دَيْجُورا
سَفَرُوا شُمُوساً في القِبابِ مُضِيئَةً / وَرَنَوْا ظِبَاءً في الهوادجِ حُورا
وكأنَّهُمْ إذ أَعْرَضُوا وَتَعَرَّضُوا / كانُوا لنا حَزَناً فَعَادَ سُرورا
صادُوا وَقَدْ نَفَرُوا فَقُلْتُ لِصَاحِبِي / هَلْ كُنْتَ تَعْتَرِفُ الصَّيود نَفُورا
سَكَنُوا الفُؤَادَ وَإنْ نَأَوا فَعَجَبْتُ مِنْ / قَلْبٍ أَقَامَ مُواصِلاً مَهْجُورا
نَزَلَ الفِراقُ بِهِمْ فَفَاجَأَ حَيَّهُمْ / لَيْلاً ففاتَ مُرَاقِباً وَغَيُورا
رَفَعُوا ذُيُولَ النَّومِ عَنْ أَجْفَانِهمْ / وَاسْتَنْشَطُوا لَحْظاً عَلَيْه عَثُورا
ومُعَطَّلِ لَوْلاَ عُقودُ مَدَامِعٍ / حُلَّتْ فَحلَّتْ في الجُمانِ نُحُورا
وَبِنَفْسِيَ القَمَرُ الَّذِي مَلَّكْتُهُ / قًلبِي فَأَصْبَحَ عِنْدَهُ مَقْمُورا
مَنَعَ التَّوَصُّلَ والتَّوَسّلَ لِلْمُنَى / بَيْنٌ بَنَى مِنْ دُونِ ذَلِكَ سُورا
فَفَكَكْتُ طَرْفِي مِنْ عِقَالِ جَمَالِه / وَتَرَكْتُ قَلْبِي عِنْدَهُ مَأْسُورا
وَلَقَدْ يَعُودُنِيَ الخيالُ فَيَنْثَنِي / دُونَ اللقاءِ مُذَمَّماً مَدْحُورا
لا طافَ بِي الطَّيْفُ المُلِمَّ فإنَّني / قد كُنْتُ لا أَهْوَى الزِّيارَةَ زُورا
ولَرُبَّ رَبَّةِ حانَةٍ حَنَّتْ إلى / أَدَبِي وَكانَ كما تَرَى مَشْهُورَا
بَعَثَتْ مِنَ الصَّهبَاءِ لِي يَاقُوتَةً / قَدْ كَلَّلَتْهَا لُؤْلُؤاً مَنْثُورا
فَقَبَسْتُها ناراً يُضِيءُ لَهيبٌها / بِيَدِ المِزاجِ عَلَى الزُّجَاجَةِ نُورا
بَلْ رُبَّ خِرْقٍ جُبْتُهُ بِأَجادِلٍ / يَحْمِلْنَ مِنْ أَكْوَارِهِنَّ وُكُورا
نائِي مَجَالِ الطَّرْفِ قَدْ أَنِسَتْ بِهِ / رِيحَانِ تنسفه صَباً وَدَبُورا
أَذْكَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ جَمْرَةَ حَرِّها / لَمَّا هَفَا بِسَرَابِهِ مَقْرُورا
وَسَأَلْتُ فِيهِ الفَجْرَ عَنْ سِرْحانِه / جَهْلاً وكُنْتُ أَظُنُّهُ اليَعْفُورا
حَتَّى شَقَقْتُ اللَّيْلَ عَنْ إصْبَاحِهِ / وَطَوَيْتُ ذَيْلَ ظَلامِهِ المَجْرورا
نازَلْتُهُ بِسَنَا أَبي الْحَسَنِ الَّذِي / مَلأَ المَلاَ فَتَرَكْتُهُ مَقْهُورا
بِعَلِيٍّ السَّامِي عَلَوْتُ وَصَارَ لِي / قَدْرٌ يكادُ يُدَافِعُ المَقْدورا
خَلَفٌ يَمُدُّ إلى خُلَيْفٍ نِسْبَةً / بَدَرَتْ فكادَتْ أَنْ تَكُونَ بُدورا
مُتَنَاسِبُ الأَوْصَافِ جانِبُ باعِهِ / ودِفاعه قَصَرَا يَدِي مَقْصُورا
وافَى يَزِيدُ الشكرَ من أَشعارِنا / مثلاً بِنَشْرِ صفاتِهِ مَنْشورا
بِشَمَائِلٍ كادَتْ تَرِفُّ أَزاهِراً / وخلائِقٍ كادَتْ تُزَفُّ خُمُورا
شِعْرٌ لَوِ اسْتَمَعَ الغَوَانِي لَحْنَهُ / أَلْقَيْنَ منْ طَرَبٍ عَلَيْهِ شُعُورا
وَلَوَ انَّه فيما تَقَدَّمَ كائِنٌ / لغَدَا جَرِيرٌ خَلْفَهُ مَجْرورا
وكتَابَةٌ لا تَرْتَضِى نَهْرَ الصَّفَا / رَقًّا ولا زَهْرَ البِطاحِ سُطُورا
لو عايَنَتْهَا لاِبْنِ مُقْلَةَ مُقْلَةٌ / رَجَعَتْ تَرَى حُورَ الطَّرَائِق عُورا
وَتَوَقُّدٌ في المُشْكِلاَتِ بِفِطْنَةٍ / تُدْلِي وَرُبَّتَمَا تَفِيضُ بُحُورا
أَلْفَى أَبَاهُ على طرائِقِ سُؤْدُدٍ / فَجَرَى لَهُنَّ مُمَدَّحا مَشْكُورا
ذَاكَ الصُّعُودُ إلى السُّعُودِ مُبَلَّغاً / شَأْوَ العُلَى تَرَكَ الصُّعُودَ حُدُورا
يا ابْنَ الَّذِي تَتَضَوَّعُ الدُّنْيَا إذا / ذَكّرُوا عُلاَهَ وَلَمْ يَزَلْ مَذْكُورا
حتَّى كَأَنَّ الشُّكْرَ كانَ نَسِيمُهُ / يَهْوى عَلَى عُرْفِ العَبِيرِ عُبُورا
ولَقَدْ ظَنَنْتُ الشِّعْرَ أَصْبَحَ نِقْسُهُ / مِسْكاً وأَمْسَى طِرْسُه كافُورا
فانْظُرْ لاطرَائِي وإطْرَابِي تَجِدْ / دَاوُدَ يَتْلُو في عُلاَكَ زَبُورا
وَتَخَيَّلِ الأّبْيَاتَ دّوْحاً ناضِراً / تَجِدِ الْمَعَانِي قَدْ صَدَحْنَ طُيُورا
واهْنَأْ بِعِيدِ الفِطْرِ إنَّكَ عِيدُهُ / وَمُعِيدُهُ مُتَهَلِّلاً مَسْرورا
والتَفَّ في حِبَرِ المَدَائِحِ لاقِياً / ما عِشْتَ في ذاكَ الحَبيرِ حُبُورا
لولا أَبو الحَسَنِ المُهَذَّبُ لم يكُنْ
لولا أَبو الحَسَنِ المُهَذَّبُ لم يكُنْ / لي في البريِّةِ كُلِّها من ذاكِرِ
مَوْلًى توالَى فَخْرُهُ فَقَدِ اغْتَدَى / يروي الرئاسَةَ كابراً عن كابِر
ولقد وَدِدْتُ وما وَدِدْتُ فِرَاقَهُ / أَنى أَكونُ لديك يابا الطَّاهرِ
فكِلاكُمَا لي مَلْجَأٌ وافَيْتٌهٌ / فأَمِنْتُ فيهِ من الزَّمانِ الجائرِ
فاخصُصْ أَخاكَ أَبا المعالي كلّها / بتحيّةٍ من عَبْدِ وُدٍّ شاكرِ
واسلَمْ ودُمْ في نعمةٍ وسعادةٍ / موصولةٍ من أَوّلٍ في آخِرِ
أَشْفَارُ جَفْنِكَ لم تَزَلْ
أَشْفَارُ جَفْنِكَ لم تَزَلْ / عندي أَحَدَّ من الشِّفارِ
وسطاك يشهد يا علي / بأَن جفنك ذو الفقار
يومٌ قضى لك بالحُبورِ
يومٌ قضى لك بالحُبورِ / ودوام عَيِشٍ في سرورِ
أَضْحَتْ تُزَفُّ به الشُّمو / سُ إِلى مقارَنَةِ البدورِ
فاهْنَأْ بِعُرْسٍ قد جَلَى الظ / لماء عن إِشراقِ نُورِ
واشْرَبْ هنيا كأَسَ را / حِكَ فَهْي مِفْتاحُ السرورِ
أَو رَتِّلِ الإِنجيلَ مُعْ / تَضِدًا بأَلحانِ الزَّبور
أَبناءُ عيسى سادةٌ / أَو قادةٌ طُولَ الدُّهورِ
أَهلُ الدواوينِ الذي / ن لهم نَفَاذٌ في الأُمورِ
يَا ابْنَ الأَكارِمِ قد أَتَتْ / كَ قصيدةٌ مثلُ الشُّذورِ
كالروضِ يعبَقُ بين ري / سحانٍ ونسرينٍ وخِيري
فاجرِ على عَجَلٍ ودُمْ / حتى تهي رُكْنَا ثَبيرِ
أَوْ لا فَإِنِّي قائلٌ / ما ليسَ يحمِلُهُ ضميري
إِن قيلَ لي ماذا لقي / تَ من الكبيرِ بن الكبيرِ
قلتُ القليلُ ومثله / من رُحْتُ عنه بالكثيرِ
عَهْدِي بحَيِّك وهو حَيٌّ عامِرُ
عَهْدِي بحَيِّك وهو حَيٌّ عامِرُ / قامَ الرقيبُ له وقلاَ السَّامِرُ
فبَوارِقُ الزَّفَراتِ فيه خوافِقٌ / وسحائبُ العَبَراتِ فيه مَواطرُ
حيث الحُماةُ منَ الكُماةِ كأَنها / فوق العِتاقِ قَسَاورٌ وجآذِرُ
وغصون مُلْدِكِ مثل قَدِّكِ مُيَّدٌ / ومجالُ طِرفكِ مثلُ عَرْفِك عاطِرُ
فمُهَنَّدٌ عَضْبٌ وأَسمرُ عاسِلٌ / ومُفاضَةٌ زُعْفٌ وأَجْردُ ضامِرُ
حتى مَضَتْ بصَبَا الصَّبابة شَمَأَلٌ / واستَنْفَذَتْ أَصْلَ الوصالِ هَوَاجرُ
وسطا عليَّ البُعْدُ بَعْدَكِ بالضنا / فأَذَابَنِي لولا الخيالُ الزائرُ
ما كُنْتُ أُومِنُ بالمزارِ ودُونَنَا / خِرْقٌ مَجُوسِيٌّ ولَيْلٌ كافِرُ
فاجْعَلْ يَدَيْكَ حميلتَين مُعَانِقاً / فجُفونُ مُهْدِيكَ الحُسامُ الباترُ
واشدُدْ لِثامَك دُونَ لَثْمِكَ لا تُضِعْ / حِرْمانَ جنْحٍ برْدُهُ لَك ساتِرُ
فالليلُ يُذْهِبُهُ صَبَاحٌ مُسْفِرٌ / بِيَدِ الغزالَةِ أَو صَبِيحٌ سافِرُ
واحمِلْ إِلى مُهْدِيك خَيْرَ تَحِيَّةٍ / حَيَّا النَّسيمَ بها الرَّبيعُ الزاهرُ
وإِذا اسْتعادَكَ ما رَأَيْتَ فقُلْ له / هُو في الهَوَى مَثَلٌ لَعَمْرُكَ سائِرُ
صالَتْ عليه صروفُ دَهْرٍ لَمْ يَكُنْ / لولا أَبُو الأَيتامِ منها ناصِرُ
الحافِظُ الحَبْرُ الذي لَوْلاَهُ لَمْ / يجْبُرْ صُدوع الشَّرْعِ يوماً جابِرُ
عَلَمٌ أَقامَ منَارةً بتَيقُّظٍ / عزَّ التَّقِيُّ به وذَلَّ الفاجِرُ
نَظَرَتْ به العلياءُ عن مُتَنَبِّهٍ / نامَتْ عيونٌ دونَهُ ومَحَاجرُ
فكأَنَّها شَخْصٌ بديعٌ يجْتَلِي / وكأَنَّه إِنسانُها والناظرُ
أَخلاقُه هي والرياضُ أَزاهِرٌ / وصِفاتُه هي والنجومُ زَواهرُ
وكأَنما الأَمداحُ إِذْ عَلِقَتْ به / دُرٌّ حواهُ منه بَحْرٌ زاخرُ
أَنا إِن نَظَمْتُ الشعرَ فيه ساحِرٌ / حقًّا ولكنْ في سِواه ساخِرُ
فإِذا وَصَفْتَ عُلاهُ قال لِيَ الوَرَى / للِّه ممدوحٌ ذَكَرْت وشاعِرُ
حَبْرٌ تَغَايرتِ القوافِي في مدًى / أَوصافُهُ فَكَأَنَّهُنَّ ضَرائِرُ
من آلِ ساسانَ الذين صِفاتُهُمْ / في جبْهةِ الأَيامِ خَطُّ ظاهِرُ
قومٌ إِذا خَيَّمْتَ دون فِنائهم / فاعلَمْ بأَنكَ للنجومِ مُجاورُ
حَلُّوا مَطَا العلْياءِ وَهْيَ مُضَمَّرٌ / أَعيا على الأَقوامِ منه الحافِرُ
تُزْهَى بِهِمْ يوْم النِّزال ضوامر / وتَميلُ في يومِ المقالِ منَابِرُ
يا أَولَّ السَّاداتِ غَيْرَ مُنَازَعٍ / وإِنِ اعْتَلَى بكَ ذا الزمانُ الآخِرُ
اِهْنَاْ بذا العَشْر المُعَظَّمِ قَدْرُه / واعلَمْ بأَنك أَنتَ منه العاشِرُ
واسلَمْ مدى الأَيامِ فرداً إِنني / بصفاتِ مجدِكَ للنجوم مُكاثِرُ
ومِنَ البلِيَّةِ أَنني في بلدةٍ
ومِنَ البلِيَّةِ أَنني في بلدةٍ / ذَلَّ التقيُّ بها وعَزَّ الفاجرُ
أَبصرتُ في الديوانِ أعمَى جالساً / فسأَلْتُ مَنْ هذَا فقِيلَ الناظِرُ
ورأَيتُه وَهُوَ الأَشَلُّ مُقَلَّدٍا / سيفاً وما يُغْنِي الأَشَلَّ الباتِرُ
ولقد أَبانَتْ لي الدفاترُ أَنَّه / شخصٌ كثير الغَيِّ فَدْمٌ فاتِرٌ
فصرفتُ عنه عِنانَ حاجِيَ زاهِدًا / في ناظِرٍ قد غَصَّ منه الناظِرُ
ما كنتُ أَرغبُ في زمانٍ أَولٍ / فَيَرُوقَنِي هذا الزمانُ الآخِرُ
لِمَنِ الشُّموسُ غَرَبْنَ في الأَكوارِ
لِمَنِ الشُّموسُ غَرَبْنَ في الأَكوارِ / وطَلَعْنَ بين معاقِدِ الأَزرار
القَاتلاتِ بأَعيُنٍ أَشفارُها / في الفَتْكِ أَمْضَى من ظُباتِ شِفارِ
عَرَّضْنَنِي للسُّقْمِ حِينَ عَرَضْنَ لي / يخطِرْنَ زَهْواً كالقَنَا الخَطَّارِ
ولَوَيْنَ أَجياداً يُحَلِّيها النَّوَى / بفرائِدٍ من فَيْضِ دَمْعٍ جارِي
سارَ الحُداةُ بمن أُحِبُّ وخلَّفوا / قلبي رهينَ الوَجْدِ والتذكارِ
نَضَت البَرَاقِعُ عن رياضِ محاسِنٍ / لم تحتكِمْ فِيها يَدُ الأَمْطارِ
وَرَنَتْ إِليَّ بطَرْفِ ريمٍ أَكْحَلٍ / فرنا الرقيبُ بطَرْفِ لَيْثٍ ضَارِ
كيفَ السَّبيلُ إِلى بدائِعِ جَنَّةٍ / حُفَّتْ لطالِبِ نَيْلِها بالنَّارِ
لا يُبْعِدِ الله الجمالَ مَحَبَّةً / عَذْبَ العذابِ مُهَوِّنَ الأَخطارِ
فَدَعِ الصِّبا أَبداً شِعاري واستَمِعْ / أَوصافَ نَجمِ الدِّينِ في أَشعاري
مَلِكٌ يُريكَ نَوالُه وجمالُه / فيضَ البحارِ وبهجةَ الأَقمارِ
مَا إِنْ رأيتُ أَسيرَ عُسْرٍ أَمَّهُ / إِلا وأَنقذه من الإِعسارِ
رَقَّ الزمانُ لنا برِقَّةِ طَبْعِه / حتى لأَصبحَ كالزُّلال الجاري
ردَّ الهواجِرَ كالأَصائِلِ وانثنى / فكا الليالي رَوْنَقَ الأسحارِ
متقسمٌ بين الهلالِ المُجْتَلَى / حُسْناً وبين الضَّيْغَمِ الزَّءَّارِ
فإِذا سَطَا فَالسيفُ يَضْحَكُ غُرَّةً / وإِذا عفا فالمالُ ذو اسْتْعبارِ
جَذْلاَنُ يُطْرِبُهُ السُّؤالُ كأَنما / يَسْقِيهِ سائِلُهُ بكأَسِ عُقَارِ
وتراهُ فِي ويوم الوغى وكأَنه / من نفسه في عسكرٍ جرَّارِ
من معشرٍ ما فيهمُ إِلا فتىً / طامِي عُبابِ الجودِ رحبِ الدارِ
وَلرُبَّ أَصْفَرَ في يَدَيْهِ فَعَالُه / ينْسِيكَ فِعْلَ الأَبيضِ البَتَّارِ
كالحَيَّةِ النَّضْنَاضِ إِلا أَنَّهُ / مُتَقَسَّمٌ للنفعِ والإِضرارِ
الله جارُكَ قد بَنَيْتَ مراتباً / في المجدِ لا تَفْنَى مع الأَعْصارِ
أَجريتَ من يمناكَ بحرَ سماحةٍ / وَقَفَتْ عليكَ نَتَائِجَ الأَفكارِ
وإِذَا جَعَلْتَ الجودَ غَرْسَكَ لم تَزَلْ / تَجْنِي ثِمارَ الشَّكْرِ خَيْرَ ثِمارَ
وعزائمٍ لك ما السيوفُ قواطعٌ / أَنَّي تُعَدُّ ولا النجومُ سوارى
تمضي متى أَمْضَيْتَها فكأَنما / تأْتي على قَدَرٍ مع الأَقدار
لمَنِ الحُمولُ بجدّةٍ تسري
لمَنِ الحُمولُ بجدّةٍ تسري / يدرينَ مَن حملَتْ ولا يَدْري
في الآلِ طافيةٌ وراسيةٌ / سيرَ السفينِ بلجّةِ البَحرِ
فعليكَ يا قلبي السلامُ فقد / بانوا كما قد بِنْتَ عن صدري
كم حجبت كلل الهوادج عن / عينيك من شمسٍ ومن بدرِ
بيضٌ وسمرٌ سحرٌ أعيُنِهم / يُنسيكَ فعل البيضِ والسمرِ
وأنا العديمُ من السّلوّ فإنْ / ذُكِرَ الغرامُ فإنني المُثْري
ولقد أمالَتْ للعناقِ ضُحًى / قدّاً كخوطِ البانةِ النّضْرِ
وبكيْتُ فابتسمَتْ فلاح لنا / دُرّانِ في نَظمٍ وفي نثرِ
دأبَتْ على هجري فخالفَها / بالوصل طيفٌ في الدُجى يسري
واهاً على عصرِ الشبابِ فما / أحلى شمائلَ ذلك العصرِ
أيامَ أخلعُ غير مستَتِر / عُذُري فأُلفى واضح العُذْرِ
وتنوفةٍ قفرٍ رمَيتُ بها / ولاّجَ كلِّ تنوفةٍ قَفْرِ
يهفو إذا لفحَتْ هواجرُها / قلبُ السراب بها من الذُعْرِ
وكأنّ أعناقَ المطيّ وقد / وخدَتْ مياهٌ فوقَ تجري
لو لم أكُن صقْرَ السّباسِبِ لم / أصْبِحْ ومن أكوارِها وكْري
والى الأجلِّ الحَبْرِ جُبْتُ بها ال / آفاقَ من سهل ومن وعْرِ
فاتَتْ بأبكارِ المديح الى / دفّاعِ رَيبِ الحادثِ النُّكْرِ
حبّرْتُ ألفاظي فجئتُ بها / حِبَراً الى علاّمةٍ حَبْرِ
جمع المحاسنَ كلّهُنّ فمَن / يفخَرْ به يفخَرْ بذي فخرِ
فإذا روى الأخبارَ أصدرها / عن فرطِ معرفةٍ وعن خُبْرِ
وإذا المسائلُ أشكلَتْ فغدَتْ / لا تستبينُ لصائِب الفكْرِ
جلّى غياهِبَها بصُبْحِ حِجًى / منه وصارم فطنةٍ يَفْري
وإذا جرى في طِرسِه قلمٌ / بيمينه للنفعِ والضُرِّ
أبصرْتُ روضَ الفضلِ أخضَلَهُ / ماءُ الذكاءِ فجاءَ كالسّحْر
يا حافظَ الدين الذي شهدَتْ / آلاؤهُ في البَدْو والحَضْرِ
لك منّةٌ عظُمَتْ فقلّ لها / يا خير مولًى منه بالشكرِ
لجلوْتَ عنّي الحادثاتِ كما / تجلو الدّياجي غُرّة الفجر
وكسوتَني خِلَعَ الرضا فأتى / متنصِّلاً مما جَنى دَهري
واسلَمْ لجمع الحمدِ واحظَ به / فرداً فأنتَ مفرّقُ الوفرِ
سِيّانِ مَنْ بالصّفْحِ مكسِبُه
سِيّانِ مَنْ بالصّفْحِ مكسِبُه / أو مَنْ له ببِغائه وفْرُ
حالاهُما في الكسبِ واحدةٌ / ما بين مُكتسَبَيْهِما قبْرُ
أصبحت من صَرْفِ الزمان الجاري
أصبحت من صَرْفِ الزمان الجاري / سكرانَ من عُونٍ ومن أبكارِ
متنقّلاً كتنقّلِ الأفياءِ من / أنيابِ حادثةٍ الى أظفارِ
حتى كأنّي لم ألُذْ بالحافظِ ال / حَبْرِ الإمامِ النافعِ الضّرّارِ
واللهِ ما طفِقَتْ تسيرُ مجدّةً / إلا الى أبوابِه أشعاري
يا لابساً حُلَلَ الثناءِ وعارياً / دون البريّة من ثيابِ العارِ
أشكو إليك ثلاثةً أوهتْ قُوى / جسَدي فبتُّ على شفيرٍ هارِ
وأقول ما قال الخليعُ مترجِماً / عن حالِه بنتائج الأفكارِ
أنا شاعرٌ أنا شاكرٌ أنا ناشرٌ / أنا راجلٌ أنا جائعٌ أنا عارِ
هي سنّةٌ وأنا الضّمينُ لنصفها / فكن الضّمينَ لنصفِها بعِيارِ
والنارُ عندي كالسؤال فهل ترى / أن لا تكلّفَني دخولَ النارِ
سفَحَتْ عيونُ الغيثِ أدمعَ قطرِه
سفَحَتْ عيونُ الغيثِ أدمعَ قطرِه / فالروضُ يضحكُ عن مباسمِ زهرِه
وسرى النسيمُ بقهوةٍ حيّى بها / دوحاً لوَتْ عِطفَيْهِ راحةُ سُكْرِه
وجرى بمؤتَنِقِ الحدائق فائضاً / فأثارَ طامسَ عَرفِها عن ذكرِه
وانشقّ جيبُ الأفْقِ عن متألقٍ / ينجابُ تقطيبُ الظلامِ ببِشْرِه
وكأنه ظن النجومَ كواعباً / فرمى لها بملاءةٍ من فجرِه
وكأنّ ذا الرعَثات يندُبُ إثْرَها / شجواً أثارَ البينَ سالفُ ذكرِه
ودعا بحيّ على الصَبوحِ مؤمّر / حتمٌ على الظُرَفاءِ طاعةُ أمرِه
تزهى فضولُ التاج مفرِقَ رأسه / ويهزُّ رقمَ الوجهِ مرهَفُ خصرِه
غنى فهزّ قَوامَ قسيسِ الدُجى / طرباً فشق صدارها عن صدرِه
وارتاعَ من ماءِ الصباح فشمّرَتْ / أذيالُ حُلّتِه لفائضِ بحْرِه
فاقذفْ شياطينَ الهمومِ بأنجُمٍ / تثْني الخليعَ الى السرورِ بأسرِه
بزجاجةٍ حيّاك منها قيصَرٌ / وكأنما هو في جوانبِ قَصرِه
ما ألبستْهُ الراحُ ثوباً مُذْهَباً / إلا وقلّدهُ الحَبابُ بدُرِّه
يسقيكَها رشأ كأنّ مذاقَها / من ريقِه وحبَبَها من ثغرِه
وسنانُ ضاع اللُبُّ في لحَظاتِه / ضيعانُ طبُّ وصالِه في هجرِه
أرسلتُ لحظي رائداً فأضلّهُ / ليلٌ يمدُّ بغدرِه وبعُذْرِه
أعشى الدليلَ دجى الدلالِ فسائلوا / فلك الأزِرّةِ عن مطالعِ بدرِه
يا فارسَ الإسلامِ حين ترحّلَتْ / فرسانُه وتخاذلَتْ عن نصرِه
والصارمُ الذَكَرُ الذي أفضَتْ به / من خلفِ ستر النقْعِ عُذرةُ بِكره
تختالُ في بُردَى كمال طُرِّزا / في حالتَيْه بنفْعِه وبضُرِّه
بأسٌ يؤجج حُمرَهُ من مائه / وندًى يُعجَّجُ ماؤه من جَمرِه
أنشرْتَ من آبائكَ الصيدِ / ذكَراً لسانَ الدهرِ ناشرَ نَشْرِه
كَرموا وزدتَ عليهُمُ فكأنهمْ / شهرُ الصيامِ وأنتَ ليلةُ قدْرِه
فليَهْنِكَ الشهرُ الأصمُّ وإنه / لسميعُ ما نظّمتُه في شكرِه
وأغنّ قد جعلَ الكنائسَ منزلا
وأغنّ قد جعلَ الكنائسَ منزلا / ومثالُه تَخِذَ الكِناسَ قرارا
متنصرٌ حتى الجمالُ بوجهه / فلذاك شدّ عِذارهُ زُنّارا
ومسامرٍ تُسْليكَ عن سِنةِ الكرى
ومسامرٍ تُسْليكَ عن سِنةِ الكرى / ألفاظُه فالليلُ منه نهارُ
تَثْني المسامع عن سَماع حديثِه / صُمّاً فتسمَعُ ذلك الأبصارُ
ويهزُّ أغصانَ القدودِ كأنّهُ / كأسٌ عليها للمُدامِ تُدارُ
إن أشكلتْ يوماً عليكَ قضيةٌ / فاسألْهُ تحْظَ فعندَهُ الأخبارُ
لا شيءَ أنصفُ منه تُظهِرُ سرّهُ / أبداً وتخفى عندَه الأسرارُ
وأغنَّ تسكُرُه فتورُ جفونِه
وأغنَّ تسكُرُه فتورُ جفونِه / فكأنّما هي قد سقتْهُ عُقارا
كالبدرِ وجهاً والقضيبِ تثنّياً / والدعصِ رَدْفاً والغزالِ نِفارا
أوردتُ إنساني بصفحةِ خدِّه / ماءً فأضرمَ في الجوانحِ نارا
شِعْري كمجدك من يرُمْهُ مقصِّرُ
شِعْري كمجدك من يرُمْهُ مقصِّرُ / وبحارُ فكري مثلُ جودك تزخَرُ
لما أعارتْهُ صفاتُك بعضَها / باهتْ بجوهرِك النفيسِ الأعصرُ
وإذا رجِعْتَ الى حقيقةِ / يوماً فمن عَلياكَ ذاكَ الجوهرُ
هل أنت إلا دوحةٌ أغصانُها / شيءٌ عقيمٌ ذا وهذا مُثمِرُ
فخراً لراحتكَ الكريمةِ إنّها / نال المُقِلُّ نوالَها والمُكْثِرُ
كالغيثِ فوق البرّ ثَرّانٌ هَمى / منه ووسْطَ البحرِ دُرٌّ أزهرُ
ما ضاع دِينٌ أنت حافظُ شرعِه / كلا ولا أخنتْ عليه الأدْهُرُ
أشكو إليك جمودَ جاريّ الذي / ألفيتَه بالضدِّ مما يُذْكَرُ
إن عادَ من أحجارها فارجعْ له / موسى ترى أنهارَهُ تتفجّرُ
أو صار من بعضِ الحديدِ فكنْ له / داودَ يُنْهى في يدَيهِ ويُؤمَرُ
إني على سفرٍ وإن أرحلْ فلي / قلبٌ مَشوقٌ عنك لا يتأخّرُ
أرجو نوالَك لا نوًى لك غادرٌ / بأساً فنالَ الفوزَ فيما يُضْمِرُ
واسلم فمثلُك من تُنيلُ بَنانَهُ / بِدَراً مُحجِّيها ومثلي يَشكُرُ
قلْ في الزمانِ فإنّهُ
قلْ في الزمانِ فإنّهُ / هرِمٌ ونكِّب عن زُهَيْرِ
واجعلْ مقالَك كلّهُ / شراً فليس زمانَ خَيْرِ
قد طالَ سيري في البلا / دِ فلمْ عصاي بغير سيرِ
حتى كأن اللهَ لمْ / يَخلُقْ لشغْلِ البالِ غَيري
يا ليتني كنتُ اعتزل / تُ برأسِ صومعةٍ بدَيْرِ
وافيتَ منفرداً عن الأنظارِ
وافيتَ منفرداً عن الأنظارِ / فملأت بشراً أعينَ النُظّارِ
وحدَوْتَ للإسكندريةِ عارضاً / أنشأتَه في مصرَ للأمصارِ
وتنقلتُ بكَ للمحامدِ همّةٌ / رأتِ التنقّلَ شيمةَ الأقمارِ
فكفيتَ يا عزَّ الكُفاةِ عوارضاً / حكمتْ بشيبِ عوارضٍ وعِذارِ
عبسَ الزمانُ ولو قصدتُك تائباً / قامتْ الى الأسفارِ بالأسفارِ
لكنني كالروضِ من عاداتِه / أنْ تنتحيهِ ركائبُ الأمطارِ
فأتيتُ نحوكَ للسؤالِ موفَّقاً / فظفِرْتُ في الأوطانِ بالأوطانِ
وإليكَ أشكو جارياً حاولته / فوجدتُه قد مرّ عني جاري
وابعثْ إليه خيولَ جاهِك علّها / تَثْنيه بالإطلاقِ بين أسارِ
سافِرْ إذا حاولتَ قَدْرا
سافِرْ إذا حاولتَ قَدْرا / سارَ الهلالُ فصارَ بَدرا
والماءُ يكسِبُ ما جرى / طيباً ويخْبُثُ ما استقرا
وبنقلة الدُرَرِ النفي / سةِ بُدِّلتْ بالبحرِ نَحْرا
وَصْلاً إن امتلأتْ يدا / كَ فإن هُما خلَتا فهجْرا
فالبدرُ أنفقَ نورَه / لما بَدا ثمّ استَسَرّا
زِدْ رفعةً إن قيلَ أتْرَ / بَ وانخفِضْ إن قيلَ أثْرى
فالغصنُ يدنو ما اكْتَسى / ثمَراً وينأى ما تعرّى
حركاتِ عيسِك إن أردتَ / مِهادَ عيشِك أن تقرّا
فالمهدُ أسكنُ للصغيرِ / بحيثُ جاءَ به ومرّا
إما تَرَيني شاحبَ ال / وَجَناتِ قد أُلبِسْتُ طِمْرا
فوقائعُ الأيامِ تُخْ / رِجُ أهلَها شُعْثاً وغُبْرا
والصارمُ المطروُ لي / سَ بجفنِه يزدادُ أثْرا
مدّتْ إليّ الأربعو / نَ يداً وقد قهقَرْتُ عَشْرا
واستحدَثَتْ في لِمّتي / نُقَطاً فهلا كُنّ حِبْرا
وكفاك أني إن نظرْ / تُ لها أرَتْني النجمَ ظُهْرا
لا قلتُ أُفٍّ فإنّها / شررٌ بأفِّ تعودُ جَمْرا
كان الشبابُ الغضُّ لي / لاً فاستنارَ الشّيْبُ فجْرا
ولو انّني الغصنُ الرطي / بُ زُهِيْتُ حين حملْتُ زَهْرا
لكنْ مكاسِرُ نَبعَتي / تأبى على النكَباتِ كَسْرا
مرت عليّ النائبا / تُ تذوقُني فوجدْتُ مُرّا
فلئن تقلّب بي الزما / نُ كما اشتهى بَطْناً وظَهْرا
فيما قتلتُ صروفَهُ / وقتلتُهُ جَلْداً وخُبْرا
غاضَ الوفاءُ وفاضَ ما / ءُ العُذْرِ أنهاراً وغُدرا
وتطابقَ الأقوامُ في / أقوالهم سرّاً وجَهْرا
فانظر بعينكَ هل ترى / عُرْفاً وليس تراهُ نُكْرا
خَلْقٌ جرى من آدمٍ / في نسلِه وهلمّ جَرّا
فاعتَبْ أخاكَ على الذي / يَجْنِيه أو أوسِعْهُ جَرّا
ومُروّعي بالبحرِ يح / سَبُ أنّني أرتاعُ بَحْرا
أضحى يُطاردُ عزْمَتي / بملامةٍ كرّاً وفَرّا
وبواديَيْ عدن وسق / على السُرى لقتالِ مِصْرا
كم ذا يُريدُ يُبيدُه / طيّاً وليس يُبيدُ نَشْرا
البحر والصحراء والن / يل المعرج والمقرّا
أو ما دَرى أني بتس / هيلِ المصاعبِ منهُ أدرى
أعددتُ نظرةَ ياسرٍ / نحوي وسوفَ يعودُ يسرّا
من صرّفَ الأقدارَ في / آرائهِ كسْراً وجَبْرا
واستخدم الأيامَ في / أحكامِه نهياً وأمْرا
وانتاشَني في نظرةٍ / أُولى سيشفَعُها بأخْرى
وجرى الى شأوِ السما / حِ مع الرياحِ فكان أجرى
فالسُحْبُ ترشَحُ إذ جرتْ / في إثْرِه بالجهدِ قطْرا
والرعدُ يرجِعُ جاهداً / أنفاسِه تَعَباً وبهْرا
والبرقُ طارَ فؤادُه / خوفاً لِما يلْقى وذُعْرا
غُرْسُ الصنائعِ في الرقا / بِ فأنبتَتْ حمَداً وشُكرا
ورأى الأياديّ اعتلتْ / شُرُفاتِها شرَفاً وفَخْرا
يقظانَ إنْ نبّهَتْه / عُمَراً أو استنجَدْتَ عُمْرا
ووزيرَ مملكةٍ غدا / وَزَراً لها وسِواهُ وِزْرا
راشَتْ يداهُ قدحَها / من بعدِ ما قد كان يُبْرَى
فلرُبّ طُرّةِ معْركٍ / سوداءَ قد أعدتْهُ طُرّا
مدّتْ من النقْعِ المثا / رِ به رواقاً مُشْمَخِرّا
حتى كأنّ الشمسَ فيه / غادةٌ تحتلُّ حَذْرا
أسرى الى أبطالها / فأبادَهُمْ قتلاً وأسْرا
فكأنّهم كانوا بغا / ثَ الطير لما انقضّ صَقْرا
بكتائب كتبَ الإل / هُ أمامَها فتحاً ونَصْرا
من كلِّ مُتّشحٍ على / بحرِ الدلاصِ الزُعْفِ نَهرا
ومعرّضٍ من فوقِ ها / دي الطّرف مُسْودّاً مُمِرّا
ومطاولِ الأنواعِ يُقْ / دِمُ صائباً كالصلِّ شَرّا
جرّوا الذوائبَ والذوا / بِلَ خلفَهم بيضاً وسُمْرا
فالسيفُ يُقرعُ بينَهُم / بشقيقِه والضيفُ يُقْرى
يا راوياً عن ياسرٍ / خِبْراً ولم يعرفْهُ خُبْرا
اقرأ بغُرّةِ وجهِه / صُحْفَ المُنى إن كنتَ تَقْرا
والثِمْ بَنانَ يمينِه / وقلِ السلامُ عليك بَحْرا
وغلِطْتَ في تَشبيهِها / بالبحرِ فاللهمّ غُفْرا
أو ليس نِلْتَ بذي غنًى / جمّاً ونلتَ بذاك فَقْرا
وكما يُفيدُ بنانُه / غَمْراً يُعيدُ البحرَ غَمْرا
اللهُ أكبرُ عندَ ه / ذي آية في الجودِ كُبرى
هذي شرابٌ وهي تج / عَلُ فيه مثلَ البحرِ دُرّا
وتُنيلُه الشِعْرى على / بصَرٍ به ليكونَ شِعْرا
أوَ ما تراهُ يُجيدُ في / أمداحِه نظماً ونَثْرا
من كلِّ بِكْرٍ ما ارتَضَيْ / تَ لها سوى عَلياهُ صِهْرا
ألبستَها الحِبَرَ التي / أدعى لها ما عشتَ حَبْرا
وعصَرتَها خَمْراً تدو / رُ كؤوسُها شُكْراً وسُكْرا
أرضى فما أحلى وأغْ / ضَبُ في عِداهُ فما أمَرّا
وأنا الذي بالبَذْلِ ينْ / فُثُ قائلاً شمساً وسِحْرا
بنوافذٍ ترنو الرّما / حُ لها بطرفِ الحِقْدِ شَرا
تحكي عزائمهُ التي / فكّتْ رِقابَ الخَطْبِ قَسْرا
لا زالَ ينظُرُ عودَها / بنداهُ لدنَ المَتْنِ نَضْرا
أحقُّ بقاعِ الأرضِ بالرَفْضِ بلدةٌ
أحقُّ بقاعِ الأرضِ بالرَفْضِ بلدةٌ / خبَطْتَ بها الظَلْماءَ وسْطَ نهارِ
يكلفُني فيها ابنُ ياقوتَ مدْحَهُ / ويأمُرُني أن أهجو ابنَ سِوارِ