القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 8
فصل الربيع بوجهه قد أَقبلا
فصل الربيع بوجهه قد أَقبلا / متبسماً ببدائع الأزهار
وَغدا به نبتُ الخمائل مخْضَلا / يحكي السما بالنور والأنوار
فكأنَهُ حلّى الربى أَو كلّلا / إذ أَنجما بجواهرٍ وَنُضار
والطيرُ بين رياضه قد رتَلا / مُترنما يُلهي عن المزمار
شكراً لِمُبْدعه تعالى ذي العلا / ما أَعظما من واحد قهّار
وتخالُ هاتيكَ السحائبُ هُطّلا / لمّا همى سحاحها بقطار
جودُ المليك الصالح الهامي على / من أَعدما بنواله الزّخار
مَلِك إذا ما حلَّ قطراً ممحلا / متكرماً كالقطر للأقطار
أَورى وأروى مُبرقاً أَو مسبلا / مُهجاً وما لعداه والأنصار
وترى الكماةَ إذا أَثارَ القسطلا / تبكي دَما بالصارم البتار
فاللهُ يكلأ ملكَهُ ما أَعدلا / ما أَكرما من باسلٍ مِغوار
لولاه سعُر الشّعر سوماً ما غلا / إذ نُظَّما من بعد طول بوار
كلا ولا اتضحت مذاهبُه ولا / ما استَبْهما أضحى عليَّ منار
ووزيره الفخرُ الذي قد خوّلا / بالمنتمي فخراً على النظار
والدارُ تمّمها لعزٍّ مَعقِلا / أسنى حمى فغدا تميمُ الدار
فَلْيُهنِه عيد أَتاه مُقبلا / جذلاً بما أَولاه في الأمصار
لا زالَ ما تالى أَخير أَوّلا / مُتَنَعِّما ما لاحَ ضوءُ نَهار
وافى كِتابُكَ يومَ دَجْنٍ مُمْطرٍ
وافى كِتابُكَ يومَ دَجْنٍ مُمْطرٍ / والروضُ بينَ مُدَرْهَمٍ وَمُدَنَر
فرأيتُ ما فاقَ الرِّياضَ محاسناً / وَوَعَيتُ ما يُغني الفتى من مُسْكِر
وَنَشَقْتُ من طيِّ الكتاب وَنَشْره / أرجاً يفوحُ لِناشقٍ كالَعَنْبَرِ
وَلَقَدْ ذكرتُكَ في مواطنِ لذَّتي / مُتشَوِّقاً لجميلِ ذاكَ المنظَرِ
وَبَعَثْتُ للوردِ الجنيِّ تَحِيّةً / أرسَلْتُها وقباهُ غيرُ مزرَّرِ
فتأرَجَتْ نَفَحَاتُه وَتَضَرَّجت / وَجَنَاتُه وبدا بِخَدِّ أحْمرِ
وبكى لِبُعدكَ نَرْجِس ما غمّضت / منهُ الجفونُ وَمَنْ يُحِبكَ يَسْهَر
وبدا البنفسجُ أزرقاً أسفاً على / أوقات أنسِكَ يا كريمَ المحضر
والياسمينُ انحلَّ منه فِصادُهُ / فبكى النجيعُ لناجعٍ في العسكر
واستعبَرَ المنثورُ ينثرُ دَمعَه / شوقاً ولا شوقُه لم يُنْثَرِ
وأصابِعُ الأترجِ تحسبُ مدَّةً / للهجر فيها مِثلُه لم يُهجَرِ
وكذلكَ الكبّادُ مكبودٌ وَقَدْ / أَمسى بوجهٍ من فراقِكَ أَصفَرِ
ولقد تَقَلّى ذلك البَلطي من / مرأى جمالِكَ ثمَّ والبوري الطري
وبدا منَ القَصَب الدِّقاق يصول بال / عسّال مُرْتَشِفاً وماسَ السكّري
وأصابَ للرمّان حبّةَ قَلبه / فتفرَّطَتْ منهُ صحاحُ الجوهري
وَمُقطّعاتُ النّيلِ قد رقَتْ وقد / راقَت وأمسى نهرُها كالكوثرِ
تاللهِ لا أنساكَ يا سكني الذي / أَبدي إليهِ تلفتي وتَذَكري
أحذَرْ نَديميَ أنْ تذوقَ المسكرا
أحذَرْ نَديميَ أنْ تذوقَ المسكرا / أو أنْ تُحاوِلَ قطّ أمراً مُنكرا
لا تَشَربِ الصّهباءَ صرفاً قرقفا / وتزورَ مَن تَهواهُ إلا في الكرى
أنا ناصحٌ لَكَ إنْ قَبلتَ نَصيحتي / إشربْ متى ما رُمتَ سُكراً سكّرا
والرأيُ عِندي تَرْكُ عَقْلكَ سالماً / من أنْ تراهُ بالمدام تَغيّرا
ذي دولةً المنصور لاجين الذي / قهرّ الملوكَ وكانَ سُلطان الورى
إياكَ تأكُلُ أخضراً في عَصْره
إياكَ تأكُلُ أخضراً في عَصْره / يا ذا الفقيرُ يَصير جَنبُكَ أحمرا
والمزرُ يا مَسعودُ دَعْهُ جانباً / واشرَبْ من اللّبن المخيص مبَكرِّا
وبني حرامِ إحفظوا أيديكمُ / فالوقتُ سيفٌ والمراقبُ قد دَرَى
توبوا وصلّوا داعيين لمُلكه / فيه تنالون النّعيمَ الأكبرا
فَرَسٌ تَراهُ إذا سَرى
فَرَسٌ تَراهُ إذا سَرى / للضّعف يمشي القهقرى
يحكي سكابَ سوى المحا / سن لا يُباعُ فَيُشْتَرى
وكأنّه الفتّالُ يَمشي / في الطّريقِ إلى ورا
لم يَبْقَ عِندِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى
لم يَبْقَ عِندِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى / إلا حَصيرٌ قَدْ تَساوى بالثّرَى
وَبَقيّةُ النّطعِ الذي وَلِعَتْ بهِ / أيدي البِلى حتى تَمَزَّقَ وانبَرى
نَطْعٌ تُرٍيقُ دَمي عَلَيهِ بَقّةٌ / حتّى تَراهُ وهو أسودُ أحمرا
في منزلٍ كالقَبرِ كَمْ قَدْ شاهَدَتْ / فيه نَكيراً مُقلتاي وَمُنكرا
لو لم يَكُنْ قبراً لَما أمسيتُ نسِياً / فيهِ حتى أنّني لم أذكرا
والقبرُ أهنا مَسكناً إذْ لم أكنْ / مَعْ ضيقِِ سُكناهُ أُطالبُ بالكرى
لا فَرقَ بينَ ذوي القبورِ وبينَ مَن / لا رِزقَ يُرزَقُه سوى العيش الخرا
أفٍّ لِعُمْرٍ صارَ في رَيَعانهِ / مثلي يَوَدُّ بأنْ يَموتَ فَيُقْبرا
ولَرُبَّ قائلةٍ أما من رحلةٍ / تُمسي وَقَدْ أعَسرت منها مُوسِرا
سِر فالهِلالُ كمالُهُ في سَيْرِهِ / والماءُ أَطيَبُ ما يكونُ إذا جرى
كم مُدْبرٍ لمّا تحرَّكَ عَدَّهُ / بعَد السُّكونِ ذوو العقولِ مُدبِّرا
فأجبتُها سَيري وَمَكثي واحدٌ / النّحسُ نَحسٌ مُنجِداً وَمُغَوِّرا
إنَّ المدائِنَ وَهيَ أوسعُ بقعة / ضاقَتْ عَلَيَّ فكيف أرحَلُ للقرى
تاللهِ قَد أقوى السّماحُ وأصبَحَتْ / منهُ عِراصُ البِرِّ برَّاً مُقْفِرا
وَلَقَد سألتُ عنِ الكرامِ فلم أجد / في الناس عن تلكَ الكرامِ مُخَبِّرا
حتّى كنَّ حديثَ كُل أخي نَدَى / عَن كُلِّ مَنْ يَروي حديثاً مفتَرى
إنْ كانَ حقّاً ما يُقالُ فإنّهم / كانوا وما ولّى الزَّمانُ القهقرى
لم يبقَ عندَهُم حَديثٌ طيِّبٌ / للطّارِقينَ ولا مُناخٌ في الذُّرى
واليومَ أبناءُ الزَّمانِ أشَحُّهم / يدعى المُدَبِّرَ والسّخِيُّ مُبَذِّرا
منْ كُلِّ مَن قد ساءَ خَلقاً مثلما / قد ساءَ خُلقاً في النُّهى وَتَصّورا
قَرَنَ الفضيّلةَ بالرَّذيلةِ جاهلاً / وكفاهُ جَهلاً أنّه لَن يَشْعُرا
وَمِنَ المصيبةِ أَنَّ رِزقيَ فيهم / نَزْر وَرُبّتما غداً متعذِّرا
فَلَئِنْ ذَمَمْتُ ذَمَمْتُ مَن لا يَرْعَوي / ولئن شَكَرتُ شكرتُ من لم يشكرا
فلأصبِرَنَّ على الزَّمانِ وإنّني / لأخو الشّقاءِ صبرتُ أو لنْ أصبِرا
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ / يُغنيكَ شاهدُ مَنْظَري عَنْ مَخبري
خارَتْ لسُكنى الخورِ قُوَّتي التي / كانَتْ تفوقُ على شجاعةِ عَنْتَرِ
نزَلَتْ بداري عُصْبَةٌ فَتَاكةٌ / هَتَكَتْ حِجابي بعدَ طولِ تَستُّرِ
من كُلِّ مُنْقَفلِ اللِّثامِ مُفَتِّح / أقفالَها بشَبا الحديدِ الأَخضرِ
وافى يُّكَوِّرني ولولا أنْ عرى / شَمسي الكسوفُ لَكانَ غيرَ مُّكَوَّري
بمُلَثَمٍ وَمُكَمّمٍ وَمُعَمّمٍ / ومخرَّصٍ وَمُوَشّحِ وَمُوَزَّرِ
مزجوا القَساوةَ بالجهالةِ وانبرى / كلٌّ يُهَدِّدُني بلَفظٍ حوتري
في صورَةِ المرِّيخ إلا أنّه / زُحَلٌ لهُ في كُلِّ سوقٍ مُشتَري
طَرَقوا بساطي بالطّوارقِ والقنا / متلاعبينَ بأبيضٍ وبأسمرِ
لم أنْتَبهْ إلاَّ بكوزَةِ رامحٍ / منهم أقامتني إلى ألحالِ الزَّري
وَبضَربةٍ من ذي حُسامٍ منتضى / يَفري الفريسة من جهولٍ مُفترى
صَفحاً بلا صَفْح فليتَ تبدَّلتْ / بالعينِ حاءً بالأديمِ الأَحمرِ
في شَر نوروزِ بَدالِي نَطعُهُ / بالسّيْفِ مُقْتَرِناً يُلاحِظُ مَنْخري
فَجُرِرتُ بعدَ الرَّفعِ في أيديهِم / وَنُصِبتُ ذا نَصب بِحالِ مُسَمّرِ
هذا يقولُ المالُ أين خَبَأتَهُ / فأجبتُهُ خوفاً جوابَ مُحَيِّر
وأقولُ مالي غير برذَوني وأث / وابي وَجُزءٌ من صِحاحِ الجّوهَري
وَمُسَوِّداتُ الشّعرِ مَدْحُكُمُ بها / قالوا سَبَالُكَ في أمِّ البحتري
فَبَكَتْ صِغاري إذْ رأوني بينَهم / مثلَ الأسير وما أنا بالموسِرِ
قالوا اقتلوهُ واطرَحوهُ إنّهُ / عينُ الأمير ويا لَهُ منْ مُخْبرِ
أو فأعصروهُ كالخراء فإنه / جَلدٌ وليسَ يقرُّ ما لَمْ يُعْصَر
عصروا كِعابي بالبَلاطِ وَشَوَّطوا / رأسي بِطاساتٍ حُمينَ بِمجمَرِ
ناديتُهم في السّطح عندي تاجرٌ / مُتَمَوِّكٌ مثلَ الخواجا الصّرصري
فَرَمى إلى طَبْيانَ أطولِهْم يداً / بِشَبا الظُّباةِ وَكُلِّ رمح سَمْهَري
فَبَدا خيفةً من كيدِهم / وَلَرُبّما وَجَدوهُ خَوْفاً قد
عرَّفْ كمالَ الدِّينِ عنَي ما ترى
عرَّفْ كمالَ الدِّينِ عنَي ما ترى / وانقل لَهُ هذا الحديثَ كما جَرى
واخبرهُ عنّي أنني في حالةٍ / فارقتُ منها في الدُّجى طيفَ الكرى
متقلبّاً فوقَ الفراش كأنّني / أودعتُ من لَهَبِ الجوانحِ مجمرا
أُحمى فأُسقى بعدَ بَرْدٍ مَسّني / لو أنّني سيفٌ لَصرْت مُجَوْهرا
وأرى الشرابَ ولوا شراب بقيعةٍ / وغدايَ أكثرهُ أراهُ مُزوَّرا
طَوراً تَراني بالوهادِ مُزَمّلا / أشكو وطوراً بالحصيرِ مُدَثّرا
في عُصَبةٍ بعدَ اخضرارِ معزَّةٍ / قَد عاينوا بالذُّلِّ موتاً أحمرا
فَرضانِ سقمٌ ثمَّ فقرٌ مدقعٌ / فلعلَّ جودَكَ أن يداوي الأخطرا
ولئن سَلِمتُ جعلتُ شكري كافلاً / ولئن هلكتُ فلا حِقاً أنْ تُؤجَرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025